ثلاث علماء مصريين دخلوا أشهر موسوعة عالمية
«التصاريح الأمنية والبيروقراطية والمحسوبية والعمل الفردي»..
كلمات لخص بها ثلاثة علماء مصريين دخلوا موسوعة WHO is WHO للعام الحالي أزمة البحث العلمي في مصر.
وما بين الصخور والمبيدات وأمراض المناعة كانت تخصصات العلماء
الثلاثة التي منحتهم أبحاثهم ذلك التكريم الذي يضع ظلالا علي أزمتنا
العلمية ويرسم علامات استفهام بحجم تأخرنا العلمي مقارنة بدولة مثل
إسرائيل،
كما يحرج الدولة التي تضم في هيئاتها العملية علماء نابهين يعملون
ويفكرون لإفادة مجتمعهم باختراعات وأبحاث تحمل مردودا يصب في صالح تطور
المجتمع، ولكنهم لا يجدون الرعاية والاهتمام ويصطدمون بمعوقات تجعل العمل
البحثي أمرا بالغ الصعوبة، وعلي النقيض من ذلك وجد هؤلاء العلماء الاهتمام
والرعاية من مؤسسات وهيئات دولية ليتوجوا قصة نجاح كللوها بتكريم موسوعة
«WHO IS WHO».
مخلص عبدالملاك اكتشف طريقة لإنتاج الذهب من صخور «الأفيوليت» بطريقة اقتصادية
الدكتور مخلص كمال عبدالملاك حصل علي بكالوريس العلوم الجيولوجية عام ١٩٩٤
ليعمل جيولوجياً بجامعة أسيوط في المشروعات الخاصة بوزارة التعاون الدولي
بغرض البحث والتنقيب عن المياه الجوفية.
اشتغل مدرساً بقسم الجيولوجيا بجامعة أسيوط حتي تم تعيينه في المركز
القومي للبحوث كمساعد باحث في عام ١٩٩٨ وحصل علي الماجستير ثم الدكتوراه
من جامعة القاهرة في عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٤، وأصبح عضواً في بعض الجمعيات
العلمية «الجمعية الجيولوجية المصرية» و«نادي العلوم الجيولوجية» و«علوم
الفضاء» و«جمعية علم المعادن المصرية» و«وحدة الاستشارات الجيولوجية
بالمركز القومي للبحوث».
تركزت أبحاث عبدالملاك علي دراسة صخور القاعدة المصرية الموجودة في شبة
جزيرة سيناء والصحراء الشرقية، وكان الهدف من الدراسة تحديد أصل هذه
الصخور وأهميتها الاقتصادية، وتعاون في معظم أبحاثه مع مؤسسات في أمريكا
واليابان.
وبعد نشر أبحاثه في عدد من المجلات العلمية العالمية، تم اختياره ليدرس في
بعض الجامعات الأمريكية، وتوج هذا المشوار باختياره في موسوعة «WhoisWho»
للعلماء البارزين علي مستوي العالم.
وقال عبدالملاك «استحدثت نظرية جديدة في تفسير أصل صخور الأفيوليت
بالصحراء الشرقية، حيث وجدت أن هذه الصخور تمثل قيمة اقتصادية لمحتواها
العالي من الذهب والكرومين والماجنيزيت والتلك، وقد تم تطبيق هذه النظرية
في العالم بعد أن طبقت لأول مرة في مصر».
وعن المعوقات والتحديات التي تواجهه كباحث في مصر قال «أبرزها التصاريح
الأمنية فلا أستطيع البدء في أي عمل بحثي إلا من خلالها، فطبيعة عملي
تستوجب العمل في مناطق حدودية لا يجوز العمل فيها إلا من خلال تصريح أمني».
وأضاف «المشكلة الأخري التي لا تقل أهمية عن سابقتها عدم دقة التحاليل
الكميائية نظراً لافتقاد العاملين بمراكز التحليل الكميائية التدريب الجيد
علي كيفية استخدام الأجهزة الحديثة».
ودلل عبدالملاك علي ذلك قائلاً «اشترت جامعة القاهرة عام ١٩٩٧ جهازاً
للتحاليل الكيميائية بخمسة ملايين جنيه، ولم يتم تشغيله حتي الآن نظراً
لغياب العناصر المؤهلة للعمل عليه».
وأكد أن أبحاثه جميعها نشرت خارج مصر في حين لم ينشر إلا بحث واحد فقط
داخل مصر وأرجع ذلك إلي المعوقات التي تواجهه في نشر أبحاثه ومنها أن نشر
البحث الواحد يستغرق وقتاً طويلاً في حين يحدث العكس في الدول المتقدمة».
وأوضح عبدالملاك أن الوقت الذي انتظره لنشر بحث واحد فقط في مصر يعادل نشر
أربعة أبحاث له في الخارج مؤكداً أن عملية النشر هنا بها محسوبيات وتتكلف
عملية النشر مبالغ باهظة في الوقت الذي لا تصل رواتبهم كباحثين في مركز
البحوث إلي ربع هذه المبالغ، أما نشره في الخارج فلا يكلفه شيئاً، وكشف
عبدالملاك عن حاجة الباحثين الجيولوجين إلي سيارات مجهزة للرحلات الحقلية
لأن غيابها يعد عقبة في طريق الوصول إلي النتائج.
وقال عبدالملاك إنه فوجئ باختياره عضواً في موسوعة «WhoisWho» وأضاف:
«كانت مفاجأة وصرت أصغر عضو في الموسوعة فعمري لم يتجاوز الـ٣٥ عاماً،
واختياري يعد بداية انطلاق خاصة أنني أول عالم مصري جيولوجي يدخل هذه
الموسوعة».
وأكد عبدالملاك أن العمل الفردي الذي يسود في المراكز البحثية المصرية أحد
العوائق التي تواجه العلماء والباحثين المصريين، وقال «ما يدفع الباحث إلي
العمل بشكل فردي هو الترقيات والدرجات البحثية، فالتقييم الجماعي العقيم
ينتقص من حق الفرد، ولذلك فإن الباحث يتنحي عن العمل الجماعي لصالح الفردي
في ظل هذه الأجواء».
وتحدث عبدالملاك عن أبحاثه التي نشرت في الخارج وتدرس في الجامعات
الأمريكية قائلاً «كشفت في أبحاثي عن أهمية صخور «الأفيوليت» الاقتصادية،
وبدأت دول الدرع النوبي «مصر والسودان وأثيوبيا والسعودية والأردن وفلسطين
وإسرائيل واليمن» في تطبيق نظريتي»، ولفت إلي اكتشافه الأخير وهو عملية
التحول التي تحدث في صخور الأفيوليت لتنتج نوعاً آخر يسمي «التلك» ويتركز
فيه معدن الذهب بحوالي ألف ضعف مقارنة بمحتويات صخور الأفيوليت قبل التحول.
وقال عبدالملاك: إنه يجري الاتفاق حالياً علي مشروع أمريكي مصري للاستفادة من صخور الأفيوليت اقتصادياً.
وتحدث عن بحوثه الأخري التي تناولت الصخور القلوية وأثبتت أهميتها
الاقتصادية من خلال أحتوائها علي مواد مشعة مثل اليورانيوم والثريوم
والرصاص ونسبة عالية من العناصر الأرضية النادرة مثل النيوبيوم
والزركينيوم والتيريم.
وذكر عبدالملاك أنه في بداية عرضه أبحاثه علي باقي زملائه نال منهم سخرية
كبيرة قائلاً «اعتبروا من يشذ عن مدارسهم العلمية مصدراً للسخرية غير أن
أبحاثي اثبتت عكس ما يدعون».
وتلقي عبدالملاك عروضاً للعمل في أكثر من دولة مثل الصين والولايات
المتحدة وأستراليا وإيطاليا وعرضاً أخيراً من المغرب ووافق علي الأخير
وسيبدأ فيه بعمل دراسة مقارنة بين صخور الأفيوليت في مصر ومثيلتها في
المغرب.
محمود بهجت.. اخترع وسائل تشخيصية للاكتشاف المبكر لفيروس «سي»
الدكتور محمود محمد بهجت، المشرف علي معمل المناعة والأمراض المعدية
بمشروع «الطريق إلي نوبل» بالمركز القومي للبحوث، حصل علي بكالوريوس
العلوم من قسم العلوم الحيوية جامعة عين شمس، ثم حصل علي الماجستير في
العلوم الحيوية، ثم دكتوراه فلسفة العلوم، تخصص الكيمياء الحيوية عام ٢٠٠١
من ألمانيا، وحصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم البيولوجية لعام
٢٠٠٦.
يقول بهجت عن دخوله موسوعة (who is who): «دخولي الموسوعة يعد بداية
الطريق، فطموحي يصل إلي نوبل»، مؤكداً أن ذلك لن يأتي من فراغ، ولكن لابد
أن تتوفر في الباحث الفكرة ثم راع لهذه الفكرة، وثالثاً مردودها البشري،
وأخيراً العمل بروح الفريق.
ويضيف بهجت: بعد أن حصلت علي الدكتوراه في ألمانيا عرضت علي وظيفة باحث،
إلا أنني رفضت وقابلوا رفضي بمنحي أجهزة معملية قيمة، وعدت إلي القاهرة
ليستقبلني الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث والذي منحني
معملاً صغيراً خاصاً بي، وتطور ليصبح معملاً أكبر من ذي قبل، ثم انتقلت من
«باحث إلي أستاذ مساعد يشرف علي تسعة طلاب».
وأكد بهجت أن المدرسة العلمية في مصر متناثرة وبحاجة إلي تعميم الفكرة
والوعي بأهمية البحث العلمي، وقال: الدولة تتعامل مع الباحث علي أنه موظف،
ومن ثم لن تتم صناعة العلماء، وينبغي إدخال النظام الانتقائي في البحث
العلمي إذ لا يصح أن يستمر عضو هيئة بحوث في مكانه أكثر من ٥ سنوات حتي
تتجدد الدماء البحثية.
وضرب مثلاً علي ذلك قائلاً: اشمعني الأهلي بيجيبوله أبوتريكة من الترسانة،
لازم نجمع كل النوابغ داخل المركز، ونحن في حاجة إلي نظام فرز علمي مبني
علي التنافسية لكي نستطيع بعد عشر سنوات إفراز مجتمع علمي مصري، ولابد أن
يعتمد هذا علي نظام كشافة ثم فرز وانتقاء.
وأوضح بهجت سبب اختياره في الموسوعة قائلاً: إن اختياري في موسوعة «هو إذ
هو» جاء لأبحاثي الخاصة بمرض الإصابة بطفيل البلهارسيا ومرض الالتهاب
الكبدي الوبائي الناجم عن الإصابة بفيروس «سي» وتركز البحث علي استخدام
وسائل تشخيصية حديثة للاكتشاف المبكر للإصابات.
وأضاف بهجت: المناخ في مصر هو نفسه المناخ في العالم، فعلاج الكبد هو
«الانترفيرون» غير أن هناك حالات لا تستجيب لهذا العلاج، ومشكلة هذا المرض
الحقيقية تكمن في أنه لا يصيب إلا الإنسان والشمبانزي، أي أنه لا يخضع في
تجاربنا علي حيوانات التجارب، لذا فإن الوصول إلي نتيجة أكيدة للعلاج
مرتبط بإصابة الحيوان أولاً، ثم البحث عن سبل العلاج، وذلك سيحتاج علي
الأقل ١٠ من حيوانات «الشمبانزي»، كما أن استجابة الشمبانزي للتجارب
مختلفة عن الإنسان، لذا فإننا نحاول زراعة فيروس «سي» علي خلايا كبدية من
مصادر بشرية، ونستحدث مزارع خلايا من أصول بشرية، ثم نختبر انقسام الفيروس
عليها وسلوكه.
وأكد بهجت: الفيروس لا ينقسم داخل كبد فئران التجارب، ومحاولاتنا الآن
ليست من أجل الوصول إلي العلاج فحسب، ولكن من أجل إيجاد القيمة المناعية،
وذلك بمحاولة إنتاج لقاح يستحث الجهاز المناعي لإيقاف العدوي قبل وصوله
إلي الكبد، فهناك أنزيمات مهمة جداً يستخدمها الفيروسات والطفيليات
لاختراق الجهاز المناعي للإنسان، وسبيلنا هو تثبيط نشاط الأنزيمات من خلال
هذه الأبحاث وعددها ٢٥ بحثاً نشرت في مجلات علمية وتوجد علي موقع:
nc٦i.nlm.nih.gov/pub.mect.
وأعرب بهجت عن أمله في مجتمع علمي أفضل يتم اختياره علي أساس التنافسية،
موضحاً أن النجاح الذي وصل إليه وهو لم يتعد ٣٧ عاماً ساهم فيه الدكتور
هاني الناظر، مؤكداً أن أي باحث يحتاج إلي رعاية وتبن خاصة العلماء
النابهين، وأشار إلي أن السوق المصرية في حاجة إلي الإقتناع بأهمية البحث
العلمي، مشدداً علي ضرورة التخلي عن «عقدة الخواجة».
وفاء حجاج.. استحدثت طرقا جديدة لمكافحة أمراض النبات دون استخدام مبيدات
الدكتور وفاء حجاج أستاذ باحث مساعد في قسم أمراض النبات بالمركز القومي
للبحوث. وحصلت علي بكالوريوس في العلوم الزراعية قسم النبات بكلية الزراعة
جامعة القاهرة، ثم حصلت علي درجة الماجستير في العلوم الزراعية قسم أمراض
النبات بجامعة عين شمس وكانت رسالتها للدكتواه بعنوان «ذبول الكمون في
الأراضي المستصلحة الجديدة وطرق مقاومته» ثم حصلت علي دكتوراه الفلسفة في
العلوم الزراعية قسم أمراض النبات من كلية الزراعة بجامعة عين شمس.
وبعدها حصلت علي براءتي اختراع واحدة عن مبيد حيوي لمقاومة مرض العفن
الرمادي الذي يصيب الطماطم والكوسة والفراولة والعنب وأخري عن مبيد حيوي
لمقاومة مرض البياض الدقيق، الذي يصيب محاصيل الخضر والفاكهة، دخلت موسوعة
«هو إذ هو» العالمية لعام ٢٠٠٧ بأبحاثها عن المكافحة الحيوية لأمراض
النبات باستخدام وسائل الطبيعة مثل الكائنات الدقيقة وإكثارها لكي تكون
بديلا عن المبيدات الكيماوية، وقالت «توصلت إلي التحكم في مقاومة المرض من
خلال التحكم في التركيب الداخلي للنبات للوصول إلي درجة عالية من المقاومة
للمرض،
كما استطعت التحكم في الكائنات المسببة للمرض بمنع تكاثرها ونموها من خلال
رش مركبات مسؤولة عن التثبيط لدي هذه الكائنات وبالفعل نجحنا في إنتاج
نباتات مقاومة للأمراض بإدخال صفات جديدة تلعب دورا في المقاومة، وحذرت
حجاج من التوسع في استخدام المبيدات في مقاومة الآفات قائلة «ينبغي أن يتم
ذلك في أضيق الحدود وفي فترات معينة نظرا لأضراره علي الصحة والبيئة، وأن
يكون البديل استخدام المبيدات الحيوية، وتكمن المشكلة في أن هذه المبيدات
تنتج عن طريق عدد قليل من المصانع مما يمكن معه القول بإن سوق المبيدات
الحيوية عشوائية».
وأضافت المشكلة الحقيقية أن المبيدات الكيماوية تنتج محصولاً بكميات وفيرة
في حين أن المبيد الحيوي ينتج الكميات الحقيقية للمحصول، وهو ما يدفع
المزارع إلي اختيار المبيدات الكيماوية لذا فنحن بحاجة إلي نشر الوعي
وتدريب المزارعين عن طريق الندوات أو الدورات التدريبية علي استخدام مثل
هذه المبيدات البديلة التي لا تضر البيئة والصحة.
وقالت وفاء حجاج: إنها قامت بنشر أغلب أبحاثها «٤٤ بحثا» خارج مصر في كل
من أمريكا والبرازيل واليابان وألمانيا، لأن الدوريات العلمية التي تنشر
في مصر تفتقد العلمية وتتحكم المحسوبيات.
وأوضحت وفاء حجاج أن نشرها للأبحاث خارج مصر خلق لها بيئة من العلاقات
الجيدة بينها وبين الدول الأخري خاصة السويد فهي عضوة بالوكالة السويدية
للتعاون الدولي، حيث منحتها أكثر من مهمة علمية بالسويد، والتي استطاعت من
خلالها التعرف علي الجديد في مجال الزراعة المستدامة والزراعة العضوية
مقارنة بما هو موجود في مصر.
وأعربت وفاء حجاج عن أمنيتها بإنشاء وحدة للثروة الميكروبية لتكون بديلا
عن المبيدات وتمد النباتات بالكائنات سواء للمقاومة أو للتسمين لتستخدم في
عمليات المكافحة.
«التصاريح الأمنية والبيروقراطية والمحسوبية والعمل الفردي»..
كلمات لخص بها ثلاثة علماء مصريين دخلوا موسوعة WHO is WHO للعام الحالي أزمة البحث العلمي في مصر.
وما بين الصخور والمبيدات وأمراض المناعة كانت تخصصات العلماء
الثلاثة التي منحتهم أبحاثهم ذلك التكريم الذي يضع ظلالا علي أزمتنا
العلمية ويرسم علامات استفهام بحجم تأخرنا العلمي مقارنة بدولة مثل
إسرائيل،
كما يحرج الدولة التي تضم في هيئاتها العملية علماء نابهين يعملون
ويفكرون لإفادة مجتمعهم باختراعات وأبحاث تحمل مردودا يصب في صالح تطور
المجتمع، ولكنهم لا يجدون الرعاية والاهتمام ويصطدمون بمعوقات تجعل العمل
البحثي أمرا بالغ الصعوبة، وعلي النقيض من ذلك وجد هؤلاء العلماء الاهتمام
والرعاية من مؤسسات وهيئات دولية ليتوجوا قصة نجاح كللوها بتكريم موسوعة
«WHO IS WHO».
مخلص عبدالملاك اكتشف طريقة لإنتاج الذهب من صخور «الأفيوليت» بطريقة اقتصادية
الدكتور مخلص كمال عبدالملاك حصل علي بكالوريس العلوم الجيولوجية عام ١٩٩٤
ليعمل جيولوجياً بجامعة أسيوط في المشروعات الخاصة بوزارة التعاون الدولي
بغرض البحث والتنقيب عن المياه الجوفية.
اشتغل مدرساً بقسم الجيولوجيا بجامعة أسيوط حتي تم تعيينه في المركز
القومي للبحوث كمساعد باحث في عام ١٩٩٨ وحصل علي الماجستير ثم الدكتوراه
من جامعة القاهرة في عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٤، وأصبح عضواً في بعض الجمعيات
العلمية «الجمعية الجيولوجية المصرية» و«نادي العلوم الجيولوجية» و«علوم
الفضاء» و«جمعية علم المعادن المصرية» و«وحدة الاستشارات الجيولوجية
بالمركز القومي للبحوث».
تركزت أبحاث عبدالملاك علي دراسة صخور القاعدة المصرية الموجودة في شبة
جزيرة سيناء والصحراء الشرقية، وكان الهدف من الدراسة تحديد أصل هذه
الصخور وأهميتها الاقتصادية، وتعاون في معظم أبحاثه مع مؤسسات في أمريكا
واليابان.
وبعد نشر أبحاثه في عدد من المجلات العلمية العالمية، تم اختياره ليدرس في
بعض الجامعات الأمريكية، وتوج هذا المشوار باختياره في موسوعة «WhoisWho»
للعلماء البارزين علي مستوي العالم.
وقال عبدالملاك «استحدثت نظرية جديدة في تفسير أصل صخور الأفيوليت
بالصحراء الشرقية، حيث وجدت أن هذه الصخور تمثل قيمة اقتصادية لمحتواها
العالي من الذهب والكرومين والماجنيزيت والتلك، وقد تم تطبيق هذه النظرية
في العالم بعد أن طبقت لأول مرة في مصر».
وعن المعوقات والتحديات التي تواجهه كباحث في مصر قال «أبرزها التصاريح
الأمنية فلا أستطيع البدء في أي عمل بحثي إلا من خلالها، فطبيعة عملي
تستوجب العمل في مناطق حدودية لا يجوز العمل فيها إلا من خلال تصريح أمني».
وأضاف «المشكلة الأخري التي لا تقل أهمية عن سابقتها عدم دقة التحاليل
الكميائية نظراً لافتقاد العاملين بمراكز التحليل الكميائية التدريب الجيد
علي كيفية استخدام الأجهزة الحديثة».
ودلل عبدالملاك علي ذلك قائلاً «اشترت جامعة القاهرة عام ١٩٩٧ جهازاً
للتحاليل الكيميائية بخمسة ملايين جنيه، ولم يتم تشغيله حتي الآن نظراً
لغياب العناصر المؤهلة للعمل عليه».
وأكد أن أبحاثه جميعها نشرت خارج مصر في حين لم ينشر إلا بحث واحد فقط
داخل مصر وأرجع ذلك إلي المعوقات التي تواجهه في نشر أبحاثه ومنها أن نشر
البحث الواحد يستغرق وقتاً طويلاً في حين يحدث العكس في الدول المتقدمة».
وأوضح عبدالملاك أن الوقت الذي انتظره لنشر بحث واحد فقط في مصر يعادل نشر
أربعة أبحاث له في الخارج مؤكداً أن عملية النشر هنا بها محسوبيات وتتكلف
عملية النشر مبالغ باهظة في الوقت الذي لا تصل رواتبهم كباحثين في مركز
البحوث إلي ربع هذه المبالغ، أما نشره في الخارج فلا يكلفه شيئاً، وكشف
عبدالملاك عن حاجة الباحثين الجيولوجين إلي سيارات مجهزة للرحلات الحقلية
لأن غيابها يعد عقبة في طريق الوصول إلي النتائج.
وقال عبدالملاك إنه فوجئ باختياره عضواً في موسوعة «WhoisWho» وأضاف:
«كانت مفاجأة وصرت أصغر عضو في الموسوعة فعمري لم يتجاوز الـ٣٥ عاماً،
واختياري يعد بداية انطلاق خاصة أنني أول عالم مصري جيولوجي يدخل هذه
الموسوعة».
وأكد عبدالملاك أن العمل الفردي الذي يسود في المراكز البحثية المصرية أحد
العوائق التي تواجه العلماء والباحثين المصريين، وقال «ما يدفع الباحث إلي
العمل بشكل فردي هو الترقيات والدرجات البحثية، فالتقييم الجماعي العقيم
ينتقص من حق الفرد، ولذلك فإن الباحث يتنحي عن العمل الجماعي لصالح الفردي
في ظل هذه الأجواء».
وتحدث عبدالملاك عن أبحاثه التي نشرت في الخارج وتدرس في الجامعات
الأمريكية قائلاً «كشفت في أبحاثي عن أهمية صخور «الأفيوليت» الاقتصادية،
وبدأت دول الدرع النوبي «مصر والسودان وأثيوبيا والسعودية والأردن وفلسطين
وإسرائيل واليمن» في تطبيق نظريتي»، ولفت إلي اكتشافه الأخير وهو عملية
التحول التي تحدث في صخور الأفيوليت لتنتج نوعاً آخر يسمي «التلك» ويتركز
فيه معدن الذهب بحوالي ألف ضعف مقارنة بمحتويات صخور الأفيوليت قبل التحول.
وقال عبدالملاك: إنه يجري الاتفاق حالياً علي مشروع أمريكي مصري للاستفادة من صخور الأفيوليت اقتصادياً.
وتحدث عن بحوثه الأخري التي تناولت الصخور القلوية وأثبتت أهميتها
الاقتصادية من خلال أحتوائها علي مواد مشعة مثل اليورانيوم والثريوم
والرصاص ونسبة عالية من العناصر الأرضية النادرة مثل النيوبيوم
والزركينيوم والتيريم.
وذكر عبدالملاك أنه في بداية عرضه أبحاثه علي باقي زملائه نال منهم سخرية
كبيرة قائلاً «اعتبروا من يشذ عن مدارسهم العلمية مصدراً للسخرية غير أن
أبحاثي اثبتت عكس ما يدعون».
وتلقي عبدالملاك عروضاً للعمل في أكثر من دولة مثل الصين والولايات
المتحدة وأستراليا وإيطاليا وعرضاً أخيراً من المغرب ووافق علي الأخير
وسيبدأ فيه بعمل دراسة مقارنة بين صخور الأفيوليت في مصر ومثيلتها في
المغرب.
محمود بهجت.. اخترع وسائل تشخيصية للاكتشاف المبكر لفيروس «سي»
الدكتور محمود محمد بهجت، المشرف علي معمل المناعة والأمراض المعدية
بمشروع «الطريق إلي نوبل» بالمركز القومي للبحوث، حصل علي بكالوريوس
العلوم من قسم العلوم الحيوية جامعة عين شمس، ثم حصل علي الماجستير في
العلوم الحيوية، ثم دكتوراه فلسفة العلوم، تخصص الكيمياء الحيوية عام ٢٠٠١
من ألمانيا، وحصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم البيولوجية لعام
٢٠٠٦.
يقول بهجت عن دخوله موسوعة (who is who): «دخولي الموسوعة يعد بداية
الطريق، فطموحي يصل إلي نوبل»، مؤكداً أن ذلك لن يأتي من فراغ، ولكن لابد
أن تتوفر في الباحث الفكرة ثم راع لهذه الفكرة، وثالثاً مردودها البشري،
وأخيراً العمل بروح الفريق.
ويضيف بهجت: بعد أن حصلت علي الدكتوراه في ألمانيا عرضت علي وظيفة باحث،
إلا أنني رفضت وقابلوا رفضي بمنحي أجهزة معملية قيمة، وعدت إلي القاهرة
ليستقبلني الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث والذي منحني
معملاً صغيراً خاصاً بي، وتطور ليصبح معملاً أكبر من ذي قبل، ثم انتقلت من
«باحث إلي أستاذ مساعد يشرف علي تسعة طلاب».
وأكد بهجت أن المدرسة العلمية في مصر متناثرة وبحاجة إلي تعميم الفكرة
والوعي بأهمية البحث العلمي، وقال: الدولة تتعامل مع الباحث علي أنه موظف،
ومن ثم لن تتم صناعة العلماء، وينبغي إدخال النظام الانتقائي في البحث
العلمي إذ لا يصح أن يستمر عضو هيئة بحوث في مكانه أكثر من ٥ سنوات حتي
تتجدد الدماء البحثية.
وضرب مثلاً علي ذلك قائلاً: اشمعني الأهلي بيجيبوله أبوتريكة من الترسانة،
لازم نجمع كل النوابغ داخل المركز، ونحن في حاجة إلي نظام فرز علمي مبني
علي التنافسية لكي نستطيع بعد عشر سنوات إفراز مجتمع علمي مصري، ولابد أن
يعتمد هذا علي نظام كشافة ثم فرز وانتقاء.
وأوضح بهجت سبب اختياره في الموسوعة قائلاً: إن اختياري في موسوعة «هو إذ
هو» جاء لأبحاثي الخاصة بمرض الإصابة بطفيل البلهارسيا ومرض الالتهاب
الكبدي الوبائي الناجم عن الإصابة بفيروس «سي» وتركز البحث علي استخدام
وسائل تشخيصية حديثة للاكتشاف المبكر للإصابات.
وأضاف بهجت: المناخ في مصر هو نفسه المناخ في العالم، فعلاج الكبد هو
«الانترفيرون» غير أن هناك حالات لا تستجيب لهذا العلاج، ومشكلة هذا المرض
الحقيقية تكمن في أنه لا يصيب إلا الإنسان والشمبانزي، أي أنه لا يخضع في
تجاربنا علي حيوانات التجارب، لذا فإن الوصول إلي نتيجة أكيدة للعلاج
مرتبط بإصابة الحيوان أولاً، ثم البحث عن سبل العلاج، وذلك سيحتاج علي
الأقل ١٠ من حيوانات «الشمبانزي»، كما أن استجابة الشمبانزي للتجارب
مختلفة عن الإنسان، لذا فإننا نحاول زراعة فيروس «سي» علي خلايا كبدية من
مصادر بشرية، ونستحدث مزارع خلايا من أصول بشرية، ثم نختبر انقسام الفيروس
عليها وسلوكه.
وأكد بهجت: الفيروس لا ينقسم داخل كبد فئران التجارب، ومحاولاتنا الآن
ليست من أجل الوصول إلي العلاج فحسب، ولكن من أجل إيجاد القيمة المناعية،
وذلك بمحاولة إنتاج لقاح يستحث الجهاز المناعي لإيقاف العدوي قبل وصوله
إلي الكبد، فهناك أنزيمات مهمة جداً يستخدمها الفيروسات والطفيليات
لاختراق الجهاز المناعي للإنسان، وسبيلنا هو تثبيط نشاط الأنزيمات من خلال
هذه الأبحاث وعددها ٢٥ بحثاً نشرت في مجلات علمية وتوجد علي موقع:
nc٦i.nlm.nih.gov/pub.mect.
وأعرب بهجت عن أمله في مجتمع علمي أفضل يتم اختياره علي أساس التنافسية،
موضحاً أن النجاح الذي وصل إليه وهو لم يتعد ٣٧ عاماً ساهم فيه الدكتور
هاني الناظر، مؤكداً أن أي باحث يحتاج إلي رعاية وتبن خاصة العلماء
النابهين، وأشار إلي أن السوق المصرية في حاجة إلي الإقتناع بأهمية البحث
العلمي، مشدداً علي ضرورة التخلي عن «عقدة الخواجة».
وفاء حجاج.. استحدثت طرقا جديدة لمكافحة أمراض النبات دون استخدام مبيدات
الدكتور وفاء حجاج أستاذ باحث مساعد في قسم أمراض النبات بالمركز القومي
للبحوث. وحصلت علي بكالوريوس في العلوم الزراعية قسم النبات بكلية الزراعة
جامعة القاهرة، ثم حصلت علي درجة الماجستير في العلوم الزراعية قسم أمراض
النبات بجامعة عين شمس وكانت رسالتها للدكتواه بعنوان «ذبول الكمون في
الأراضي المستصلحة الجديدة وطرق مقاومته» ثم حصلت علي دكتوراه الفلسفة في
العلوم الزراعية قسم أمراض النبات من كلية الزراعة بجامعة عين شمس.
وبعدها حصلت علي براءتي اختراع واحدة عن مبيد حيوي لمقاومة مرض العفن
الرمادي الذي يصيب الطماطم والكوسة والفراولة والعنب وأخري عن مبيد حيوي
لمقاومة مرض البياض الدقيق، الذي يصيب محاصيل الخضر والفاكهة، دخلت موسوعة
«هو إذ هو» العالمية لعام ٢٠٠٧ بأبحاثها عن المكافحة الحيوية لأمراض
النبات باستخدام وسائل الطبيعة مثل الكائنات الدقيقة وإكثارها لكي تكون
بديلا عن المبيدات الكيماوية، وقالت «توصلت إلي التحكم في مقاومة المرض من
خلال التحكم في التركيب الداخلي للنبات للوصول إلي درجة عالية من المقاومة
للمرض،
كما استطعت التحكم في الكائنات المسببة للمرض بمنع تكاثرها ونموها من خلال
رش مركبات مسؤولة عن التثبيط لدي هذه الكائنات وبالفعل نجحنا في إنتاج
نباتات مقاومة للأمراض بإدخال صفات جديدة تلعب دورا في المقاومة، وحذرت
حجاج من التوسع في استخدام المبيدات في مقاومة الآفات قائلة «ينبغي أن يتم
ذلك في أضيق الحدود وفي فترات معينة نظرا لأضراره علي الصحة والبيئة، وأن
يكون البديل استخدام المبيدات الحيوية، وتكمن المشكلة في أن هذه المبيدات
تنتج عن طريق عدد قليل من المصانع مما يمكن معه القول بإن سوق المبيدات
الحيوية عشوائية».
وأضافت المشكلة الحقيقية أن المبيدات الكيماوية تنتج محصولاً بكميات وفيرة
في حين أن المبيد الحيوي ينتج الكميات الحقيقية للمحصول، وهو ما يدفع
المزارع إلي اختيار المبيدات الكيماوية لذا فنحن بحاجة إلي نشر الوعي
وتدريب المزارعين عن طريق الندوات أو الدورات التدريبية علي استخدام مثل
هذه المبيدات البديلة التي لا تضر البيئة والصحة.
وقالت وفاء حجاج: إنها قامت بنشر أغلب أبحاثها «٤٤ بحثا» خارج مصر في كل
من أمريكا والبرازيل واليابان وألمانيا، لأن الدوريات العلمية التي تنشر
في مصر تفتقد العلمية وتتحكم المحسوبيات.
وأوضحت وفاء حجاج أن نشرها للأبحاث خارج مصر خلق لها بيئة من العلاقات
الجيدة بينها وبين الدول الأخري خاصة السويد فهي عضوة بالوكالة السويدية
للتعاون الدولي، حيث منحتها أكثر من مهمة علمية بالسويد، والتي استطاعت من
خلالها التعرف علي الجديد في مجال الزراعة المستدامة والزراعة العضوية
مقارنة بما هو موجود في مصر.
وأعربت وفاء حجاج عن أمنيتها بإنشاء وحدة للثروة الميكروبية لتكون بديلا
عن المبيدات وتمد النباتات بالكائنات سواء للمقاومة أو للتسمين لتستخدم في
عمليات المكافحة.