أبو مسلم الخراساني
هو إبراهيم أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم. أصله فارسي. عرف بعدائه للأمويين
، وانضم إلى الدعوة العباسية واستطاع جمع الفلاحين والمؤيدين من الفرس
حوله، لهذا تقرّب منه أبو العباس السفاح الذي صار الخليفة العباسي الأول.
كان أبو مسلم الخراساني في بداية الدولة العباسية مقرباً من الخليفة
العباسي الأول ، لكنّ الخليفة الثاني (أبو جعفر المنصور) خشي من تعاظم قوته
وكثرة مؤيديه فدبّر مؤامرة لقتله.
أبو
مسلم الخراساني بين فكّي التاريخ
كان أبو مسلم الخراساني المحرّك الأساسي للدعوة العباسية في بلاد فارس،
وعرف بنو العباس كيف يكسبونه لصفهم ، وعرف هو كيف يجمع حوله الموالي
والشيعة الناقمين على حكم بني أمية الجائر.
كان من المفروض أن يتقاسم أبو مسلم الخراساني السلطة هو وأعوانه ممن ضحّوا
في سبيل إقامة الدولة العباسية وهدم الدولة الأموية. لقد كان أبو مسلم
مهندس الثورة ، غير أن الخليفة الثاني أصدر أوامره بتصفيته . وبهذا زادت
نقمة الشيعة والموالي الذين عانوا الكثير وفعلوا الكثير من أجل الإطاحة
بالبيت الأموي ، والذين كانوا عماد الثورة العباسية، التي ما كانت لتنتصر
بدونهم ...
قصة
اغتيال أبي مسلم الخراساني
يورد المسعودي قصة خداع أبي مسلم ثم اغتياله فيقول:
بعث المنصور إلى أبي مسلم الخراساني لمذاكرته. فتقدّم أبو مسلم الخراساني
إلى مضرب المنصور. وكان المنصور قد أخبر صاحب حرسه وأمرهم أن يقوموا خلف
السرير الذي وراء أبي مسلم الخراساني. وأمرهم ألاّ يظهروا إذا عاتبه، فإذا
صفّق بيد على يد فليظهروا وليضربوا عنقه وما أدركوا منه بسيوفهم .
جلس المنصور فقام أبو مسلم من موضعه ودخل فسلّم عليه فردّ عليه وأذن له
بالجلوس ، وحادثه ساعة ، ثم أقبل يعاتبه .
فقال أبو مسلم : ليس يقال هذا لي بعد بلائي وما كان مني .
فقال له المنصور: يا ابن الخبيثة.. إنما فعلت هذا بجدنا وحظوظنا .. ألست
الكاتب الذي تبدأ بنفسك وتزعم انك ابن سليط بن عبد الله بن العباس؟
فأخذ أبو مسلم يعتذر إليه ، فقال له المنصور : قتلتني إن لم أقتلك ...
ثم صفّق المنصور بإحدى يديه على الأخرى فخرج إليه القوم واعتورته السيوف
فتخلّطت أجزاؤه.. وأتوا عليه والمنصور يصيح : اضربوا قطع الله أيديكم ...
وكان أبو جعفر المنصور قد أعدّ صرر المال . فما أن فرغ من قتل أبي مسلم حتى
خرج الخزانون بالمال ونثروه على الخراسانيين ، فانشغل هؤلاء بالمال ولم
يسألوا عن أبي مسلم .
وكان أبو جعفر يريد إقصاء أبي مسلم الخراساني عن خراسان حيث أهله، وأراد أن
يعهد له بولاية مصر والشام . ونسي أبو جعفر المنصور أن أبا مسلم الخراساني
هو من قضى على ثورة عمه عبد الله بن علي الذي طلب الخلافة لنفسه، والذي كاد
يطيح بخلافة المنصور لولا أبي مسلم الخراساني الذي أسره وجاء به إلى
المنصور فقتله.