ولد السلطان محمد عام ( 781 1379م ) ، وانفرد بالسلطة عام 816 بعد وفاة والده بايزيد ، وعرف في التاريخ ( بمحمد جلبي).
كان متوسط القامة، مستدير الوجه ، متلاصق الحاجبين ، أبيض البشرة ، أحمر
الخدين ، واسع الصدر ، صاحب بدن قوي ، في غاية النشاط ، وجسوراً ، يمارس
المصارعة ، ويسحب أقوى أوتار الأقواس. اشتراك أثناء حكمه في 24 حرباً ،
وأصيب بأربعين جرحاً .
استطاع السلطان محمد جلبي أن يقضي على الحرب الأهلية بسبب ما أوتي من الحزم والكياسة وبعد النظر،
وتغلب على أخوته واحداً واحداً حتى خلص له الأمر وتفرد بالسلطان ، وقضي
سني حكمه الثماني في إعادة بناء الدولة وتوطيد أركانها ، ويعتبره بعض
المؤرخين المؤسس الثاني للدولة العثمانية.
إلا أن الفتن الداخلية قد تتابعت
رغم الخوف من السلطان بسبب قتله إخوته ، فإذا فعل هذا بإخوته فكيف يكون مع
الآخرين ؟ يبدو أنه كان مع الآخرين أرحم بكثير مما كان مع إخوته ، لأن
الملك عقيم ، فقد انتصر على أمير القرامان ، وأخذه أسيراً ، وعفا
عنه ، وأقسم له بالطاعة ، غير أن الأمير قد حنث بيمينه ، وعاد إلى قتال
السلطان فانتصر عليه ، وأخذه أسيراً مرة أخرى ، وعفا عنه أيضاً. وانتصر على
أمير أزمير (قره جنيد) ، وعفا عنه ، وعينه حاكماً على مدينة ( نيكوبولي) ،
وقام بالدعوة إلى الاشتراكية بدر الدين الذي كان قاضي الجيش عند الأمير
موسى ، وكثر أتباعه فقاتله ، وانتصر عليه ، وقتله.
وظهر الأمير مصطفى بن بايزيد
وأخو السلطان محمد ، وهو الذي كان قد اختفى بعد معركة أنقره ، وطالب أخاه
بالحكم ، وانضم إليه ( قره جنيد) ، ودخل إلى بلاد اليونان ، ولكنه هزم أمام
جند أخيه ، ففر إلى مدينة (سلانيك) ، وكانت تتبع الدولة البيزنطية منذ
هزيمة العثمانيين في أنقره ، فطلب السلطان تسليمه ، فأبى الإمبراطور
ولكن وعد بإبقائه تحت الإقامة الجبرية ما دام السلطان على قيد الحياة ،
فوافق السلطان على ذلك وخصص لأخيه راتباً شهرياً .
ويبدو أن السلطان بعد أن قتل إخوته السابقين قد خفف من شدة
وطأته وقسوته على أقربائه وعلى الآخرين ، أو أحس بجريمة القتل ، وقدوم
الموت بعد أن سبقه إخوته إليه على يديه. وكذلك عفا عن ( قره جنيد) عام 822.
وكانت سياسته تهدف إلى إعادة بناء الدولة وتقويتها من الداخل ؛
ولذلك سالم إمبراطور القسطنطينية وحالفه وأعاد إليه بعض المدن على شاطئ
البحر الأسود ، وفي تساليا ، وصالح البندقية بعد هزيمة أسطوله أمام (
كليتبولي ) ، وقمع الفتن والثورات في آسيا وأوروبا، وأخضع بعض الأمارات
الآسيوية التي أحياها تيمورلنك ودانت له بالطاعة والولاء.
ومات السلطان عام 824 بعد أن أوصى لابنه مراد من بعده ، وقد كان
يوم وفاة أبيه في أماسيا ، وكتم وفاة السلطان حتى وصل مراد إلى أدرنة بعد
واحد وأربعين يوماً ، ودفن محمد جلبي في بورصة.
التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر 8/79 ، والدولة العثمانية لعلي الصلابي ، ص 123
كان متوسط القامة، مستدير الوجه ، متلاصق الحاجبين ، أبيض البشرة ، أحمر
الخدين ، واسع الصدر ، صاحب بدن قوي ، في غاية النشاط ، وجسوراً ، يمارس
المصارعة ، ويسحب أقوى أوتار الأقواس. اشتراك أثناء حكمه في 24 حرباً ،
وأصيب بأربعين جرحاً .
استطاع السلطان محمد جلبي أن يقضي على الحرب الأهلية بسبب ما أوتي من الحزم والكياسة وبعد النظر،
وتغلب على أخوته واحداً واحداً حتى خلص له الأمر وتفرد بالسلطان ، وقضي
سني حكمه الثماني في إعادة بناء الدولة وتوطيد أركانها ، ويعتبره بعض
المؤرخين المؤسس الثاني للدولة العثمانية.
إلا أن الفتن الداخلية قد تتابعت
رغم الخوف من السلطان بسبب قتله إخوته ، فإذا فعل هذا بإخوته فكيف يكون مع
الآخرين ؟ يبدو أنه كان مع الآخرين أرحم بكثير مما كان مع إخوته ، لأن
الملك عقيم ، فقد انتصر على أمير القرامان ، وأخذه أسيراً ، وعفا
عنه ، وأقسم له بالطاعة ، غير أن الأمير قد حنث بيمينه ، وعاد إلى قتال
السلطان فانتصر عليه ، وأخذه أسيراً مرة أخرى ، وعفا عنه أيضاً. وانتصر على
أمير أزمير (قره جنيد) ، وعفا عنه ، وعينه حاكماً على مدينة ( نيكوبولي) ،
وقام بالدعوة إلى الاشتراكية بدر الدين الذي كان قاضي الجيش عند الأمير
موسى ، وكثر أتباعه فقاتله ، وانتصر عليه ، وقتله.
وظهر الأمير مصطفى بن بايزيد
وأخو السلطان محمد ، وهو الذي كان قد اختفى بعد معركة أنقره ، وطالب أخاه
بالحكم ، وانضم إليه ( قره جنيد) ، ودخل إلى بلاد اليونان ، ولكنه هزم أمام
جند أخيه ، ففر إلى مدينة (سلانيك) ، وكانت تتبع الدولة البيزنطية منذ
هزيمة العثمانيين في أنقره ، فطلب السلطان تسليمه ، فأبى الإمبراطور
ولكن وعد بإبقائه تحت الإقامة الجبرية ما دام السلطان على قيد الحياة ،
فوافق السلطان على ذلك وخصص لأخيه راتباً شهرياً .
ويبدو أن السلطان بعد أن قتل إخوته السابقين قد خفف من شدة
وطأته وقسوته على أقربائه وعلى الآخرين ، أو أحس بجريمة القتل ، وقدوم
الموت بعد أن سبقه إخوته إليه على يديه. وكذلك عفا عن ( قره جنيد) عام 822.
وكانت سياسته تهدف إلى إعادة بناء الدولة وتقويتها من الداخل ؛
ولذلك سالم إمبراطور القسطنطينية وحالفه وأعاد إليه بعض المدن على شاطئ
البحر الأسود ، وفي تساليا ، وصالح البندقية بعد هزيمة أسطوله أمام (
كليتبولي ) ، وقمع الفتن والثورات في آسيا وأوروبا، وأخضع بعض الأمارات
الآسيوية التي أحياها تيمورلنك ودانت له بالطاعة والولاء.
ومات السلطان عام 824 بعد أن أوصى لابنه مراد من بعده ، وقد كان
يوم وفاة أبيه في أماسيا ، وكتم وفاة السلطان حتى وصل مراد إلى أدرنة بعد
واحد وأربعين يوماً ، ودفن محمد جلبي في بورصة.
التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر 8/79 ، والدولة العثمانية لعلي الصلابي ، ص 123