<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود يومها سارت السياره مدة ساعه او اكثر ووصلت الى بساتين وكروم العنب واشتروا صناديق العنب والتين "والملبن" يومها استغرب من "الملبن " فهو لم يسمع باسمه من قبل ... قالوا له انه "عجينة العنب " فاستغرب اكثر : وهل للعنب عجين كما للخبز الذي يراه في فرن والده ؟ ثم اشترى والده مزهريات و ثريات وقناديل من الزجاج الملون بالالوان الجميله الجذابه من صناعة اهل الخليل واشترى بساطا كبيرا لا يزال في منزل والده الى اليوم يومها احس انا اهل الخليل "شاطرين"في كل شي حتى انهم يصنعون الصابون الذي يتباهى اهل نابلس بانهم امهر الناس في صناعته ..كانت اياما جميله تلك الايام كل شي في نابلس كان جميلا فهل يعود لنابلس هناؤها وهل سيعيش ابنه ان ولد مثل تلك الايام ؟ كل حدث في نابلس ومنذ بدأت الانتفاضه كان يثير الدهشه عند ليلى ؛ مصابيح الشوراع يكسرها شباب الانتفاضه الاعلام الفلسطينيه تخاط وترتفع على اعمدة الكهرباء واشجار السرو و مآذن الجوامع الامهات يقدمن لاولادهن الحجاره لرميها على جنود الاحتلال اطارات السيارت يحرقها المواطنون امام الدوريات العسكرية الاسرائيلية . شباب بعمر الورود يعتقلون او يسقطون شهداء فتزداد الثوره اشتعالا ، دكاكين ومحلات تجاريه تفتح او تقفل تبعا لبيانات "القيادات الموحده للانتفاضه ". تعاطف وتآخ بين الجيران لا مثيل له .. اكياس صغيره من الارز والسكر والسمن وبعض اللحم و الخبز توزع على أبواب المنازل لا يدري أحد من وضعها ومتى ؟ وقد كتب عليها : " من لجنة الانتفاضه لك ولجيرانك المحتاجين " كل احداث نابلس تثير دهشة ليلى بل العالم كله من هم قاده الانتفاضه هذه من اين لهم الاموال لدعم صمود الناس وتأمين حاجياتهم ؟ من الذي يصدر البيانات الشهرية للانتفاضه ؟ ومن يوزعها ؟ ومتى ؟ </TD> <td width=28> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود كل يوم تعتقل الحكومه الاسرائيليه عشرات و مئات المواطنين ، وتعلن انه باعتقالهم ستوقف الانتفاضه ؛ فهم "قادتها"امتلأت السجون بالشباب و الفتيات و لم تتوقف الانتفاضه كل يوم يخرج اسحق شامير وشمعون بيرس واسحق رابين ، رؤساء ووزراء حكومات اسرائيل " يقولون انهم سيقمعون الانتفاضه حالا وخلال ايام فقط ، فتطول الايام ولا تقمع الانتفاضه ولا تتوقف ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عندما خرج عبدالله من بيته الى فرنه رأى حشدا هائلا من الناس يملأون الشارع ، وسمع الهتافات تملأ الافق وتصل الى عنان السماء وجد الشاب ملثما يحمل علما فلسطينيا كبيرا ومن حوله بعض الشباب يحملون شيئا صغيرا و شاهد شابا اجنبيا اشقر الشعر يصور بكاميرته السينمائيه ما يجري في المظاهره .. كانت مجموعه كبيره من النساء يحطن بامرأه تصرخ وتبكي ولم يستطع عبدالله ان يميز ما يجري ثمة امر غريب كان في مظاهرة اليوم اقترب عبدالله يستطلع الخبر حاول الاقتراب واذ به يرى جارتهم ام اسماعيل فقال لها : ما الامر؟ " جيراننا في الشارع المقابل يا جارنا ابنهم عمره يومين اثنين فقط والله يومين ، انا ساعدتها في الولاده مع القابله أول أمس " .. ماذا جرى له ؟ " مات .. قال اختنق بالغاز ومات يا عيني على امه لساها تعبانه من الطلق والميلاد " وكيف وصله الغاز ؟ " من جنودهم يا جارنا من جنود اليهود كانت امه يا عيني فاتحه الشباك ، قال بدها شويه هواء نظيف يدخل الغرفه فدخلت قنبلة غاز ، روموها يا جارنا داخل البيت والولد الصغير لم "يلبط" دقيقه واحده ومات أي هو يا جارنا صدره رح يتحمل الغاز ؟ قال ابو عبدالله وهو يغادر المكان متجها الى فرنه تاركا المظاهره والجنازه . </TD> <td width=28> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود ارجوك يا ام اسماعيل ؛ لا تخبري ليلى عما جرى . فلا اعتقد ان اعصابها تتحمل هذه الاخبار ، سيما وانها تتوقع ان تلد قريبا .. انطلق عبدالله فلديه اليوم في فرنه " عمل مهم خاص " كانت عائده لمنزلها تحمل شنطه صغيره وقد راتها فدوى فبادرتها قائله .. هل تسافرين يا خالة ام اسماعيل ؟ " ثالث مره يا بنتي اقدم طلب للحاكم العسكري ليسمح لي بالسفر الى عمان فيرفض ..كل يوم اذهب واقول اجرب حظي لعلهم يرأفون بحالي " .... ولماذا تسافرين ؟ اخي يا بنتي اعطاك عمره .. مات في عمان .. وكيف توفي ؟ " توفي يا بنتي بالسكته القلبيه وعنده ثماني اولاد الاعمار بيد الله يا بنتي .. والله لو كان في عمان والا نابلس والا في القمر وأجا اجله فسيموت .. وهذا الحاكم العسكري " الله يقطعه ويقطع اسمه " يمنعني من السفر .. والله انا لولا كان املي ان ارى اخي قبل دفنه لما طلبت السفر .. وكل يوم احاول فلعلي أرى أولاد أخي وزوجته وأواسيها في محنتها " ولماذا لا يسمح لك بالسفر ؟ " احتلال يا ابنتي احتلال !! والمحتل وظيفته يعذب اهل البلد .. قال يريدني ان ادفع ما يقارب مائتي دينار " لدولته " قبل ان يسمح لي بالسفر تصوري مائتي دينار مقابل ان يسمح لي بالسفر في ارضي العربيه وأنا والله لن ادفع والله اذا اصر على الدفع فلن اسافر اطلاقا اي انا لولا الشديد القوي وحب أخي الله يرحمه ما رحت "العماره" اترجى اولاد (..) أي يا بنتي : ابني اسماعيل الله يرضى عليه اللي في السجن قال الي كيف تسافرين الى عمان يا امي في هذه الظروف قلت له : خالك اشوفه قبل دفنه .. قال : يما اوعي تسافري في هذا الوقت اللي يترك ارضه وقت الحرب مثل الذي يتولى الزحف اي يهرب من امام جنود العدو ومن يهرب من امام العدو فأن الله بغضب عليه .. انا الحقيقه ضحكت يا بنتي على اسماعيل ابني يعني انا معقول اهرب من الانتفاضه ومن ومواجهة جيش اسرائيل " لا والله ابدا ولكن ربنا ينتقم لي من هالحاكم العسكري ومن اولاد الحرام اللي في "العماره" اللي بيعذبوا الناس </TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود أنهى عبد الله مشروعه الخاص والمهم في فرنه ولم يكن احد يدري ماذا يفعل في الفرن في ساعات انتهاء الخبيز ولم يدر احد اسباب خروج اكياس الطحين ملأى بمادة غير الطحين من فرنه .. كان سرا احتفظ به مع بعض شباب اللجنه الشعبيه للانتفاضه ماذا كانوا يعملون في الفرن ساعات وساعات وهو مقفل من الخارج ..؟ ماذا كانوا يبنون تحت الفرن ؟ لماذا كانت اكياس الرمل والاسمنت تخرج وتدخل بالسر الى الفرن ؟ واين كانت تذهب ؟ المهم ان عبدالله قد أنهى العمل في المشروع فاقفل فرنه وعاد الى البيت ،ليطمئن على زوجته قبل ذهابه الى الصلاه ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في كل يوم جمعه يذهب عبدالله الي بيت والده في الحاره القديمه في "الياسمينه " ، ليصلي مع والده في جامعها في كل يوم جمعه يسترجع عبدالله في ذهنه احلى ايام طفولته وشبابه في حاره الياسيمينه وهو لن ينسى ابدا يوم الاحتفال بانهائه قراءه المصحف عندما كان صغيرا كان الاحتفال كبيرا لا يزال يذكره بتفاصيله الدقيقه كان في الثانيه عشره من عمره لايزال في المدرسه ، وكان والده ينتظر ان يختم قراءة القرآن الكريم ليقيم الاحتفال "بختم المصحف" كل اهل نابلس يقيمون احتفالا مميزا عندما ينهي ابنهم قراءة المصحف ، وعبدالله الأبن الوحيد فكيف لا يحتفل احتفالا مميزا به ؟ عند النجار وصى الاب على " كرسي الختمه الخاص " الذي يزين بالقماش الابيض والحرير والقصب .. عند الخياط خاط الاب بدله كحليه رسميه لعبدالله .. ومن السوق اشترى له كل الملابس الداخليه وحتى الحذاء الجديد .. لم ينم احد في ليلة الاحتفال . كانت اخواته يخطن القصب والحرير "بيتا" للمصحف الشريف وقد لبس عبدالله كأنه عريس وحمل المصحف الشريف المطرز وقصد مدرسته ، محاطا بالشباب يدقون الطبول وينقرون الدفوف ويغنون المدائح الدينيه وارتفعت الاصوات وهي تقترب من المدرسه ، وارتفعت دقات عبدالله ووقف تلاميذ المدرسه على النوافذ والابواب ليروا موكب زميلهم وكرسي الختمه . </TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وصل الكرسي على ظهر سياره تطلق ابواقها وتسير امام "الموكب " ودخل الاهل والاقارب والجيران المدرسه ..واستقبلهم المدير و المعلمون ، وتحلق حولهم الطلاب وحمل الشباب "اسفاطا" من الحلوى النابلسيه يقدمون منها للمدير والمعلمين ، ونثروا على روؤس الطلبه : "صررا "من الملبس وعلا صوته الزفه ونقر الدفوف ودق الطبول وشارك طلاب المدرسه بترديد الاغاني والمدائح النبويه وانطلق جميع الموجودين يتقدمهم عبدالله والده يجوبون الشوراع والطرقات في حي الياسيمينه ، ويتقبلون التهاني والتبريكات .. وفي البيت جلس عبدالله على كرسيه المزين يتقبل التهاني من الجيران والمعارف والاصدقاء وبقي حديث الحفل اياما واسابيع بل ظلت ذاكره لا ينساها عبدالله ابدا . وصل عبدالله الى منزل والده واطمأن على والداته والجيران وامسك بيد والده ونزلا معا لصلاة الجمعه في الجامع القريب كان جامعا متواضعا قديما ولكنه كان يغص بالمصلين من كل الاعمار وحتى الاطفال. كان خطيب الجامع ينادي للصلاة دون مكبر فمنذ ان بدأت الانتفاضه أزال الحاكم العسكري لمدينة نابلس مكبرات الصوت عن مآذن الجوامع ، واعتبر وجودها خطرا على امن الدوله ذلك لان ترديد عبارات " لااله الا الله " في غير وقت الصلاه كان يعني ان امرا خطيرا قد حصل ، فيخرج كل اهل نابلس من بيوتهم يرددون معا "لا اله الا الله" فتشتعل المنطقه بالمظاهرات . بدأ الخطيب خطبته فأنصت الحضور وما هي الا لحظات حتى علت همهمه بين الصفوف الاماميه من المصلين ثم تحولت الى اصوات ترتفع رويدا رويدا وغاب صوت الخطيب وابتدأ الضجيج والصخب وارتفعت سحابة دخان رماديه تتلوى وتنتشر في اجواء القاعه وبدأ المصلون يسعلون ويعطسون ويتدافعون نحو الابواب والشبابيك .. </TD> <td width=28> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اي منظر غريب رأه عبدالله اليوم ؟ الناس يتدافعون الى الابواب والشبابيك تاركين صلاتهم وسحابة الدخان تنتشر وتعلو في الجو .... فوجئ عبدالله بوالده وقد امسك برقبته يشدها فاتحا فمه محركا رأسه كالمذبوح كان شيخا مسنا فما ان استنشق رائحة الغاز حتى اغلق صدره فلم يستطع الا العطس والا الاستنشاق ..... في ثوان كان عبدالله يجر والده جرا للوصل به الى الباب القريب وبعد دقائق كأنها الدهر ارتمى الوالد في ساحة الجامع يغالب الموت والاختناق وجلس عبدالله قربه يسعل سعالا شديدا ودموعه تسيل على خديه . كان كل من في الجامع قد ارتمى على الارض والسيارت الاسرائيليه تسير في الطريق الرئيسي عن بعد تشاهد ما يجري بينما يطلق احد المستوطنين الاسرائيلين بعض الرصاصات من مسدسه في الهواء وعاد الى ذهن عبدالله منظر المستوطن الاسرائيلي الذي اطلق الرصاص من سيارته قبل مده واسترجع منظر ابنتيه عائشه وفدوى وقد ارتمتا على الارض وعلى اكياس الطحين وغامت الدنيا في عينيه ولم يعد يحس بشئ . بعد ثلاث ساعات او اكثر فتح عبدالله عينيه فإذا به في المستشفى سأل عن والده فإذا هو في السرير المقابل سأل عن الوضع فقالوا خمسة وعشرون رجلا مسنا وبعض الاطفال قد ادخلوا المستشفى حالة بعضهم خطيره لقد القى الجنود الاسرائليون قنبلة غاز داخل الجامع حيث يجتمع اكبر عدد من الناس فجرى ما جرى !! كانت قنابل الغاز ترمى بين الحين والاخر في نابلس وكان اهل نابلس يميزونها ويعرفونها هذه دخانها اصفر تجهض الحوامل.. وتلك دخانها رمادي لانزال الدموع والاختناق.. وهذه ذات لون احمر سامه وهذه مهيجه للجهاز التنفسي والعصبي . بعضها للاماكن العامه والشوراع .. وبعضها للتجمعات المقفله . لكل شرعة ومنهاج ولكن امرا واحدا كان يجمعها وهو " صنعت في اميركا " لقمع الانتفاضه !! </TD><td width=28> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود منذ الصباح الباكر كانت ليلى قد لملمت الغسيل من انحاء المنزل.لملمت ما كان بحاجه الى غسيل، وما لم يكن بحاجه له : بدلت شراشف الاسرة واغطية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المخدات وجمعت ملابس الزوجة والاولاد والبشاكير واخذت تغسلها كانها تستعد للعيد كانت تغسل بهمه ونشاط غريبين ... وحين انهت الغسل والنشر واتجهت لتنظيف البيت فبدأت بالشبابيك والابواب والجدران كانها تستعد لحفل كبير ثم التفتت الى المطبخ فأعدت طبختين او ثلاثا هذه الطبخه لغد.. وتلك لبعد غد كانت تشتغل كالزنبرك الذي لف ولف ثم ترك ليعود لحالته.. وتساعدها فدوى وبناتها الصغار ..ولما اقبل العصر جمعت ليلى الملابس عن حبال الغسيل وجلست وبناتها يطوين الغسيل ويعدن كل شي الى مكانه وقد احست ليلى بتأخر زوجها بعد الصلاة ولكنها لم تعر الامر كثير انتباه فهي مشغوله جدا بموضوعها تريد ان تنهي كل واجباتها قبل ولادتها وها هي قد غسلت ونظفت وطبخت ولم يبق سوى الاستحمام والخلود الى الراحه واي راحه !!! لم تكد تضع جسمها على السرير لتستلقي من عناء التعب حتى سمعت جلبه بالباب تبعها صوت زوجها عبدالله ينادي عليها ولما دخل اخبرها بكل ما حصل في الجامع وكيف انه ترك والده في المستشفى وانه جاء فقط ليخبرها عن سبب تأخره وأنه سيعود حالا لرعاية والده المخطر .. وانطلق عائدا الى مستشفى الاتحاد النسائي والى والدته ليطمئنها ولكنه لم يكد يمشي بضع دقائق حتى فوجئ بسماع اصوات المكبر تعلن منع التجول !! " منع التجول !! كيف يكون منع التجول ؟ وكيف اصل الى والدي في المستشفى كيف أصل الى والدي في المستشفى .. كيف أصل الى والدتي ؟ والى متى سبقى منع التجول ؟ " </TD><td width=28> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود كانت اخبار قنبلة الغاز قد اثارت الناس في نابلس فخرجوا بمظاهرات كبيره وحطموا بالحجاره سيارات الشرطة العسكريه واتجهو الى العماره يحطمون زجاجها ويضربون حراسها فأعلنت الشرطه منع التجول ومنعت السيارت من دخول نابلس او الخروج منها وحظرت على الصحفيين ورجال الاعلام الاقتراب من نابلس او تصوير اي احداث فيها لقد اعلنوا " نابلس منطقه عسكريه معزوله عن العالم كله "وقف عبدالله هنيهه يفكر ثم قال : بل اذهب حالا ... كانت السيارات العسكريه تجوب شوراع المدينه شارعا شارعا تمنع السكان من مجرد الاطلال من شبابيك بيوتهم او شرفات منازلهم .... ولكن عبدالله ظل مندفعا تدافع الافكار في راسه الاحتلال الجنود الانتفاضه الشهداء.. المعتقلون.. ..والده.. زوجته.. ابناؤه.. فرنه.. اللجان الشعبيه.. اللجان الضاربه.. الحريه.. النصر.. فلسطين .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وأقبلت احدى السيارت عليه وصرخ الجندي من مكبر الصوت يأمر عبدالله بعدم التجول وهو لا يستجيب فنزل الشرطي حاملا هراوته وانهال على راس عبدالله وجسده واطرافه .... حاول عبدالله ان يبدي اسبابه القاهره للتجول حاول ان يشرح قضيه والده وزوجته ووالدته ولكنهم جروه الى سيارتهم واخذوه . مضت الساعات وعبدالله لم يعد الى منزله وابتدأت ليلى تحس بالآم الوضع كانت نوبة الالم تعاودها كل ربع ساعه مرة ثم اصبحت تعاوها كل عشر دقائق ثم كل خمس ومع ازدياد نوبات الالم ازداد خوف ليلى فهي وحيده وبناتها نائمات فكيف تتدبر الامر؟ لقد اعدت ما تحتاج اليه لهذه الساعه ولكن من يأخذها الى المستشفى ومنع التجول مفروض حتى على اطفال نابلس ؟؟ </TD> <td width=28> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود نظرت ليلى من ثقب الشباك علها ترى امرا يطمنئها على عودة زوجها ثم نظرت الى بناتها الاربع تطمئن عليهن ولكن وميضا من الالم مر في ظهرها ثم في بطنها جعلها تتوقف ممسكه بطرف السرير لا تغادره وانطلقت بين شفتيها صرخة الالم .. تحركت فدوى في سريرها وفتحت عينيها ثم عادت الى النوم واعتدلت الام في وقفتها وهمت بمغادرة البيت لكن نوبة الم ثانيه داهمتها . فانفلتت منها صرخة الم وصاحت : فدوى .. فدوى ..قامت فدوى من نومها لا تدري ماذا تفعل وماذا تقول لم يكن امام الاثنتين مجال للتفكير فالألم يعاود الوالده باصرار ومعنى ذلك ان الولاده قريبه .. قريبه جدا صرخت فدوى : ام اسماعيل ... ام اسماعيل ! ودون تردد انطلقت فدوى الى الباب تنادي الجاره ام اسماعيل .. كانت ليلى ومنذ بدايه الانتفاضه ، قد انقطعت عن الحديث مع جيرانها ومع ام اسماعيل بالذات . كانت تسمعها تتحدث عن اخبار الانتفاضه وتشاهد حماسها للثوره فتبتعد عنها . لم تكن تريد ان تسمع منها عن ابنها السجين اسماعيل ولا عن نشاط ابنها احمد في الانتفاضه وكانت ام اسماعيل بلا شك تحس بذلك الجفاء من ليلى .. فهل ستحضر الان لنجدتها ؟؟ لم تمض ثوان حتى دخلت ام اسماعيل البيت تبسمل .. متى استيقظت من نومها ؟ متى ارتدت ملابسها وحجابها ؟ هل تنام بهما استعدادا لأي طارئ ؟ ربما قالت ام اسماعيل : " لا تخافي يا ست ليلى منذ بدأت الانتفاضه تعلمت كل الاسعافات الاوليه تعلمناها كلها و أول شي الولاده ابني اسماعيل يرضى عليه وهو في السجن قال " يمه بكره الحاره بتحتاج لكل صغير وكبير والاسعافات الاوليه ضروريه والمستشفيات مش رح تكفي الناس و فعلا المستشفيات لا ترضى الا الحالات الصعبه اما حالات الولاده الاعتياديه فنحن المتطوعات نقوم بها لا تخافي يا جارتنا " </TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود سخنت ام اسماعيل الماء احضرت البشاكير النظيفه والزيت والديتول والصابون وقرأت آيات القرآن وأمسكت يد ليلى .. وانطلق صوت صغير يملآ الغرفه صراخا فرفعت ليلى رأسها قليلا وسألت ولد ام بنت ؟ ولد يا ليلى .. ولد .. مبروك .. واغرورقت عينا ليلى بالدموع ، وتحشرج الصوت في حنجرتها ، وغصت الكلمات في حلقها ثم قالت .. الحمد لله .. الحمدلله ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نامت ليلى نوما عميقا استعادت فيه الكثير من نشاطها وقوتها كان لوجود ام اسماعيل اكبر الأثر في راحتها واطمئنانها فقد قامت باللازم و أكثر . ولكن المشكله ظهرت بعد يومين او اكثر فعبدالله لم يعد لبيته ، وليلى في فراشها لا تستطيع ان تسأل عنه أحدا .. ومن تسال ؟؟ هل يكون في بيت والده ام في المستشفى مع والده ؟ وبعد أيام من رفع منع التجول عن نابلس مدة ساعتين فقط وسمح للناس بقضاء حوائجهم الضروريه فذهبت ام اسماعيل مع فدوى الى حارة الياسمينه تسأل عن جدتها وجدها وعن والدها .. لم يكن عبدالله في المستشفى ولا عند والدته اختفى من نابلس مره واحده سلسله من المآسي والصعوبات بدأت تغزو دار ليلى اثناء غياب زوجها . سلسله من المآسي والمشاكل فرضها الاحتلال على كل دار وبيت في نابلس وخارج نابلس .. بيت قتل منه شاب أو شابة و آخر اعتقل أحد ابنائه أو أكثر .. مريض لا يجد الدواء ومريضة لا تجد المستشفى .. طبيب لا يستطيع الخروج من منزله لعلاج مرضاه .. وطالب لا يذهب لمدرسته لاقفال المدارس .. طفل يموت من قنبلة غاز وطفله تفقد عينها برصاصه مطاطية .. سلسلة من المآسي والمشاكل والصعوبات تجتاح نابلس وكل المدن القريبه .. </TD> <td width=28> </TD></TR></TABLE> |
ليلى و فرن الصمود
ولكن الشعوب الحية لا تموت ولا تركع امام بندقية المحتل والشعب العربي في نابلس وكل مدن فلسطين لا يٌذل لعدوه اهل نابلس يرفضون ان يذلوا امام هذا العدو .. مهما شدد من قبضته الحديديه ومهما استورد من قنابل الغاز والرصاص من اميركا وغيرها ‘ اهل نابلس يرفضون الخضوع لعدوهم لطالما سمى العرب مدينتهم " جبل النار " ولطالما تغنوا بشجاعه وجرأة اهلها .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أحضرت ام اسماعيل دجاجه "مطبوخه " مع مرقتها وقدمتها لليلى قائله : بل تأكلين وتأكلين وتأكلين حتى يزداد حليبك وتقوى صحتك ... غياب عبدالله يقلقني يا ام اسماعيل .." ولو يا جارتي يا ليلى الله معه يحفظه من كل مكروه لا تخافي يمكن انهم اخذوه الى السجن .. كل شاب عربي معرض للسجن في كل لحظه لا تخافي عليه .. "
- كيف لا اخاف عليه اذا كان بالسجن .. يعني السجن عندك لعبه ؟ لا لكن السجن للرجال وزوجك رجل قوي وانت يجب ان تاكلي الآن حتى ترضعي ابنك ويكبر ويصير رجلا .. اياما واسابيع وليلى تنتظر زوجها ألم يكن ينتظر ميلادها لحظة بلحظه ؟ ألم يكن ينتظر أن يرزقه الله بولد ؟ فلماذا لم يحضر ليرى فلذة كبده وقرة عينه ؟ اين هو يا ترى .. وكيف السبيل للوصول اليه..
كل من يعتقل يتعرض للتعذيب هذا فرض سواء أكان المعتقل رجلا ام امرأه ام شابا ام طفلا وعبدالله سمع مئات الحالات والقصص عن الاعتقالات والسجون وهو يعرف انه لن يرى اهله قبل مرور ايام قد تطول لاشهر وهو مستعد للاعتقال والتعذيب والسجن ومستعد لتحمل الجوع والبرد ولكن عدة امور تقلقه : والده الذي تركه في المستشفى والدته التي لا تعرف اين زوجها او ابنها ثم والاهم زوجته ليلى وضعفها ولكن ليلى قد تغيرت لقد غيرتها الايام وقوت من عزيمتها الشدائد .
ليلى و فرن الصمود اصبحت ليلى تجلس مع ام اسماعيل الساعات الطويله تتحدثان ، عن الانتفاضه واليهود والعرب اصبحت ترتاح لحديثها ولروحها المعنويه واخلاصها في حياتها فلما قالت لها ام اسماعيل ذلك الصباح : سأذهب لاسجل اسم ابنك في دائرة النفوس واستخرج له شهادة ميلاد .قالت ليلى : لا يا ام اسماعيل بل اذهب انا بنفسي لقد تحسنت صحتي والحمدلله سأقوم بأموري بنفسي تغيرت ليلى حقا احست ان عليها مسؤوليات جسيمه تجاه عائلتها وأولادها ، بل واتجاه عائلة زوجها ايضا .أضافت ليلى : يا ام اسماعيل وسأذهب اليوم الى العماره مركز الحاكم العسكري .. اسأل عن عبدالله فلا بد ان اتابع الامور بنفسي فانت عندك ما يكفيك .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في ذلك النهار حملت ليلى ابنها الصغير وذهبت الى بيت والد زوجها لتطمئن عليه وعلى زوجته لم تكن قد زارتهم منذ بدأت الانتفاضه كانت تخاف ترك بيتها او زياره احد ولكتها في ذلك النهار أخذت أولادها وذهبت الى بيت جدهم تسأل عن زوجها ثم ذهبت الى "العماره ". كم باب طرقت.. كم شخص سالت..والجواب واحد .. لانعرف : عودي غدا .. كم يوم داومت فيه ليلى على الوقوف امام العماره علها ترى زوجها او تسمع عنه والنتيجه انها لم تره ولم تسمع عنه ابدا لقد حفظت وجوه الحراس الجنود فلم تعد تخشاهم ابدا ..ولم تعد تخاف توعداتهم لها باعتقالها او عادت للوقوف قرب "العمارة". وفي اول موعد لزياره ام اسماعيل لابنها في السجن ذهبت ليلى معها الى السجن تسأل عن زوجها نفى اسماعيل وجوده وسألت عنه في كل الاقسام فنفوا معرفتهم بحضوره ولكنهم نصحوها ان تسال عنه في سجن "الفارعه". |
ليلى و فرن الصمود كانت اول مره تركب فيها الحافله المتجهه الى مخيم الفارعه قرب نابلس يومها حملت ابنها الصغير معها فقد يطول غيابها هناك واقتربت من مخيم المعتقلين يومها صرخ فيها الجنود الاسرائيليون ان تبتعد ‘ ولكنها لم تبتعد لم تعد تخاف من بنادقهم ولا صراخهم اقتربت اكثر صرخوا بها اكثر .. فاقتربت اكثر .. تَجَمع السجناء لرؤيتهم امرأه تحمل طفلا صغيرا وتقترب من الاسلاك الشائكه في غير موعد الزياره ولامكانها ..صرخت ليلى هل تعرفون عبدالله ؟ هل عبدالله معكم ؟؟ وعلا صوت عبدالله من بعيد ليلى .. ليلى .. انا هنا .. وامتلأت الدموع في العيون وخفقت في صدور السجناء العبرات وغابت الكلمات .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في موعد الزياره الاول،لبست ليلى وبناتها وابنها احلى ما عندهم واتجهوا جميعا مع جدهم وجدتهم الى سجن الفارعه كان يوم عيد عند الجميع يوم رؤية عبدالله بعد غياب شهر او اكثر .. حملت ليلى ابنها بثقة ومشت مع البنات ومن خلف زجاج السجن وضعت ليلى يدها على يد زوجها ثم رفعت له ابنه ليراه وضع الاب خده على الزجاج عليه يحس بحرارة ابنه ثم وقفت فدوى وأخواتها فأرسلوا القبلات الحاره عبر الزجاج ... في الزياره الثانيه قالت ليلى : لقد أعاد الشباب تشغيل الفرن يا عبدالله أعطيتهم المفاتيح حتى يبقى فرن الانتفاضه يعمل كما كنت تخطط له .. فرن لصمود نابلس امام عدوهم . |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> ليلى و فرن الصمود ثم همست وهي تلتفت يمنة ويسرة : اما الغرفة السريه الجديده في "تسوية"الفرن فقد وضع الشباب فيها مطبعه لطباعة بيانات القياده العامه للانتفاضه وفدوى تساعدهم في توزيعها !! وانا اساعدهم باخاطة الاعلام الفلسطينيه !! أترى يا عبدالله لن تتوقف الانتفاضه وسننتظر خروجك من السجن لتواصل اعمل معنا ..في الزياره الثالثه همست ليلى لزوجها : اليوم قتل احد شباب الانتفاضه مستوطنا اسرائيليا من مستعمرة "آلون موريه" كان يتسوق في الدكان القريب من منزلنا ‘ فاطلق عليه احد الشباب رصاصه وقتله .. يقولون انه يعمل محققا عسكريا في "العماره" هل تعرفه ؟ في كل زياره كانت ليلى تروي لعبدالله اخر اخبار الانتفاضه . لقد تغيرت ليلى حقا ، بل ان الانتفاضه غيرت وستغير الكثير . تمت </TD>روضة الفرخ الهدهد <td width=30> </TD></TR></TABLE> |