ملكةٌ على عرش السراب...!
أغضتُ حياءً حينما قابلتها | ||
وبسحر أيام الهَنا ذكَّرتُها | ||
وقفَت يغالبها الأسى في حيرةٍ | ||
عرفتْ بأني عامداً أهملتها | ||
وصَرَفْتُ طرفي عن ملامح حسنها | ||
ومَدحتُ أتراباً لها فأثرتها | ||
نظرتْ وفي العينين لاحتْ رغبةٌ | ||
شدَّت حنيني للهوى فسألتها | ||
من أنتِ؟ واستعصى الكلام على فمي | ||
فعّبرتُ دربي قاصداً وزحمتها | ||
فتأوهتْ حيرى الظنونِ شجيةً | ||
لمّا رَجِعْتُ وبالهوى صارحتها | ||
أترعتُ من أهدابها كأس الطِلى | ||
وبنشوةٍ غيرى الجنونِ رشفتها | ||
نامتْ على كَتفي كأروع طفلةٍ | ||
وبرائعِ الوردِ النديّ غمرتها | ||
قلدتها تاجاً يرفُ به السنا | ||
وعلى الزهورِ أميرةً توَّجْتُهَا | ||
أدخلتُها حرمَ البيانِ عروسةً | ||
وعلى الرياضِ مَلِيكةً نصَّبْتُها | ||
وبنيتُ محراباً لها متألقاً | ||
وبموطن القلب الوفي أسكنتها | ||
يا حلوتي تلك الليالي أورقتْ | ||
أبهى الخمائل بالدموع سقيتها | ||
كم ذبتُ في حسنٍ يزفُ وسامةً؟ | ||
فلأّنْتِ ذكرى في الجفون حملتها | ||
ما زلتِ في عينيَّ أجملَ طفلةٍ | ||
ما بينَ أرْوِقَةِ الضلوعِ حَضَنْتُهَا | ||
أبحرتُ في عينيك أستجلي الرؤى | ||
ورَكرتُ ألويتي هنَاكَ غرستها | ||
رفيّ بها بين النجومِ شموخةً | ||
لكِ للسُّها سمراءُ قد أهديتها | ||
فأنا بحبك يا مليحة هائمٌ | ||
صورُ الجمالِ على العيون رسمتها | ||
لا تعتبي إني كرهتُ من الصبا | ||
دنيا العذابِ وفي لقاكِ عشقتها | ||
ولقدْ هجرتُ الحبَّ بعدكِ طائِعاً | ||
ورسائلُ الأحباب قَدْ أَحْرَقْتُهَا | ||