تداعيات عاشق محترم...!
إلى صديقي الشاعر جابر خير بك
كفى بكَ شوقاً أن قلبكَ قد صحا | ||
وأورق حبٌّ في الحنايا وفَتَّحَا | ||
فهمتَ كليلَ الطرفِ يأمركَ الهوى | ||
لترشفَ أشهى الخمرِ طيباً وأملحا | ||
وَقَفْتَ وفي العينين تَبْتَسمُ الرؤى | ||
وحِرْتَ بقّدٍ مثل غصْنٍِ تَرنَّحا | ||
وجاءتك هيفاء القوام كأنها | ||
قضيبٌ من الرِّنْدِ المُعَطَرِ فَوَّحَا | ||
فَلاحَ على الخدينِ زهرٌ منضّرٌ | ||
وفي الثغر زَهرٌ هاجهُ الشوقُ فاستحى | ||
فَغارَ الضُحى من حُسنها حين أقبلتْ | ||
هي البدرُ عند الفجر مَرَّ وصَبَّحّا | ||
بواكيرُ أحلام الصبا فوقَ صدرها | ||
عصافيرُ تهوى أن تفرَّ وتجنحا | ||
مَشَتْ في رياضِ الأنسِ تستلُّ عِطْرها | ||
فكمْ حارَ فيها الروضُ والطيرُ سَبَّحا | ||
فقُلْتَ لها رشِّي ضياءك واغمري | ||
فؤاداً كواهُ الهجرُ حتى تَبَرَّحا | ||
تمرُّ الليالي والأماني ضنينةٌ | ||
فَمِنْ أين جئتِ اليومَ والعمرُ صَوَّحا؟ | ||
أيا فتنتي ولى الشباب وَمَلَنِّي | ||
زمانٌ، ورانَ الشيب فِيِّ ولَوَّحَا | ||
فلو جئت قبلَ اليومِ كنتِ أميرتي | ||
وما كان قلبي بالسوادِ توشَّحا | ||
تمَتَّعتُ في زهو الشبابِ ولم أزلْ | ||
بجَفْنِكِ أهوى أنْ أَغيبَ وأسبحا | ||
قضيتُ سنينَ العُمرِ للغيد عاشقاً | ||
وما كنتُ إلا بالغرامِ مُجَرَّحا | ||
نظمتُ لعينيكِ القصائدَ حُرّةٌ | ||
وشلتُ بصدري للحبيبة مطرحا | ||
دعيني فهذا الحبُّ بَرَّحَ خافقي | ||
وليسَ بودي أنْ أعيشَ مُبَرَّحَا | ||
أظلُّ قتيلَ العشقِ من غيرِ قاتلٍ | ||
وأوثرُ أن أهدي الفؤادَ وأنْصَحَا |