الخيال العابر...!
غرَّد الطيرُ وناغاكِ الوترْ | ||
يا عروساً زانها كبرُ الخفرْ | ||
ذبلَ الوردُ وأرداهُ النوى | ||
حينما جئتِ تسامى وازدهرْ | ||
وَجْهُكِ الأسمرُ يَندَى رِقّةً | ||
حارَ منها الحُسنُ شوقاً وافتخرْ | ||
يا لشعرٍ ضَفَّرتْهُ غُرَّةٌ | ||
جَنَحَ الليلُ إلَيْهَا وَاسْتَتَرْ | ||
وردةٌ تختّالُ في أَطْيابها | ||
مثلما يختالُ بالريحِ الشجرْ | ||
يا عروساً جَمَّلَتْها فِتْنَةٌ | ||
وسما فيها الخيالُ المبتكرْ | ||
يورقُ الزهرُ، ويشدو المنحنى | ||
إنْ مَرَرتِ اليومَ في روض الزهرِ | ||
كم سقانا الغيمُ من مرشفه؟ | ||
خَمرَةَ الروحِ، وَرَوَّانا المطر | ||
وإذا ما ضَمَنَّا ليلُ الهوى | ||
أمْرَعَ العشبُ اخضراراً وانتشرْ | ||
كلما رفَّ الضحى في شالِهِ | ||
هَتَفَ السهلُ لنا والمنحدرْ | ||
وأراني اليوم أشكو غُربةً | ||
كغريبٍ مَلَّهُ طولُ السفرْ | ||
حدثيني أنا في شوقٍ إلى | ||
عودةِ الماضي وأيام الصِّغَرْ | ||
قصةٌ نحنُ ودنيانا أسىً | ||
وَحَنينٌ بين جنحينا استعر | ||
فامنحيني خبراً يُحيي الهوى | ||
كم يريحُ القلبَ جِزْءٌ من خبرْ؟ | ||
نحنُ دنيا من أمانٍ حُلْوة | ||
أفْرَعَتْ في مقلةِ الدهرِ درر | ||
يا عروسَ الليل هذا عمرنا | ||
دررٌ ضاعتْ ودربٌ مُخْتَصَرْ | ||
عمرنا الماضي وأَحلامُ الصبا | ||
كخيالٍ من رؤى الذكرى عَبَرْ |