إلى زائره ....!!
سقياً لأيامِ الشبابِ الغابرهْ | ||
مرتْ كحلمٍ في ليالٍ ماطرهْ | ||
عمرٌ تضيِّعهُ السنونُ غوايةً | ||
وتنوسُ فيه الذكرياتُ الخاسرهْ | ||
أبحرتُ من زمنِ الجفافِ لمرفإٍ | ||
شطآنهُ مثل الطلولِ السادرهْ | ||
وسبحتُ في بحرِ الهوى مستسلماً | ||
للموجِ أشكو من خُطَايَ العاثرهْ | ||
حَطّتْ رحالي واسترحتُ من السرى | ||
فرحاً تطوقني الأماني الزاهرهْ | ||
أحيا غريباً في بلادٍ أقفرتْ | ||
إلا من الريحِ الجموحِ الغادرهْ | ||
هذي بقايا العمرِ أخلقها البلى | ||
ونبا الزمانُ بها فهامَتْ عابرهْ | ||
لا تنسني يا ليل واسكبْ خمرتي | ||
فلربَ يومٍ تستفيقُ الذاكرهْ | ||
سالت على الأمس المهاجرِ أدمعي | ||
ويلٌ لقلبي هلْ سيلقى هاجرهْ؟ | ||
أشتاقُ للبوحِ الوديع إذا سرى | ||
وإلى السعير على الشفاه الساحرهْ | ||
لا الدهرُ أرجعَ للشبابِ بريقهُ | ||
والقلبُ يغرقُ في المآسي القاهرهْ | ||
و الروحُ تكمنُ في حدائقِ مقلتي | ||
ظمأى تظلُّ إلى الفضاء مسافرهْ | ||
إنْ كانَ نجمكَ يا فؤادي قد هوى | ||
فانسجْ من الأحلامِ دنيا عاطرهْ | ||
كم عَاشقٍ أغوَتْهُ أحلامُ الصبا | ||
وعلى الطُيوفِ الخضرِ أطبقَ ناظِرَهْ | ||
فاقطفْ أيا قلبي النجومَ مُنسِّقاً | ||
عقداً لفاتنةٍ أتَتْكَ كزائرهْ |