شكوى في زمن الجفاف..!!
يا دهرُ فيمَ الأسى ما عدتُ أحتملُ؟ | ||
مرَّ الزمانُ وجرحي ليس يندَملُ | ||
وبي من الهمِّ آلامٌ مُبَرّحةٌ | ||
وبي من الشوقِ ما لا يحملُ الرجلْ | ||
أينَ الليالي؟ وأين اليوم بهجتها؟ | ||
أينَ الشبابُ؟ وما في عودهِ أملْ | ||
ولَّتْ ضياعاً وأيامُ الصبا هربَتْ | ||
ورافقَ العمرَ في ترحالهِ المللْ | ||
دنيا تغرُّ بنعماها إذا ابتسمَتْ | ||
وإنْ أشاحَتْ ففي ترحالها الوجَلْ | ||
فكل يومٍ نرى أحلامنا عَبَرَتْ | ||
ظُعُونُها في صحاري التِيهِ ترتحل | ||
وألفُ نرجسةٍ تبكي لغربتنا | ||
وألفُ طاقة زهرٍ دَمْعُهَا خضل | ||
يا واحة العمرِ يا لغزاً يحاربه | ||
قلبٌ تنوءُ بهِ الشكوى ويحتمل | ||
يظلُّ رغم الأسى يشكو توجّدَهُ | ||
ويستبيحُ جواهُ الطيبُ والغزل | ||
يا دهرُ ما لي وقدْ ودَّعْتُ أشرعتي | ||
وهمتُ أرصدُ مَسْرَاها وأَبْتَهِلُ | ||
أهيم في حَلْبَةِ الذكرى فيحزنني | ||
وجه الغروبِ وأحبابٌ لنا رحلوا | ||
شكوتُ للدهرِ ما ألقاه من وصبٍ | ||
لَعَلَّ شكوايَ قبلَ المنتهى تصل | ||
لواعجُ الهمِّ ما زالتْ ترافقني | ||
وتستريحُ على صدري وَتَشْتَعِلُ | ||
أسطورةُ العمرِ ضَمَّتْ كلَّ أجنحتي | ||
وراحَ يكمنُ في أحنائِها الأَزلُ | ||
إني سئمتُ دروباً كنتُ أسلكها | ||
ضاقَ الرحيلُ وَمَلَّتْ خطوِيَ السُبُلُ | ||
غداً إذا ما انطوتْ أيامنا ومَضَتْ | ||
ولفَّ أجسادَنَا في شالِهِ الأَجَلْ | ||
وضَمَنَّا الغيبُ مزهواً بزورتنا | ||
وعانقَ التربَ صَدَّاحٌ ومُرْتَحِل | ||
وأقفرَ الدربُ وارتابت رواحلنا | ||
وعمرنا بالسوادِ المُرِّ يكتحِلْ | ||
فهَلْ نَعودُ إلى حَيٍّ يؤالفنا؟ | ||
ويرجع الشمل مضموماً ويكتملُ؟ |