وباسمك تفخر الألقابُ !!
إلى المعلم العربي في عيده
أيُّ الشمائلِ في نداكَ تُعابُ ؟ | ||
أنتَ الكريمُ ونبعكَ الوهّابُ | ||
إنْ كانَ في الصدقِ المديحُ فما أرى | ||
إلاكَ بحراً في العلومِ يُجابُ | ||
أو كان يمنحني الوفاءُ تودداً | ||
فَلأنْتَ في كَرَمِ العطاءِ سحابُ | ||
أَمُعلِّمُ الأجيالِ كَمْ غذَّيْتَنَا ؟ | ||
أدباً شعاركَ مَرْجِعٌ وكتابُ | ||
يا شمعةً تَسِمُ الضياءَ تألقاً | ||
في نورها تتفاخرُ الأحقابُ | ||
يا حاملاً نُبْلَ الرسالةِ صادقاً | ||
فَلأنْتَ في حَلَكِ الظلامِ شِهابُ | ||
روَّيْتَ أحلامَ الطفولةِ بالنهى | ||
وصَقَلْتَ أنفسهمْ وذاكَ ثوابُ | ||
الطفلُ عندكَ وهبةٌ وأمانةٌ | ||
حِفْظُ الأمانةِ مكسِبٌ وطِلاَبُ | ||
والنشءُ ينهلُ من علومكَ ما بهِ | ||
تسمو العقولُ وتزخرُ الألبابُ | ||
غذّيتَ بالخلقِ العظيمِ عُقولَهمْ | ||
وتَحَقَّقَتْ بعدَ العذابِ رِغابُ | ||
فَهُمُ الورودُ العاطراتُ بروضنا | ||
ومن الورودِ تُوَزَّعُ الأطيابُ | ||
يا رافدَ الأجيالِ عِلماً ناضجاً | ||
هامَتْ به الأعلامُ والكتَّابُ | ||
تقضي الليالي في سهادٍ دائمٍ | ||
والعمرُ ماضٍ، والحياةُ سرابُ | ||
وتظلُّ تنسجُ من ضِيائكَ مشعلاً | ||
يهدي البشائرَ نورُكَ الوثَّابُ | ||
تبني وتبني للحقيقةِ صرحَها | ||
رُغمَ المصاعِبِ رأيُكَ الغلاَّب | ||
أبدعتَ فيهم عِزَةً وشَهامةً | ||
فاخْضَوْضَرَتْ بخطاهُمُ الأعشاب | ||
سلكوا هضابَ الأرضِ في تِسْيارِهِمْ | ||
أبداً وما عاقَ المسيرَ هضابُ | ||
عَلَّمْتَهُمْ أنَّ الكفاحَ مقدسٌ | ||
والسيرُ في درب الكفاحِ عذاب | ||
وبأن للوطنِ الحبيبِ كرامةً | ||
حَمَلَتْ صفاءَ دمائِها الأعصاب | ||
ماذا أعدِّدُ من هباتِكَ مخلصاً؟ | ||
فَلَكَمْ تضمُّ هباتِكَ الأهدابُ؟ | ||
تعطي وتوهبُ من نَداكَ مُكرّماً | ||
كَرَمُ المعلّمِ روضةٌ مِعْشابُ | ||
تلكَ المواسمُ كم جَنَيْتَ قطافَها؟ | ||
فسما القِطافُ وراجَتِ الآداب | ||
فَلأنتَ للنشءِ الصغيرِ بصيرةٌ | ||
وَهُمُ بقربِكَ إخوةٌ وَصِحابُ | ||
العطفُ عِنْدَكَ للصغارِ أبوّةٌ | ||
والعدْلُ عندَكَ جَوْهَرٌ خلاَّبُ | ||
قد بُورِكَ الغَرسُ الذي روّيتَهُ | ||
خُلْقَاً وعِلمَاً ما عليهِ حِسابُ | ||
وَجَعَلْتَ منْهَجَكَ الحنانَ مُوزَّعاً | ||
لا يسترُ النهجَ القويمَ نقاب | ||
قَوَّمْتَ طبعَ العابثين وصُنْتَهُمْ | ||
ورَدَّدْتَهُمْ عما يسيءُ فثابوا | ||
وأصبتَ بالرأي الحكيمِ نفوسَهُمْ | ||
فهفوا إليكَ وكلُّهمْ أحباب | ||
وَدَفَعْتَهُمْ للأمنياتِ أعِزَةً | ||
فمضوا كِراماً واسْتَقَامَ نِصَابُ | ||
ذابوا بِعطرٍ من وفائِكَ عابقٍ | ||
لَكَأَنَّ عِطْرَكَ جَدْوَلٌ ينساب | ||
تِلكَ المبادئ كم رفعتَ شِعارَها؟ | ||
حبُّ المبادئِ رُغبةٌ وطِلاب | ||
طوبى لمنْ حَمَلَ الأمانةَ راعياً | ||
شَهِدَتْ له الأقْوامُ والأتْرابُ | ||
تَتَفاخَرُ الدُنيا بِمَنْ عَشِقَ العلى | ||
وعلى يديهِ تُحَطَّمُ الأَنْصابُ | ||
لكأنَّ قَطرَ الغادياتِ سبيلهُ | ||
يسقي العِطَاشَ فَتَعْذَبُ الأَنْخَابُ | ||
هو شَمْعَةٌ رَفَّتْ على جفنِ الضُحى | ||
هَلْ يَحجبُ النورَ المشعَّ حِجابُ؟ | ||
لَقَبُ المُعَلِّمِ فَخْرُ كلِّ رسالةٍ | ||
وَبِإِسْمِهِ تَتَفاَخَرُ الأَلقَابُ |