تمرَّستَ بالآلام...!!
تمرّستَ بالآلام كهلاً ويافعاً
وعشت مع الأحلام والحب قانعا
تخيّرتَ كوخاً بالمفاتن رائعاً
وكم صغتَ شعراً في زواياه رائعاً
قضيتَ رفيق البحر تعشقُ موجهُ
فيُغريك مجنوناً ويُسبيكَ هاجعاً
تمرَّدتَ والأيامُ في زهو كبرها
وكم كنتَ للأيامِ صَلباً مُقَارِعاً
شربتَ كوؤسَ الهمِّ صاباً وعلقماً
وما كنتَ رغمَ القهرِ واليأس ضائعا
ملكتَ زِمَامَ الْشِعرِ باللحنِ مُترفاً
فحنّتْ إليكَ الطيرُ تشدو سَواجعا
ونَضًّرتَ وجهَ الأفقِ حسناً يزينه
وحَمّلتهُ قبلَ الغروبِ ودائعا
حَبَاكَ إلهُ الكونُ نوراً حَملتهُ
ووشَّاكَ سَعداً من ثناياه طالعاً
فجئتَ كِتاباً بالبيان مُعَطراً
وهُمْتَ لأبوابِ السماواتِ قارعا
فَمَن مِثلُكَ الباني عروشاً من السنا
إذا غابَ عنها النورُ أمْستْ بلاقعا
هو الشعرُ ينبوعُ الحنانِ إذا سرى
على فمِ من غنَّى فَيَبْري المواجعاَ
تَحَمّلْتَ ظُلْمَ الناسِ حُلماً ومِنَّةً
وما كان ما تهديه للناس شافعا
مكثتَ جريحَ النفسِ يأساً وخيبةً
ونمتَ قريرَ العينِ كالطفلِ وادعا
صحوتَ إلى الأيامِ حين تبدّلتْ
دروبٌ وحَطَّ الدهرُ فيها الفواجعا
فلا الأهلُ وفُّوا بالعهودِ وانصفوا
فعشّتَ وحيداً تقهرُ الموتَ قابعا
تُرى تُسْكِتُ الأيامُ بالموتِ شاعراً؟
فيا خجلةَ الأيامِ تُسْكِتُ ساجِعا
تضيقُ بنا الدنيا إذا غابَ راحلاً
" نديمٌ" وكم شمناهِ لِلظُّلْمِ رادعا
صَبَرتَ على كيدِ الليالي وظلمها
فمِن صبركَ المكتومِ أمستْ خواشعاَ
وكنتَ بليلِ التائهينَ منارةً
وكنتَ إلى سحرٍ البيان مراجعا
فكيف يغيبُ البدرُ في التربِ تائهاً؟
وقدْ كانَ للسارينَ كالشمسِ ساطعا
إذا اختاركَ اللهُ العليُّ لقربه
فأنتَ بحبِ اللهِ جُزْتَ الموانعا
فياربُّ هَيِّئْ للنديمِ شَرَابَهُ
فقد عاد محروماً وجَاءَكَ ضارعا
فأنتَ أبٌ للملهمينَ وموئلٌ
تَبّوَّأتَ عرشاً في السماواتِ واسعا
" نديم" وليلُ الشرقِ بَعْدَكَ قاتمٌ
كأنَّ نجومَ الليلِ أمست جوازعا
تَوَارَثتَ مَجَدْ السابقينَ أصالةً
وكنتَ إلى الحُدّاثِ كالسَّهْمِ رادعا
فَرَشْتَ دُرُوبَ الشعرِ وَرداً معطراً
فخِلنا ليالي الأقدمينَ رواجعَا
أناختْ عكاظُ الشعرِ في الشطِ رِحْلَها
وأمسى بريقُ الشعرِ في الشطِ لامعاً
تُرى مَنْ " زهيرٌ" "والنواسي"، وطرفةٌ؟
فأنتَ إمِامٌ لستَ في الشعرِ تابعا
جَمَعْتَ من الأزهارِ عِقْداً مطرزاً
لآلئهُ في الساحِ أَمْسَتْ مزارعا
وأضْحَتْ إلى الأحبابِ قِبْلَهَّ عشقهمْ
وكمْ تخذوا للعشقِ فيها مواضعا ؟
هو الشعرُ فَنٌّ في الحياةِ مُميّزٌ
ولحنٌ سماويٌ يَهُزُّ المسامعا
أيا شاعراَ ما ماتَ رَجْعُ حُدائهِ
ولا هانَ يوماً أو أضلَّ المنابعا
عَليلٌ تَحدَّى جمرةَ الْقَهْرِ صامتاً
وما مِنْ علاجٍ قد تَوَخَّاهُ نافعا
فَسَلَّمَ مطعوُناً، وغابَ مُسافِراً
وهامَ رضياً رافعَ الرأسي وادعا
وداعاً أيا نَسْراً تَمرَّدَ شامخاً
وللنسر قلبٌ لا يهابُ الزوابعا
قرأتكَ "آلاماً" نظمتَ سُطورها
وكم كنتَ للملهوفِ كالنورِ ساطعا
فعذراً إذا ما انْدَاحَ في قلمي الأسى
وكان شعوري من شعورِكَ نابعا
كَتَبْتُ وفي قلبي منَ الدَهِرِ غصةٌ
لِفَقدِكَ يا مَنْ كُنتَ للمجدِ صانعاً
وَقَفْتُ على الشطِّ الحزينِ مُعاتباً
فراعَ الندى قلبي وَ هَوَّمَ جازعا
وقَالَ بأنَّ الموتَ حَقٌ على الفتى
ويبقى حَنِينُ الروحِ للروحِ تابعا
"نديمٌ" إذا ما الكَرَمْ جَفَّتْ عروقهُ
وأظلمَ نجمٌ بعدَما كانَ لامعا
فَرَدْتَ جناحيكَ ابتهالاً وعِزَةً
وحلَّقَتَ وحْياً للرسالاتِ جامعا
أناديكَ من خَلْفِ المسافاتِ تائهاً
وأرفَعُ أبصاري إلى اللّه ضارعا
بأنْ يجّعَلَ الرحمنُ قبركَ جنةً
ومأوى لِعَطّفِ اللّه والحُبِّ واسعا
تمرّستَ بالآلام كهلاً ويافعاً
وعشت مع الأحلام والحب قانعا
تخيّرتَ كوخاً بالمفاتن رائعاً
وكم صغتَ شعراً في زواياه رائعاً
قضيتَ رفيق البحر تعشقُ موجهُ
فيُغريك مجنوناً ويُسبيكَ هاجعاً
تمرَّدتَ والأيامُ في زهو كبرها
وكم كنتَ للأيامِ صَلباً مُقَارِعاً
شربتَ كوؤسَ الهمِّ صاباً وعلقماً
وما كنتَ رغمَ القهرِ واليأس ضائعا
ملكتَ زِمَامَ الْشِعرِ باللحنِ مُترفاً
فحنّتْ إليكَ الطيرُ تشدو سَواجعا
ونَضًّرتَ وجهَ الأفقِ حسناً يزينه
وحَمّلتهُ قبلَ الغروبِ ودائعا
حَبَاكَ إلهُ الكونُ نوراً حَملتهُ
ووشَّاكَ سَعداً من ثناياه طالعاً
فجئتَ كِتاباً بالبيان مُعَطراً
وهُمْتَ لأبوابِ السماواتِ قارعا
فَمَن مِثلُكَ الباني عروشاً من السنا
إذا غابَ عنها النورُ أمْستْ بلاقعا
هو الشعرُ ينبوعُ الحنانِ إذا سرى
على فمِ من غنَّى فَيَبْري المواجعاَ
تَحَمّلْتَ ظُلْمَ الناسِ حُلماً ومِنَّةً
وما كان ما تهديه للناس شافعا
مكثتَ جريحَ النفسِ يأساً وخيبةً
ونمتَ قريرَ العينِ كالطفلِ وادعا
صحوتَ إلى الأيامِ حين تبدّلتْ
دروبٌ وحَطَّ الدهرُ فيها الفواجعا
فلا الأهلُ وفُّوا بالعهودِ وانصفوا
فعشّتَ وحيداً تقهرُ الموتَ قابعا
تُرى تُسْكِتُ الأيامُ بالموتِ شاعراً؟
فيا خجلةَ الأيامِ تُسْكِتُ ساجِعا
تضيقُ بنا الدنيا إذا غابَ راحلاً
" نديمٌ" وكم شمناهِ لِلظُّلْمِ رادعا
صَبَرتَ على كيدِ الليالي وظلمها
فمِن صبركَ المكتومِ أمستْ خواشعاَ
وكنتَ بليلِ التائهينَ منارةً
وكنتَ إلى سحرٍ البيان مراجعا
فكيف يغيبُ البدرُ في التربِ تائهاً؟
وقدْ كانَ للسارينَ كالشمسِ ساطعا
إذا اختاركَ اللهُ العليُّ لقربه
فأنتَ بحبِ اللهِ جُزْتَ الموانعا
فياربُّ هَيِّئْ للنديمِ شَرَابَهُ
فقد عاد محروماً وجَاءَكَ ضارعا
فأنتَ أبٌ للملهمينَ وموئلٌ
تَبّوَّأتَ عرشاً في السماواتِ واسعا
" نديم" وليلُ الشرقِ بَعْدَكَ قاتمٌ
كأنَّ نجومَ الليلِ أمست جوازعا
تَوَارَثتَ مَجَدْ السابقينَ أصالةً
وكنتَ إلى الحُدّاثِ كالسَّهْمِ رادعا
فَرَشْتَ دُرُوبَ الشعرِ وَرداً معطراً
فخِلنا ليالي الأقدمينَ رواجعَا
أناختْ عكاظُ الشعرِ في الشطِ رِحْلَها
وأمسى بريقُ الشعرِ في الشطِ لامعاً
تُرى مَنْ " زهيرٌ" "والنواسي"، وطرفةٌ؟
فأنتَ إمِامٌ لستَ في الشعرِ تابعا
جَمَعْتَ من الأزهارِ عِقْداً مطرزاً
لآلئهُ في الساحِ أَمْسَتْ مزارعا
وأضْحَتْ إلى الأحبابِ قِبْلَهَّ عشقهمْ
وكمْ تخذوا للعشقِ فيها مواضعا ؟
هو الشعرُ فَنٌّ في الحياةِ مُميّزٌ
ولحنٌ سماويٌ يَهُزُّ المسامعا
أيا شاعراَ ما ماتَ رَجْعُ حُدائهِ
ولا هانَ يوماً أو أضلَّ المنابعا
عَليلٌ تَحدَّى جمرةَ الْقَهْرِ صامتاً
وما مِنْ علاجٍ قد تَوَخَّاهُ نافعا
فَسَلَّمَ مطعوُناً، وغابَ مُسافِراً
وهامَ رضياً رافعَ الرأسي وادعا
وداعاً أيا نَسْراً تَمرَّدَ شامخاً
وللنسر قلبٌ لا يهابُ الزوابعا
قرأتكَ "آلاماً" نظمتَ سُطورها
وكم كنتَ للملهوفِ كالنورِ ساطعا
فعذراً إذا ما انْدَاحَ في قلمي الأسى
وكان شعوري من شعورِكَ نابعا
كَتَبْتُ وفي قلبي منَ الدَهِرِ غصةٌ
لِفَقدِكَ يا مَنْ كُنتَ للمجدِ صانعاً
وَقَفْتُ على الشطِّ الحزينِ مُعاتباً
فراعَ الندى قلبي وَ هَوَّمَ جازعا
وقَالَ بأنَّ الموتَ حَقٌ على الفتى
ويبقى حَنِينُ الروحِ للروحِ تابعا
"نديمٌ" إذا ما الكَرَمْ جَفَّتْ عروقهُ
وأظلمَ نجمٌ بعدَما كانَ لامعا
فَرَدْتَ جناحيكَ ابتهالاً وعِزَةً
وحلَّقَتَ وحْياً للرسالاتِ جامعا
أناديكَ من خَلْفِ المسافاتِ تائهاً
وأرفَعُ أبصاري إلى اللّه ضارعا
بأنْ يجّعَلَ الرحمنُ قبركَ جنةً
ومأوى لِعَطّفِ اللّه والحُبِّ واسعا