-من بوح عينيك-
من بوح عينيك كان السحر في السحر
ومنهما كان عشق الأرض للمطر
عيناك يا أنت عصفوران من فرحٍ
يرفرفان على سمعي وفي بصري
رقَّ الفؤاد، تندّى في ظلالهما
وكان قبلهما أقسى من الحجر
من موطن النور في آفاق سحرهما
صاغ الإله ضياء الشمس والقمر
***
أرى السموات تشكو ضيق ساحتها
تأتي إليك على مهل وفي خفر
لتستحم بأفق لا حدود له
وتستعير مدىً من لحظك العطر
***
يا أنت، يا حلوة العينين قافيتي
من خمر أرجوحة الأهداب في خدر
دعي النجوم تعاني طيش سكرتها
وامشي إلى غابة الأحلام في أثري
زرعت بحرك بالآمال أشرعة
وعطرت كل موج بالشذا جزري
أطعمت حبك أشعاري معتقة
حتى غدوت -كما شاء الهوى- قدري
عصرت قلبي سلافا مسكراً ومنىً
ولم أدع أبداً عذراً لمعتذر
فخاطري، لا تخافي لوم عاذلةٍ
ستشعرين معي في لذة الخطر
ولنحترق قبلة، ما ذاقها أحد
معجونة من وهيج الشوق بالشرر
***