-2- قصـــائد للتــاريخ وللأجيـال: المولد النبوي الشريف
(طلع الصباح فأطفىء القنديلا)
وانهض وصافح في السما جبريلا
كل المصابيح التي أنشأتها
ليست عن الغيب المضيء بديلا
فالنور ما لم ينبثق بضميرنا
سيظل درب مصيرنا مجهولا
***
وتمر قافلة الحياة بخاطري
طيفاً على جنح الرؤى محمولا
وأراه إنساناً يذيب طموحه
زيتاً ليشعل في الظلام فتيلا
وأحس روح الله في أعماقه
وأرى الملائك سجداً تفضيلا
حمل الأمانة راضياً متهللاً
لو لم يفز فيها لكان جهولا
ومضى خليفة ربه في أرضه
عقلاً يشق طريقه مسؤولا
واجتاز من عمق الكهوف إلى الذرا
حتى غدا فوق النجوم نزيلا
لو لم تظلله السماء بوحيها
لأضاع في هذا الوجود سبيلا
***
وترف في أرض الجزيرة غيمة
تحنو، تقبل (غارها) تقبيلا
جمعت حروف الأنبياء قصيدة
عربية واسْتُوحيتْ تنزيلا
(إقرأ وربك أكرمٌ) واطلع على
ليل الخليقة مصلحاً ورسولا
فلأنت من تاقت لوهج شروقه
كل البرية أنفساً وعقولا
ولأنت من نبضت بنسغ بيانه
أحلامنا منذ العصور الأولى
بك يا رسول الله أصبح دهرنا
بعد التجهم، باسماً وجميلا
بك يا بن عبد الله صرنا أمة،
سيفاً، لتحرير الورى مسلولا
بك تستقيم مع الحياة قلوبنا
وتطيب أنفسنا منىً وميولا
بك نسكب الجنات في أرواحنا
حوراً، وريقة شهدة وشَمولا
***
خلعت قبائل يعرب ثاراتها
وأتت إلى ساح الجهاد فحولا
وتوحدت جنداً لخير عقيدة
تبني بها، ولها، غداً مأمولا
هطلت على يأس الزمان سحابة،
ظلا على طيب الرجاء ظليلا
واخضرت الصحراء قلباً مؤمناً
والرمل أورق ثورةً وصهيلا
وسرى يوهجنا شراع خالد
لا يعرف الإيمان فيه ذبولا
(الله أكبر) ما قطفنا كوكباً
إلا وكان بوهجه مجبولا
***
يتلألأ الإسلام شمس ضمائر
تلد الشروق ولا تغيب أفولا
قرآنه يهب العقائد نبضها
ويعطر التوراة والإنجيلا
تتعانق الأديان في آياته
حباً وروحاً كالضياء بتولا
سنن الإله؛ فهل رأيت لسنّة
نسج الإله خيوطها تبديلا؟
وبلفظنا العربي صاغ هداية
لعباده التحريم والتحليلا
***
ختمت رسالات السماء على اسمه
بلغت بشهد (شهادة) تكميلا
فالعقل -والقرآن ضوء طريقه-
يجني حقائق كونه تحصيلا
ونبينا الأمي علّم أحرفاً
صارت لكل العارفين دليلا
فاختر مصيرك خبرة وإرادة
متوخياً أن لا تكون عجولا
***
يا أمتي، يا أم كل حضارة
أرسيت مجداً، لا يموت، أصيلا
وبلغت بالإسلام أشرف غاية
ما شاهد الزمن الطويل مثيلا
ونسجت من عز الشموس شمائلاً
ومن الكواكب في الدجى إكليلا
وسموت. في يمناك سيف محمد
والأرض عرضاً في مداك وطولا
لكن إذا ضعفت قواك تفرقاً
وجزيت من بعد الصعود نزولا
***
فالذنب ذنبك؛ قد تراخى معصم
والسيف سيفك لايزال صقيلا
وتجمعت حجب الظلام مع الدجى
ترخي على نور السماء سدولا
طعنوا العروبة. مزقوا أعلامها
وغدا صحيح الأقوياء عليلا
جاء الغزاة ليزرعوا تاريخنا
شوكاً وظفراً دامياً ونصولا
فالغرب يتخذ الصليب مطية
يأتي اندفاعاً حاقداً وسيولا
وإذا بقدس الله نهر من دم
والغاصبون يجررون ذيولا
والشرق أقبل في دمار شامل
تتراً، جنون مخالب، ومغولا
فالفكر في بغداد طعنة فاجر
ويمجّ حبراً دامعاً مطلولا
ألقى بدجلة جانحيه تفجعاً
وطغا على لجج المياه قتيلا
ويشع في الظلماء نجم نيّر
يسري، بذوب الأمنيات غسيلا
وبه توحدت الشآم ومصرها
واستقبل الأعداء عزرائيلا
حطيننا والعين في جالوتنا
فامُر جحافل ظلمة لتزولا
***
وتمر أيام نضيّع نصرنا
ونعود ننكث غزلنا المغزولا
يتفنن الغازون في تمزيقنا
ويصير وعد خلاصنا ممطولا
والآن قد وضعوا وكيلا دائماً
في أرضنا ودعوه (إسرائيلا)
***
يا أيها الأمل الرسول المصطفى
ماذا أقول وكل قول قيلا؟
المسلمون على تكاثر نسلهم
صاروا بمفهوم الحساب قليلا
جعلوك لفظاً في شهادة عابد
جعلوا كلام إلهنا ترتيلا
خدعتهم الدنيا بكاذب برقها
ونسوا خزائن ربهم تضليلا
لو أدركوا يوم الحساب وهوله
ملؤوا الزمان تفجعاً وعويلا
***
يا هادي الإنسان أيقظ أمتي
واشفع وكن للمسلمين كفيلا
الشعب شعبك والمصاعب جمة
والحلم، حتى الحلم، غاب، رحيلا
إلا بسيفك سيرة وبطولة
سيكون كل جهادنا تمثيلا
إلا على هدي العقيدة فيكم
سيظل باب نجاتنا مقفولا
جسم العروبة؛ روحه إسلامه
من يفتقر روحاً يعش مشلولا
فاسكب نعيم الله في أنفاسنا
لنكون، للوطن الكبير شَبولا
***
(طلع الصباح فأطفىء القنديلا)
وانهض وصافح في السما جبريلا
كل المصابيح التي أنشأتها
ليست عن الغيب المضيء بديلا
فالنور ما لم ينبثق بضميرنا
سيظل درب مصيرنا مجهولا
***
وتمر قافلة الحياة بخاطري
طيفاً على جنح الرؤى محمولا
وأراه إنساناً يذيب طموحه
زيتاً ليشعل في الظلام فتيلا
وأحس روح الله في أعماقه
وأرى الملائك سجداً تفضيلا
حمل الأمانة راضياً متهللاً
لو لم يفز فيها لكان جهولا
ومضى خليفة ربه في أرضه
عقلاً يشق طريقه مسؤولا
واجتاز من عمق الكهوف إلى الذرا
حتى غدا فوق النجوم نزيلا
لو لم تظلله السماء بوحيها
لأضاع في هذا الوجود سبيلا
***
وترف في أرض الجزيرة غيمة
تحنو، تقبل (غارها) تقبيلا
جمعت حروف الأنبياء قصيدة
عربية واسْتُوحيتْ تنزيلا
(إقرأ وربك أكرمٌ) واطلع على
ليل الخليقة مصلحاً ورسولا
فلأنت من تاقت لوهج شروقه
كل البرية أنفساً وعقولا
ولأنت من نبضت بنسغ بيانه
أحلامنا منذ العصور الأولى
بك يا رسول الله أصبح دهرنا
بعد التجهم، باسماً وجميلا
بك يا بن عبد الله صرنا أمة،
سيفاً، لتحرير الورى مسلولا
بك تستقيم مع الحياة قلوبنا
وتطيب أنفسنا منىً وميولا
بك نسكب الجنات في أرواحنا
حوراً، وريقة شهدة وشَمولا
***
خلعت قبائل يعرب ثاراتها
وأتت إلى ساح الجهاد فحولا
وتوحدت جنداً لخير عقيدة
تبني بها، ولها، غداً مأمولا
هطلت على يأس الزمان سحابة،
ظلا على طيب الرجاء ظليلا
واخضرت الصحراء قلباً مؤمناً
والرمل أورق ثورةً وصهيلا
وسرى يوهجنا شراع خالد
لا يعرف الإيمان فيه ذبولا
(الله أكبر) ما قطفنا كوكباً
إلا وكان بوهجه مجبولا
***
يتلألأ الإسلام شمس ضمائر
تلد الشروق ولا تغيب أفولا
قرآنه يهب العقائد نبضها
ويعطر التوراة والإنجيلا
تتعانق الأديان في آياته
حباً وروحاً كالضياء بتولا
سنن الإله؛ فهل رأيت لسنّة
نسج الإله خيوطها تبديلا؟
وبلفظنا العربي صاغ هداية
لعباده التحريم والتحليلا
***
ختمت رسالات السماء على اسمه
بلغت بشهد (شهادة) تكميلا
فالعقل -والقرآن ضوء طريقه-
يجني حقائق كونه تحصيلا
ونبينا الأمي علّم أحرفاً
صارت لكل العارفين دليلا
فاختر مصيرك خبرة وإرادة
متوخياً أن لا تكون عجولا
***
يا أمتي، يا أم كل حضارة
أرسيت مجداً، لا يموت، أصيلا
وبلغت بالإسلام أشرف غاية
ما شاهد الزمن الطويل مثيلا
ونسجت من عز الشموس شمائلاً
ومن الكواكب في الدجى إكليلا
وسموت. في يمناك سيف محمد
والأرض عرضاً في مداك وطولا
لكن إذا ضعفت قواك تفرقاً
وجزيت من بعد الصعود نزولا
***
فالذنب ذنبك؛ قد تراخى معصم
والسيف سيفك لايزال صقيلا
وتجمعت حجب الظلام مع الدجى
ترخي على نور السماء سدولا
طعنوا العروبة. مزقوا أعلامها
وغدا صحيح الأقوياء عليلا
جاء الغزاة ليزرعوا تاريخنا
شوكاً وظفراً دامياً ونصولا
فالغرب يتخذ الصليب مطية
يأتي اندفاعاً حاقداً وسيولا
وإذا بقدس الله نهر من دم
والغاصبون يجررون ذيولا
والشرق أقبل في دمار شامل
تتراً، جنون مخالب، ومغولا
فالفكر في بغداد طعنة فاجر
ويمجّ حبراً دامعاً مطلولا
ألقى بدجلة جانحيه تفجعاً
وطغا على لجج المياه قتيلا
ويشع في الظلماء نجم نيّر
يسري، بذوب الأمنيات غسيلا
وبه توحدت الشآم ومصرها
واستقبل الأعداء عزرائيلا
حطيننا والعين في جالوتنا
فامُر جحافل ظلمة لتزولا
***
وتمر أيام نضيّع نصرنا
ونعود ننكث غزلنا المغزولا
يتفنن الغازون في تمزيقنا
ويصير وعد خلاصنا ممطولا
والآن قد وضعوا وكيلا دائماً
في أرضنا ودعوه (إسرائيلا)
***
يا أيها الأمل الرسول المصطفى
ماذا أقول وكل قول قيلا؟
المسلمون على تكاثر نسلهم
صاروا بمفهوم الحساب قليلا
جعلوك لفظاً في شهادة عابد
جعلوا كلام إلهنا ترتيلا
خدعتهم الدنيا بكاذب برقها
ونسوا خزائن ربهم تضليلا
لو أدركوا يوم الحساب وهوله
ملؤوا الزمان تفجعاً وعويلا
***
يا هادي الإنسان أيقظ أمتي
واشفع وكن للمسلمين كفيلا
الشعب شعبك والمصاعب جمة
والحلم، حتى الحلم، غاب، رحيلا
إلا بسيفك سيرة وبطولة
سيكون كل جهادنا تمثيلا
إلا على هدي العقيدة فيكم
سيظل باب نجاتنا مقفولا
جسم العروبة؛ روحه إسلامه
من يفتقر روحاً يعش مشلولا
فاسكب نعيم الله في أنفاسنا
لنكون، للوطن الكبير شَبولا
***