-الأرض جذر الكائنات-
أخذ الربيع شذاه من بستاني
وسقى بلابله صدى ألحاني
ورمى الصباح شباكه في مقلتي
فاصطاد بعض الضوء من شطآني
واستيقظت شمس ورفت بعدما
شدت جناحاً من رؤى أجفاني
أنا شاعر والكون في أحلامه
يجري، يزغرد ضاحكاً بكياني
وأحس روح الله تملأ خافقي
وتصب نسغ الشمس في وجداني
وأغيب في عمق الألوهة باحثاً
بروية عن جوهر الإنسان
فأراه طيفاً والملائك سجداً
لمقامه في ساحة الرحمان
***
ويجيء للدنيا خليفة ربه
متسلحاً بالعلم والإيمان
ويسيل نهر خلائق لا تنتهي
لضفاف غيب دائم اللمعان
نهر توزع في الشعوب جداولاً
منسوجة من تربة الأوطان
وتعانقت فيه الضفاف خمائلاً
وتماوجت في لوحة الفنان
تتصارع الأحلام في جنباتها
طبع الوجود وسنة الأكوان
سنن التناقض في الحياة شريعة
معجونة بالماء والنيران
فالعدل مصباح تكيد لضوئه
غدراً، غدائر ظلمة ودخان
والفطرة الأولى تعثر دائماً
في سيرها بحبائل الشيطان
ويفوز من يبني الحياة وقلبه
للحب والمعروف والإحسان
ويخلد التاريخ شعباً نهجه
خط الضياء بمقلة الميزان
***
وتشع في الدنيا حضارة أمتي
كتوهج الأرواح في الأبدان
فالأبجدية زغردت واستنبتت
روض العقول بأحرف ومعان
وكذلك المحراث هلل منشداً
أنغام حقل ضاحك الأسنان
والبحر صار جواد أول قارب
فالموج طوع إرادة وبنان
يا أمتي، يا جذر كل حضارة
يا مغزل الإبداع في العمران
قد شاءك الخلاق ثدي نبوة
ولبانة التوحيد في الأديان
واختارك الإنسان باصرة له
وبصيرة تقتات بالعرفان
***
وتدور أيام وينسانا الضحى
وخسارة الإنسان في النسيان
وتهب عاصفة الرياح وقلبها
متسلح بالشر والكفران
فإذا الغزاة جنون حقد عاصف
أمواج دهر في بحار زمان
جرحوا صخور حياتنا لكنهم
جهلوا اختزان النار في الصوان
بادوا ولملم ليلهم أنيابه
من نسج يونان ومن رومان
ويضمنا صدر السماء عقيدة
وضاحة القسمات في الفرقان
فإذا العروبة أمة في نبضها
نَفَس المروج وشهقة البركان
نشرت فتوحاً كالربيع نضارة
أزهار أفعال وصدق لسان
وعصير جنات ونشوة أنفس
ونشيد عطر الحور والولدان
***
وتمزقت بعد التوحد دربنا
وغفت بصائرنا عن العنوان
وتقاذف الأغراب تاج عروبتي
حتى استقر على (بني عثمان)
سدَّت علينا كل باب للضحى
حذر النهوض عباءة السلطان
وأتى أخيراً موج غرب حاقد
واجتاز دنيانا كما الطوفان
أكلوا جفون الشمس في أهدابنا
وعدوا كما الذؤبان في الحملان
ثرنا وأشعلنا النفوس رخيصة
لنصد كيد الظلم والطغيان
غاضت غواربهم ولكن سمّها
مازال موجوداً بكل مكان
زرعوا جزيرة شركهم في بحرنا
محمية بالغول والحيتان
عبثوا بقانون الوجود وعاكسوا
في ذمة التاريخ صدق رهان
لن يستمر البحر ماء راكداً
ويموت جوع الثأر في الخلجان
***
يا أمتي والليل داج والمدى
ظل لأجنحة من الغربان
والحق لن يعطى إليك توسلاً
وتسولاً بمذلة وهوان
فاستنفري التاريخ جذراً مشرقا
وتسلحي بعزيمة الشجعان
عش الشموس جناح فجر شهادة
يبنيه مجد السيف في الميدان
***
الأرض ليست من تراب جامد
بل زبدة الأفراح والأحزان
الأرض جسم أبي ودمعة جدتي
وسرير أطفالي وعطر بياني
الأرض في الأجيال صوت ضميرها
وشهادة الإنجيل والقرآن
الأرض جذر الكائنات. ثمارها
عبق السماء، وجنة الرضوان
من باع للأعداء أرض بلاده
في الناس لم يعرف له أبوان
يا ويحه من حكم شعب في غدٍ
يا ويحه من غضبة الديّان
***
يا غضبة الأيام هيا زمجري
وتفنني ما شئت بالعدوان
فالشعب يرتشف النجوم سلافة
ليضيء فجر شقائق النعمان
الحق نور في الضمائر خالد
والظلم مهما طال شيء فان
لسفينة التاريخ في أحلامنا
عفو الإله، وحكمة الربان
***
أخذ الربيع شذاه من بستاني
وسقى بلابله صدى ألحاني
ورمى الصباح شباكه في مقلتي
فاصطاد بعض الضوء من شطآني
واستيقظت شمس ورفت بعدما
شدت جناحاً من رؤى أجفاني
أنا شاعر والكون في أحلامه
يجري، يزغرد ضاحكاً بكياني
وأحس روح الله تملأ خافقي
وتصب نسغ الشمس في وجداني
وأغيب في عمق الألوهة باحثاً
بروية عن جوهر الإنسان
فأراه طيفاً والملائك سجداً
لمقامه في ساحة الرحمان
***
ويجيء للدنيا خليفة ربه
متسلحاً بالعلم والإيمان
ويسيل نهر خلائق لا تنتهي
لضفاف غيب دائم اللمعان
نهر توزع في الشعوب جداولاً
منسوجة من تربة الأوطان
وتعانقت فيه الضفاف خمائلاً
وتماوجت في لوحة الفنان
تتصارع الأحلام في جنباتها
طبع الوجود وسنة الأكوان
سنن التناقض في الحياة شريعة
معجونة بالماء والنيران
فالعدل مصباح تكيد لضوئه
غدراً، غدائر ظلمة ودخان
والفطرة الأولى تعثر دائماً
في سيرها بحبائل الشيطان
ويفوز من يبني الحياة وقلبه
للحب والمعروف والإحسان
ويخلد التاريخ شعباً نهجه
خط الضياء بمقلة الميزان
***
وتشع في الدنيا حضارة أمتي
كتوهج الأرواح في الأبدان
فالأبجدية زغردت واستنبتت
روض العقول بأحرف ومعان
وكذلك المحراث هلل منشداً
أنغام حقل ضاحك الأسنان
والبحر صار جواد أول قارب
فالموج طوع إرادة وبنان
يا أمتي، يا جذر كل حضارة
يا مغزل الإبداع في العمران
قد شاءك الخلاق ثدي نبوة
ولبانة التوحيد في الأديان
واختارك الإنسان باصرة له
وبصيرة تقتات بالعرفان
***
وتدور أيام وينسانا الضحى
وخسارة الإنسان في النسيان
وتهب عاصفة الرياح وقلبها
متسلح بالشر والكفران
فإذا الغزاة جنون حقد عاصف
أمواج دهر في بحار زمان
جرحوا صخور حياتنا لكنهم
جهلوا اختزان النار في الصوان
بادوا ولملم ليلهم أنيابه
من نسج يونان ومن رومان
ويضمنا صدر السماء عقيدة
وضاحة القسمات في الفرقان
فإذا العروبة أمة في نبضها
نَفَس المروج وشهقة البركان
نشرت فتوحاً كالربيع نضارة
أزهار أفعال وصدق لسان
وعصير جنات ونشوة أنفس
ونشيد عطر الحور والولدان
***
وتمزقت بعد التوحد دربنا
وغفت بصائرنا عن العنوان
وتقاذف الأغراب تاج عروبتي
حتى استقر على (بني عثمان)
سدَّت علينا كل باب للضحى
حذر النهوض عباءة السلطان
وأتى أخيراً موج غرب حاقد
واجتاز دنيانا كما الطوفان
أكلوا جفون الشمس في أهدابنا
وعدوا كما الذؤبان في الحملان
ثرنا وأشعلنا النفوس رخيصة
لنصد كيد الظلم والطغيان
غاضت غواربهم ولكن سمّها
مازال موجوداً بكل مكان
زرعوا جزيرة شركهم في بحرنا
محمية بالغول والحيتان
عبثوا بقانون الوجود وعاكسوا
في ذمة التاريخ صدق رهان
لن يستمر البحر ماء راكداً
ويموت جوع الثأر في الخلجان
***
يا أمتي والليل داج والمدى
ظل لأجنحة من الغربان
والحق لن يعطى إليك توسلاً
وتسولاً بمذلة وهوان
فاستنفري التاريخ جذراً مشرقا
وتسلحي بعزيمة الشجعان
عش الشموس جناح فجر شهادة
يبنيه مجد السيف في الميدان
***
الأرض ليست من تراب جامد
بل زبدة الأفراح والأحزان
الأرض جسم أبي ودمعة جدتي
وسرير أطفالي وعطر بياني
الأرض في الأجيال صوت ضميرها
وشهادة الإنجيل والقرآن
الأرض جذر الكائنات. ثمارها
عبق السماء، وجنة الرضوان
من باع للأعداء أرض بلاده
في الناس لم يعرف له أبوان
يا ويحه من حكم شعب في غدٍ
يا ويحه من غضبة الديّان
***
يا غضبة الأيام هيا زمجري
وتفنني ما شئت بالعدوان
فالشعب يرتشف النجوم سلافة
ليضيء فجر شقائق النعمان
الحق نور في الضمائر خالد
والظلم مهما طال شيء فان
لسفينة التاريخ في أحلامنا
عفو الإله، وحكمة الربان
***