-يا شاعر الأحلام-
(تحية إلى الشاعر المهجري زكي قنصل، بمناسبة زيارته لوطنه الأول سورية، وقيامه بنشاط أدبي ملحوظ فيها عام 1992م).
تزهو الحياة، وتستضيء وتجمل
مادام ينشدها القصائد بلبل
وترف أغنية وبوح عنادل
لو جاء يمسح ثغرها ويقبّل
وأرى دمشق تهللت قسماتها
وتكاد من خمر الهناءة تثمل
يحلو لها أن تستحم بنورها
وتميس في ثوب الصباح وترفل
مذ عاد من سكب الربيع بعودها
مذ عاد شاعرها (زكيٌّ قنصل)
***
يا شاعر الأحلام بعض أشعة
فالشمس ملء العين ساعة تَطفُل
وانشر جناحك للخيال أمومة
فالأم أحنى جانحاً ما تُطفِل
نحن الذين أتت ملائكة السما
توحي لنا سر الخلود وتحمل
نجلو حياة الناس كنز محبة
ولغير رب الكون لا نتوسل
فالشعر أنفاس الإله وجنده
عن غيبه، عن ذاته، لا يفصل
والشعر في يوم الفداء سبيلنا
وسفيرنا، ورسولنا والمرسل
***
(أزكيُّ) ماذا قد أقول إذا أتت
زمر القوافي في خيالي تسأل؟
أنا ما عرفتك عشرة وتعايشاً
بل فكرة تسع الوجود وتشمل
نحن المعاني في قصائد أمتي
نضع النقاط المفصحات ونشكل
نحن الحروف بأبجدية شعبنا
نحن القراءة والكتاب المنزل
إما اجتمعنا فالحياة سعيدة
وإذا افترقنا كل حرف مقتل
***
من أنت في جنبات دهر راعش
تغدو، تروح، تغيب عنا، تقبل
ما أنت إلا غيمة من بحرنا
بين العوالم دائماً تتنقل
حملت إلى الدنيا أريج بلادنا
تغذو بها جوع النفوس وتُنهل
من ثدي هذا الشعب من أندائه
طين الخليقة بالأماني يجبل
منه تغذّى قبل قبل فطامه
طفل الحضارة والرسول الأول
لو أخلصوا للوحي في نفحاته
لأضاء دنياهم نظام أمثل
لكنهم كفروا بعذب سلافه
تيهاً، فضلّوا في الدروب وضللوا
***
يا شاعري إن غبت عن أرض الحمى
فلأنت في أرض الحميّة موئل
هاجرتَ.. لكنَّ العروبة نبتة
في الروح تنمو أيكةً وتظلل
غرَّبت.. لكن الشروق عقيدة
في القلب تلفح بالحنين وتشعل
وحملت موطنك الجريح تميمة
فله تصلّي خاشعاً وتبسمل
تنضو مواجعه حسام نبوة
تتلو مصاحفه تقىً وترتّل
من ظل يحمل في الدماء جذوره
فبفتنة الأهواء لا يتبدل
وحملت جرحك خيط فجر راعف
وعصبت جبهته ورحت تدلل
مسَّحت أحقاد الأسى من قلبه
فصفا وراح بشهد حب يرسل
أشرعته أملاً مضيئاً مشرقاً
فله الجميل من الرؤى والأجمل
ربيته رجلاً فشب مكافحاً
ماهدَّ صعدته الطريق الأطول
يمشي.. لكلٍّ نفحة من عطره
ويفيض منه بكل قفر جدول
بوركت نجماً طالعاً في أفقنا
تمحى النجوم وضوؤه لا يأفل
***
يا شاعري جرح الكرامة نازف
فمتى وكيف مع البلية يدمل؟
ماذا أقول لأمتي وحقوقها
ترمى، تداس، وتستباح وتهمل؟
يا للعروبة زوّروا عتباتها
فالذيل يعلو والرؤوس تُسفَّل
الجاهلية فرَّخت وتفاخرت
لا رأي إلا ما تشاء وتأمل
والحاكمون ولا تسلني عنهم
هذا يحرم ذا وذاك يحلل
إن تدعهم نحو السلاح يهمهموا
وإذا رأوا ما حلَّ فيهم حوقلوا
***
وقرأت شعرك فاستفاق بجانحي
صبح يصفق باسماً ويهلل
صافحت مجد الناس في رعشاته
وسقى أوام النفس منه سلسل
إن رق فالعطر النموم مرحبٌ
والزهر يضحك والحمائم تهدل
وإذا قسا؛ غضب السماء وأرضها؛
الليث في وثباته والأجدل
ما همني التزويق في كلماته
بل في مدى روح أغوص وأذهل
***
الشعر في رغد الحياة خميلة
حبات قمح في الحقول وسنبل
الشعر في يوم النضال بطولة
رايات مجد لا ينام وجحفل
للشعر في وطني على تاريخه
[يوم أغر على الزمان محجَّل]
للشعر في لوح الإله وحفظه
أمس مضى، واليوم، والمستقبل
***
(تحية إلى الشاعر المهجري زكي قنصل، بمناسبة زيارته لوطنه الأول سورية، وقيامه بنشاط أدبي ملحوظ فيها عام 1992م).
تزهو الحياة، وتستضيء وتجمل
مادام ينشدها القصائد بلبل
وترف أغنية وبوح عنادل
لو جاء يمسح ثغرها ويقبّل
وأرى دمشق تهللت قسماتها
وتكاد من خمر الهناءة تثمل
يحلو لها أن تستحم بنورها
وتميس في ثوب الصباح وترفل
مذ عاد من سكب الربيع بعودها
مذ عاد شاعرها (زكيٌّ قنصل)
***
يا شاعر الأحلام بعض أشعة
فالشمس ملء العين ساعة تَطفُل
وانشر جناحك للخيال أمومة
فالأم أحنى جانحاً ما تُطفِل
نحن الذين أتت ملائكة السما
توحي لنا سر الخلود وتحمل
نجلو حياة الناس كنز محبة
ولغير رب الكون لا نتوسل
فالشعر أنفاس الإله وجنده
عن غيبه، عن ذاته، لا يفصل
والشعر في يوم الفداء سبيلنا
وسفيرنا، ورسولنا والمرسل
***
(أزكيُّ) ماذا قد أقول إذا أتت
زمر القوافي في خيالي تسأل؟
أنا ما عرفتك عشرة وتعايشاً
بل فكرة تسع الوجود وتشمل
نحن المعاني في قصائد أمتي
نضع النقاط المفصحات ونشكل
نحن الحروف بأبجدية شعبنا
نحن القراءة والكتاب المنزل
إما اجتمعنا فالحياة سعيدة
وإذا افترقنا كل حرف مقتل
***
من أنت في جنبات دهر راعش
تغدو، تروح، تغيب عنا، تقبل
ما أنت إلا غيمة من بحرنا
بين العوالم دائماً تتنقل
حملت إلى الدنيا أريج بلادنا
تغذو بها جوع النفوس وتُنهل
من ثدي هذا الشعب من أندائه
طين الخليقة بالأماني يجبل
منه تغذّى قبل قبل فطامه
طفل الحضارة والرسول الأول
لو أخلصوا للوحي في نفحاته
لأضاء دنياهم نظام أمثل
لكنهم كفروا بعذب سلافه
تيهاً، فضلّوا في الدروب وضللوا
***
يا شاعري إن غبت عن أرض الحمى
فلأنت في أرض الحميّة موئل
هاجرتَ.. لكنَّ العروبة نبتة
في الروح تنمو أيكةً وتظلل
غرَّبت.. لكن الشروق عقيدة
في القلب تلفح بالحنين وتشعل
وحملت موطنك الجريح تميمة
فله تصلّي خاشعاً وتبسمل
تنضو مواجعه حسام نبوة
تتلو مصاحفه تقىً وترتّل
من ظل يحمل في الدماء جذوره
فبفتنة الأهواء لا يتبدل
وحملت جرحك خيط فجر راعف
وعصبت جبهته ورحت تدلل
مسَّحت أحقاد الأسى من قلبه
فصفا وراح بشهد حب يرسل
أشرعته أملاً مضيئاً مشرقاً
فله الجميل من الرؤى والأجمل
ربيته رجلاً فشب مكافحاً
ماهدَّ صعدته الطريق الأطول
يمشي.. لكلٍّ نفحة من عطره
ويفيض منه بكل قفر جدول
بوركت نجماً طالعاً في أفقنا
تمحى النجوم وضوؤه لا يأفل
***
يا شاعري جرح الكرامة نازف
فمتى وكيف مع البلية يدمل؟
ماذا أقول لأمتي وحقوقها
ترمى، تداس، وتستباح وتهمل؟
يا للعروبة زوّروا عتباتها
فالذيل يعلو والرؤوس تُسفَّل
الجاهلية فرَّخت وتفاخرت
لا رأي إلا ما تشاء وتأمل
والحاكمون ولا تسلني عنهم
هذا يحرم ذا وذاك يحلل
إن تدعهم نحو السلاح يهمهموا
وإذا رأوا ما حلَّ فيهم حوقلوا
***
وقرأت شعرك فاستفاق بجانحي
صبح يصفق باسماً ويهلل
صافحت مجد الناس في رعشاته
وسقى أوام النفس منه سلسل
إن رق فالعطر النموم مرحبٌ
والزهر يضحك والحمائم تهدل
وإذا قسا؛ غضب السماء وأرضها؛
الليث في وثباته والأجدل
ما همني التزويق في كلماته
بل في مدى روح أغوص وأذهل
***
الشعر في رغد الحياة خميلة
حبات قمح في الحقول وسنبل
الشعر في يوم النضال بطولة
رايات مجد لا ينام وجحفل
للشعر في وطني على تاريخه
[يوم أغر على الزمان محجَّل]
للشعر في لوح الإله وحفظه
أمس مضى، واليوم، والمستقبل
***