-عكازة الشذا-
(مهداة إلى الشاعر حامد حسن بعد أن رحلت عنه أم سهيل)
السموات في دمي تستجير
رفرفت، زقزقت، وكادت تطير
غير أني أمسكت ريش جناحيها
فهجرانها عليَّ عسير
قد نشأنا معاً مسيرة حب
واحتوانا مع الحياة سرير
وعصبنا جرح الصباح بفجر
حينما شجَّ رأسه الديجور
نحن وجهان في صحيفة عمر
طاب عن بوح سيرها التعبير
نحن عينان للوجود ولولانا
لجاز الزمان وهو ضرير
***
يا صديقي، أبا سهيل وأنت العقل
في ظلمة الحياة يسير
أين عكازة الشذا والأماني؟
أين بالله غابها المسحور؟
حنَّ شوقاً لها وراح يناديها
وصوت المغيبات جهير
هل تراها عادت إليه اشتياقاً
فعلى وجنتيه عطر ونور
وتلاشت رفيف غصن نضير
نفحة الطيب عتقتها الزهور
***
أيقظ الذكريات يا شاعر الحلم
ومرْ تتّجهْ إليك العصور
وتبسم يشرق ربيع على الرمل
وتخضر في اليباب الصخور
نحن نسغ الشروق، زيت نجوم
كل نجم من نسغنا يستنير
نستطيب الحياة جوهر إبداع
وللغير زيفها والقشور
سكن الناس في السفوح ارتياحاً
والأعالي لنا، فنحن النسور
لو دهتنا الخطوب نسكب صبحاً
في رؤاها فلا تعيش الشرور
لا نخاف المنون، لو مات شخص
فله -حينما نشاء- نشور
نحن سر لله في دارة الخلق
حروف في قوله وسطور
***
وكأني أراك في غسق الليل
وقد طال في المدى تفكير
وينام الجميع والفكر صاح
يلهب الكون بالرؤى ويثير
تسبر الموت والحياة وتدري
كيف بالعمق تستقر الأمور
فهما حلمتان في صدر دهر
منهما يرضع الحليب المصير
***
وتهز التاريخ، تجلو العناقيد
وتنصب في الكؤوس الخمور
تحتسي خمرة الإله فتأتي
كاليتامى إلى حماك الدهور
وتدور الأفلاك حولك نشوى
وتغني كواكب وبدور
(وسهيل كوجنة الحب في اللون)
وفي جفن مقلتيه فتور
لا تسله عن أمه يا صديقي
ينزوي عنك، إن تسل، ويغور
أيقظ الناس من سبات ذوي الكهف
فقد لاح للصباح سفور
سوف تبقى للشعر والنثر رمزاً
طالما الأرض، يا صديقي تدور
***
(مهداة إلى الشاعر حامد حسن بعد أن رحلت عنه أم سهيل)
السموات في دمي تستجير
رفرفت، زقزقت، وكادت تطير
غير أني أمسكت ريش جناحيها
فهجرانها عليَّ عسير
قد نشأنا معاً مسيرة حب
واحتوانا مع الحياة سرير
وعصبنا جرح الصباح بفجر
حينما شجَّ رأسه الديجور
نحن وجهان في صحيفة عمر
طاب عن بوح سيرها التعبير
نحن عينان للوجود ولولانا
لجاز الزمان وهو ضرير
***
يا صديقي، أبا سهيل وأنت العقل
في ظلمة الحياة يسير
أين عكازة الشذا والأماني؟
أين بالله غابها المسحور؟
حنَّ شوقاً لها وراح يناديها
وصوت المغيبات جهير
هل تراها عادت إليه اشتياقاً
فعلى وجنتيه عطر ونور
وتلاشت رفيف غصن نضير
نفحة الطيب عتقتها الزهور
***
أيقظ الذكريات يا شاعر الحلم
ومرْ تتّجهْ إليك العصور
وتبسم يشرق ربيع على الرمل
وتخضر في اليباب الصخور
نحن نسغ الشروق، زيت نجوم
كل نجم من نسغنا يستنير
نستطيب الحياة جوهر إبداع
وللغير زيفها والقشور
سكن الناس في السفوح ارتياحاً
والأعالي لنا، فنحن النسور
لو دهتنا الخطوب نسكب صبحاً
في رؤاها فلا تعيش الشرور
لا نخاف المنون، لو مات شخص
فله -حينما نشاء- نشور
نحن سر لله في دارة الخلق
حروف في قوله وسطور
***
وكأني أراك في غسق الليل
وقد طال في المدى تفكير
وينام الجميع والفكر صاح
يلهب الكون بالرؤى ويثير
تسبر الموت والحياة وتدري
كيف بالعمق تستقر الأمور
فهما حلمتان في صدر دهر
منهما يرضع الحليب المصير
***
وتهز التاريخ، تجلو العناقيد
وتنصب في الكؤوس الخمور
تحتسي خمرة الإله فتأتي
كاليتامى إلى حماك الدهور
وتدور الأفلاك حولك نشوى
وتغني كواكب وبدور
(وسهيل كوجنة الحب في اللون)
وفي جفن مقلتيه فتور
لا تسله عن أمه يا صديقي
ينزوي عنك، إن تسل، ويغور
أيقظ الناس من سبات ذوي الكهف
فقد لاح للصباح سفور
سوف تبقى للشعر والنثر رمزاً
طالما الأرض، يا صديقي تدور
***