-حديث القلبين بين زوجين-
(كانت وجبات الطعام التي تحتوي على مادة اللحم قليلة، فتلجأ الأم إلى تقسيمها قطعاً متساوية بين أفراد الأسرة. ومن وحي إحدى هذه الوجبات كانت هذه القصيدة).
جاءني مرة صغيري عشيا
يشتكي ما رآه صعباً، إليّا
قال هذا أخي يمارس حينا
دون حق، حب اعتداء عليا
بينما كنت آكل اللحم والخبز
سعيد الأمعاء، أكلاً شهيا
سار سراً كاللص من خلف ظهري
خافت الخطو، صامتاً وخفيا
واعتدى قابضاً بدون حياء
كل ما ظل من شواءٍ لديا
ومضى راكضاً يقهقه منصوراً
مسيئاً في فعله وشقيا
***
لا أبالي بما خسرت ولكن
كيف نرضاه مسلكاً بشريا؟
حصة اللحم عنده مثلها عندي
فأمي قد قسمته سويا
لو أتى طالباً لأعطيت ما ينبغي
عطاء طلق اليدين سخيا
لكن الأمر كان ظلماً وعدواناً
وفعلاً لا يستساغ فريا
أنا لا يعتدى عليَّ فزندي
كان دوماً، كما علمتم، قويا
***
فتبسمت واحتضنت صغيري
ثم كفكفت دمعه بيديا
يا لَطيب العدوان، راية سلم
ودعاباً محبباً، أخويا
هذه حصتي من اللحم خذها
وتمتع بها هنيا، مريا
أنا أطعمت في السياسة ما يكفي
ولكن ما أثَّر (الطعم) فيا
فتعالوا للعيش حباً وصبراً
وارتضوا المكرمات طيباً ويا
وابعدوا عن موائد الترف الناعم
واستعذبوا الطريق القصيا
واستهينوا بالمغريات اشتهاء
وارفعوا الرأس شامخاً وأبيا
وليكن خبزكم حصاد اياديكم
رغيفاً، صلباً، طليق المحيا
وازرعوا تربة الحياة اجتهاداً
واغمسوا بالإباء جفن الثريا
وارتدوا سرعة الرياح لكي تبنوا
كما نشتهي مدىً عربيا
أنتم الحلم، إن طغى غاسق الليل
بهيما، صعب المراس، دجيا
***
ضحكت زوجتي لما قلت من نصح
رقيق وحكمة لبنيا
أنت حقاً يا زوجنا تحسن القول
حديثاً، منمقاً، تربويا
فانصرف للخيال، للحلم، عذبا
وارسم الأفق باسماً مخمليا
واقرأ الكتب، لا تدع أي حرف
دون أن تعصر المعاني حميا
واهمل البيت فالجميع يعيشون
وجوداً، سهل الأماني، رخيا
لا تخف، لا تخف، لباس بني (البالات)
أقوى سدىً وأجمل زيا
وحذاء المطاط في ضحكة الأرجل
يشدو لحن الرضى موصليا
والطعام القاسي ألذ من العنقود
لو كان حصرماً حلبيا
***
كل هذا يا زوجنا قد قبلناه
وكان الفؤاد فيه رضيا
إن شيئاً يخيفني لست أرضاه
ولو أطبقت سماء عليا
لست ارضى أن يضعف الحب في القلب
وشوق الحنين منك إليا
أنت طول النهار تعمل مشغولاً
بهذا، وبالتي، واللتيا
وإذا ما أتيتنا لم تبقّ
من قوى جسمك المكافح شيا
فلكي تستقل كتباً ومذياعاً
وهما، معتقاً، فكريا
وأنا مثل دودة (القز) أشقى
وحرير الأكفان في راحتيا
***
أترى استحق قولاً جميلا
وسلاماً معطر الثغر، حيا؟
أين ذاك الكلام حلواً رقيقاً
وحي قلب تلقيه في أذنيا؟
أين أشعار حبنا غزلاً عفّاً
يثير الحنان فيك وفيا؟
أترى مات؟ غاب عنا بعيداً
صار هماً مسافراً يوميا
أتراه قد صار وجه خريف
ورقا أصفر الرؤى، مرميا؟
شظف العيش أرتضيه إذا غمّس
حبا، صافي الهوى، قلبيا
***
وتلفتُّ نحوها باسم الوجه
ووهج الحنان في ناظريا
أنت نسغ الأحلام في نبضات الفكر
ورداً، معطراً، جوريا
حبنا لا يموت، أقوى من الموت
سيبقى طريقنا الأبديا
لو أتتني حور الجنان، تهادى
مائسات القدود، تيهاً وغيا
لتمنعت واحتضنتك في القلب
نشيداً، معتقاً، علويا
أنت أبهى حسناً، وأعذب إحساساً
وثغراً، منضراً، ورديا
***
واستفاقت في زوجتي ذكريات
الأمس، حلماً، مجنحاً، دريا
رمقتني بنظرة تسكب الدفء
رحيق الجنات في أصغريا
أنا أخشى عليك يا زوجنا الغالي
بريقاً في دربنا، وهميا
أنا أخشى عليك شدة تفكير
صراعاً، ممزقاً، نفسيا
هل ستبني الدنيا وحيداً عنيداً
وتصوغ الوجود عقلاً سويا؟
***
شبعت زوجتي الذكية (لمزاً)
ومزاحاً مؤبلساً، لوذعيا
ثم شعت إغراء حب وألقت
زندها عاشقاً على كتفيا
نحن في عالم المسرات، حاول
يا حبيبي بأن تكون غنيا
إن لبست الأفكار من دون (تأويلٍ)
فلن تستريح مادمت حيا
لا جديد هذا فسل كتب التاريخ
مجداً، مؤثلاً، أمويا
أو إذا شئت قم فسائل (أبا ذر)
وحدث بالأمر حتى (عليا)
***
لم أصل بعد للحياة كما أبغي
هناء، منعماً، عمليا
وأراهنَّ كالمرايا، صبايا
قد لبسنَ الدنيا مدىً لؤلؤيا
بينما أجتني الهموم ولا أقطف
إلا خيالك الشعريا
لستُ ارضى ولو رضيتُ بهذا
ما أنا مريم ولستَ نبيا
***
واحتواني صمت طويل الذراعين
وفكرت في الأمور مليا
ثم أطلقت نحوها نظرات
مطراً أخضر المدى، غزليا
هكذا يا حبيبتي صاغني الله
عنيداً، صلب الخطا، صخريا
عشت في ساحة الوجود نضالاً
منذ أن كنت في الحياة صبيا
إن سعى البعض -ضلة- لثراء
وقضى العمر تائهاً، نرجسيا
فسأبقى يداً وفكراً وقلبا
في الميادين عنتراً عبسيا
ليعيش الإنسان حراً كريماً
هاديء النفس، مطمئناً، هنيا
***
أنا يا زوجتي أسير إلى النصر
وأستنهض الشموخ مطيا
لست وحدي فالثائرون كثيرون
وإن قلَّ حجمهم عدديا
نحن ملح الحياة، لولا رؤانا
لغدا الكون تافهاً، بربريا
وهبونا السماء، جنتها الكبرى
ونهراً من خمرها، عسليا
واستساغوا الدنيا على هذه الأرض
هناءً، مخلداً، سرمديا
فتعالي لنجمع الدين والدنيا
نشيداً مكافحاً علويا
ولنناضل لتستحيل السموات
ربيعاً على الثرى أزليا
نسكب الخلد في جحيم بني الناس
فيغدو جمر الجحيم نديا
ولننفذ أمانة الله عمرانا
ليغنى خلودنا البشريا
ولنهز النخيل في ساحة الروح
يساقط في القلب رطبا جنيا
فيعيش الإله في قلب كل الخلق
رباً، مناضلاً، صوفيا
***
(كانت وجبات الطعام التي تحتوي على مادة اللحم قليلة، فتلجأ الأم إلى تقسيمها قطعاً متساوية بين أفراد الأسرة. ومن وحي إحدى هذه الوجبات كانت هذه القصيدة).
جاءني مرة صغيري عشيا
يشتكي ما رآه صعباً، إليّا
قال هذا أخي يمارس حينا
دون حق، حب اعتداء عليا
بينما كنت آكل اللحم والخبز
سعيد الأمعاء، أكلاً شهيا
سار سراً كاللص من خلف ظهري
خافت الخطو، صامتاً وخفيا
واعتدى قابضاً بدون حياء
كل ما ظل من شواءٍ لديا
ومضى راكضاً يقهقه منصوراً
مسيئاً في فعله وشقيا
***
لا أبالي بما خسرت ولكن
كيف نرضاه مسلكاً بشريا؟
حصة اللحم عنده مثلها عندي
فأمي قد قسمته سويا
لو أتى طالباً لأعطيت ما ينبغي
عطاء طلق اليدين سخيا
لكن الأمر كان ظلماً وعدواناً
وفعلاً لا يستساغ فريا
أنا لا يعتدى عليَّ فزندي
كان دوماً، كما علمتم، قويا
***
فتبسمت واحتضنت صغيري
ثم كفكفت دمعه بيديا
يا لَطيب العدوان، راية سلم
ودعاباً محبباً، أخويا
هذه حصتي من اللحم خذها
وتمتع بها هنيا، مريا
أنا أطعمت في السياسة ما يكفي
ولكن ما أثَّر (الطعم) فيا
فتعالوا للعيش حباً وصبراً
وارتضوا المكرمات طيباً ويا
وابعدوا عن موائد الترف الناعم
واستعذبوا الطريق القصيا
واستهينوا بالمغريات اشتهاء
وارفعوا الرأس شامخاً وأبيا
وليكن خبزكم حصاد اياديكم
رغيفاً، صلباً، طليق المحيا
وازرعوا تربة الحياة اجتهاداً
واغمسوا بالإباء جفن الثريا
وارتدوا سرعة الرياح لكي تبنوا
كما نشتهي مدىً عربيا
أنتم الحلم، إن طغى غاسق الليل
بهيما، صعب المراس، دجيا
***
ضحكت زوجتي لما قلت من نصح
رقيق وحكمة لبنيا
أنت حقاً يا زوجنا تحسن القول
حديثاً، منمقاً، تربويا
فانصرف للخيال، للحلم، عذبا
وارسم الأفق باسماً مخمليا
واقرأ الكتب، لا تدع أي حرف
دون أن تعصر المعاني حميا
واهمل البيت فالجميع يعيشون
وجوداً، سهل الأماني، رخيا
لا تخف، لا تخف، لباس بني (البالات)
أقوى سدىً وأجمل زيا
وحذاء المطاط في ضحكة الأرجل
يشدو لحن الرضى موصليا
والطعام القاسي ألذ من العنقود
لو كان حصرماً حلبيا
***
كل هذا يا زوجنا قد قبلناه
وكان الفؤاد فيه رضيا
إن شيئاً يخيفني لست أرضاه
ولو أطبقت سماء عليا
لست ارضى أن يضعف الحب في القلب
وشوق الحنين منك إليا
أنت طول النهار تعمل مشغولاً
بهذا، وبالتي، واللتيا
وإذا ما أتيتنا لم تبقّ
من قوى جسمك المكافح شيا
فلكي تستقل كتباً ومذياعاً
وهما، معتقاً، فكريا
وأنا مثل دودة (القز) أشقى
وحرير الأكفان في راحتيا
***
أترى استحق قولاً جميلا
وسلاماً معطر الثغر، حيا؟
أين ذاك الكلام حلواً رقيقاً
وحي قلب تلقيه في أذنيا؟
أين أشعار حبنا غزلاً عفّاً
يثير الحنان فيك وفيا؟
أترى مات؟ غاب عنا بعيداً
صار هماً مسافراً يوميا
أتراه قد صار وجه خريف
ورقا أصفر الرؤى، مرميا؟
شظف العيش أرتضيه إذا غمّس
حبا، صافي الهوى، قلبيا
***
وتلفتُّ نحوها باسم الوجه
ووهج الحنان في ناظريا
أنت نسغ الأحلام في نبضات الفكر
ورداً، معطراً، جوريا
حبنا لا يموت، أقوى من الموت
سيبقى طريقنا الأبديا
لو أتتني حور الجنان، تهادى
مائسات القدود، تيهاً وغيا
لتمنعت واحتضنتك في القلب
نشيداً، معتقاً، علويا
أنت أبهى حسناً، وأعذب إحساساً
وثغراً، منضراً، ورديا
***
واستفاقت في زوجتي ذكريات
الأمس، حلماً، مجنحاً، دريا
رمقتني بنظرة تسكب الدفء
رحيق الجنات في أصغريا
أنا أخشى عليك يا زوجنا الغالي
بريقاً في دربنا، وهميا
أنا أخشى عليك شدة تفكير
صراعاً، ممزقاً، نفسيا
هل ستبني الدنيا وحيداً عنيداً
وتصوغ الوجود عقلاً سويا؟
***
شبعت زوجتي الذكية (لمزاً)
ومزاحاً مؤبلساً، لوذعيا
ثم شعت إغراء حب وألقت
زندها عاشقاً على كتفيا
نحن في عالم المسرات، حاول
يا حبيبي بأن تكون غنيا
إن لبست الأفكار من دون (تأويلٍ)
فلن تستريح مادمت حيا
لا جديد هذا فسل كتب التاريخ
مجداً، مؤثلاً، أمويا
أو إذا شئت قم فسائل (أبا ذر)
وحدث بالأمر حتى (عليا)
***
لم أصل بعد للحياة كما أبغي
هناء، منعماً، عمليا
وأراهنَّ كالمرايا، صبايا
قد لبسنَ الدنيا مدىً لؤلؤيا
بينما أجتني الهموم ولا أقطف
إلا خيالك الشعريا
لستُ ارضى ولو رضيتُ بهذا
ما أنا مريم ولستَ نبيا
***
واحتواني صمت طويل الذراعين
وفكرت في الأمور مليا
ثم أطلقت نحوها نظرات
مطراً أخضر المدى، غزليا
هكذا يا حبيبتي صاغني الله
عنيداً، صلب الخطا، صخريا
عشت في ساحة الوجود نضالاً
منذ أن كنت في الحياة صبيا
إن سعى البعض -ضلة- لثراء
وقضى العمر تائهاً، نرجسيا
فسأبقى يداً وفكراً وقلبا
في الميادين عنتراً عبسيا
ليعيش الإنسان حراً كريماً
هاديء النفس، مطمئناً، هنيا
***
أنا يا زوجتي أسير إلى النصر
وأستنهض الشموخ مطيا
لست وحدي فالثائرون كثيرون
وإن قلَّ حجمهم عدديا
نحن ملح الحياة، لولا رؤانا
لغدا الكون تافهاً، بربريا
وهبونا السماء، جنتها الكبرى
ونهراً من خمرها، عسليا
واستساغوا الدنيا على هذه الأرض
هناءً، مخلداً، سرمديا
فتعالي لنجمع الدين والدنيا
نشيداً مكافحاً علويا
ولنناضل لتستحيل السموات
ربيعاً على الثرى أزليا
نسكب الخلد في جحيم بني الناس
فيغدو جمر الجحيم نديا
ولننفذ أمانة الله عمرانا
ليغنى خلودنا البشريا
ولنهز النخيل في ساحة الروح
يساقط في القلب رطبا جنيا
فيعيش الإله في قلب كل الخلق
رباً، مناضلاً، صوفيا
***