-الجرح في منجم الملح-
(مهداة إلى روح الدكتور بسام يونس، الذي درس في اسبانيا وتزوج اسبانية ورجع إلى الوطن طبيباً ثم عاد من جديد إلى الأندلس وكان الموت)
قطّر الجمر، خمرة الأقداح
ثم كحل به جفون الجراح
واسكب القلب نبض جرح كبير
راعف في مناجم الأملاح
واغسل الليل بالدموع ليندى الفجر
طفلاً على سرير الصباح
واعجن الموت بالحياة رغيفاً
أنضجته خمائر الفلاح
ليس أشهى من نكهة الخبز، خبز الروح
يطوى على فعال صحاح
ليس أحلى من الصعود على الشوك
إلى العطر في ثغور الأقاح
ليس أرقى من الرجوع إلى الله
نجاة من عالمٍ مستباح
***
إنه الموت، كأس خمر حلال
ما بساحات سكره من صاح
هو عمق الحياة، ذروتها العليا
وغيب في أمنيات الجناح
نتوقاه في سلاح دواء
وبعينيه سر كل سلاح
ليس كالموت من طبيب حكيم
ماسح علة الحياة وماح
وتموت الأزهار لكنها تحيا
خلوداً بعطرها الفواح
***
عاش بسام في الخلائق حلماً
يتغذى من سورة الإنشراح
عاش طفلاً لكن على مقلتيه
ألف سر يهم بالإفصاح
يعصر العمر غيمة تغزل الطيب
وزيتاً يضيء في المصباح
ما هفت نفسه على صبوات الدهر
إلا لعزة وصلاح
طار للغرب وهو يحمل صبحاً
عربياً من همة وطماح
يجتني من أزاهر العلم ما يرجى
شفاء لكل داء براح
جدَّ يستنبت الأماني في التاريخ
إرثاً من أغنيات الكفاح
طاف يستنطق الطبيعة والناس
وزهو الأبطال في الأرماح
واغتنى من أريج أمجادنا الكبرى
شموخاً يضيء في كل ساح
عبَّ كأس الحنين، تعتعه السكر
اختيالاً في عالم الأشباح
رف في جنة الخيال مع الفن
مع السحر في عيون الملاح
أيقظ الشوق آدماً في أمانيه
وجاءت حواء بالتفاح
أتراه أراد أن يخصب (الحمراء)
قصراً بطيّب من لقاح؟
***
يا صديقي، تغير الحال، صار الجدّ
في المكرمات مثل المزاح
لم يبقّ لنا الزمان من الأمجاد
إلا فنون رقص السماح
قد قفلنا باب الحياة جهاداً
ورمينا في البحر بالمفتاح
واستفقنا لكي نفتش عنه
بين أمواج عاصفات الرياح
ما لنا في سفينة العمر إلا
عفو ربي وحكمة الملاح
***
جاء للموطن الحبيب نشيداً
سلسبيلاً من عذب ماء قراح
يا لها من (عيادةٍ) تمسح الآلام
عن قلب متعبين طلاح
هي للمعتفين قرة عين
والمنى في غدوهم والرواح
وجه بسام يسكب الأمن والدفء
انسكاب الضياء في الإصباح
راح يسقي جذور تربته الأولى
نماءً من طيب روح وراح
***
عاد للغرب من جديد وما انقاد
لأقوال ناصح أو لاح
عاد للغرب، راح يطعمه الروح
وأطياب فكره اللماح
وأتاه الجزاء داء عضالا
يتعالى عن طاقة الجرّاح
هكذا قصة العروبة تعطي
وتُجازى بمدية السفاح
***
غاب في دورة الحياة امتثالاً
لنداء التراب في الأقماح
وغداً يقبل الربيع فيفتر اخضراراً
في بسمة الأرواح
***
(مهداة إلى روح الدكتور بسام يونس، الذي درس في اسبانيا وتزوج اسبانية ورجع إلى الوطن طبيباً ثم عاد من جديد إلى الأندلس وكان الموت)
قطّر الجمر، خمرة الأقداح
ثم كحل به جفون الجراح
واسكب القلب نبض جرح كبير
راعف في مناجم الأملاح
واغسل الليل بالدموع ليندى الفجر
طفلاً على سرير الصباح
واعجن الموت بالحياة رغيفاً
أنضجته خمائر الفلاح
ليس أشهى من نكهة الخبز، خبز الروح
يطوى على فعال صحاح
ليس أحلى من الصعود على الشوك
إلى العطر في ثغور الأقاح
ليس أرقى من الرجوع إلى الله
نجاة من عالمٍ مستباح
***
إنه الموت، كأس خمر حلال
ما بساحات سكره من صاح
هو عمق الحياة، ذروتها العليا
وغيب في أمنيات الجناح
نتوقاه في سلاح دواء
وبعينيه سر كل سلاح
ليس كالموت من طبيب حكيم
ماسح علة الحياة وماح
وتموت الأزهار لكنها تحيا
خلوداً بعطرها الفواح
***
عاش بسام في الخلائق حلماً
يتغذى من سورة الإنشراح
عاش طفلاً لكن على مقلتيه
ألف سر يهم بالإفصاح
يعصر العمر غيمة تغزل الطيب
وزيتاً يضيء في المصباح
ما هفت نفسه على صبوات الدهر
إلا لعزة وصلاح
طار للغرب وهو يحمل صبحاً
عربياً من همة وطماح
يجتني من أزاهر العلم ما يرجى
شفاء لكل داء براح
جدَّ يستنبت الأماني في التاريخ
إرثاً من أغنيات الكفاح
طاف يستنطق الطبيعة والناس
وزهو الأبطال في الأرماح
واغتنى من أريج أمجادنا الكبرى
شموخاً يضيء في كل ساح
عبَّ كأس الحنين، تعتعه السكر
اختيالاً في عالم الأشباح
رف في جنة الخيال مع الفن
مع السحر في عيون الملاح
أيقظ الشوق آدماً في أمانيه
وجاءت حواء بالتفاح
أتراه أراد أن يخصب (الحمراء)
قصراً بطيّب من لقاح؟
***
يا صديقي، تغير الحال، صار الجدّ
في المكرمات مثل المزاح
لم يبقّ لنا الزمان من الأمجاد
إلا فنون رقص السماح
قد قفلنا باب الحياة جهاداً
ورمينا في البحر بالمفتاح
واستفقنا لكي نفتش عنه
بين أمواج عاصفات الرياح
ما لنا في سفينة العمر إلا
عفو ربي وحكمة الملاح
***
جاء للموطن الحبيب نشيداً
سلسبيلاً من عذب ماء قراح
يا لها من (عيادةٍ) تمسح الآلام
عن قلب متعبين طلاح
هي للمعتفين قرة عين
والمنى في غدوهم والرواح
وجه بسام يسكب الأمن والدفء
انسكاب الضياء في الإصباح
راح يسقي جذور تربته الأولى
نماءً من طيب روح وراح
***
عاد للغرب من جديد وما انقاد
لأقوال ناصح أو لاح
عاد للغرب، راح يطعمه الروح
وأطياب فكره اللماح
وأتاه الجزاء داء عضالا
يتعالى عن طاقة الجرّاح
هكذا قصة العروبة تعطي
وتُجازى بمدية السفاح
***
غاب في دورة الحياة امتثالاً
لنداء التراب في الأقماح
وغداً يقبل الربيع فيفتر اخضراراً
في بسمة الأرواح
***