-تخيره رب السموات-
مهداة إلى روح المهندس الشاب حامد وقاف).
تخيره رب السموات واجتبى
وخط له درب الحقيقة مذهبا
فشب بأحضان الفضيلة والتقى
يضمهما أماً ويرضاهما أبا
وسار لغير الحق ما رف جفنه
وإلا لأزهار الهداية ما صبا
وأشرق كالصبح المنور وجهه
ليمسح عن ليل الغواية غيهبا
ولكن داءً أعجز الطب جاءه
وشدَّ به ظفراً وناباً ومخلبا
وراح يهد الجسم، يمتصه أسىً
وكان إهاب الجسم، ريان، معشبا
فغوّر كالنجم المذاب بعتمة
ولم يلق عن درب المنية مهربا
هو الموت ما أقساه، جزار أنفس
وفي حامدكم كان أقسى وأصعبا!!
فحامد في عمر الورود طلاقة
وأنبل من ضم الزمان وأنجبا
تنامى هلالاً في مدارات عمرنا
ولما استوى بدراً نأى وتغربا
***
فيا رمز أخلاق تجاوزت عيشنا
عجولاً، وقد كنت الرقيق المهذبا
إذا جزتنا شوقاً لمملكة السما
لتنهل من جنات عدن وتشربا
فكم من فؤاد يا صديقي تركته
لموقد حزن جمره قد تلهبا
تركت أباً شيخاً، يذوّب عمره
بمصباح مشكاةٍ، تقىً وتقربا
تلألأ في ساح العبادة صارماً
وفي نهجها الوضاء ما كلَّ أو نبا
تراءيت أحلى ريشة في جناحه
تزيد طموح القلب منه توثبا
وكنت من العنقود آخر حبة
ويبقى ختام المسك أغلى وأطيبا
وكل الذي في كرمه جاء طيباً
فينبوعه أصفى المناهل مشربا
وتربته من أخصب الأرض تربة
فطوبى لمن في حقله قد تترَّبا
ومن يكن الإيمان نسغ ضميره
ينل ظفراً مهما الزمان تقلَّبا
***
أجول على رأس التلال بقرية
وللروح عين تستبيح المغيَّبا"(1) "
وألمح في ساح من الغيب حامداً
وجداً جليلا، عالي الرأس، أشيبا
وما عرف التاريخ شيخاً كجده
على أهله الأبرار أحنى وأحدبا
تلاقت على صدريهما إذ تعانقا
عناقيد أفراح الكهولة والصبا
وأسعدت اللقيا عرائس جنة
فصاحت: أيا أهلاً وسهلاً ومرحبا
***
أيا قرية قد لامس الغيم رأسها
وصارت إلى عرش الملائك أقربا
تعرَّت لها كل الجهات إطاعة
ومالت إليها الراسيات تهيبا
وسارت بأنفاس السموات ريحها
تزنر بالآمال من حولها الربا
ورف نهار في مدار جبينها
ليرسم درب الشمس شرقاً ومغربا
ليسكب أحلام الشروق بوجهها
ويلقي على صدرٍ، أصيلاً مذهَّبا
فكن في ثراها يا رؤى قبر حامد
شراعاً إلى جنات عدنٍ ومركبا
توسل إلى رب الأنام لأجلنا
لتصفو دقات القلوب وتعذبا
لتخضر أرض العرب بالخير والمنى
وتسعى لتوحيد العقيدة مأربا
***
لمست بكفي رمس حامد خاشعاً
فسافر كفي بالشذا وتخضبا
ورفت أزاهير الفضائل كلها
تعطر درب الناس ما هبَّت الصَّبا
***
ة) حيث ووري الراحل الثرى إلى جوار ضريح جده.
مهداة إلى روح المهندس الشاب حامد وقاف).
تخيره رب السموات واجتبى
وخط له درب الحقيقة مذهبا
فشب بأحضان الفضيلة والتقى
يضمهما أماً ويرضاهما أبا
وسار لغير الحق ما رف جفنه
وإلا لأزهار الهداية ما صبا
وأشرق كالصبح المنور وجهه
ليمسح عن ليل الغواية غيهبا
ولكن داءً أعجز الطب جاءه
وشدَّ به ظفراً وناباً ومخلبا
وراح يهد الجسم، يمتصه أسىً
وكان إهاب الجسم، ريان، معشبا
فغوّر كالنجم المذاب بعتمة
ولم يلق عن درب المنية مهربا
هو الموت ما أقساه، جزار أنفس
وفي حامدكم كان أقسى وأصعبا!!
فحامد في عمر الورود طلاقة
وأنبل من ضم الزمان وأنجبا
تنامى هلالاً في مدارات عمرنا
ولما استوى بدراً نأى وتغربا
***
فيا رمز أخلاق تجاوزت عيشنا
عجولاً، وقد كنت الرقيق المهذبا
إذا جزتنا شوقاً لمملكة السما
لتنهل من جنات عدن وتشربا
فكم من فؤاد يا صديقي تركته
لموقد حزن جمره قد تلهبا
تركت أباً شيخاً، يذوّب عمره
بمصباح مشكاةٍ، تقىً وتقربا
تلألأ في ساح العبادة صارماً
وفي نهجها الوضاء ما كلَّ أو نبا
تراءيت أحلى ريشة في جناحه
تزيد طموح القلب منه توثبا
وكنت من العنقود آخر حبة
ويبقى ختام المسك أغلى وأطيبا
وكل الذي في كرمه جاء طيباً
فينبوعه أصفى المناهل مشربا
وتربته من أخصب الأرض تربة
فطوبى لمن في حقله قد تترَّبا
ومن يكن الإيمان نسغ ضميره
ينل ظفراً مهما الزمان تقلَّبا
***
أجول على رأس التلال بقرية
وللروح عين تستبيح المغيَّبا"(1) "
وألمح في ساح من الغيب حامداً
وجداً جليلا، عالي الرأس، أشيبا
وما عرف التاريخ شيخاً كجده
على أهله الأبرار أحنى وأحدبا
تلاقت على صدريهما إذ تعانقا
عناقيد أفراح الكهولة والصبا
وأسعدت اللقيا عرائس جنة
فصاحت: أيا أهلاً وسهلاً ومرحبا
***
أيا قرية قد لامس الغيم رأسها
وصارت إلى عرش الملائك أقربا
تعرَّت لها كل الجهات إطاعة
ومالت إليها الراسيات تهيبا
وسارت بأنفاس السموات ريحها
تزنر بالآمال من حولها الربا
ورف نهار في مدار جبينها
ليرسم درب الشمس شرقاً ومغربا
ليسكب أحلام الشروق بوجهها
ويلقي على صدرٍ، أصيلاً مذهَّبا
فكن في ثراها يا رؤى قبر حامد
شراعاً إلى جنات عدنٍ ومركبا
توسل إلى رب الأنام لأجلنا
لتصفو دقات القلوب وتعذبا
لتخضر أرض العرب بالخير والمنى
وتسعى لتوحيد العقيدة مأربا
***
لمست بكفي رمس حامد خاشعاً
فسافر كفي بالشذا وتخضبا
ورفت أزاهير الفضائل كلها
تعطر درب الناس ما هبَّت الصَّبا
***
ة) حيث ووري الراحل الثرى إلى جوار ضريح جده.