- المســـــــــــــــاء-
يا مساءً جميلاً جميلاً
ينهض الآن من موته
ويضيء شوارعه لخطانا
يرتّب منزله لاحتفالٍ
يليق بحبٍّ قديمٍ غدا مستحيلا
أضعتُ تفاصيله
بين جمرٍ ينوسُ
ودفءٍ توزّعَ في النبضِ
بين العروقِ وبين الحياة المديدةْ
وبين النساء جميعاً
وبين فتاةٍ فريدة
كفّها كالحمامةِ حطت على كتفي
وذراعيَ تلتفُّ حول الحريرِ
الذي يتدلى على النارِ
خائفةً من حريقٍ يشبّ
على غفلةٍ من شرودي
بأنثى سعيدة
والبروق التي التمعت فجأة
في السماء البعيدة
منحتها دماء جديدة
فأجازت لعينيَّ أن تشرب الليل
من شعرها المتغاوي
وموج البحيرات
من أعين هائماتٍ شرودة
كان سرو الرصيف يحييّ تباعاً
مليكته
ويباغتني
ويعانق ظلاً تخلّفَ في السير
عنها وعنيّ..
تناسى وعودهْ
ولم تتجنّ عليَّ المصابيحُ
التي انطفأت فجأةً
لأرى قامةً من رياحٍ عنيدةْ
أغرقتْ في العبابِ
سفينة روحي العتيدة
فدقّتْ كنائس قلبي نواقيسها
لم تكن لي يد في يديَّ
تلوّح منديلها للوداعِ
فعدت وحيداً
وعادت وحيدةً
***
دمشق 3/1997