ندى والبحر
للبحر بعض طباعه في الصحوِ
أو في النوّْ
ولها طباع البحرِ
نادتني انتضت من غمد روحي
سيف أحلام مكسّرةٍ
لتدفع عن دمي شرّ القبائلِ
في مدائن علّقت جسدي على أبوابها
حزناً ورايات منكسةً
ولكن الهوى أقوى
ليركض كلّ نبض القلب نحو ندائها
لا أدّعي أن الغواية
ملك عاشقة بمفردها
فلا قمر يطلّ بلا نجوم
لا زهور بلا رحيق
لا طريق بلا خطى
والنور تقصده الفراشة من بعيدْ
هي في المدى قمر
ينقّط فوق ورد العاشقين ندى
عينان غارقتان في الأمواجْ
شعر يعذبه هدوء الريح
خجل تشبّث بابتسامتها
يراودها لتطلق موج ضحكتها
وأزيز نحلٍ في خلاياها الخجولة
لا يحرّضها على نحل الكلامْ
سقطت نيازكنا علينا
ظلّ بعض بصيصنا حّياً
ونحن ننوس تحت رمادنا
امتدت بنا من جمرنا النيران
تحرق في براري الأرض
اثقال السماءِ...
غفت على خوفٍ من المجهول
تسقط في فراغ الحلم
يأخذها الخواء إلى بلادٍ
لم يطأ طرقاتها حبّ
ولم يعصف بأشجار الشوارعِ
كي يصير السور أعلى قامة
ويكون للخطوات وقع شاعريّ
ثم يحملها خريف العمر فوق جناحهِ
لترى الغيوم تحجّرت
في ليلها الساجي
ولا برق يغازلها
ولا رعد يرجّ الكون
ترنو إلى الأمواج في دمها
فتختلط الكآبة والملوحة
بالحرائق والصليلْ
أبهى من الأوراق في يدها
البراءة حين يسرقها التداعي
للسباحة في الضباب
والبحر يوقظ موجه الغافي
إذا مرّتْ....
ويعطي للنوارس فرصة كي تستحمّ
بما تخلّفه على الشطآن من عطرٍ
ويترك فرصة للماءِ
كي تتطهّر الأمواج
إما لامست أقدامها البيضاءَ
تترك للستائر والنوافذ فرصةً
كيما تبدّل ما تراكم في البيوتِ
من الحرائق والأنينْ
...لحصا الطريق الساحليةِ
كي يبادل خطوها فيما يخبئه الحصى
عبر العصور الخاليات من الرنينْ
لا أدّعي أن الهوى عبثاً تناداها
لكي يمضي بها لفضائه الأزرقْ
وراودها ليسرق قلبها
فسرى بجرحٍ كان خلّفه الزمان
على وريد الروح
نحو جمالها المطلقْ
وبما تبقّى فيّ من جسدٍ
دعوت ورودها للنحلِ
في غاباته العذراء
نملأ سلّتينا من كروم اللهِ
بالبريّ من توتِ
ومن عنبِ
لأميل نحو الأرض
لا ألوي على ظمأٍ
...على سغبِ
لأنثى لم تكن طيفاً
ولم تحفل بشرّ إلهةٍ
وبخيرها...
لم تنتظر عدناً مؤجلةً
وما مرّت على أحلامها
«أستير»
أو «حمالة الحطبِ»
ولا انتظرت وعوداً
كذبتها الغاشيات
وسطوة الكذبِ
ولا وقفت على هشِّ الصخورِ
وزئبق الأشياءِ
تسند كوكباً يهوي على دمها
قمر الطفولة في يديها الحلوتين
كرةٌ ملونةٌ
ليلعب عند مرمى ناظريها
طفلةٌ وصبي
***
..بيروت...أيلول..1993
للبحر بعض طباعه في الصحوِ
أو في النوّْ
ولها طباع البحرِ
نادتني انتضت من غمد روحي
سيف أحلام مكسّرةٍ
لتدفع عن دمي شرّ القبائلِ
في مدائن علّقت جسدي على أبوابها
حزناً ورايات منكسةً
ولكن الهوى أقوى
ليركض كلّ نبض القلب نحو ندائها
لا أدّعي أن الغواية
ملك عاشقة بمفردها
فلا قمر يطلّ بلا نجوم
لا زهور بلا رحيق
لا طريق بلا خطى
والنور تقصده الفراشة من بعيدْ
هي في المدى قمر
ينقّط فوق ورد العاشقين ندى
عينان غارقتان في الأمواجْ
شعر يعذبه هدوء الريح
خجل تشبّث بابتسامتها
يراودها لتطلق موج ضحكتها
وأزيز نحلٍ في خلاياها الخجولة
لا يحرّضها على نحل الكلامْ
سقطت نيازكنا علينا
ظلّ بعض بصيصنا حّياً
ونحن ننوس تحت رمادنا
امتدت بنا من جمرنا النيران
تحرق في براري الأرض
اثقال السماءِ...
غفت على خوفٍ من المجهول
تسقط في فراغ الحلم
يأخذها الخواء إلى بلادٍ
لم يطأ طرقاتها حبّ
ولم يعصف بأشجار الشوارعِ
كي يصير السور أعلى قامة
ويكون للخطوات وقع شاعريّ
ثم يحملها خريف العمر فوق جناحهِ
لترى الغيوم تحجّرت
في ليلها الساجي
ولا برق يغازلها
ولا رعد يرجّ الكون
ترنو إلى الأمواج في دمها
فتختلط الكآبة والملوحة
بالحرائق والصليلْ
أبهى من الأوراق في يدها
البراءة حين يسرقها التداعي
للسباحة في الضباب
والبحر يوقظ موجه الغافي
إذا مرّتْ....
ويعطي للنوارس فرصة كي تستحمّ
بما تخلّفه على الشطآن من عطرٍ
ويترك فرصة للماءِ
كي تتطهّر الأمواج
إما لامست أقدامها البيضاءَ
تترك للستائر والنوافذ فرصةً
كيما تبدّل ما تراكم في البيوتِ
من الحرائق والأنينْ
...لحصا الطريق الساحليةِ
كي يبادل خطوها فيما يخبئه الحصى
عبر العصور الخاليات من الرنينْ
لا أدّعي أن الهوى عبثاً تناداها
لكي يمضي بها لفضائه الأزرقْ
وراودها ليسرق قلبها
فسرى بجرحٍ كان خلّفه الزمان
على وريد الروح
نحو جمالها المطلقْ
وبما تبقّى فيّ من جسدٍ
دعوت ورودها للنحلِ
في غاباته العذراء
نملأ سلّتينا من كروم اللهِ
بالبريّ من توتِ
ومن عنبِ
لأميل نحو الأرض
لا ألوي على ظمأٍ
...على سغبِ
لأنثى لم تكن طيفاً
ولم تحفل بشرّ إلهةٍ
وبخيرها...
لم تنتظر عدناً مؤجلةً
وما مرّت على أحلامها
«أستير»
أو «حمالة الحطبِ»
ولا انتظرت وعوداً
كذبتها الغاشيات
وسطوة الكذبِ
ولا وقفت على هشِّ الصخورِ
وزئبق الأشياءِ
تسند كوكباً يهوي على دمها
قمر الطفولة في يديها الحلوتين
كرةٌ ملونةٌ
ليلعب عند مرمى ناظريها
طفلةٌ وصبي
***
..بيروت...أيلول..1993