أوَّل الكلام. . .آخر الأوهام
(1)
يَشّهَدُ أنَّ كلَّ حكمةٍ
يحفظُها
مالحةُ الطَّعم
كماءِ البحر
***
يشهدُ أنَّ كلَّ كلمةٍ
يودُّ لو يقولُها
ساخنةٌ
كالجمر
***
يشهَدُ
أنَّ كلَّ فكرةٍ
تبرقُ ،
أو تلوحُ في أحلامِهِ
يحسنُ أن تئنَّ في الحديدِ
أو..تُحبسَ في الرُّخامْ
***
يشهدُ. .
أنَّ..ليس كلُّ هاجسٍ
يُمكن أنْ يُطلقَ بين الناسِ
كالحمامْ. .
(2)
ولم يكن يجهلُ أنَّهُ
يعبرُ..
بينَ الصُّبحِ
والغسقْ
وأنَّهُ
لنْ يجدَ الخلاصَ إن نأى
وأنَّهُ
إذا دنا احترقْ
ولم يكن يجهل أنَّهُ
مقامرٌ بكلِّ ما لديهْ
وكلِّ ما يحمل في عينيهْ
في كلِّ نقطةٍ
من جرحِهِ
تلامس الورقْ
وأنَّهُ. .
حَاولَ شيئاً
يشبهُ الغرقْ..
(3)
صدَّقَ أنَّهُ
يأكُلُ..
حين أكل الثَّريدْ
صدَّقَ أنَّهُ
عيَّدَ
حين لبسَ البذلةَ
والحذاءَ
يومَ العيدْ
صدقَ أنَّهُ
صفَّقَّ
أو غنّى كما يريد
وأنَّهُ..
ليسَ من الأقنانِ
أو..
ليسَ من العبيدْ
صدَّقَ أنَّهُ. .
لو لمْ يكن يعرفُ
ما القديمُ في الأمرِ
وما الجديد..
(4)
كانَ إذا ما ضحكوا..
يضحكُ
أو بكوا..
بكى
ولطمَ الخدَّينِ
إن همْ لطموا الخدودْ
وكانَ مثلَ كلِّ سيِّدٍ
في قومِهِ
تعلَّمَ الصُّمودْ
واحترفَ الإباءَ كالمعهودْ
وفي الليالي ،
حينما ينامُ أهل الأرضِ
كانَ يعبرُ الحدودْ
لكنَّهُ، كانَ، ككلِّ ليلةٍ
يصفعُهُ اليهودْ
ومثلَ كلِّ ليلةٍ
يُفيقُ مذعوراً على القصفِ
وتغشى أنفهُ
رائحةُ البارود..
(5)
ومثلما علَّمهُ أستاذُهُ
عن ظهرِ قلبٍ
حفظَ الحروفَ بالترتيبِ :
حرفَ العينِ ،
حرف الرّاءِ ،
حرفَ الواوِ ،
حرفَ الباءِ...
لكنْ ،
كلَّما أرادَ أن يتابعَ النَّشيدَ
سدَّتْ حلقهُ رصاصةٌ
أو حاجزٌ
ونسيَ الحروفَ من جديد
وعادَ ،
مثل كلِّ مرةٍ ،
لصمتهِ البليدْ..
(6)
هو الذي
تعبُرُهُ النِّصالُ
رغم زحمةِ النِّصالْ
***
هوالذي أصغى
- وكانَ يحفظُ المّوالَ-
حتى آخر الموّالْ
***
هو الذي مرَّ عليه الصُّبحُ،
والمساءْ
هوالذي استجار
بالنَّارِ
من الرّمضاء (1)
وميَّزَ الزِّحافَ، والإقواءْ (2)
وخبرَ المعلنَ، والمخبوءَ ،
والضّائعَ بينَ بينْ
وكانَ..
إنْ قدَّمَ خُطوةً
أخَّرَ خطوتينْ
لأنَّهُ تعلَّم الزّئيرَ. .
لا الثغاءْ
لأنَّهُ. .
لم يُتقنِ الرَّقصَ
على الحبلين
(7)
لكنَّهُ..
كانَ كمنْ يحصدُ رغوةً
أو يخنقُ الهواءْ
أو يُشهرُ الخنجر..في الخلاءْ
لكنّهُ. .
كان كمن يُجلسُ سيلاً
فوقَ ركبتيهِ
كي يهدأَ
أو يُعلمُ الذَّئاب أن تلتزم الصَّمتَ
وأن تكفَّ، في الليلِ ،
عن العواءْ. .
كانَ كمنْ يهمسُ
كي يسمعهُ الأفقُ
وكي..
تختفيَ الضوضاءْ
وينثر الكلامَ في طريقِهِ
مؤمِّلاً. .
أنْ يملأَ الخُواءْ
كانَ. . كمن يصرخُ
في داخلِهِ
كي يصلَ النّداءْ
(
مُنتظراً
آخر هذا الشجر اليابسِ
هذا الأفقِ العابسِ
هل يُفيقُ ذاتَ صيحةٍ
أو..ذاتَ نزوةٍ
( لو نزوةٌ )
هل يُثمرُ انتظارُهُ المُزمنُ
( لو في الظنِّ )
هل يأتي إليهِ صوتُهُ
مُقترحاً...
أن يبدأَ الكلامْ
أمامَهُ ،
أن يبدأَ الكلامْ
أمامَهُ ،
أن يلجمَ الشِّعرَ ،
وأن يُقلِّمَ الأوهامْ چ
(1) أو 2 - لا يخفى لقاء المعنى العروضي غير المقصود بالمعنى المقصود."الشاعر."
(1)
يَشّهَدُ أنَّ كلَّ حكمةٍ
يحفظُها
مالحةُ الطَّعم
كماءِ البحر
***
يشهدُ أنَّ كلَّ كلمةٍ
يودُّ لو يقولُها
ساخنةٌ
كالجمر
***
يشهَدُ
أنَّ كلَّ فكرةٍ
تبرقُ ،
أو تلوحُ في أحلامِهِ
يحسنُ أن تئنَّ في الحديدِ
أو..تُحبسَ في الرُّخامْ
***
يشهدُ. .
أنَّ..ليس كلُّ هاجسٍ
يُمكن أنْ يُطلقَ بين الناسِ
كالحمامْ. .
(2)
ولم يكن يجهلُ أنَّهُ
يعبرُ..
بينَ الصُّبحِ
والغسقْ
وأنَّهُ
لنْ يجدَ الخلاصَ إن نأى
وأنَّهُ
إذا دنا احترقْ
ولم يكن يجهل أنَّهُ
مقامرٌ بكلِّ ما لديهْ
وكلِّ ما يحمل في عينيهْ
في كلِّ نقطةٍ
من جرحِهِ
تلامس الورقْ
وأنَّهُ. .
حَاولَ شيئاً
يشبهُ الغرقْ..
(3)
صدَّقَ أنَّهُ
يأكُلُ..
حين أكل الثَّريدْ
صدَّقَ أنَّهُ
عيَّدَ
حين لبسَ البذلةَ
والحذاءَ
يومَ العيدْ
صدقَ أنَّهُ
صفَّقَّ
أو غنّى كما يريد
وأنَّهُ..
ليسَ من الأقنانِ
أو..
ليسَ من العبيدْ
صدَّقَ أنَّهُ. .
لو لمْ يكن يعرفُ
ما القديمُ في الأمرِ
وما الجديد..
(4)
كانَ إذا ما ضحكوا..
يضحكُ
أو بكوا..
بكى
ولطمَ الخدَّينِ
إن همْ لطموا الخدودْ
وكانَ مثلَ كلِّ سيِّدٍ
في قومِهِ
تعلَّمَ الصُّمودْ
واحترفَ الإباءَ كالمعهودْ
وفي الليالي ،
حينما ينامُ أهل الأرضِ
كانَ يعبرُ الحدودْ
لكنَّهُ، كانَ، ككلِّ ليلةٍ
يصفعُهُ اليهودْ
ومثلَ كلِّ ليلةٍ
يُفيقُ مذعوراً على القصفِ
وتغشى أنفهُ
رائحةُ البارود..
(5)
ومثلما علَّمهُ أستاذُهُ
عن ظهرِ قلبٍ
حفظَ الحروفَ بالترتيبِ :
حرفَ العينِ ،
حرف الرّاءِ ،
حرفَ الواوِ ،
حرفَ الباءِ...
لكنْ ،
كلَّما أرادَ أن يتابعَ النَّشيدَ
سدَّتْ حلقهُ رصاصةٌ
أو حاجزٌ
ونسيَ الحروفَ من جديد
وعادَ ،
مثل كلِّ مرةٍ ،
لصمتهِ البليدْ..
(6)
هو الذي
تعبُرُهُ النِّصالُ
رغم زحمةِ النِّصالْ
***
هوالذي أصغى
- وكانَ يحفظُ المّوالَ-
حتى آخر الموّالْ
***
هو الذي مرَّ عليه الصُّبحُ،
والمساءْ
هوالذي استجار
بالنَّارِ
من الرّمضاء (1)
وميَّزَ الزِّحافَ، والإقواءْ (2)
وخبرَ المعلنَ، والمخبوءَ ،
والضّائعَ بينَ بينْ
وكانَ..
إنْ قدَّمَ خُطوةً
أخَّرَ خطوتينْ
لأنَّهُ تعلَّم الزّئيرَ. .
لا الثغاءْ
لأنَّهُ. .
لم يُتقنِ الرَّقصَ
على الحبلين
(7)
لكنَّهُ..
كانَ كمنْ يحصدُ رغوةً
أو يخنقُ الهواءْ
أو يُشهرُ الخنجر..في الخلاءْ
لكنّهُ. .
كان كمن يُجلسُ سيلاً
فوقَ ركبتيهِ
كي يهدأَ
أو يُعلمُ الذَّئاب أن تلتزم الصَّمتَ
وأن تكفَّ، في الليلِ ،
عن العواءْ. .
كانَ كمنْ يهمسُ
كي يسمعهُ الأفقُ
وكي..
تختفيَ الضوضاءْ
وينثر الكلامَ في طريقِهِ
مؤمِّلاً. .
أنْ يملأَ الخُواءْ
كانَ. . كمن يصرخُ
في داخلِهِ
كي يصلَ النّداءْ
(
مُنتظراً
آخر هذا الشجر اليابسِ
هذا الأفقِ العابسِ
هل يُفيقُ ذاتَ صيحةٍ
أو..ذاتَ نزوةٍ
( لو نزوةٌ )
هل يُثمرُ انتظارُهُ المُزمنُ
( لو في الظنِّ )
هل يأتي إليهِ صوتُهُ
مُقترحاً...
أن يبدأَ الكلامْ
أمامَهُ ،
أن يبدأَ الكلامْ
أمامَهُ ،
أن يلجمَ الشِّعرَ ،
وأن يُقلِّمَ الأوهامْ چ
(1) أو 2 - لا يخفى لقاء المعنى العروضي غير المقصود بالمعنى المقصود."الشاعر."