وجوه في الذاكرة
(1)
أنزلَ وجههُ عن الجدارْ
وكانَ جدُّهُ
وخلفهُ جماعةُ الثّوار
ينحتُ شاربينِ
مثل الليل
تحتَ أنفِهِ
وفمُهُ يقترحُ النَّهارْ
أنزلَ وجههُ
عن الجدارْ
أنزلهُ
وأنزلَ المزمارْ
والنَّبعَ ،
والحنطةَ ،
والحصانَ ،
والأشجارْ. .
أنزلَهُ
وغيَّر النَّبرةَ ،
والإيقاعَ ،
والحوارْ
وكلّما صادفَ. .
أن ألقى على مكانِهِ
نظرتَهُ
استدارْ
وأغلق البابَ على تألُّق الصَّهيلْ
ووطَّنَ النفس على الرّحيلْ
يريد أن تختفي الطيورُ ،
والأزهارُ،
والأحجار
يريد أن يختفي النَّبيل
يريدُ أن يختفي الأصيلُ
والجميلْ
وكانَ كلَّ ليلةٍ
حين يعودُ خاسراً
يبصر عينينِ
على جدار !.. چ
(2)
أخرجَ عينَ الماءْ
وأخرجَ الغيم الذي
يسبحُ في السماءْ
***
أخرجَ حرَّ الصَّيفْ
وشوقَهُ للضَّيفْ
***
أخرجَ من صندوقه القديمِ
ما خبَّأهُ..
من صدفِ الطفولةْ
أخرجَ من دفترِهِ
أشجارهُ الجميلةْ ،
الشمسَ ،
والشُّرفةَ ،
والأشواقْ. .
وقمرَ الحبِّ الذي
لا يعرف المحاقْ
أخرجَ من دمائِهِ
عنترةَ العبسيّ
وعروةَ بن الوردْ
أخرجَ من دماغِهِ الطّائيَّ ،
وابن رُشدْ
أخرجَ من خيالِهِ
روايةَ القبيلةْ
وقصصَ الفرسانِ ، والعشّاق
أخرجَ ما لديهْ
كلَّ الذي يذكرُهُ
كلَّ الذي يحبُّهُ
أخرجَ وردَهُ ، ونارَهُ. .
أخرج كلَّ ناصعٍ
وطيِّبِ المذاقْ
وأسرعَ الخطا
إلى الأسواقُ ! چ
(3)
يُقسم من يراهْ
أنَّ الذي مرَّ أمَامهُ
سحابةٌ صيفيَّةْ
أو دميةٌ خرساءْ
أو..
ورقٌ
يحملُهُ الهواء.
***
ملتصقاً
بأيِّ حائطٍ
ولائذاً
بأيِّ شرفةٍ
يمشي وقد أسرعَ نبضُهُ
وارتعشت يداهْ
ولم يكن يسمعُ
ما تسمعُهُ أذناهْ
ولم يكن يُبصرُ
ما تُبصرُهُ عيناهْ
كانَ يداوي جُرحه بـ " الآهْ "
وكلّما استعادَ ما رآهْ
أطبق جفنيهِ وقال :
- لم أكنْ
كيف يكون حاضراً
من كانَ غائباً
أكانَ وحده ؟
ألم يكنْ سواهْ ؟
***
و..
كانَ كلُّ خبرٍ يسمعُهُ
يبدأُ بالحديثِ عن طريقةٍ
للشَّكّ في رؤاهْ
وكانَ كلّما اشترى جريدةً
أبصَرَ نفسَهُ
يئنُّ في قيودِهِ
وتنزلُ السكّينُ في وريده
وتنزفُ الدمِّاءُ
من معناهْ ! چ
(4)
ضاقت به دروبُهُ الصغيرةْ
ضاقت به حارتُهُ
ولم يعد يعجبُهُ الفُستانُ ،
والصغيرةْ
......
يخرجُ من شمسٍ على التلالْ
ومن حصىً يلمعُ في النَّهرِ
ومن صفصافةٍ
توزّعُ الظلالْ. .
يخرجُ من سحابةٍ
تهدرُ في الوديانْ
ومن غروبٍ يرفع الأذانْ
يخرجُ من لطافةِ العشّاقْ
من رقَّةِ الوداعِ..
أو
من فرحِ المشتَاق..
***
غيرَّ جلدَهُ
ووضع القناعَ فوقَ وجهِهِ
وبدّل القمصان
وعرفَ السُّلمَ ،
والمكتبَ،
والديوانْ
وقلم الحمرةِ ،
و" التايورَ "
والتسريحة القصيرة ْ
وعبَرَ الشوارع الكبيرةْ
وكانَ. . كلَّما. .
أوغَلَ في خروجِهِ
أوغَلَ. .
في النسيان. . چ
(1)
أنزلَ وجههُ عن الجدارْ
وكانَ جدُّهُ
وخلفهُ جماعةُ الثّوار
ينحتُ شاربينِ
مثل الليل
تحتَ أنفِهِ
وفمُهُ يقترحُ النَّهارْ
أنزلَ وجههُ
عن الجدارْ
أنزلهُ
وأنزلَ المزمارْ
والنَّبعَ ،
والحنطةَ ،
والحصانَ ،
والأشجارْ. .
أنزلَهُ
وغيَّر النَّبرةَ ،
والإيقاعَ ،
والحوارْ
وكلّما صادفَ. .
أن ألقى على مكانِهِ
نظرتَهُ
استدارْ
وأغلق البابَ على تألُّق الصَّهيلْ
ووطَّنَ النفس على الرّحيلْ
يريد أن تختفي الطيورُ ،
والأزهارُ،
والأحجار
يريد أن يختفي النَّبيل
يريدُ أن يختفي الأصيلُ
والجميلْ
وكانَ كلَّ ليلةٍ
حين يعودُ خاسراً
يبصر عينينِ
على جدار !.. چ
(2)
أخرجَ عينَ الماءْ
وأخرجَ الغيم الذي
يسبحُ في السماءْ
***
أخرجَ حرَّ الصَّيفْ
وشوقَهُ للضَّيفْ
***
أخرجَ من صندوقه القديمِ
ما خبَّأهُ..
من صدفِ الطفولةْ
أخرجَ من دفترِهِ
أشجارهُ الجميلةْ ،
الشمسَ ،
والشُّرفةَ ،
والأشواقْ. .
وقمرَ الحبِّ الذي
لا يعرف المحاقْ
أخرجَ من دمائِهِ
عنترةَ العبسيّ
وعروةَ بن الوردْ
أخرجَ من دماغِهِ الطّائيَّ ،
وابن رُشدْ
أخرجَ من خيالِهِ
روايةَ القبيلةْ
وقصصَ الفرسانِ ، والعشّاق
أخرجَ ما لديهْ
كلَّ الذي يذكرُهُ
كلَّ الذي يحبُّهُ
أخرجَ وردَهُ ، ونارَهُ. .
أخرج كلَّ ناصعٍ
وطيِّبِ المذاقْ
وأسرعَ الخطا
إلى الأسواقُ ! چ
(3)
يُقسم من يراهْ
أنَّ الذي مرَّ أمَامهُ
سحابةٌ صيفيَّةْ
أو دميةٌ خرساءْ
أو..
ورقٌ
يحملُهُ الهواء.
***
ملتصقاً
بأيِّ حائطٍ
ولائذاً
بأيِّ شرفةٍ
يمشي وقد أسرعَ نبضُهُ
وارتعشت يداهْ
ولم يكن يسمعُ
ما تسمعُهُ أذناهْ
ولم يكن يُبصرُ
ما تُبصرُهُ عيناهْ
كانَ يداوي جُرحه بـ " الآهْ "
وكلّما استعادَ ما رآهْ
أطبق جفنيهِ وقال :
- لم أكنْ
كيف يكون حاضراً
من كانَ غائباً
أكانَ وحده ؟
ألم يكنْ سواهْ ؟
***
و..
كانَ كلُّ خبرٍ يسمعُهُ
يبدأُ بالحديثِ عن طريقةٍ
للشَّكّ في رؤاهْ
وكانَ كلّما اشترى جريدةً
أبصَرَ نفسَهُ
يئنُّ في قيودِهِ
وتنزلُ السكّينُ في وريده
وتنزفُ الدمِّاءُ
من معناهْ ! چ
(4)
ضاقت به دروبُهُ الصغيرةْ
ضاقت به حارتُهُ
ولم يعد يعجبُهُ الفُستانُ ،
والصغيرةْ
......
يخرجُ من شمسٍ على التلالْ
ومن حصىً يلمعُ في النَّهرِ
ومن صفصافةٍ
توزّعُ الظلالْ. .
يخرجُ من سحابةٍ
تهدرُ في الوديانْ
ومن غروبٍ يرفع الأذانْ
يخرجُ من لطافةِ العشّاقْ
من رقَّةِ الوداعِ..
أو
من فرحِ المشتَاق..
***
غيرَّ جلدَهُ
ووضع القناعَ فوقَ وجهِهِ
وبدّل القمصان
وعرفَ السُّلمَ ،
والمكتبَ،
والديوانْ
وقلم الحمرةِ ،
و" التايورَ "
والتسريحة القصيرة ْ
وعبَرَ الشوارع الكبيرةْ
وكانَ. . كلَّما. .
أوغَلَ في خروجِهِ
أوغَلَ. .
في النسيان. . چ