يا بحر
صورٌ على الشطآنِ موجُك أم سطورٌ تُطبعُ؟
وحكايةٌ أزليَّةٌ بِلُغى الجميعِ تُسجِّعُ؟
أم وشوشاتُ أحبَّةٍ وصدى الزمان يُرجِّعُ؟
أم راقصاتٌ من رذذاذٍ برقُها والبُرقُعُ؟
مرهونة للشطٍ تسقي مدمناً لا يشبع!
...
يا حائراً، ومحيراً، متقلباً فذاً مريدْ
يا ثائراً، ومثرثراً، جوداً تفيد وتستفيدْ
تعطي وتأخذ. كالزمان وكالورى: تهوى الجديدْ
وتظلُّ تبتلع البرايا. لا تمل ولا تحيدْ
كم جاءَ صيَّادٌ إليكَ وكان يا بحر المصيدْ!
يا سر أجنحةٍ ترفُّ على مداكَ ولا تطيرْ
سحرٌ يهيجُ وينثني يا غلب وثَّابٍ قديرْ
ما شدَّهُ للتربِ أهوَ الموطنُ الغالي الأثيرْ؟
أم للأحبة ينثني عن حضنها يأبى المسيرْ؟
يبقى لعوباً حولها أبداً يسير ولا يسيرْ
...
يا عالَمَ الأسرارِ هل لي للسرائر أستبين؟
عمّا بلُجِكَ من دليل عن حكايا الراحلين
كم من خفيٍّ في غياهب قاعك العاتي دفين
ورموزِ آثارٍ توارتْ عن عيونِ الباحثين
من قبل بدء الخلق كانت من ملايين السنين
...
حتَّام تحتضنُ الصخورَ أما سئمتَ من الصخورْ؟
وإلام تلثمُ جلمداً وعلامَ من حجرٍ تثورْ؟
صلداً يظلُّ وأنتَ في أعتابه فيضٌ يغورْ!
طال العناق وما استطعت تهزّه عبر الدهورْ
ومتى استجابت للقطا ترنو وتبتسم النسورْ؟!
...
يا ساحرَ الألبابِ والعُشَّاقُ حولك تُنثرُ
والفاتناتُ غفتْ بشطِّك تستحمُّ وتُنشرُ
والأنجم انعكست تضمك في الدجى وتسعَّرُ
أَتُراك تشعر بالأحبةِ مثلما هي تشعر؟
لك مثلها روحٌ وأفئدة وعينٌ تبصر؟
...
يا غبطةَ السبَّاح والموجُ الوسادةُ والغِطاءْ
وسعادة السُيَّاح بالشط الرحيب بدرب ماءْ
وأمانيَ الصيَّاد والغوَّاص في نبع العطاءْ
في صيد أصدافٍ، ودرٍ، وكساءٍ، وغذاءْ
جلَّ الذي أعطى العباد لكلِ حيٍّ ما يشاء!
...
صورٌ على الشطآنِ موجُك أم سطورٌ تُطبعُ؟
وحكايةٌ أزليَّةٌ بِلُغى الجميعِ تُسجِّعُ؟
أم وشوشاتُ أحبَّةٍ وصدى الزمان يُرجِّعُ؟
أم راقصاتٌ من رذذاذٍ برقُها والبُرقُعُ؟
مرهونة للشطٍ تسقي مدمناً لا يشبع!
...
يا حائراً، ومحيراً، متقلباً فذاً مريدْ
يا ثائراً، ومثرثراً، جوداً تفيد وتستفيدْ
تعطي وتأخذ. كالزمان وكالورى: تهوى الجديدْ
وتظلُّ تبتلع البرايا. لا تمل ولا تحيدْ
كم جاءَ صيَّادٌ إليكَ وكان يا بحر المصيدْ!
يا سر أجنحةٍ ترفُّ على مداكَ ولا تطيرْ
سحرٌ يهيجُ وينثني يا غلب وثَّابٍ قديرْ
ما شدَّهُ للتربِ أهوَ الموطنُ الغالي الأثيرْ؟
أم للأحبة ينثني عن حضنها يأبى المسيرْ؟
يبقى لعوباً حولها أبداً يسير ولا يسيرْ
...
يا عالَمَ الأسرارِ هل لي للسرائر أستبين؟
عمّا بلُجِكَ من دليل عن حكايا الراحلين
كم من خفيٍّ في غياهب قاعك العاتي دفين
ورموزِ آثارٍ توارتْ عن عيونِ الباحثين
من قبل بدء الخلق كانت من ملايين السنين
...
حتَّام تحتضنُ الصخورَ أما سئمتَ من الصخورْ؟
وإلام تلثمُ جلمداً وعلامَ من حجرٍ تثورْ؟
صلداً يظلُّ وأنتَ في أعتابه فيضٌ يغورْ!
طال العناق وما استطعت تهزّه عبر الدهورْ
ومتى استجابت للقطا ترنو وتبتسم النسورْ؟!
...
يا ساحرَ الألبابِ والعُشَّاقُ حولك تُنثرُ
والفاتناتُ غفتْ بشطِّك تستحمُّ وتُنشرُ
والأنجم انعكست تضمك في الدجى وتسعَّرُ
أَتُراك تشعر بالأحبةِ مثلما هي تشعر؟
لك مثلها روحٌ وأفئدة وعينٌ تبصر؟
...
يا غبطةَ السبَّاح والموجُ الوسادةُ والغِطاءْ
وسعادة السُيَّاح بالشط الرحيب بدرب ماءْ
وأمانيَ الصيَّاد والغوَّاص في نبع العطاءْ
في صيد أصدافٍ، ودرٍ، وكساءٍ، وغذاءْ
جلَّ الذي أعطى العباد لكلِ حيٍّ ما يشاء!
...