الأقدار
أَوقَدوا الأحطاب: ناراً ورمادا
لا يراعون الذي أضحى جمادا!..
يا لجذعٍ فارقته الروح أمسى
للفروعِ الخضر قوتاً، وقتادا
ملَّت الدنيا أحبّاءً قُدامى
تنثني للنشءِ: بيداً، ووهادا
ضاقتِ الدوَّامةً المعطاءُ ذَرعاً
لا تفي الناسَ اتساعاً وامتدادا
فهي تُعطي وهي تطوي: كل شيء
في المدارِ: انتزعته ليعادا
لو تجلى مثلما الشمس تجلت
لرأيناه كنور الشمس عادا
غيرَ أن السِر مجهولٌ وحسبي
ما أرى جهراً معيداً مستعادا
وكفاني رهبةً ممّا أُلاقي
تَعجزُ الألبابُ أن تلقى ازديادا
إيه أغصان المروجِ الخضرِ شُبّي
من دمِ الجذعِ الذي بالروحِ جادا
وانهلي من وِردهِ الدامي وعُبّي
واستزيدي طالما أعطى وزادا
من ندى الأطلال صوغي الحسن واجني
لا تَراعي هكذا الدهر أرادا
هكذا الأقدارُ شاءت فاستجيبي
واعبري الدرب الذي للسّر قادا
لا يعيشُ الغصنُ إن لم يفنَ غصن
زادَه الساقي شَراباً فأبادا
من ثراهُ وسواقيهِ تغذّى
مثله أضحى حُطاماً، ورمادا
كم شفى الكأسُ وكم أحيا ولكنْ
ما تجاوزنا المدى حتى تمادى
إن شربنا أو عطشنا ليت شعري
كيف أدري الخيرَ أو أُهدى الرشادا
كل ما في الأمر أني حارَ أمري
أيّ سرٍ بالثرى أجرى وقادا
دورةُ الدوامةِ السكرى تواري
في خلاياها حراكاً وجمادا
في حنايا الأرض نغفو يا لأمٍّ
وبنينٍ تهتدي ماءً وزادا
أمُّنا الكبرى وكلٌ في جناحٍ
لملمَ الجَنْحَ ائتلافاً، واتحادا
عاشقُ الأوهامِ مفتونٌ بحلمٍ
ما اهتدى فيه ولا منه استفادا
ذكرياتٌ نحن في دنيا التفاني
وشريطٌ: ينطوي كيما يُعادا
أَوقَدوا الأحطاب: ناراً ورمادا
لا يراعون الذي أضحى جمادا!..
يا لجذعٍ فارقته الروح أمسى
للفروعِ الخضر قوتاً، وقتادا
ملَّت الدنيا أحبّاءً قُدامى
تنثني للنشءِ: بيداً، ووهادا
ضاقتِ الدوَّامةً المعطاءُ ذَرعاً
لا تفي الناسَ اتساعاً وامتدادا
فهي تُعطي وهي تطوي: كل شيء
في المدارِ: انتزعته ليعادا
لو تجلى مثلما الشمس تجلت
لرأيناه كنور الشمس عادا
غيرَ أن السِر مجهولٌ وحسبي
ما أرى جهراً معيداً مستعادا
وكفاني رهبةً ممّا أُلاقي
تَعجزُ الألبابُ أن تلقى ازديادا
إيه أغصان المروجِ الخضرِ شُبّي
من دمِ الجذعِ الذي بالروحِ جادا
وانهلي من وِردهِ الدامي وعُبّي
واستزيدي طالما أعطى وزادا
من ندى الأطلال صوغي الحسن واجني
لا تَراعي هكذا الدهر أرادا
هكذا الأقدارُ شاءت فاستجيبي
واعبري الدرب الذي للسّر قادا
لا يعيشُ الغصنُ إن لم يفنَ غصن
زادَه الساقي شَراباً فأبادا
من ثراهُ وسواقيهِ تغذّى
مثله أضحى حُطاماً، ورمادا
كم شفى الكأسُ وكم أحيا ولكنْ
ما تجاوزنا المدى حتى تمادى
إن شربنا أو عطشنا ليت شعري
كيف أدري الخيرَ أو أُهدى الرشادا
كل ما في الأمر أني حارَ أمري
أيّ سرٍ بالثرى أجرى وقادا
دورةُ الدوامةِ السكرى تواري
في خلاياها حراكاً وجمادا
في حنايا الأرض نغفو يا لأمٍّ
وبنينٍ تهتدي ماءً وزادا
أمُّنا الكبرى وكلٌ في جناحٍ
لملمَ الجَنْحَ ائتلافاً، واتحادا
عاشقُ الأوهامِ مفتونٌ بحلمٍ
ما اهتدى فيه ولا منه استفادا
ذكرياتٌ نحن في دنيا التفاني
وشريطٌ: ينطوي كيما يُعادا