كيف أغفو وإخوتي في العراءِ
دونَ0 مأوى ودون زادٍ وماءِ
لا ديارٌ تؤويهُمُ لا فراشٌ
أي رِقْدٍ على الثرى في الشتاءِ
أي دفءٍ على الثلوجِ وأمنٍ
يا لحال الأعزال في البيداءِ
في البراري مشرَّدينَ كسربٍ
من ظِباءٍ أو من ليوثٍ ظِماءِ
فاجَؤوهم في بيتهم أي جرمٍ
أي ذنبٍ تُراه أي افتراءِ
هاجموهم وهم نيامٌ فويلٌ
لطغاةٍ جنوا على الأبرياءِ
أَبعدوهم عن حضنِ أمٍّ وإبنٍ
عن حنانِ الزوجات والآباءِ
كُنْ إلهي للمبعدينَ مغيثاً
كن معيناً للأهل للأقرباءِ
***
أمِئاتٌ؟! بل سوف تتلو ألوفٌ!
جمعُ أهلٍ! وخِطةُ الخبثاءِ!
يا لغدرِ الإنسان إن راح يسعى
لاحتلالٍ وخلسةٍ واعتداءِ
للسلاح القِوى؟ وهل من سلاحٍ
لشعورٍ، وأُلفةٍ، وولاءِ؟!
أَيدانُ الحبيبُ في حبِ أهلٍ
وديارٍ وموطنٍ وانتماءِ؟
ويُناءى لأخذِ حقٍّ وملكٍ
أيُّ مُلكٍ؟؟ والملكُ للنُزلاءِ؟!
***
أَبعدوهم يخشون قوةَ أُسْدٍ
تلكَ يا صاحِ عادة الجبناءِ
فاربضوا أيها الليوث! أعدّوا
للذئاب المصيدةَ النكراءِ
لا تخافوا العِواءَ فالصوتُ فخٌ
كم تُصادُ الذِئابُ وقتَ العِواءِ
رُبَّ شرٍ مسبِّبٍ لمنانا
ومرارٍ مطبِّبٍ كالدواءِ
وتناءٍ مقربٍ للقانا
وبلاءٍ محاربٍ للبلاءِ
ومصابٍ مولِّدٍ لارتقانا
وظلامٍ ينير للعقلاءِ
***
نصرة العرب وحدةٌ وإخاءٌ
فهلموا يا إخوتي للإخاءِ
قد كفانا تمزُّقاً وانفكاكاً
وجسوراً تُمدُّ للأعداءِ
أَوَ نحيا وبعضنا ليس مِنّا؟
كيف يحيا ممزق الأعضاءِ؟
فجناحٌ هنا على الجرح يغفو
وجناح هناك رهن التنائي
***
وطِّدوا العزمَ والإرادةَ وامضوا
نسلكِ الدربَ للعلى والعلاءِ
نعلن الحق حاملين لواءً
في سماءٍ تجوز كل سماءِ
ننقذ الدين والعروبة ممن
مبتغاهم إبادة الأقوياءِ
حدّقوا في البعيد يا صَحبُ نكشفْ
ما وراءَ المذابح النكراءِ
واستعدّوا قد حانَ وقتُ اللقاءِ
للجهاد المكين ضُمّوا الأيادي