ثنائيات صدى آخر
-1-
تلك جمهوريتي الأولى، وأشعاري رعيهْ
كلماتٌ، وحروفٌ، وعباراتُ بياضٍ وسوادٍ..
وقوى سريةٌ أو علنيهْ!
-2-
كلماتي، وحدها، ممتلكاتي!
ربما تمتلكُ المعنى.. تسميني..
ومازلتُ أسمي كلماتي كائناتي!
-3-
أهو النصُّ أم الكائنُ يحيا
بين فعلٍ وجنونٍ... بين إشراقٍ ورؤيا..
-4-
أي وقتٍ للكتابهْ
رثَّ فيه كلُّ شيءٍ: هيجاناتٌ، إشاراتٌ، سؤالٌ وإجابهْ..
-5-
كلُّ ما قيلَ يقالُ الآنَ، أو سوفَ يقالُ..
خدعةٌ أم لعبةٌ تحلو، يشيعُ الزيفُ فيها،
ثم يطويها غرورٌ وضلالُ..
-6-
لتكن مختلفاً! كنت كثيراً أو وحيداً!
ولتكن مختلفاً، ولتشطب الآن قديماً وجديداً..
-7-
كان للتاريخِ مطبخ
تخرجُ السلطةُ منهُ، وتؤرخْ!
-8-
لك عنواناتُ فصلٍ عربيٍ، لطختهُ بالفراغاتِ السياساتُ،
فغطى، بالوجوهِ الأقنعهْ!
هذه بيئتك الأولى: قصورٌ وفراغٌ، مشيخاتٌ وإماراتٌ
كوى للصرفِ، جنسٌ، رأسمالٍ... متعةٌ أو منفعهْ!
-9-
كائنٌ من ذهبٍ، عيناهُ، كفاهُ وزنداهُ وفخذاهُ.. إلخ!
من ذهبٍ يقطرُ جسمهْ!
كائنٌ ينقرضُ الآن.. فهل ينقرضُ اسمهْ؟
-10-
يقبلُ الكائنُ، يجثو، ويقوَّضْ!
كيف ينهض؟
-11-
أيُّ صوتٍ سوف يجلو هذه الغمةَ؟
أين احتجبت تلك المعاني؟
"كل شيءٍ باطلٌ!" قيلَ إذاً من قبلُ،
ثم اضطربت رؤيا، ليشقى الجسمُ، والروحُ تعاني!
-12-
ما الذي يختارهُ القلبُ أو العينُ هنا؟ أيةُ شهوهْ!
كل ما ترأى مشاعٌ: سلطةٌ، ملكيةٌ، روحٌ وثروهْ!
-13-
مدنٌ سفلى، قلاعٌ وقصورٌ، كائناتٌ دنيويهْ
نزفت، شحتْ، ورثتْ، واستبيحتْ..
وتآوت في خليهْ!
-14-
منجمٌ للروحِ. احفر فيهِ تُغلبْ!
ليس هذا الوقتُ للصلبِ.. ولكنْ! سوف تُصلبْ!
-15-
كم نشيدٍ رددتهُ حاشيهْ
واستوتْ، واعتدلتْ للطاغيهْ!
-16-
كلُّ من يحترفُ الآنَ البطولهْ
ضحكت منهُ الطفولهْ!
-17-
لمَ لا تُظلمُ تلكَ الطبقهْ
والقوى داهشةٌ، محترقهْ..
-18-
أهو الشرقُ الذي تنكرهُ حنجرةٌ أو ذاكرهْ!
وقواهُ هرمتْ غائبةً أو حاضرهْ..
-19-
عتباتٌ دونتها شرفةُ الطينِ، سياجُ الضوءِ،
بستانٌ من العطرِ، بخورٌ بابليٌّ، وصباحٌ من حجرْ..
ألفتها قوةٌ أو لذةٌ، والشرقُ أنثى وذكرْ!
-20-
كانَ في المشهدِ أبطالٌ، عصاباتٌ، لصوصٌ، خونهْ..
ثم كانَ الشعرُ إذ ضاق به صدر المغني..
كيف يهجو زمنهْ؟
-21-
لم أكن وحدي معهْ!
وأنا أنتظر الآن شهودي، وألبي مطلعهْ!
-22-
بيئةٌ من ذهبٍ، مضطربهْ
كنت فيها لاعباً، أم كنتَ فيها حلبةً للغلبهْ!
-23-
كم جميلٌ أن أرى العالمَ في وجهٍ،
وأن تنبضَ بالقمح يدٌ طيبةٌ،
أن يخفقَ القلبُ العجوزْ!
كم جميلٌ أن أرى جسماً غفا يصغي إلى جسمٍ
وأن يبتكرَ الشاعرُ أرضاً من رموز!
-24-
هذه ذاكرةٌ من حجرٍ، تدعو إليها العالمين!
ما الذي يطلعُ فيها، ويبينْ؟
-25-
هذه الأنثى التي آخذها، تأخذني، بيتي،
تسوي كائناً من كائنينْ!
وأراني توءمينِ امتزجا، إذ دهشا،
وارتعشا، وانقسما متحدينْ!
-26-
يقفُ الشاعرَ وسطَ المقبرهْ!
وعلى جبهتهِ شوكٌ، بعينيه دمٌ،
في كفهِ محبرةٌ أو حنجرهْ!
-27-
كلُّ وقتٍ كان وقتهْ
ربما يذبح صوتهْ!
-28-
زخرفٌ يخرجُ من كل جههْ
فيلاقي شبههْ!
-29-
تعلنُ الحاشيهْ
رغبةَ الطاغيهْ!
-30-
كلُّ ما يجمعني يقسمني بين الملأ!
فلمن أكسرُ وجهي، ثم يعلوهُ صدأ؟
-31-
إعترفْ بالسرِ للخمرةِ، أو بالعشقِ للمعشوقِ،
فالشاهدُ يهذي، إذ تجلى، ويبوح!
وليكن في برهةِ السكر غموضٌ ووضوحْ!
-32-
.. ومن الزائرُ؟
أنا أم آخرُ؟
-33-
كانتِ السنبلهْ
تفتحُ البابَ لهْ!
-34-
يُطرحُ التاريخُ في مدخلِ مذبح!
وتلذُّ العينُ بالرؤيةِ، والنظرةُ تفضحْ..
-35-
هي برههْ
ويرى العاشقُ وجههْ!
-36-
أتريدُ الآنَ أن أحيا، فأحيا لأريدكْ!
كلما غبتُ، وما غبتُ، ستلقاني شهيدكْ!
-37-
كم جميلٌ أن أرى مستقبلَ الأرضِ،
وأن تبنيَ فيه كلماتي مدناً للحالمين المتعبينْ!
كم جميلٌ أن أرى جسمي جسوماً،
وأنا أخرجَ من عصري الرماديّ الخرافيّ الدفينْ!
-1-
تلك جمهوريتي الأولى، وأشعاري رعيهْ
كلماتٌ، وحروفٌ، وعباراتُ بياضٍ وسوادٍ..
وقوى سريةٌ أو علنيهْ!
-2-
كلماتي، وحدها، ممتلكاتي!
ربما تمتلكُ المعنى.. تسميني..
ومازلتُ أسمي كلماتي كائناتي!
-3-
أهو النصُّ أم الكائنُ يحيا
بين فعلٍ وجنونٍ... بين إشراقٍ ورؤيا..
-4-
أي وقتٍ للكتابهْ
رثَّ فيه كلُّ شيءٍ: هيجاناتٌ، إشاراتٌ، سؤالٌ وإجابهْ..
-5-
كلُّ ما قيلَ يقالُ الآنَ، أو سوفَ يقالُ..
خدعةٌ أم لعبةٌ تحلو، يشيعُ الزيفُ فيها،
ثم يطويها غرورٌ وضلالُ..
-6-
لتكن مختلفاً! كنت كثيراً أو وحيداً!
ولتكن مختلفاً، ولتشطب الآن قديماً وجديداً..
-7-
كان للتاريخِ مطبخ
تخرجُ السلطةُ منهُ، وتؤرخْ!
-8-
لك عنواناتُ فصلٍ عربيٍ، لطختهُ بالفراغاتِ السياساتُ،
فغطى، بالوجوهِ الأقنعهْ!
هذه بيئتك الأولى: قصورٌ وفراغٌ، مشيخاتٌ وإماراتٌ
كوى للصرفِ، جنسٌ، رأسمالٍ... متعةٌ أو منفعهْ!
-9-
كائنٌ من ذهبٍ، عيناهُ، كفاهُ وزنداهُ وفخذاهُ.. إلخ!
من ذهبٍ يقطرُ جسمهْ!
كائنٌ ينقرضُ الآن.. فهل ينقرضُ اسمهْ؟
-10-
يقبلُ الكائنُ، يجثو، ويقوَّضْ!
كيف ينهض؟
-11-
أيُّ صوتٍ سوف يجلو هذه الغمةَ؟
أين احتجبت تلك المعاني؟
"كل شيءٍ باطلٌ!" قيلَ إذاً من قبلُ،
ثم اضطربت رؤيا، ليشقى الجسمُ، والروحُ تعاني!
-12-
ما الذي يختارهُ القلبُ أو العينُ هنا؟ أيةُ شهوهْ!
كل ما ترأى مشاعٌ: سلطةٌ، ملكيةٌ، روحٌ وثروهْ!
-13-
مدنٌ سفلى، قلاعٌ وقصورٌ، كائناتٌ دنيويهْ
نزفت، شحتْ، ورثتْ، واستبيحتْ..
وتآوت في خليهْ!
-14-
منجمٌ للروحِ. احفر فيهِ تُغلبْ!
ليس هذا الوقتُ للصلبِ.. ولكنْ! سوف تُصلبْ!
-15-
كم نشيدٍ رددتهُ حاشيهْ
واستوتْ، واعتدلتْ للطاغيهْ!
-16-
كلُّ من يحترفُ الآنَ البطولهْ
ضحكت منهُ الطفولهْ!
-17-
لمَ لا تُظلمُ تلكَ الطبقهْ
والقوى داهشةٌ، محترقهْ..
-18-
أهو الشرقُ الذي تنكرهُ حنجرةٌ أو ذاكرهْ!
وقواهُ هرمتْ غائبةً أو حاضرهْ..
-19-
عتباتٌ دونتها شرفةُ الطينِ، سياجُ الضوءِ،
بستانٌ من العطرِ، بخورٌ بابليٌّ، وصباحٌ من حجرْ..
ألفتها قوةٌ أو لذةٌ، والشرقُ أنثى وذكرْ!
-20-
كانَ في المشهدِ أبطالٌ، عصاباتٌ، لصوصٌ، خونهْ..
ثم كانَ الشعرُ إذ ضاق به صدر المغني..
كيف يهجو زمنهْ؟
-21-
لم أكن وحدي معهْ!
وأنا أنتظر الآن شهودي، وألبي مطلعهْ!
-22-
بيئةٌ من ذهبٍ، مضطربهْ
كنت فيها لاعباً، أم كنتَ فيها حلبةً للغلبهْ!
-23-
كم جميلٌ أن أرى العالمَ في وجهٍ،
وأن تنبضَ بالقمح يدٌ طيبةٌ،
أن يخفقَ القلبُ العجوزْ!
كم جميلٌ أن أرى جسماً غفا يصغي إلى جسمٍ
وأن يبتكرَ الشاعرُ أرضاً من رموز!
-24-
هذه ذاكرةٌ من حجرٍ، تدعو إليها العالمين!
ما الذي يطلعُ فيها، ويبينْ؟
-25-
هذه الأنثى التي آخذها، تأخذني، بيتي،
تسوي كائناً من كائنينْ!
وأراني توءمينِ امتزجا، إذ دهشا،
وارتعشا، وانقسما متحدينْ!
-26-
يقفُ الشاعرَ وسطَ المقبرهْ!
وعلى جبهتهِ شوكٌ، بعينيه دمٌ،
في كفهِ محبرةٌ أو حنجرهْ!
-27-
كلُّ وقتٍ كان وقتهْ
ربما يذبح صوتهْ!
-28-
زخرفٌ يخرجُ من كل جههْ
فيلاقي شبههْ!
-29-
تعلنُ الحاشيهْ
رغبةَ الطاغيهْ!
-30-
كلُّ ما يجمعني يقسمني بين الملأ!
فلمن أكسرُ وجهي، ثم يعلوهُ صدأ؟
-31-
إعترفْ بالسرِ للخمرةِ، أو بالعشقِ للمعشوقِ،
فالشاهدُ يهذي، إذ تجلى، ويبوح!
وليكن في برهةِ السكر غموضٌ ووضوحْ!
-32-
.. ومن الزائرُ؟
أنا أم آخرُ؟
-33-
كانتِ السنبلهْ
تفتحُ البابَ لهْ!
-34-
يُطرحُ التاريخُ في مدخلِ مذبح!
وتلذُّ العينُ بالرؤيةِ، والنظرةُ تفضحْ..
-35-
هي برههْ
ويرى العاشقُ وجههْ!
-36-
أتريدُ الآنَ أن أحيا، فأحيا لأريدكْ!
كلما غبتُ، وما غبتُ، ستلقاني شهيدكْ!
-37-
كم جميلٌ أن أرى مستقبلَ الأرضِ،
وأن تبنيَ فيه كلماتي مدناً للحالمين المتعبينْ!
كم جميلٌ أن أرى جسمي جسوماً،
وأنا أخرجَ من عصري الرماديّ الخرافيّ الدفينْ!