4- سيرة نصَ، سيرة شخص..
هي سيرةٌ مقهى الفرح، أم سيرة نصٍ، أم سيرةُ شخصٍ؟
تلك كائناتُ مقهى الفرحِ، وتلك سيرتها!
للشخوص أدمغةٌ مطاطٍ، تحلمُ بمعدنٍ نادرٍ ونبيلٍ وجميلٍ ولا تكفُّ عن ثرثرةٍ شبهِ شعريةِ تراكمت فيها كلماتْ!
وتلك سوقٌ أيضاً! بالجملة البيعُ فيها وبالمفرق!
أتحب أن تعطي الجائع رغيفاً، أنت لا تملكهُ، وتحاولُ أن تسقي العطشانَ، ولا ماءَ في هذه البِّربةِ، وتريدُ أن تهدي عارياً لباسك، ولا رداء عليكَ!
لم تتكلّفُ هذا النثر كله، ولابد أن تختتم نصاً لالذة فيهِ، ولامتعةَ؟ وينبغي أن تختتم سيرة مقهى لابلاغةَ فيها ولا إعجاز، ولك أن تهتدي إلى جنيتك الأولى ذات حلمٍ!
ماذا تفعلُ بهذه الأوبئة كلها، ومنذ بضعة عقودٍ وأنت تلاحظُ، وترى، وتعاني.. فهل يؤرخُ الماء ذريةً مختلفةً؟ ومتى تقوى تربةٌ على الحياةِ بدماغها الصغيرِ والبسيط؟ ومن يرث الأرض حقاً؟
بين حركة وسكون ينمو إيقاعٌ.. بين إيقاع ومخيلةٍ تتحرك عبارةٌ.. بين مخيلةٍ وعبارةٍ ينفتحُ فضاءٌ.. بين عبارةٍ وفضاءٍ يتكاثر نصٌّ.. بين نصٍ وشخصٍ تتنضدُ شبهُ كتابةٍ!
وبعد أكثر من خمسة عقودٍ يخيلُ إليَّ أن بركاناً ما يقودُ كائناته إلى موتٍ كمثل الحياةِ بعد حياةٍ كمثل الموتِ.. تأخذني رعدةٌ، وأشفُّ كمثلِ عنقودِ عنبٍ، وأتهشمُ كمثلِ رغيفٍ.. يهاجمُ ذاكرتي أسراب جوعى ومرضى وأسمالُ بهاليل ومجاذيب ودروايش وأثلامٌ من أوردةِ أطفالٍ جافة وعيونُ عاشقاتٍ صغيراتٍ ذابلاتٍ.. وتفاجئني لغةٌ هي شبه ثرثرةٍ وكتابةٌ تتحولُ شبه نصٍ في شبهِ مكانٍ يسمى مقهى الفرح، وفي لائحة أسعاره يسمى مقهى الشرق..
أتصحرُ، وأسمَّمُ، وأتحللُ.. أهبطُ بين إشاراتٍ ورموزٍ تضارعُ خطاباً شبه حديثٍ، مفرداتهُ من معجم قبيلةٍ العربِ شبهِ الحديثة!
وبعد أكثر من خمسة عقودٍ عليَّ أن أهذي بوردة أسمنتٍ وقمر سياجٍ حديديٍّ وأمومة رصيفٍ وأنوثة توتياء.. إلخ!
وينبغي أن أكتشفَ أنوالاً من حجرٍ وماءٍ وعتبات ترابٍ ونباتٍ وحيوان، أكيفُ هواءها مع تماثيل ورقمٍ ومدافنَ، وينبغي أن أرتّب مائدةً من دهشة الطين وطيور الصلصال وأعضاء الخشب، قبل أن أكفَّ عن هذيانٍ طارىء!
هكذا ينتهي شبهُ نصٍ إذاً، يتآكلُ شبهُ كلامٍ، وتعلنُ شهوتها لغةٌ، والبياضُ كمثلِ السكونِ، وهذا خطاب يقوضهُ وارثوهُ، يشيع بلاغتهُ.. يتدربُ فيه على النثر شخصٌ يربي وريثه!
ولي أفقٌ من رمادٍ وقمح، يسيجهُ إخوةٌ وبنونَ، خلايا تسورها عاملاتٌ من النحل، والبيتُ تملؤهُ أمهاتٌ.. ولي جمهراتٌ من الماءِ، منحنيات حليب!
الرؤيا في الداخل ثرثرةٌ في الخارج، والنرد تزوّدهُ حيّاتُ مخيلةٍ بالشعر الدارج، والوحش تروضهُ ذاكرةُ الفحل، تدبّرُ فيه هندسةُ الروحِ جنوناً مختلفاً، والنصُّ يرتبُ شبه النثر وشبه الشعر وحيداً، أعزل غير مبالٍ..
*بعد أكثر من خمسة عقودٍ عليك بجرعةِ تفاؤل.ٍ وتناولْ فحلاً من القهوةِ على رصيف مقهى الفرح!
وفاوض أدمغة مطاطٍ تحتلُّ بياضاً يحاكمهُ سادةٌ، يحكمه باعةٌ، يتجولُ فيه ساسةٌ، كما يتجوّل شيءٌ غامضٌ في رأسك الصغير!
بين وهم وهذيان يلتبسُ واقعٌ... بين واقعٍ وخلقٍ تفترضُ فكرةً... بين فكرةٍ وثروةٍ تلدُ سوقٌ، وبين سوقٍ وثورةٍ يتشكل عالم آخرُ!
هي برهةٌ أخيرةٌ ومتأخرةٌ للجنونِ!
ومنذ أكثر من بضعة عقودٍ أربّي نحلاً يضطرب في بيتٍ تثقله براعمُ، ويبشرُ بطفلٍ اسمه الينبوعُ... ويخيل إليَّ أنني التصق بالأرض أكثر فأكثر !
ما الذي فعلتهُ حتى الآن؟ ولماذا خرّب نثرُ العالم حواسي؟ وكيف ينتمي جسدٌ إلى مائهِ؟
ينبغي أن أختتم سيرة هذا النص أخيراً..
ينبغي أن أغلق سيرةَ مقهى يسمى مقهى الفرح أومقهى الشرق! ولابد من وقتٍ آخر!
لمن هذه الرؤيا، وقد أظلمت رؤيا
أرى أيّ وجه، بينما لا أرى وجها..
ولي شبهٌ يحيا كثيراً ، ولا أحيا
أرى شخصهُ مثلي، وما كان لي شبها!
*
لم تكتمل السيرةُ بعدُ! والفكرةُ لم تنضجْ أيضاً!
فأيُّ مختبرٍ أدخلُ فيه لأخرج منه؟
ولماذا أحاولُ نصاً يدعو كائناته الصغيرةَ إلى جنونٍ ما؟
هي سيرةٌ مقهى الفرح، أم سيرة نصٍ، أم سيرةُ شخصٍ؟
تلك كائناتُ مقهى الفرحِ، وتلك سيرتها!
للشخوص أدمغةٌ مطاطٍ، تحلمُ بمعدنٍ نادرٍ ونبيلٍ وجميلٍ ولا تكفُّ عن ثرثرةٍ شبهِ شعريةِ تراكمت فيها كلماتْ!
وتلك سوقٌ أيضاً! بالجملة البيعُ فيها وبالمفرق!
أتحب أن تعطي الجائع رغيفاً، أنت لا تملكهُ، وتحاولُ أن تسقي العطشانَ، ولا ماءَ في هذه البِّربةِ، وتريدُ أن تهدي عارياً لباسك، ولا رداء عليكَ!
لم تتكلّفُ هذا النثر كله، ولابد أن تختتم نصاً لالذة فيهِ، ولامتعةَ؟ وينبغي أن تختتم سيرة مقهى لابلاغةَ فيها ولا إعجاز، ولك أن تهتدي إلى جنيتك الأولى ذات حلمٍ!
ماذا تفعلُ بهذه الأوبئة كلها، ومنذ بضعة عقودٍ وأنت تلاحظُ، وترى، وتعاني.. فهل يؤرخُ الماء ذريةً مختلفةً؟ ومتى تقوى تربةٌ على الحياةِ بدماغها الصغيرِ والبسيط؟ ومن يرث الأرض حقاً؟
بين حركة وسكون ينمو إيقاعٌ.. بين إيقاع ومخيلةٍ تتحرك عبارةٌ.. بين مخيلةٍ وعبارةٍ ينفتحُ فضاءٌ.. بين عبارةٍ وفضاءٍ يتكاثر نصٌّ.. بين نصٍ وشخصٍ تتنضدُ شبهُ كتابةٍ!
وبعد أكثر من خمسة عقودٍ يخيلُ إليَّ أن بركاناً ما يقودُ كائناته إلى موتٍ كمثل الحياةِ بعد حياةٍ كمثل الموتِ.. تأخذني رعدةٌ، وأشفُّ كمثلِ عنقودِ عنبٍ، وأتهشمُ كمثلِ رغيفٍ.. يهاجمُ ذاكرتي أسراب جوعى ومرضى وأسمالُ بهاليل ومجاذيب ودروايش وأثلامٌ من أوردةِ أطفالٍ جافة وعيونُ عاشقاتٍ صغيراتٍ ذابلاتٍ.. وتفاجئني لغةٌ هي شبه ثرثرةٍ وكتابةٌ تتحولُ شبه نصٍ في شبهِ مكانٍ يسمى مقهى الفرح، وفي لائحة أسعاره يسمى مقهى الشرق..
أتصحرُ، وأسمَّمُ، وأتحللُ.. أهبطُ بين إشاراتٍ ورموزٍ تضارعُ خطاباً شبه حديثٍ، مفرداتهُ من معجم قبيلةٍ العربِ شبهِ الحديثة!
وبعد أكثر من خمسة عقودٍ عليَّ أن أهذي بوردة أسمنتٍ وقمر سياجٍ حديديٍّ وأمومة رصيفٍ وأنوثة توتياء.. إلخ!
وينبغي أن أكتشفَ أنوالاً من حجرٍ وماءٍ وعتبات ترابٍ ونباتٍ وحيوان، أكيفُ هواءها مع تماثيل ورقمٍ ومدافنَ، وينبغي أن أرتّب مائدةً من دهشة الطين وطيور الصلصال وأعضاء الخشب، قبل أن أكفَّ عن هذيانٍ طارىء!
هكذا ينتهي شبهُ نصٍ إذاً، يتآكلُ شبهُ كلامٍ، وتعلنُ شهوتها لغةٌ، والبياضُ كمثلِ السكونِ، وهذا خطاب يقوضهُ وارثوهُ، يشيع بلاغتهُ.. يتدربُ فيه على النثر شخصٌ يربي وريثه!
ولي أفقٌ من رمادٍ وقمح، يسيجهُ إخوةٌ وبنونَ، خلايا تسورها عاملاتٌ من النحل، والبيتُ تملؤهُ أمهاتٌ.. ولي جمهراتٌ من الماءِ، منحنيات حليب!
الرؤيا في الداخل ثرثرةٌ في الخارج، والنرد تزوّدهُ حيّاتُ مخيلةٍ بالشعر الدارج، والوحش تروضهُ ذاكرةُ الفحل، تدبّرُ فيه هندسةُ الروحِ جنوناً مختلفاً، والنصُّ يرتبُ شبه النثر وشبه الشعر وحيداً، أعزل غير مبالٍ..
*بعد أكثر من خمسة عقودٍ عليك بجرعةِ تفاؤل.ٍ وتناولْ فحلاً من القهوةِ على رصيف مقهى الفرح!
وفاوض أدمغة مطاطٍ تحتلُّ بياضاً يحاكمهُ سادةٌ، يحكمه باعةٌ، يتجولُ فيه ساسةٌ، كما يتجوّل شيءٌ غامضٌ في رأسك الصغير!
بين وهم وهذيان يلتبسُ واقعٌ... بين واقعٍ وخلقٍ تفترضُ فكرةً... بين فكرةٍ وثروةٍ تلدُ سوقٌ، وبين سوقٍ وثورةٍ يتشكل عالم آخرُ!
هي برهةٌ أخيرةٌ ومتأخرةٌ للجنونِ!
ومنذ أكثر من بضعة عقودٍ أربّي نحلاً يضطرب في بيتٍ تثقله براعمُ، ويبشرُ بطفلٍ اسمه الينبوعُ... ويخيل إليَّ أنني التصق بالأرض أكثر فأكثر !
ما الذي فعلتهُ حتى الآن؟ ولماذا خرّب نثرُ العالم حواسي؟ وكيف ينتمي جسدٌ إلى مائهِ؟
ينبغي أن أختتم سيرة هذا النص أخيراً..
ينبغي أن أغلق سيرةَ مقهى يسمى مقهى الفرح أومقهى الشرق! ولابد من وقتٍ آخر!
لمن هذه الرؤيا، وقد أظلمت رؤيا
أرى أيّ وجه، بينما لا أرى وجها..
ولي شبهٌ يحيا كثيراً ، ولا أحيا
أرى شخصهُ مثلي، وما كان لي شبها!
*
لم تكتمل السيرةُ بعدُ! والفكرةُ لم تنضجْ أيضاً!
فأيُّ مختبرٍ أدخلُ فيه لأخرج منه؟
ولماذا أحاولُ نصاً يدعو كائناته الصغيرةَ إلى جنونٍ ما؟