منتديات مصر في بي

مرحبا بكم في منتديات مصر في بي. اتمني التسجيل في -المنتدي والمشاركة *بالمساهمات
تكون مشرف عند 50 مساهمة ولك حق الاختيار عام او خاص♥️♥️♥️♥️♥️

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات مصر في بي

مرحبا بكم في منتديات مصر في بي. اتمني التسجيل في -المنتدي والمشاركة *بالمساهمات
تكون مشرف عند 50 مساهمة ولك حق الاختيار عام او خاص♥️♥️♥️♥️♥️

منتديات مصر في بي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اتمني ان تستفيدوا و تفيدوا

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 228 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 228 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 526 بتاريخ الجمعة نوفمبر 15, 2024 6:04 am

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

    صراخ في حانة الحي

    An unknown person
    An unknown person
    مدير


    الابراجالقوس الأبراج الصينيةالقط
    عدد المساهمات : 2314
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 23/01/2012
    العمر : 24
    الموقع : https://masrvb.all-up.com

    بطاقة الشخصية
    الاسم بالكامل: احمد حامد احمد عبد الحميد

    صراخ في حانة الحي Empty صراخ في حانة الحي

    مُساهمة  An unknown person الثلاثاء أغسطس 28, 2012 7:57 pm

    صراخ في حانة الحي

    في آخر بلدتنا حانوتٌ يسكنه خمّار الحيِّ..‏

    يبيعُ ظلالاً هائمةً،‏

    ورفوفاً من وهمِ الساعات..‏

    خوابي نشربها حتَّى يتراخى العقربُ فوقَ القلبِ،‏

    وينتشَر النحلُ المسمومُ على الجدرانِ..‏

    فنخبو بينَ الثلجِ وبينَ الماءْ‏

    ويغورُ الرأسُ إلى الردهاتِ ثقيلاً..‏

    يحملُ تابوتاً في جمجةٍ..‏

    تتأرجح ذاتَ يمينٍ مشتعلٍ،‏

    وشمالٍ منحطم الأضواءْ‏

    مراًتٍ..‏

    يسألنا الّخمار عن الآتي..‏

    عمّا يتضاءلُ فينا..‏

    عن أفقٍ للغيث تباعدَ..‏

    عن لغةٍ لا تسألنا..‏

    لا نسألُها..‏

    عن فاتحةِ الوقتِ الموبوء،‏

    وقيظِ الداءْ‏

    وفحيحِ سعارٍ مختبيءٍ في باطنِ ليل..‏

    محترقِ الأرجاءْ‏

    والليلة باردةٌ،‏

    والبوحُ شهيٌّ في شطحاتِ الخمرِ،‏

    وأفياءِ الخدرِ المترامي في الأنحاءْ‏

    والليلةُ طازجةٌ،‏

    والوقتُ شتاءْ‏

    قال الأصحابُ: " ستعبرنا عرباتُ الخوف قريباً يا خماّرُ..‏

    فهيّءْ داليةً ودناناً..‏

    قبلَ جفافِ الغصنِ،‏

    وقبل جفافِ الرأسِ،‏

    وقبلَ رحيلِ اللونِ إلى منفاهُ،‏

    ودفقِ اليابس في الأشياءْ‏

    والصمتُ سيرسمُ خطوتنا في أقصى الريحِ..‏

    لنعبر جسرَ المهزومين فرادى..‏

    ذات مساءْ‏

    هيّءْ حانوتك.. فالغيم المتراخي..‏

    يهطلُ شؤماً في الأفياءْ "‏

    والليلةُ باردةٌ تتأرجحُ خائفةً،‏

    والريحُ مسافرةٌ في الروحِ،‏

    وعصفورٌ في البالِ يرفُّ..‏

    يجيءُ القيظُ فيرجمنا،‏

    والقلبُ إناءْ‏

    يا خمّارُ انتصفَ الوقتُ الآجرُّ..‏

    فمن في العتمةِ يكسرنا؟..‏

    لنعودَ قبائل في بطن الصحراءِ تلوبُ،‏

    ويصبحُ عبدٌ سيّدنا،‏

    والجاريةُ الروميّةُ ترقصُ في الكأسِ المحموم..‏

    فنبكي حتى ينتصفَ القمرُ المهزومُ،‏

    ونركبُ راحلةً تتهاوى..‏

    قبل طلوع الصبح..‏

    نعدُّ الموتى..‏

    نحصي قافلةَ البلهاءْ‏

    والبعضُ يجدّفُ في طميِ المجرى،‏

    والريح حداءْ‏

    يا خمّارُ احتشدتْ في الرأس جيوش النملِ..‏

    تلاقت ثانيةً بجموع النحلِ..‏

    فمتنادونَ قتالٍ،‏

    واحترقتْ خطواتُ الليل..‏

    فمالَ الكأس،‏

    وغامَ الرأسُ،‏

    وعدنا ثالثةً للسير وراءْ‏

    والأرضُ جدارٌ يفصلنا،‏

    والخمرُ مواتٍ للموت الغسقيِّ..‏

    مواتً للموجعِ الأبديّ‏

    يُعيدُ الكونَ فنحصي أشجارِ المنفى في بهو دمانا..‏

    تسقطُ أفعى..‏

    يسقطُ نهرٌ محترقٌ..‏

    جسدٌ،‏

    وحفيفُ رداءْ‏

    ماذا في الخمرِ أجبني؟..‏

    قلت: فحيحٌ في ظلماتِ الدربِ..‏

    نزيفٌ أسودُ في أغصانِ الروح..‏

    رحيلٌ في الفوضى‏

    ونشيحُ دماءْ‏

    وهروبٌ في قلقِ الرملِ المترمّدِ..‏

    ذكرى دافئةِ الأطياف..‏

    حنينٌ مؤتلقُ الأمداءْ‏

    يا خمّار افترق الآتي..‏

    فإليَّ ببضعِ نسيماتٍ..‏

    إليَّ بدنّ..‏

    فالأفقُ الحجريُّ يُعيدُ إليَّ صليلَ الأمس..‏

    يُعيد إليَّ جميع الأصحابِ الأعداءْ‏

    وتُريدُ سؤالي ثانيةً: ماذا في الخمرِ..؟‏

    أجبني يا خمّار.‏

    فأنتَ فسيحُ الصمتِ..‏

    فسيحُ الصوت،‏

    وبعضُ الوقتِ خواءْ‏

    وكلانا مشتعلٌ من أسفلهِ..‏

    تتراقصُ داخلهُ الأنواءْ‏

    قال: " الساعاتُ سواسيةٌ..‏

    لا تنبيء شيئاً محتملاً،‏

    وجميعُ الصحبِ سيجتمعونَ،‏

    وترقصُ أطيافٌ وعرائسُ في المنفى الخمريّ..‏

    يعومُ مساءٌ من زغبٍ،‏

    وتطوف ظباءٌ في طرفِ الليلِ المبتور..‏

    تدورُ نساءْ‏

    ويدور الوقتُ فنرمي جعبتنا في النهر اليابسِ..‏

    يزهرُ صبارٌ في جذع الروحِ..‏

    يطيرُ حمام الدوحِ إلى اقصى الليل المكسور..‏

    فنبكي دونَ بكاءْ "‏

    والحانةُ غاربةٌ لا ريبَ،‏

    وبعض الدمع بكاءٌ..‏

    بعض الدمع دماءْ.‏

    والليلة باردة يا خمّارُ..‏

    ابتدأ العدُّ العكسيُّ،‏

    وحان الركضُ قبيل العاصفةِ السوداءْ‏

    و لديكَ جرارٌ من صخب الأيامِ تئنُّ..‏

    لديكَ حِوارٌ عرّشَ فينا منذُ الألفَ الثاني..‏

    قبلِ ولوعِ الصمت،‏

    وقبل حلولِ الداءْ‏

    وإليكَ يعودُ المهزومونَ..‏

    فنشربُ نخب العشاّق الحمقى،‏

    والطقس مواتٍ حينَ تصبُّ الثلجَ..‏

    ليصرخ فينا الموتُ،‏

    ويصرخ فينا الصمتُ..‏

    فنشربُ.. نشربُ حتىّ نعتصرَ القمرَ المخمورَ بكأس الليلِ‏

    ونبكي دون بكاءْ‏

    أو نرحل في الخدر الشمعّي إلى الصحراء الأولى‏

    نرسم خيمتنا في باطن وادٍ..‏

    يهوي نحوَ وهادٍ غائرةِ الزفرات،‏

    ونرسم ضفتنا في البحر شراعاً من ورقٍ،‏

    وسؤالاً من أرقٍ،‏

    والوقتُ شتاءْ‏

    وهشيم دون دمانا..‏

    يحرقُ ركناً يشربهُ الأصحابُ..‏

    إذا غام القمرُ الوثنيُّ،‏

    وضلّتْ حانتنا اطيارٌ خائفةٌ،‏

    وظباءْ‏

    ماذا في الخمرة.. يا خمّارُ؟‏

    أجبني..‏

    اقترب الصبحُ المسلولُ..‏

    فهاتِ الخمر وهاتِ الماءَ لأمزجَ حزني الغافي في الحانة..‏

    إنَّ خريفاً يعبرنا،‏

    وشمالاً مسموماً يتقدمُ في الجسد العاري..‏

    يتفقّدُ شاطئنا،‏

    ويعدُّ مدائننا،‏

    وكرومَ الصيفِ..‏

    يعدُّ الخيلِ..‏

    يعدُّ الليل،‏

    ويرسمُ دائرةَ الفقراءْ‏

    والوقتُ طريٌّ مرتجفٌ،‏

    والليلُ بغاءْ‏

    ولديكَ قطيعُ المخمورينَ يدقُّ كؤوسَ الحزن،‏

    ويفتحُ ساقيةً في الوقت..‏

    تعدُّ الممكن..‏

    لا تحصي غير الطرقاتِ الخاوية الزرقاءْ‏

    ماذا أعددتَ لهمْ؟،‏

    وجميعُ المقهورينَ امتدوا شرقاً..‏

    غربَ الحانةِ..‏

    بين النهر وبينَ الجسر،‏

    وسدّوا كلّ ممراتِ الوطنِ المنهوبِ هناكِ،‏

    وقالوا: " نطلبُ خبزاً..‏

    نطلبُ خمراً..‏

    نطلبُ ماءٍْ‏

    ومواءٌ يتبعهم،‏

    وعواءْ‏

    ألديكَ مزيدٌ يا خمّارُ..‏

    لينطفئ الباقي من ضوءِ رؤانا ثانيةً..‏

    ألديكَ مزيدْ؟‏

    لا شيء نخافُ..‏

    رحلنا في بدءِ الخطوات..‏

    غربنا في قيدِ الضحكاتِ،‏

    وغابت أسطحنا،‏

    والانَ نريدْ‏

    خمراً وقديدْ‏

    وخيالات سكرى تتماوجُ حائرةً،‏

    وظلالَ قصيدْ‏

    ألديكَ جديدْ؟‏

    كان الخمّارُ يميلُ،‏

    وبعضُ الصحبِ هياكل عظمٍ باردةً،‏

    والروحُ هباءْ‏

    والوردةُ ذابلةٌ في الركن،‏

    وخمسُ أصابع يابسة وهواء مسمومٌ يتنفّسنا،‏

    والليلةُ باردة الأضواءْ‏

    في آخر بلدتنا حانوتٌ..‏

    تابوتٌ،‏

    وخوابٍ فارغةٌ هي والأصحاب سواءْ‏

    ركنٌ..‏

    قفص،‏

    وبداخله الصحبُ،‏

    وهالاتُ الخمرِ الجرداءْ‏

    يأتيه الجنُّ،‏

    وتأتيهِ الأشباحُ،‏

    وقطّاعُ الطرق الجوفاءْ‏

    حانوتٌ أصغر من وطنٍ في البال يعشّشُ..‏

    أكبر من كأسٍ خرساءْ‏

    حانوتٌ من زبدِ الأيّام تحدّر..‏

    يسكنهُ الأموتُ..‏

    يئنُّ بداخلهِ الأحياءْ‏

    هل غابوا مِنْ خمرٍ..‏

    أم أنَّ الخمر براء؟..‏

    حزيران 1995‏



      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 8:01 am