الغابة
الغابة هادئةٌ،
والوقتُ شتاءٌ أرخى اللون على جهة الأحزان،
وهالاتِ الفرحِ المكسورِ
فمال مساءٌ نحو دمائي،
والتفتتْ شرفاتُ العشقِ إليَّ
بكيتُ الراحل من هذا القمر المهزومِ
بكيتُ القادمَ في الريح الأولى،
والغابةُ هادئةٌ..
لا تدخلُ في طقسٍ وثنيٍّ أطبقَ فوقَ الروحِ
فعامتْ فوقَ مياه الوقت رؤايَ،
وعامتْ أشجارُ المنفى...
فرجعتُ إليَّ عساني أدخلُ في ملكوتِ الصمتِ المتواري..
تحتَ لحاء اللونِ
وأدخلُ في وجع الساعات..
ألمُّ الأقمار السوداءَ..
أعدُّ جهاتِ الحزن
ألمُّ حطامَ خريفٍ أزبدَ
أرغى،
وارتجفتْ فيه الأطيارُ،
وأحجارُ الرأسِ المخمورِ
عساني أطلبُ جرعةَ ماءٍ باردةً..
ويجيءُ إليَّ النهر فأشربهُ..
والوردةُ ذابلةٌ لا يدركها ألقُ الضحكاتِ..
فتوغل في جهةٍ لا يعرفها قمرٌ
او شجرٌ
والغابةُ هادئةٌ..
دافئةٌ
تتوارى خلفَ الآتي
ينتقلُ العصفورُ إلى وطنٍ يتوالى فيه اللونُ..
فأعرفُ ان الضفّة توغلُ نحوي..
تطلبُ رشفة حزنٍ
تطلبُ دفقة ماءٍ فارقةً..
في هذا الليل الأزرقِ
تطلبُ رفّة ذكرى
يعترفُ الآتي بدمي..
أعبرُ كأساً أبيضَ..
ينفجرُ الينبوعُ،
وترخي دالية اوراق حنيني فوق الجسر،
وأرخي جفني عند الشرفةِ،
أسلمهُ للنوم قليلاً
يبدأ نهرٌ رحلتهُ في بعض دمائي
تسبحُ أسماكٌ ضدّ التيارِ
تجيءُ إليَّ
وتسبحٌ افلاكٌ في يمّ رؤايَ
وتنجدلُ الأغصانُ فتغدوَ أفعى يابسةً..
تتسلّلى بينَ ضفافي
تدخل في فجوات الرأس،
وتوغلُ حتّى تنتصفَ الأشياءُ،
وحتّى أسمعَ نبضَ الليل،
ونبصَ الأحجارِ،
الأشجارِ
ونبضَ الخمر،
واوشكُ أن أهذي،
والغابة هادئةٌ
والليلة باردةٌ
ولساني يبحث عن قطراتٍ
عن كلمات يانعةٍ
عن بيتٍ يسترني فأموتُ كما شاءَ الموتُ
وعن ظلّ لروائي،
وكوخٍ يستعرُ الأصحابّ لديه،
ويرتشفونَ الصمتَ الآسِنَ..
علّ صباحاً يولدُ من خدَرِ الضحكاتِ
وعلّ رياحاً تبدأ من روحي..
فيصيرُ العالمُ قطاً مرتعداً
ويصيرُ النايُ حَجَرْ
والغابةُ نائمةٌ في قاعِ سقرْ
حمص 5 / 1994
الغابة هادئةٌ،
والوقتُ شتاءٌ أرخى اللون على جهة الأحزان،
وهالاتِ الفرحِ المكسورِ
فمال مساءٌ نحو دمائي،
والتفتتْ شرفاتُ العشقِ إليَّ
بكيتُ الراحل من هذا القمر المهزومِ
بكيتُ القادمَ في الريح الأولى،
والغابةُ هادئةٌ..
لا تدخلُ في طقسٍ وثنيٍّ أطبقَ فوقَ الروحِ
فعامتْ فوقَ مياه الوقت رؤايَ،
وعامتْ أشجارُ المنفى...
فرجعتُ إليَّ عساني أدخلُ في ملكوتِ الصمتِ المتواري..
تحتَ لحاء اللونِ
وأدخلُ في وجع الساعات..
ألمُّ الأقمار السوداءَ..
أعدُّ جهاتِ الحزن
ألمُّ حطامَ خريفٍ أزبدَ
أرغى،
وارتجفتْ فيه الأطيارُ،
وأحجارُ الرأسِ المخمورِ
عساني أطلبُ جرعةَ ماءٍ باردةً..
ويجيءُ إليَّ النهر فأشربهُ..
والوردةُ ذابلةٌ لا يدركها ألقُ الضحكاتِ..
فتوغل في جهةٍ لا يعرفها قمرٌ
او شجرٌ
والغابةُ هادئةٌ..
دافئةٌ
تتوارى خلفَ الآتي
ينتقلُ العصفورُ إلى وطنٍ يتوالى فيه اللونُ..
فأعرفُ ان الضفّة توغلُ نحوي..
تطلبُ رشفة حزنٍ
تطلبُ دفقة ماءٍ فارقةً..
في هذا الليل الأزرقِ
تطلبُ رفّة ذكرى
يعترفُ الآتي بدمي..
أعبرُ كأساً أبيضَ..
ينفجرُ الينبوعُ،
وترخي دالية اوراق حنيني فوق الجسر،
وأرخي جفني عند الشرفةِ،
أسلمهُ للنوم قليلاً
يبدأ نهرٌ رحلتهُ في بعض دمائي
تسبحُ أسماكٌ ضدّ التيارِ
تجيءُ إليَّ
وتسبحٌ افلاكٌ في يمّ رؤايَ
وتنجدلُ الأغصانُ فتغدوَ أفعى يابسةً..
تتسلّلى بينَ ضفافي
تدخل في فجوات الرأس،
وتوغلُ حتّى تنتصفَ الأشياءُ،
وحتّى أسمعَ نبضَ الليل،
ونبصَ الأحجارِ،
الأشجارِ
ونبضَ الخمر،
واوشكُ أن أهذي،
والغابة هادئةٌ
والليلة باردةٌ
ولساني يبحث عن قطراتٍ
عن كلمات يانعةٍ
عن بيتٍ يسترني فأموتُ كما شاءَ الموتُ
وعن ظلّ لروائي،
وكوخٍ يستعرُ الأصحابّ لديه،
ويرتشفونَ الصمتَ الآسِنَ..
علّ صباحاً يولدُ من خدَرِ الضحكاتِ
وعلّ رياحاً تبدأ من روحي..
فيصيرُ العالمُ قطاً مرتعداً
ويصيرُ النايُ حَجَرْ
والغابةُ نائمةٌ في قاعِ سقرْ
حمص 5 / 1994