اذا فسد الزمان كسدت الفضائل وضرت ، ونفقت الرذائل ونفعت ، وصار خوف
الميسر ، اشد من خوف المعسر ، ومن فساده ايضاً يتكلم المال ويسكت الحق ،
ومن فساده ايضاً يصير اكثر الناس همهم بطونهم ، ودينهم دراهمهم ، لا
بالقليل يقنعون ، ولا بالكثير يشبعون ، ومن فساده ايضاً وقوف العلماء على
ابواب الزعماء ، ومن فساده ايضاً علو شأن النساء وتقدمهم على الرجال .
ومنها وصيته لارسطاطاليس وهي اعرف الله وحقه ، ولتكن عنايتك بالعلم
والتعليم الصالح اكثر من عنايتك بغذائك يوماً بيوم ، لا تسأل الله عزوجل
فيما لا يدوم لك نفعه ، فان كل المواهب منه ، بل يجب ان تسأله النعمة
الباقية ابداً معك ، كن مستيقظاً ابداً فان علل الشرور كثيرة ، لا تهوى ما
لا ينبغي لك ان تفعله ، لا ينبغي ان تهوى حياةً صالحةً فقط بل وموتاً
صالحاً ، ولا تعد الحياة والموت صالحين الا ان تكسب بهما البر ، ليس
الحكيم التام من فرح بشيء من هذا العالم وجزع لشيء من مصائيه ، آدِم ذكر
الموت والاعتبار به ، لا تحب القنية الحسناء فتضطر الى البعد من محبة الله
، لا تحكم قبل سماع الخصمين ، ولا تكن حكيماً بالقول فقط ، بل كن حكيماً
بالعمل ، فان الحكمة التي بالقول في هذا العالم تبقى ، والتي بالعمل تنفعك
بالعالم الآتي ، وليس الشرف عند الله الحكمة بالقول بل بالاعمال الصالحة ،
فان تعبت في البر فالتعب يزول والبر يبقى ، لا تنم حتى تحاسب نفسك على
ثلاث خصال ، هل أخطأت في يومك ، وما اكتسبت فيه البر ، وما كان ينبغي لك
ان تعمل فيه من الخير فقصرت عنه ، تذكر ما كنت والى اين مصيرك ، ولا تؤذين
احداً فان الاشياء زائلة ، تعرف خساسة المرء بكثرة كلامه فيما لا ينفعه ،
واخباره بما لا يسأل عنه ولا يراد منه ، من فكر في الشر لغيره فقد قبل
الشر من نفسه ، لا تسأل شريراً في حاجة ، فكر مراراً ثم تكلم وافعل فان
الاشياء متغيرة، لا تحب الغضب فانه في العالم الأخير حكم ، كن محباً للناس
ولا تسرع الى الغضب فيتسلط عليك بالعادة ، لا تؤخر انالة المحتاج الى غدٍ
فانك لا تدري ما يعرض في غدٍ ، اذكر الميزان العدل واخضع للأدب فانك لا
تدري متى الرحلة ، واعلم انه ليس في عطايا الله تعالى وتقدس شيء من الحكمة
هو خير من معرفته الحقيقة ، كاف بالخير واصفح عن الشر ، تحفظ في كل وقت
وتذكر وافهم امرك واعقله ، احبب الحكمة وانصت للحكماء ، ولا تقل قولاً لا
ينتفع به ، ولتكن سيرتك مع الناس كلهم التواضع ، لا تستخف بأحد لتواضعه ،
ما عذرت نفسك في فعله فلا تلم أخاك على مثله ، ينبغي لك أن تفعل الواجب من
غير ان تحث عليه ، الزم في كل شيء العدل والاستقامة .
الميسر ، اشد من خوف المعسر ، ومن فساده ايضاً يتكلم المال ويسكت الحق ،
ومن فساده ايضاً يصير اكثر الناس همهم بطونهم ، ودينهم دراهمهم ، لا
بالقليل يقنعون ، ولا بالكثير يشبعون ، ومن فساده ايضاً وقوف العلماء على
ابواب الزعماء ، ومن فساده ايضاً علو شأن النساء وتقدمهم على الرجال .
ومنها وصيته لارسطاطاليس وهي اعرف الله وحقه ، ولتكن عنايتك بالعلم
والتعليم الصالح اكثر من عنايتك بغذائك يوماً بيوم ، لا تسأل الله عزوجل
فيما لا يدوم لك نفعه ، فان كل المواهب منه ، بل يجب ان تسأله النعمة
الباقية ابداً معك ، كن مستيقظاً ابداً فان علل الشرور كثيرة ، لا تهوى ما
لا ينبغي لك ان تفعله ، لا ينبغي ان تهوى حياةً صالحةً فقط بل وموتاً
صالحاً ، ولا تعد الحياة والموت صالحين الا ان تكسب بهما البر ، ليس
الحكيم التام من فرح بشيء من هذا العالم وجزع لشيء من مصائيه ، آدِم ذكر
الموت والاعتبار به ، لا تحب القنية الحسناء فتضطر الى البعد من محبة الله
، لا تحكم قبل سماع الخصمين ، ولا تكن حكيماً بالقول فقط ، بل كن حكيماً
بالعمل ، فان الحكمة التي بالقول في هذا العالم تبقى ، والتي بالعمل تنفعك
بالعالم الآتي ، وليس الشرف عند الله الحكمة بالقول بل بالاعمال الصالحة ،
فان تعبت في البر فالتعب يزول والبر يبقى ، لا تنم حتى تحاسب نفسك على
ثلاث خصال ، هل أخطأت في يومك ، وما اكتسبت فيه البر ، وما كان ينبغي لك
ان تعمل فيه من الخير فقصرت عنه ، تذكر ما كنت والى اين مصيرك ، ولا تؤذين
احداً فان الاشياء زائلة ، تعرف خساسة المرء بكثرة كلامه فيما لا ينفعه ،
واخباره بما لا يسأل عنه ولا يراد منه ، من فكر في الشر لغيره فقد قبل
الشر من نفسه ، لا تسأل شريراً في حاجة ، فكر مراراً ثم تكلم وافعل فان
الاشياء متغيرة، لا تحب الغضب فانه في العالم الأخير حكم ، كن محباً للناس
ولا تسرع الى الغضب فيتسلط عليك بالعادة ، لا تؤخر انالة المحتاج الى غدٍ
فانك لا تدري ما يعرض في غدٍ ، اذكر الميزان العدل واخضع للأدب فانك لا
تدري متى الرحلة ، واعلم انه ليس في عطايا الله تعالى وتقدس شيء من الحكمة
هو خير من معرفته الحقيقة ، كاف بالخير واصفح عن الشر ، تحفظ في كل وقت
وتذكر وافهم امرك واعقله ، احبب الحكمة وانصت للحكماء ، ولا تقل قولاً لا
ينتفع به ، ولتكن سيرتك مع الناس كلهم التواضع ، لا تستخف بأحد لتواضعه ،
ما عذرت نفسك في فعله فلا تلم أخاك على مثله ، ينبغي لك أن تفعل الواجب من
غير ان تحث عليه ، الزم في كل شيء العدل والاستقامة .