الحشرات حيوانات لافقارية من طائفة الحشرات، تعتبر التصنيف الأكثر انتشارا
والأوسع في شعبة مفصليات الأرجل. تشكل الحشرات المجموعة الأكثر تنوعا من
الكائنات الحية على سطح الأرض فهي تحوي ما يزيد على مليون نوع تم وصفها -أي
أكثر من نصف جميع الكائنات الحية حيث يُقدّر عدد الفصائل الغير مصنفة
بقرابة 30 مليونا، أي أنها تشكل أكثر من 90% من مختلف أشكال الحياة على
الأرض . تتواجد الحشرات في جميع البيئات تقريباً، إلا أن عدداً ضئيلاً منها
قد اعتاد على الحياة في البيئة المائية، أي نوع المساكن التي تسيطر عليه
طائفة أخرى من مفصليات الأرجل وهي القشريات.
أنواع الحشرات
وجد علماء الحشرات أن عدد الحشرات في الميل المربع يعادل عدد الإنسان فوق
الأرض حيث يوجد ملايين الأنواع منها، ويكتشفون سنويا من 7 إلى 10 آلاف نوع
جديد. ويقدر بعض العلماء الأعداد التي لم تكتشف منها حتى الآن حوالي 10
ملايين نوع حيث يصادفون منها كل عام حشرات جديدة مدهشة.
المواصفات المشتركة لشعبة المفصليات.
تنتمي الحشرات إلى شعبة المفصليات لأن لها:
• أرجل مفصلية.
• غطاء خارجي صلب.
• جسم مقسم إلى حلقات
و تضم شعبة المفصليات بالإضافة للحشرات :
• القشريات: كالقريدس (الجمبري) والكركند والسرطان (السلطعون).
• العنكبوتيات: كالعناكب والعقارب والقمل، وكلها لا تعتبر حشرات لأن لها 8
أرجل وجسمها مقسم إلى جزئين وليس ثلاثة كما في الحشرات، والكثير من الناس
يُخطئون ويعتبرون أن هذه المخلوقات هي في الواقع حشرات وذلك عائد للشبه
الكبير بينها ولأنها تمتلك بعض الخصائص والمواصفات المشتركة.
الغذاء
تـأكل الحشرات كميات هائلة من الطعام، وكل ماهو من أصل نباتي أو حيواني
هنالك نوع من الحشرات يغتذي به، فهناك حشرات تأكل اللحم والعظام والدم
والريش والسجاد، كما هنالك حشرات تأكل الخشب ونسغ النبات والورق والسجائر.
وهذا التباين في أنواع الغذاء يتطلّب تفاوتا في شكل أجزاء الفم، وفي هذا
المجال يمكن تصنيف الحشرات إلى ماضغات وماصّات وماسحات [25].
فالماضغات هي الحشرات التي لها فكان للعض، ولا يختلف شكل الفكين إن كانا
لعضّ اللحم أو لعضّ الورق، وعندما تمضغ الحشرة طعامها فإن فكيها يتحركان من
جانب لأخر وليس صعودا ونزولا. وهناك أجزاء فوهية أخرى تساعد في دفع الطعام
إلى داخل الفم، ومن الماضغات أيضا الخنافس الأرضية التي تصطاد صغار
الكائنات من التربة فتمزقها بفكيها إربا إربا، كذلك يتصيد اليعسوب الذباب
والبعوض في أثناء طيرانه. وتشكل الأزهار والبزور والأوراق والجذور طعاما
للماضغات آكلة النبات .
والماصات هي الحشرات الأنبوبية الفم وأبرزها البعوض، فالبعوضة الأنثى تمتلك
خرطوما تغزّه في جسد مضيفها كي تمتص قليلا من الدماء، كذلك فإن الحشرات
التي تغتذي بنسغ النبات لها أجزاء فم ماصّة ذات طرف حاد تغرزه في ساق
النبتة. والعث والفراش هي أيضا من الماصات، وخراطيمها طويلة بالضرورة كي
يتسنى مدها داخل الأزهار لبلوغ الرحيق، وحينما لا تستعمل الحشرة خرطومها
المصاص فإنها تلفه بشكل مرتب أنيق .
وتضم الماسحات من الحشرات الذباب، والذبابة تقوم عندما تدب فوق مصدر للطعام
بمسح جزء فمها عليه، وهي بذلك تظهر وكأنها تلعقه أو تمسحه بلسانها لأن جزء
الفم الذي يمس الطعام أشبه بلبدة ليّنة، وتخترق هذا الجزء فتحات دقيقة
متعددة تتصل بأقنية الطعام. ولأن الذبابة لا تستطيع "مسح" الطعام الصلب
فإنها تفرز فوقه قليلا من السائل ليذيبه، ومن ثم تشفطه إلى أقنية الطعام .
تركيبة جسم الحشرة
يظهر الرسم الأقسام المختلفة لجسد الحشرات
a: الرأس؛ b: الصدر؛ c: البطن
1. قرون الإستشعار
2. العُيينة السفلى
3. العُيينة العليا
4. العين المركبة
5. الدماغ ( المخ )
6. النحر ( الفلقة الأمامية من الصدر )
7. شريان الظهر
8. الأنابيب الرغامية ( الخرطوم ذو الفوهة التنفسية )
9. الصلا ( الفلقة الوسطى من الصدر )
10. مؤخر الصدر ( الفلقة الخلفية من الصدر )
11. الجناح الأمامي
12. الجناح الخلفي
13. الأحشاء الوسطى ( المعدة )
14. شريان الظهر الأورطي
15. المبيض
16. الأحشاء الخلفية ( الأمعاء، المستقيم، الشرج )
17. الشرج
18. قناة البويضات
19. وتر الأعصاب ( الكتلة العصبية في البطن )
20. الأنبوب الملبيجي
21. لبد كاحل القدم
22. المخالب
23. الفص الأخير من الرجل
24. الظنبوب
25. الفخذ
26. الرضفة
27. الأحشاء الأمامية (الحوصلة، القانصة)
28. الكتلة العصبية في الصدر
29. الورك
30. الغدة اللعابية
31. الكتلة العصبية المريئيّة
32. أقسام الفم
حياة الحشرة
التكون
كثير من الحشرات تولد لتظل تعيش صغيرة، ومعظمها حياتها تبدأ داخل البيضة
التي تكون محمية بغلاف صلب. والحشرات تضع عددا كبيرا من البيض، فأنثى
الذباب المنزلي تضع خلال أسبوعين 1000 بيضة؛ ولما تفقس، شأنها كمعظم
الحشرات، قليل من الفقس قد يعيش، وهذا يتوقف علي البيئة التي تعيش بها أي
إن كانت تؤمن لها معظم متطلبات حياتها على الأقل وكان فيها قليل من
الضواري. وكمعظم الحيوانات البدائية التي تفقس من البيض فإن الحشرات تختلف
شكلا عن والديها عند الفقس، فهي تفتقد الأجنحة والوظائف الجنسية وفي بعض
الأحيان لايكون لها سيقان .وعندما تنضج يكون قد تغير شكلها من خلال .
السلوك الاجتماعي
تعتبر الحشرات الاجتماعية، من شاكلة النمل الأبيض (أو الأرض كما يُعرف)،
النمل، والعديد من فصائل النحل والزنابير والدبابير، أكثر فصائل الحيوانات
الاجتماعية المنظمة شيوعا؛ فهي تعيش في مستعمرات منظمة متناغمة حيث يتشابه
جميع أفرادها جينيّا لدرجة جعلت البعض من العلماء يفترض أحيانا أن
المستعمرة بكاملها تعتبر كائنا عضويّا واحدا. يُعتبر في بعض الأحيان أن
الفصائل المختلفة من نحل العسل هي اللافقاريات الوحيدة (وإحدى المجموعات
غير البشرية القليلة) التي طوّرت نوعا من التواصل الإيحائي أو التواصل
بالإشارة (عندما يعبّر هذا النوع من التواصل عن معلومة معينة تتعلق بشيئ ما
في بيئتها)، وتسمّى هذه الطريقة التي يعتمدها النحل "لغة الرقص" أو "الرقص
الإهتزازي" - حيث ترقص النحلة باتجاه زاوية معينة تمثّل إتجاها بالنسبة
لموقع الشمس، تمثّل طول مدة الرقصة المسافة التي يجب إجتيازها للوصول إلى
الموقع المحدد.
فراشة ملكية ذبابة
سلاّبة تقتات على طريدتها الذبابة الحوّامة جدجد
الآجام الأخضر الكبير
الحواس و الاتصالات السلوكية
وسائل الاتصالات أساسية ومتعددة ومتنوعة بين كل الحشرات، وهي تلعب دورا
حيويا فيما بينها، فالعديد من الحشرات يمتلك أعضاءً حسيّة حساسة جدا أو
متخصصة بحاسّة واحدة أحيانا، ففي الظلام والتزاحم في بيوتها يُلاحظ أنها
ترسل رسائلها باللمس والشم، وبعض الحشرات كالنحل تستطيع أن ترى موجات
الأشعة مافوق البنفسجية أو تحدد أشعة الضوء المستقطب، وملكات النحل وفصائل
الدبابير والزنابير المختلفة تفرز كيماويات طيارة بالهواء تسمى الفورمونات
تنشط أعضاء المستعمرة للعمل كوحدة واحدة، ولو أقدمت حشرات غريبة على وطأ
العش فإنها تتسارع لمهاجمتها بسرعة. وكذلك الأمر بالنسبة للعث، فالذكور
منها قادرة على تحديد فورمونات الأنثى بواسطة قرونها الإستشعارية من على
بعد العديد من الكيلومترات. وتتبع الحشرات الإجتماعيّة وسائل مختلفة
للتواصل مع بعضها، فعند البحث عن الطعام مثلا تقوم إحدى النملات الشغّآلة
بإطلاق روائحها في خط سيرها لتتبعها الشغالات الأخريات للعثور على مورد
الغذاء والعودة به للوكر، بينما نحلة العسل الشغالة ترقص لتشير إلى أماكن
الطعام لزملائها التي تتجه إليه مهما كان بعيدا عن القفير (حتى ولو كانت
على بعد 10 كم).
هناك علاقة عكسيّة بين حواس الرؤية، اللمس، والشم لدى الحشرات؛ فكلما كانت
إحداها حادة يُلاحظ أن الأخرى تكون أقل أهمية بالنسبة للحشرة أي أقل حدة،
فالحشرات ذات العيون المتطوّرة يكون لديها في العادة قرون إستشعار بسيطة أو
قصيرة والعكس صحيح. وهناك مجموعة من الآليات التي تميّز الحشرات بواسطتها
الصوت، إلا أنها ليست مألوفة ومشتركة بين جميع الفصائل، إلا أن النمط العام
يُظهر بأنه إن كانت الحشرة قادرة على إصدار الأصوات فهي قادرة على سماعها
أيضا إلا أن نطاق تلقيها للموجات الصوتيّة ضيّق جدا بحيث قد يكون مقصورا
فقط على الموجات الصوتية التي تصدرها الفصيلة بنفسها دون أي أصوات أخرى. إن
بعض فصائل العث الليليّة قادرة على تلقّي الأصوات مافوق السمعيّة التي
تصدرها الخفافيش، وهي بهذا تستطيع أن تتفادى الإفتراس؛ كما وإن بعض الحشرات
المفترسة أو الطفيليّة قادرة على سماع الأصوات الخاصة بطريدتها أو
مضيفتها، وللحشرات مصاصة الدماء بنية حسيّة خاصة تساعدها على تحديد الأشعة
تحت الحمراء، وهي تلجأ إلى هذه الطريقة لتحديد موقع مضيفها.
رسم لخنفسة الجعران أو خنفساء الروث على حائط إحدى المعابد المصرية
القديمة، وقد كان قدماء المصريين يعتقدون أن هذه الحشرة يولدها طمي النيل
يُنظر إلى الحشرات في بعض مناطق العالم على أنها مصدر للغذاء بينما يعتبر
أكلها محرّما في بلدان أخرى، وهناك مقترحات حاليّة لتطوير استخدام الحشرات
لهذا الغرض لتأمين مصدر أساسي للبروتين في غذاء الإنسان بما أنه من
المستحيل إلغاء إستهلاك الحشرات الطفيليّة من قبل الإنسان التي تعيش
وتتواجد في الكثير من أصناف الطعام وخصوصا المحاصيل الزراعيّة. والكثير من
الناس لا يدركون أن قوانين الرقابة على الأغذية في الكثير من البلدان لا
تمنع استخدام بعض أعضاء الحشرات في تصنيع المأكولات وإنما تحدد الكميّة
المسموح بها فقط. يقول عالم الدراسات الإنسانية المتخصص بدراسة الحضارات
البشرية المختلفة، مارفن هاريس، أن أكل الحشرات يعتبر محرّما في الحضارات
التي تمتلك مصادر بروتين من السهل الحصول عليها مثل الدواجن والمواشي.
الكثير من الحشرات، خاصة الخنافس، تُعدّ قمّامة أي أنها تتغذى على الجيفة
والأشجار اليابسة فتعيد تدوير المواد البيولوجية إلى أشكال تستفيد منها
كائنات حيّة أخرى، وتعتبر الحشرات مسؤولة عن معظم العملية التي تُنتج عبرها
الطبقة الفوقية من التربة. وكان المصريون القدماء يعبدون خنفسة الجعران أو
خنفساء الروث ويمثلونها كتعويذات على شكل خنفسة، وكان المصريون يعتقدون
بأن الجعران يولد من طمي النيل ويُمثّل تجدد الحياة بما أنه كان يخرج كل
يوم مع بروز أشعة الشمس.
إن أكثر الحشرات فائدة للإنسان هي الحشرات المفترسة التي تقتات على فصائل
أخرى من الحشرات، ويستطيع الكثير من الحشرات أن يتناسل بشكل سريع جدا لدرجة
أنه بحال نجت جميع صغارها لكانت ستُغرق الأرض في موسم واحد، وبالمقابل فإن
أي حشرة يقدر شخص ما على تسميتها أو تحديد فصيلتها سواء أعتبرت طفيليّة أم
لا فإن هناك من فصيلة واحدة إلى المئات من الفصائل التي إما تكون طفيلية
عليها أو مفترسة لها وتلعب دورا مهما في السيطرة عليها. تُعتبر الطيور
بأنها المساهم الأول والأساسي في السيطرة على أعداد الحشرات، إلا أنه في
الواقع فإن الحشرات الضارية هي التي تعلب الدور الأكثر فعالية في السيطرة
على أعداد الحشرات الأخرى.
إن محاولة البشر للسيطرة على أعداد الحشرات الطفيليّة عبر استعمال المبيدات
الحشرية يمكنها أن تكون سيف ذو حدين بما أن الكثير من الحشرات المفترسة
المفيدة التي تقتات على تلك الطفيليّة تُقتل عن غير قصد مما يتسبب بالنهاية
بحصول إنفجار بأعداد الحشرات الطفيليّة.
والأوسع في شعبة مفصليات الأرجل. تشكل الحشرات المجموعة الأكثر تنوعا من
الكائنات الحية على سطح الأرض فهي تحوي ما يزيد على مليون نوع تم وصفها -أي
أكثر من نصف جميع الكائنات الحية حيث يُقدّر عدد الفصائل الغير مصنفة
بقرابة 30 مليونا، أي أنها تشكل أكثر من 90% من مختلف أشكال الحياة على
الأرض . تتواجد الحشرات في جميع البيئات تقريباً، إلا أن عدداً ضئيلاً منها
قد اعتاد على الحياة في البيئة المائية، أي نوع المساكن التي تسيطر عليه
طائفة أخرى من مفصليات الأرجل وهي القشريات.
أنواع الحشرات
وجد علماء الحشرات أن عدد الحشرات في الميل المربع يعادل عدد الإنسان فوق
الأرض حيث يوجد ملايين الأنواع منها، ويكتشفون سنويا من 7 إلى 10 آلاف نوع
جديد. ويقدر بعض العلماء الأعداد التي لم تكتشف منها حتى الآن حوالي 10
ملايين نوع حيث يصادفون منها كل عام حشرات جديدة مدهشة.
المواصفات المشتركة لشعبة المفصليات.
تنتمي الحشرات إلى شعبة المفصليات لأن لها:
• أرجل مفصلية.
• غطاء خارجي صلب.
• جسم مقسم إلى حلقات
و تضم شعبة المفصليات بالإضافة للحشرات :
• القشريات: كالقريدس (الجمبري) والكركند والسرطان (السلطعون).
• العنكبوتيات: كالعناكب والعقارب والقمل، وكلها لا تعتبر حشرات لأن لها 8
أرجل وجسمها مقسم إلى جزئين وليس ثلاثة كما في الحشرات، والكثير من الناس
يُخطئون ويعتبرون أن هذه المخلوقات هي في الواقع حشرات وذلك عائد للشبه
الكبير بينها ولأنها تمتلك بعض الخصائص والمواصفات المشتركة.
الغذاء
تـأكل الحشرات كميات هائلة من الطعام، وكل ماهو من أصل نباتي أو حيواني
هنالك نوع من الحشرات يغتذي به، فهناك حشرات تأكل اللحم والعظام والدم
والريش والسجاد، كما هنالك حشرات تأكل الخشب ونسغ النبات والورق والسجائر.
وهذا التباين في أنواع الغذاء يتطلّب تفاوتا في شكل أجزاء الفم، وفي هذا
المجال يمكن تصنيف الحشرات إلى ماضغات وماصّات وماسحات [25].
فالماضغات هي الحشرات التي لها فكان للعض، ولا يختلف شكل الفكين إن كانا
لعضّ اللحم أو لعضّ الورق، وعندما تمضغ الحشرة طعامها فإن فكيها يتحركان من
جانب لأخر وليس صعودا ونزولا. وهناك أجزاء فوهية أخرى تساعد في دفع الطعام
إلى داخل الفم، ومن الماضغات أيضا الخنافس الأرضية التي تصطاد صغار
الكائنات من التربة فتمزقها بفكيها إربا إربا، كذلك يتصيد اليعسوب الذباب
والبعوض في أثناء طيرانه. وتشكل الأزهار والبزور والأوراق والجذور طعاما
للماضغات آكلة النبات .
والماصات هي الحشرات الأنبوبية الفم وأبرزها البعوض، فالبعوضة الأنثى تمتلك
خرطوما تغزّه في جسد مضيفها كي تمتص قليلا من الدماء، كذلك فإن الحشرات
التي تغتذي بنسغ النبات لها أجزاء فم ماصّة ذات طرف حاد تغرزه في ساق
النبتة. والعث والفراش هي أيضا من الماصات، وخراطيمها طويلة بالضرورة كي
يتسنى مدها داخل الأزهار لبلوغ الرحيق، وحينما لا تستعمل الحشرة خرطومها
المصاص فإنها تلفه بشكل مرتب أنيق .
وتضم الماسحات من الحشرات الذباب، والذبابة تقوم عندما تدب فوق مصدر للطعام
بمسح جزء فمها عليه، وهي بذلك تظهر وكأنها تلعقه أو تمسحه بلسانها لأن جزء
الفم الذي يمس الطعام أشبه بلبدة ليّنة، وتخترق هذا الجزء فتحات دقيقة
متعددة تتصل بأقنية الطعام. ولأن الذبابة لا تستطيع "مسح" الطعام الصلب
فإنها تفرز فوقه قليلا من السائل ليذيبه، ومن ثم تشفطه إلى أقنية الطعام .
تركيبة جسم الحشرة
يظهر الرسم الأقسام المختلفة لجسد الحشرات
a: الرأس؛ b: الصدر؛ c: البطن
1. قرون الإستشعار
2. العُيينة السفلى
3. العُيينة العليا
4. العين المركبة
5. الدماغ ( المخ )
6. النحر ( الفلقة الأمامية من الصدر )
7. شريان الظهر
8. الأنابيب الرغامية ( الخرطوم ذو الفوهة التنفسية )
9. الصلا ( الفلقة الوسطى من الصدر )
10. مؤخر الصدر ( الفلقة الخلفية من الصدر )
11. الجناح الأمامي
12. الجناح الخلفي
13. الأحشاء الوسطى ( المعدة )
14. شريان الظهر الأورطي
15. المبيض
16. الأحشاء الخلفية ( الأمعاء، المستقيم، الشرج )
17. الشرج
18. قناة البويضات
19. وتر الأعصاب ( الكتلة العصبية في البطن )
20. الأنبوب الملبيجي
21. لبد كاحل القدم
22. المخالب
23. الفص الأخير من الرجل
24. الظنبوب
25. الفخذ
26. الرضفة
27. الأحشاء الأمامية (الحوصلة، القانصة)
28. الكتلة العصبية في الصدر
29. الورك
30. الغدة اللعابية
31. الكتلة العصبية المريئيّة
32. أقسام الفم
حياة الحشرة
التكون
كثير من الحشرات تولد لتظل تعيش صغيرة، ومعظمها حياتها تبدأ داخل البيضة
التي تكون محمية بغلاف صلب. والحشرات تضع عددا كبيرا من البيض، فأنثى
الذباب المنزلي تضع خلال أسبوعين 1000 بيضة؛ ولما تفقس، شأنها كمعظم
الحشرات، قليل من الفقس قد يعيش، وهذا يتوقف علي البيئة التي تعيش بها أي
إن كانت تؤمن لها معظم متطلبات حياتها على الأقل وكان فيها قليل من
الضواري. وكمعظم الحيوانات البدائية التي تفقس من البيض فإن الحشرات تختلف
شكلا عن والديها عند الفقس، فهي تفتقد الأجنحة والوظائف الجنسية وفي بعض
الأحيان لايكون لها سيقان .وعندما تنضج يكون قد تغير شكلها من خلال .
السلوك الاجتماعي
تعتبر الحشرات الاجتماعية، من شاكلة النمل الأبيض (أو الأرض كما يُعرف)،
النمل، والعديد من فصائل النحل والزنابير والدبابير، أكثر فصائل الحيوانات
الاجتماعية المنظمة شيوعا؛ فهي تعيش في مستعمرات منظمة متناغمة حيث يتشابه
جميع أفرادها جينيّا لدرجة جعلت البعض من العلماء يفترض أحيانا أن
المستعمرة بكاملها تعتبر كائنا عضويّا واحدا. يُعتبر في بعض الأحيان أن
الفصائل المختلفة من نحل العسل هي اللافقاريات الوحيدة (وإحدى المجموعات
غير البشرية القليلة) التي طوّرت نوعا من التواصل الإيحائي أو التواصل
بالإشارة (عندما يعبّر هذا النوع من التواصل عن معلومة معينة تتعلق بشيئ ما
في بيئتها)، وتسمّى هذه الطريقة التي يعتمدها النحل "لغة الرقص" أو "الرقص
الإهتزازي" - حيث ترقص النحلة باتجاه زاوية معينة تمثّل إتجاها بالنسبة
لموقع الشمس، تمثّل طول مدة الرقصة المسافة التي يجب إجتيازها للوصول إلى
الموقع المحدد.
فراشة ملكية ذبابة
سلاّبة تقتات على طريدتها الذبابة الحوّامة جدجد
الآجام الأخضر الكبير
الحواس و الاتصالات السلوكية
وسائل الاتصالات أساسية ومتعددة ومتنوعة بين كل الحشرات، وهي تلعب دورا
حيويا فيما بينها، فالعديد من الحشرات يمتلك أعضاءً حسيّة حساسة جدا أو
متخصصة بحاسّة واحدة أحيانا، ففي الظلام والتزاحم في بيوتها يُلاحظ أنها
ترسل رسائلها باللمس والشم، وبعض الحشرات كالنحل تستطيع أن ترى موجات
الأشعة مافوق البنفسجية أو تحدد أشعة الضوء المستقطب، وملكات النحل وفصائل
الدبابير والزنابير المختلفة تفرز كيماويات طيارة بالهواء تسمى الفورمونات
تنشط أعضاء المستعمرة للعمل كوحدة واحدة، ولو أقدمت حشرات غريبة على وطأ
العش فإنها تتسارع لمهاجمتها بسرعة. وكذلك الأمر بالنسبة للعث، فالذكور
منها قادرة على تحديد فورمونات الأنثى بواسطة قرونها الإستشعارية من على
بعد العديد من الكيلومترات. وتتبع الحشرات الإجتماعيّة وسائل مختلفة
للتواصل مع بعضها، فعند البحث عن الطعام مثلا تقوم إحدى النملات الشغّآلة
بإطلاق روائحها في خط سيرها لتتبعها الشغالات الأخريات للعثور على مورد
الغذاء والعودة به للوكر، بينما نحلة العسل الشغالة ترقص لتشير إلى أماكن
الطعام لزملائها التي تتجه إليه مهما كان بعيدا عن القفير (حتى ولو كانت
على بعد 10 كم).
هناك علاقة عكسيّة بين حواس الرؤية، اللمس، والشم لدى الحشرات؛ فكلما كانت
إحداها حادة يُلاحظ أن الأخرى تكون أقل أهمية بالنسبة للحشرة أي أقل حدة،
فالحشرات ذات العيون المتطوّرة يكون لديها في العادة قرون إستشعار بسيطة أو
قصيرة والعكس صحيح. وهناك مجموعة من الآليات التي تميّز الحشرات بواسطتها
الصوت، إلا أنها ليست مألوفة ومشتركة بين جميع الفصائل، إلا أن النمط العام
يُظهر بأنه إن كانت الحشرة قادرة على إصدار الأصوات فهي قادرة على سماعها
أيضا إلا أن نطاق تلقيها للموجات الصوتيّة ضيّق جدا بحيث قد يكون مقصورا
فقط على الموجات الصوتية التي تصدرها الفصيلة بنفسها دون أي أصوات أخرى. إن
بعض فصائل العث الليليّة قادرة على تلقّي الأصوات مافوق السمعيّة التي
تصدرها الخفافيش، وهي بهذا تستطيع أن تتفادى الإفتراس؛ كما وإن بعض الحشرات
المفترسة أو الطفيليّة قادرة على سماع الأصوات الخاصة بطريدتها أو
مضيفتها، وللحشرات مصاصة الدماء بنية حسيّة خاصة تساعدها على تحديد الأشعة
تحت الحمراء، وهي تلجأ إلى هذه الطريقة لتحديد موقع مضيفها.
رسم لخنفسة الجعران أو خنفساء الروث على حائط إحدى المعابد المصرية
القديمة، وقد كان قدماء المصريين يعتقدون أن هذه الحشرة يولدها طمي النيل
يُنظر إلى الحشرات في بعض مناطق العالم على أنها مصدر للغذاء بينما يعتبر
أكلها محرّما في بلدان أخرى، وهناك مقترحات حاليّة لتطوير استخدام الحشرات
لهذا الغرض لتأمين مصدر أساسي للبروتين في غذاء الإنسان بما أنه من
المستحيل إلغاء إستهلاك الحشرات الطفيليّة من قبل الإنسان التي تعيش
وتتواجد في الكثير من أصناف الطعام وخصوصا المحاصيل الزراعيّة. والكثير من
الناس لا يدركون أن قوانين الرقابة على الأغذية في الكثير من البلدان لا
تمنع استخدام بعض أعضاء الحشرات في تصنيع المأكولات وإنما تحدد الكميّة
المسموح بها فقط. يقول عالم الدراسات الإنسانية المتخصص بدراسة الحضارات
البشرية المختلفة، مارفن هاريس، أن أكل الحشرات يعتبر محرّما في الحضارات
التي تمتلك مصادر بروتين من السهل الحصول عليها مثل الدواجن والمواشي.
الكثير من الحشرات، خاصة الخنافس، تُعدّ قمّامة أي أنها تتغذى على الجيفة
والأشجار اليابسة فتعيد تدوير المواد البيولوجية إلى أشكال تستفيد منها
كائنات حيّة أخرى، وتعتبر الحشرات مسؤولة عن معظم العملية التي تُنتج عبرها
الطبقة الفوقية من التربة. وكان المصريون القدماء يعبدون خنفسة الجعران أو
خنفساء الروث ويمثلونها كتعويذات على شكل خنفسة، وكان المصريون يعتقدون
بأن الجعران يولد من طمي النيل ويُمثّل تجدد الحياة بما أنه كان يخرج كل
يوم مع بروز أشعة الشمس.
إن أكثر الحشرات فائدة للإنسان هي الحشرات المفترسة التي تقتات على فصائل
أخرى من الحشرات، ويستطيع الكثير من الحشرات أن يتناسل بشكل سريع جدا لدرجة
أنه بحال نجت جميع صغارها لكانت ستُغرق الأرض في موسم واحد، وبالمقابل فإن
أي حشرة يقدر شخص ما على تسميتها أو تحديد فصيلتها سواء أعتبرت طفيليّة أم
لا فإن هناك من فصيلة واحدة إلى المئات من الفصائل التي إما تكون طفيلية
عليها أو مفترسة لها وتلعب دورا مهما في السيطرة عليها. تُعتبر الطيور
بأنها المساهم الأول والأساسي في السيطرة على أعداد الحشرات، إلا أنه في
الواقع فإن الحشرات الضارية هي التي تعلب الدور الأكثر فعالية في السيطرة
على أعداد الحشرات الأخرى.
إن محاولة البشر للسيطرة على أعداد الحشرات الطفيليّة عبر استعمال المبيدات
الحشرية يمكنها أن تكون سيف ذو حدين بما أن الكثير من الحشرات المفترسة
المفيدة التي تقتات على تلك الطفيليّة تُقتل عن غير قصد مما يتسبب بالنهاية
بحصول إنفجار بأعداد الحشرات الطفيليّة.