أيام النكسة
في 5 يونيو 1967 ، كان العرب على موعد مع هزيمة أخرى مريرة بعد هزيمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1948 ، أطلق عليها لشدة قسوتها مصطلح النكسة ، ويجب الإشارة هنا إلى أن
إسرائيل كانت تخطط لعدوان 1967 منذ انتهاء العدوان الثلاثى على مصر في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1956 ، إلا أن مصر والدول العربية كانت مغيبة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الوعى لأنها إما منهمكة فى صراعات داخلية أو في صراعات عربية عربية.
فبعد فشل العدوان الثلاثى على
مصر إثر الإدانة الدولية الواسعة والمقاومة الشعبية الباسلة له ، انسحبت
إسرائيل من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة الذي كان خاضعا إداريا لمصر في 8
مارس 1957 ، واتفقت مصر وإسرائيل وقتها على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم
المتحدة إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل لحماية وقف إطلاق النار، وفي
تلك الأثناء أعلنت إسرائيل أنها ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران
أمام سفن إسرائيلية سببا للحرب بعد أن أغلقته مصر إبان العدوان الثلاثى.
أحداث ما قبل العدوان
ورغم أنه في الفترة بين مارس 1957 وإبريل 1967 كانت الحدود بين إسرائيل ومصر هادئة نسبيا ، إلا أنه في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1964 تكثفت الاشتباكات بين إسرائيل وسوريا بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن.
كما انتهى في نوفمبر
1966 التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية بشأن تهدئة الحدود
الطويلة بين البلدين ، بعد حادث قرية السموعي بشمالي الضفة الغربية التى
كانت خاضعة حينئذ للسيطرة الأردنية .
وكان 3
جنود إسرائيليين قد قتلوا بانفجار لغم في قرية السموعى ، فشن الجيش
الإسرائيلي على الفور هجوما قاسيا على القرية هدمت خلاله بيوتا كثيرة وقتلت
حوالى 50 أردنيا ، ما دفع عاهل الأردن السابق الملك حسين إلى إعلان
التعبئة ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ة في 20 نوفمبر 1966 .
وفي
7 إبريل 1967 حدثت معركة جوية بين طائرات حربية سورية وإسرائيلية أسقطت
إسرائيل خلالها 6 طائرات سورية من طراز ميج 21 ، وفي 13 مايو ، أبلغت
المخابرات السوفيتية أنور السادات نائب الرئيس المصري في هذا الوقت أن
إسرائيل تحشد قوات ضخمة في شمالها استعدادا لغزو سوريا ، ولذا سارعت مصر في
15 مايو إلى تكثيف قواتها في سيناء وفي 16 مايو طالبت مصر القوات الدولية
بالخروج من أراضيها وفي 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن
إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات ، وهى الخطوة التى اعتبرتها إسرائيل
إعلان حرب .
ساعات العدوان
وفى 5 يونيو 1967 ، شن
الجيش الإسرائيلي عدوانا على القوات المصرية في سيناء وبدأت حرب 1967 بين
إسرائيل من جهة وكل من مصر الأردن وسوريا تدعمهم قوات عراقية كانت مرابطة
في الأردن من جهة أخرى.
وخلال تلك الحرب التى
استمرت ستة أيام قامت القوات الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد
الجوية العربية وتحطيم طائراتها ، كما قامت القوات الجوية الأمريكية
والبريطانية المتمركزة في هذا الوقت بقاعدتى هويلز والعدم في ليبيا بتقديم
المساعدة لإسرائيل عبر توجيه ضربات لسلاح الجو المصرى ما أدى إلى تدمير
أكثر من 70 بالمائة من قدرات سلاح الجو الذي كان يعول عليه كثيرا لتقديم
الدعم والغطاء الجوى للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء
الإنسحاب.
وجاء قرار الانسحاب العشوائي الذي أصدره القائد ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] للقوات المسلحة المصرية في هذا الوقت المشير عبد الحكيم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ر
ليكون بمثابة الضربة القاضية بالنظر إلى أنه أحدث ارتباكا كبيرا لدى
القوات المصرية وساعد إسرائيل في اصطياد الجنود المصريين أثناء الانسحاب
غير المنظم إما بالقتل أو بالأسر .
وبعد أن دمرت الضربة
الجوية الإسرائيلية أغلبية المطارات المصرية ، سارعت إسرائيل إلى توسيع
نطاق الحرب وشنت هجوماً بالدروع على الضفة الغربية التي كانت تابعة للأردن
والجولان السورية وقطاع غزة الذي كان تابعاً لمصر وعلى شبه جزيرة سيناء
واستعملت في هذا الهجوم الخاطف الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم وقذائف
البازوكا.
و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما
قررت القوات السورية والأردنية إعادة تنظيم صفوفها للرد على الضربة
الإسرائيلية الأولى حيث شارك الرئيس العراقي في هذا الوقت عبد الرحمن عارف
بقوات عسكرية لدعم الجبهتين، سارع مجلس الأمن الدولى بايعاز من الولايات
المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى إصدار قرار بوقف إطلاق النار وهددت تلك الدول
الكبرى بالتدخل في حال رد الدول العربية على العدوان وعدم الاستجابة لقرار
وقف إطلاق النار ، ماأفشل خطط الهجوم المقابل العربية وجعل إسرائيل بواقع
المنتصر.
خسائر فادحة
وشكلت نتائج تلك الحرب مرارة
ما بعدها مرارة للعرب خاصة وأنها جاءت في وقت كانت تقود فيه مصر دعوات
الوحدة العربية ، فالنسبة لخسائر الجند والعتاد ، أشارت بعض الإحصائيات إلى
أن مصر خسرت 80 بالمائة من معداتها العسكرية وحوالي 11 الف جندي (أي ما
يعادل حوالي 7 بالمائة من كل تعداد الجيش المصري) وخسرت كذلك 1500 ضابط،
وتم أسر 5000 جندي و500 ضابط مصري، وجرح 20 ألف جندي مصري، وخسر الأردن
سبعة آلاف جندي، وجرح 20 ألف من جنوده، وخسرت سوريا 2500 جندي، وجرح 5000
من جنودها، وفقدت نصف معداتها من دبابات وآليات ومدفعية وغيرها في هضبة
الجولان، حيث غنمتها القوات الإسرائيلية، كما تم تدمير كل مواقعها في
الهضبة المشار إليها، بينما كانت خسائر العراق الذي شارك بشكل رمزي (مثل
لبنان حينها) عشرة قتلى و30 جريحا.
وبلغ مجموع خسائر الدول
العربية (الأردن مصر وسوريا) 400 طائرة وأكثر من مليار دولار من الأسلحة
التي دمرت مع الساعات الأولى للمعارك (في بعض المصادر ملياري دولار) بينما
خسرت إسرائيل 338 جنديا على الجبهة المصرية، 300 على الجبهة الأردنية، و141
على الجبهة السورية .
ورغم قسوة ما سبق إلا أن
الخسارة الأفدح كانت على الأرض، حيث ضاعفت إسرائيل من مساحتها ثلاثة أضعاف
ماكانت عليه يوم الرابع من يونيو 1967، واحتلت الضفة الغربية لنهر الأردن،
وقطاع غزة التابع حينها لمصر، وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان
السورية ، إضافة الى عدد من المناطق المتفرقة مثل منطقة مزارع شبعا فى
لبنان .
واقع مرير في مصر
وبالنظر إلى أن تلك
الخسائر الفادحة ، جاءت بعد فترة من صعود المد القومى والتحرر الوطنى ، فقد
وصف المراقبون هزيمة 1967 بأنها انكسار الروح للعالم العربى بصفة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ة وللمصريين بصفة خاصة .
ففجأة استيقظ المصريون
على واقع مرير ، وما ضاعف من هول الصدمة هو التعتيم الذى فرضه النظام منذ
بدء العدوان الاسرائيلى ، فالمتابع لوسائل الإعلام الرسمية كان يشعر أن مصر
سحقت إسرائيل من الوجود ، بينما المتابع لوسائل الإعلام الأجنبية كان يعرف
جيدا أن مصر ذاقت مرارة الهزيمة .
فالراديو الحكومى يذيع
أنباء مفادها قواتنا تصد هجمات للعدو على سيناء وتبدأ هجمات مضادة ..
قواتنا تسقط للعدو أربعين طائرة .. على الفور الناس تكبر وتهتف في الشوارع
إحنا بننتصر مصر بتكسب الحرب .
وفى 8 يونيو ، بدأ الراديو يذيع أنباء غريبة مفادها إحنا تراج[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ا
لخط الهجوم الثاني .. معارك شرسة في العريش ، الأمر الذى أثار ذهول
المصريين لأن تلك الأنباء جاءت بعد لحظات من إعلان وسائل الإعلام الرسمية
أن القوات المسلحة المصرية أصبحت على بعد خطوات من تل أبيب .
وتأكد المصريون من الهزيمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما أصدر المشير عبد الحكيم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ر
في 8 يونيو قرارا بسحب الجيش المصري كله على مسئوليته الشخصية ، قائلا :
كل عسكري مالهوش غير نفسه وبندقيته ، وهو القرار الذي اعتبره البعض بمثابة
نكسة ثانية بعد أن تسبب بوقوع آلاف الجنود المصريين في الأسر كما قتل
الآلاف منهم بسبب العطش والحر أو بسبب رصاص الغدر الإسرائيلى بل وأقدمت
إسرائيل أيضا فى هذا الوقت على قتل مئات الأسرى بعد تعذيبهم ، بل وهناك
تقارير أشارت أيضا إلى أن حوالى ثلاثين ألف جندى مصرى قتلوا في صحراء سيناء
وليس 11 ألفا كما توضح كثير من الإحصائيات.
تنحي عبد الناصر
وبالنظر إلى هول ما سبق ، ظهر الرئيس جمال عبد الناصر في التليفزيون فى 9 يونيو 1967 يعلن مسئوليته عما حدث وتنحيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرئاسة ، إلا أن الجماهير خرجت في مظاهرات حاشدة تطالبه بالبقاء
والاستعداد للحرب ، وكان من أبرز الهتافات في تلك المظاهرات نريد ناصر
لننتصر ، وبالفعل رضخ عبد الناصر لرغبة الجماهير واستمر في منصبه .
وعلى الفور ، شرع في إجراء تغييرات في القيادات العسكرية ، حيث أقال المشير عبد الحكيم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ر من قيادة الجيش وعينه نائبا له ، كما قام بتعيين الفريق أول محمد فوزى قائد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ا للقوات المسلحة بدلا من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ر والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان فى 11 يونيو 1967 .
وفى 21 يونيو 1967 ، لجأ
عبد الناصر للاتحاد السوفيتى لإعادة تسليحه ، ووقعت بالفعل صفقات السلاح
بين البلدين ووصل خبراء سوفييت لتدريب الجيش المصرى على السلاح الروسى.
وفي مارس 1969 انطلقت حرب
الاستنزاف ، وفى 22 يناير 1970 سافر عبد الناصر إلى موسكو لطلب معدات دفاع
جوى للسيطرة على الطائرات الإسرائيلية وتم بناء حائط الصواريخ .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إسرائيل ارتكبت أبشع المجازر بحق الأسرى
إلا أنه فى 28 سبتمبر 1970 ،
فوجىء المصريون بوفاة الزعيم جمال عبد الناصر ، وانتشرت المخاوف حينها من
عدم وجود بديل له ، إلا أنه سرعان ما تلاشت هذه المخاوف بعد أن تولى الرئيس
أنور السادات الحكم وأكد أنه متمسك بمبدأ عبد الناصر ( ما أخذ بالقوة لا
يسترد إلا بالقوة ).
لقد بدأ السادات حكمه
بثورة التصحيح أو الحرب الداخلية لتصفية الفساد أو ما عرف بمراكز القوى فى
يوم 15 مايو 1970 ، كما بدأ محاولات استرجاع سيناء وكانت هناك أعوام
اعتبرها حاسمة لمعركة التحرير وطرد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسرائيلي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الحسم الأول كان في 1971 ، إلا أن الاتحاد السوفيتى لم يف بوعوده بإرسال
أسلحة روسية لمصر ، وهذا الموقف السوفيتي تكرر مجددا مما أدى إلى فشل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الحسم الثانى في 1972 ، ولذا أنهى السادات خدمة الخبراء السوفييت فى مصر يوم 8 يوليو1972 .
كما شرع في تغيير
القيادات العسكرية استعدادا للحرب ، حيث أقال وزير الحربية فريق أول محمد
صادق وعين بدلا منه فريق أول أحمد إسماعيل فى أكتوبر 1972 ، وبدأت الحرب
بالفعل لاستعادة سيناء في 6 أكتوبر 1973 ، وكان النصر المؤزر الذى أعاد
الكرامة للمصريين والعرب بعد سنوات النكسة .
ورغم استعادة مصر لسيناء بعد نصر أكتوبر ، إلا أن بقية الأراضى العربية التى احتلت في حرب الأيام الست مازالت تعانى من قسوة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في ظل رفض إسرائيل تنفيذ القرار 242 الذي يطالبها بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في يونيو 1967 وبعودة اللاجئين إلى ديارهم.
الكرامة والاستنزاف
النكسة رغم بشاعتها إلا أنها أدت إلى إعادة تنظيم الخطط العسكرية العربية ، وبعد قرابة ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وتحديدا فى 21 مارس 1968 ، قامت معركة الكرامة التي صد خلالها الجيش
الأردني والفدائيين الفلسطينيين عدوانا إسرائيليا جديدا على الضفة الشرقية
لنهر الأردن ، كما نجحت القوات المصرية في إلحاق خسائر فادحة ب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عبر معركة رأس العش وتدمير المدمرة إيلات والتى كانت بدايات لحرب الاستنزاف.
معركة الكرامة
قوبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية من نهر الأردن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1967 والتي كانت خاضعة حينذاك لحكم المملكة الأردنية الهاشمية بردود فعل
تمثلت في صدامات عسكرية متكررة بين وحدات صغيرة من الجانبين على طول نهر
الأردن، بالإضافة إلى تزايد هجمات الفدائيين الفلسطينيين الذين تمركزوا في
الضفة الشرقية لنهر الأردن.
وفي مطلع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إسرائيل تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين الفلسطينيين عبر النهر
فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب وفي الفترة من 15-18 مارس 1968
تزايدت طلعات الاستكشاف الجوية الإسرائيلية فوق نهر الأردن كما تسللت
دوريات إسرائيلية عبر النهر باتجاه الضفة الشرقية.
وفي
21 مارس 1968 ، بدأت معركة الكرامة ، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى أن
المعارك التي دارت بين الفدائيين والجيش الأردني من ناحية والقوات
الإسرائيلية المهاجمة من ناحية أخرى كانت في رقعة جغرافية مركزها منطقة
الكرامة بتلالها المطلة على نهر الأردن ، حيث قدر عدد الفدائيين في المنطقة
بحوالي 300 مقاتل فلسطيني، وكان بجانبهم عدد من المواقع للجيش الأردني
ومدفعيته الثقيلة والتي لعبت دوراً كبيراً في تكبيد إسرائيل خسائر فادحة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بعض أبطال الهجوم على ميناء إيلات
ورغم أن إسرائيل ادعت أن الهجوم
الواسع الذي بدأته على الضفة الشرقية لنهر الأردن في منطقة الكرامة كان
بحجة تدمير قوة الفدائيين ، إلا أنها كانت تخطط إلى احتلال مرتفعات البلقاء
والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط
الاستسلام التي تفرضها، ومحاولة إيجاد ولو موضع قدم على أرض شرقي نهر
الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها ، وضمان الأمن
والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن ، وتوجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى
الجيش الأردنى ، وأخيرا ، زعزعة الروح الم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وية والصمود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]د
السكان المدنيين وإرغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة،
وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح
الم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في عدوان 5 يونيو .
إحباط مخططات إسرائيل
إسرائيل فشلت في تحقيق أي من
الأهداف السابقة ، حيث لعب سلاح المدفعية الأردني وقناصو الدروع دوراً
كبيراً في معركة الكرامة وعلى طول الجبهة وخاصة في السيطرة على جسور العبور
ما منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه الذي بدأه
وذلك نظراً لعدم قدرته على السيطرة على الجسور خلال ساعات المعركة وقد أدى
ذلك إلى فقدان القوات الإسرائيلية المهاجمة ل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صر المفاجأة وساهم ذلك بشكل كبير في تخفيف زخم الهجوم وعزل القوات المهاجمة شرقي النهر وبشكل سهل الت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ل معها واستيعابها وتدميرها .
وما
يؤكد هزيمة إسرائيل في تلك المعركة أن القوات الإسرائيلية التي نجحت في
عبور جسر الملك حسين إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن كانت بحجم فرقة وهي
القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات
المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقى النهر بالرغم من محاولتها المستميتة
للبناء على الجسور التي دمرت .
لقد كسب الجيش الأردنى بحسب المحللين العسكريين مفاجأة إطلاق النار الكثيف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]د بدء الهجوم من القوات الإسرائيلية ولو تأخر في ذلك لأتاح للقوات المهاجمة الوصول إلى أهدافها .
انتصار أردني
ولعل إلقاء نظرة على خسائر
الجانبين من شأنها أن توضح أكثر وأكثر حجم الهزيمة الموجعة التي تلقتها
إسرائيل ، حيث بلغ عدد القتلى في صفوف قواتها المهاجمة 250 جندياً ، و450
جريحاً ، بالإضافة إلى تدمير 88 آلية وهي عبارة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
27 دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة و 19 سيارة شحن ، أما بالنسبة
لخسائر القوات المسلحة الأردنية ، فكان عدد القتلى 61 جندياً ، و108 جرحى ،
وتدمير 39 آلية مختلفة .
وأمام
تلك الخسائر المحدودة في صفوف القوات الأردنية ، سجلت معركة الكرامة بأحرف
من نور في إنجازات العسكرية العربية بل واعتبرت أول نصر عربي على إسرائيل
منذ نكبة 1948 ، وترتب عليها أيضا استرجاع الأردن لآلاف الأراضي التي احتلت
في حرب 1967 ، كما رفعت من م[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ويات الجبهات العربية الأخرى ، وأكدت بما لايدع مجالا للشك أن الإرادة والتصميم يمثلان جزءا لا يتجزأ من النصر على الأعداء.
ويرى الكاتب الفلسطيني زياد أبو
شاويش أن الملمح الرئيس في تلك المعركة كان هو الشراكة الفلسطينية
الأردنية الصادقة والحقيقية في مواجهة عدو واحد للطرفين، قائلا : هذا
الملمح وهذه الظاهرة أرست في حينه أهمية العمل الفدائي والمساندة النظامية
في نفس الوقت وأظهرت كم هو مفيد وضروري للانتصار تجميع كل قوانا سواء من
قوات مغاوير أو جيش نظامي بمدفعيته ودباباته وأسلحته الثقيلة وقتاله
الكلاسيكي مع مجموعات فدائيين منتشرة بشكل مجموعات صغيرة وتستخدم تكتيكات
الدفاع المتحرك والمواقع غير الثابتة، هذا المظهر الذي كان الأكثر إشراقاً
ولا يزال في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وان التضامن والتعاون بين المقاومة والجيش النظامي لم يتكرر بنفس الطريقة للآن برغم أهميته ونجاعته في مواجهة عدو متفوق.
واستطرد
يقول : من يتصور معركة تتلاقى فيها القوات الإسرائيلية التي تم إنزالها في
المنطقة والمقاتلين الفلسطينيين المتحصنين في الجبال والخنادق التي توفرها
طبيعة المنطقة مع قيام المدفعية الأردنية بالقصف المتواصل على القوات
الزاحفة من الغرب وكذلك على المواقع المتمركزة غرب النهر كقوات مساندة ،
يستطيع أن يفهم لماذا كان دور الجيش الأردني ضروري ولاغنى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ه
كما دور المقاومة التي تصدت بشكل مباشر للعدوان وأوقعت خسائر فادحة بقوات
العدو ودحضت الدعاية الصهيونية في تلك الفترة حول الأسطورة التي لا تلحق
بها الخسارة والتي نجحت في احتلال أراضي ثلاث دول عربية في أقل من 6 أيام .
لقد كانت معركة الكرامة نصراً
مزدوجاً، في وجهه الأول كان انتصار للتضامن والتعاون بين الجيش والمقاومة،
وهو الدرس الذي لازال العرب في حاجة ماسة لترسيخه والاستفادة منه في أية
معارك قادمة مع العدو الإسرائيلي ، وفي وجهه الآخر فتحت الطريق أمام دول
الطوق لخوض معركتها الأهم لتحرير أراضيها وليس فقط التصدي لعدوان إسرائيلي
جديد والمقصود هناحرب أكتوبر المجيدة .
حرب الاستنزاف
انتهت حرب 5 يونيو أو حرب الأيام الستة كما سمتها إسرائيل بنهاية مأساوية كشفت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كثير من أوجه القصور في القوات المسلحة المصرية بشكل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وفي القوات التي تتولى مهام الدفاع الجوي بشكل خاص ولذا وضعت القيادة
السياسية جملة من الأهداف لتجاوز النكسة تتمثل فى : إعادة بناء القوات
المسلحة ، إعادة الثقة للجنود في أنفسهم وفي قادتهم ، إعادة الضبط والربط ،
إعادة تدريب القوات ، وتنظيم الوحدات ، ومن هنا بدأت مرحلة الصمود وحرب
الاستنزاف.
مرحلة الصمود
فبعد النكسة حاول الإسرائيليون
الدخول واحتلال مساحات أوسع من أرض سيناء حيث تحركت قوات العدو من القنطرة
في اتجاه بور فؤاد ولكن بعض قوات الصاعقة المصرية قامت ببث الألغام في
طريقهم و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما تقدم العدو انفجرت هذه الألغام فمنعت العدو من التقدم في 1 يوليو 67 وهى المعركة التى أطلق عليها معركة رأس العش .
وفي
2 يوليو 67 ، حاولت إسرائيل الاستيلاء علي بور فؤاد ولكن أفراد القوات
المصرية تصدوا لهم بالأسلحة الخفيفة ودمرت عربات المدرعات المتقدمة واضطر
العدو أن ينسحب بقواته وسميت هذه المعركة بمعركة راس العين .
وفى 14و 15 يوليو 67 ، قامت القوات المصرية بإطلاق مدفعية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يفة
علي طول الجبهة وذلك بعد اشتباكات مع العدو في الجنوب في اتجاه السويس
والفردان وقد كان ذلك تمهيدا لطلعة طيران قوية حيث خرجت القوات الجوية
باكملها وهى تضرب في الجنوب فتحول العدو بقواته الي الجنوب وترك الشمال
بغير غطاء فانطلق الطيران المصري الي الشمال وأوقع خسائر كبيرة فى صفوف
القوات الاسرائيلية .
وقامت القيادة الإسرائيلية علي إثر هذه الضربة الجوية المصرية الصائبة بطلب وقف إطلاق النار من أمريكا التي كلفت الأمين ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
للأمم المتحدة بإبلاغ الرئيس جمال عبد الناصر عبر التليفون بهذا الطلب
الإسرائيلي وكان قائد الطيران المصري في هذا الوقت هو الفريق مدكور أبو
العز.
وفي 21 أكتوبر67 ، قامت
البحرية المصرية بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات ، ويروي اللواء محمد عبد
الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر فى مذكراته تفاصيل ما حدث في
هذا اليوم ، قائلا : جاء يوم 21 أكتوبر 1967 وقد وصلت إلى مركز قيادة
الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن
الجريدلى رئيس عمليات الجبهة ، وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة ،
يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر
فى المنطقة شمال بورسعيد . كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة
بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة
لمهاجمة المدمرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما
تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ . وظلت المدمرة المعادية
تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر ، وتكرر ذلك عدة
مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز قواتنا البحرية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التصدى لها .
واستطرد يقول : وبمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]د
دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ
المهمة . هاجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت
تميل على جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية
إيلات شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها
طاقمها ، وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى،
وعاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات
المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة وحقق تلك النتيجة الباهرة.
لقد كان إغراق المدمرة إيلات
بواسطة الصواريخ البحرية التي استخدمت لأول مرة بحسب الجمسي بداية مرحلة
جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم وأصبح هذا
اليوم ـ بجدارة ـ هو يوم البحرية المصرية ، مؤكدا أن هذه الضربة كانت هي
حديث العالم كله في هذا الوقت .
حرب الاستنزاف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الجندى المصرى نقل المعركة إلى مواقع العدو
هو التعبير الذى أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية التي دارت بين القوات المصرية و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الإسرائيلى شرق قناة السويس والتى نقلت مصر خلالها المعركة إلى مواقع
العدو بعد أن نجحت في مرحلة الصمود ومنع العدو من احتلال أراض جديدة وكان
الهدف الأساسى من تلك الحرب هو إسقاط أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى
والآليات في صفوف العدو وتدريب الجنود المصريين على عمليات قتالية في شرق
القناة تمهيدا للحظة العبور.
وقد
شرح جمال عبد الناصر فلسفته في هذة الحرب في حوار مع الكاتب الصحفى محمد
حسنين هيكل ، قائلا : أن يستطيع العدو أن يقتل 50 ألفا منا فإننا نستطيع
الاستمرار لأننا نمتلك لاحتياطي الكافي و لكن أن يفقد العدو 10 آلاف فسوف
يجد نفسه مضطر إلى أن يوقف القتال فهو لا يمتلك الاحتياطي البشري الكافي .
وبدأت
تلك الحرب في مارس 1969 وانتهت بموافقة عبد الناصر على مبادرة وزير
الخارجية الأمريكى حينئذ روجرز لوقف إطلاق النار فى الثامن من أغسطس 1970 .
وفي كتاب أسرار جديدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حرب الاستنزاف الذى صدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الهيئة المصرية للكتاب في 2005 ، واعتمد في محتوياته على شهادة شخصيتين
كان كل منهما قريبا جدا من أسرار حرب الاستنزاف وعملياتها ، هما: عبده
مباشر رئيس القسم العسكري الأسبق في الأهرام، وعميد بحري سابق إسلام توفيق ،
جاء أن اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية في هذا الوقت أقنع الرئيس
عبد الناصر أن صورة القائد والضابط والجندي الإسرائيلي في مخيلة القوات
المصرية على ضوء نتيجة يونيو 1967 هي صورة المقاتل السوبر (المقاتل الذي لا
يقهر)، ولو تم ترك هذه الصورة لتترسخ لأصبح من المتعذر على القوات المصرية
أن تواجه جيش [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسرائيلي في أي صراع عسكري مقبل .
ووفقا
للواء محمد صادق أيضا ، فإنه إذا كانت مصر ستخوض معركة مقبلة لتحرير أرضها
واستعادة كبريائها ، فإن الخطوة الأولى هي تحطيم صورة المقاتل الإسرائيلي
السوبر قبل أن تترسخ في عقول المقاتلين المصريين ، ولتحقيق هذا الهدف فإنه
من الضروري أن تبدأ عمليات فدائية ضد قوات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الإسرائيلي في شرق قناة السويس ، مؤكدا أن سقوط قتلى وجرح وأسرى فى صفوف
العدو سيؤدي إلى استنزافه ونزع هذه الهالة التي اكتسبها في يونيو 1967.
وبالفعل وعلى أساس تلك الرؤية العسكرية ، انطلقت حرب الاستنزاف في مارس 1969 وتضمنت هجمات متعددة ضد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في سيناء وحتى فى مناطق خارج منطقة الصراع تماما مثل عملية تفجير حفار إسرائيلي في المحيط الأطلنطي .
وكان من أهم إنجازات تلك الحرب
عملية إيلات التي تم خلالها الهجوم على ميناء أم الرشراش المصري الذي أسمته
إسرائيل إيلات بعد احتلاله ، حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين
وإغراق بارجة إسرائيلية ، وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين
بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
كما
سطر أبطال المجموعة 39 قتال التي كان يقودها العميد إبراهيم الرفاعي الذى
استشهد فيما بعد بحرب أكتوبر بأسمائهم في سجل التاريخ بالنظر إلى المهام
الخطيرة التى أوكلت إليهم وتم تنفيذها بنجاح خلال تلك الحرب ، وكانت تلك
المجموعة تضم خيرة مقاتلي الصاعقة والضفادع البشرية والصاعقة البحرية
وأذاقت جيش [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسرائيلي الويل والأهوال وسببت لجنوده حالة هيستيريا دائمة حتى أنهم كانوا يحاولون الوصول بأية وسيلة إلي معلومات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تلك المجموعة وأساليب عملها ، بل أنهم حددوا أسماء ثلاثة من رجال المجموعة
للوصول إليهم أحياء أو أموات وهم الشهيد إبراهيم الرفاعي والقائد الثاني
للمجموعة الدكتور علي نصر ثم المقاتل الفذ علي أبو الحسن الذي شارك في 44
عملية خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر .
حائط الصواريخ
في رد وحشى على خسائره في حرب
الاستنزاف ، هاجم العدو الإسرائيلى أهدافا مدنية داخل مصر بسبب ضعف
الدفاعات الجوية المصرية مثل مجزرة بحر البقر التي قصف فيها العدو مدرسة
ابتدائية وأدت تلك العمليات الجوية الاسرائيلية إلى دفع مصر لإنشاء سلاح
للدفاع الجوي كقوة مستقلة في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1968 وتبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ
السوفيتية سام وقد حمى كل السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الاسرائيلي.
لقد
كانت قوات الدفاع الجوي قبل النكسة تعتبر فرعاً من سلاح المدفعية، وتحت
القيادة العملياتية للقوات الجوية وهذا التنظيم معمول به في كثير من دول
العالم ولكن من دروس حربى 1956 و 1967 وجد أن القوة الجوية الإسرائيلية
مركزة في يد قائد واحد ولذا من الضرورى تركيز جميع الأسلحة والمعدات
المضادة لها والمكلفة بالت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ل معها وصدها في يد قائد واحد ضماناً للتنسيق وتوحيداً للمسئولية وتحقيقاً للنجاح.
وكان
القرار بإنشاء قوات الدفاع الجوي المصري قوة مستقلة قائمة بذاتها، لتصبح
القوة الرابعة ضمن القوات المسلحة المصرية التي تشمل القوات البرية
والبحرية والجوية وذلك في أول فبراير 1968 .
وبدأ التخطيط لبناء منظومة دفاع جوي من منطلق الدور الرئيسي لهذه المنظومة والذي يتمثل في توفير الدفاع الجوي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
القوات والأهداف الحيوية في الدولة ضد هجمات العدو الجوي لذا ينبغي أن
تحقق المنظومة ثلاثة أهداف رئيسية هي استطلاع العدو الجوي والإنذار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ه ومنع العدو من استطلاع القوات المصرية ثم توفير الدفاع الجوي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] القوات والأهداف الحيوية.
ولتحقيق هذا تضمنت منظومة الدفاع الجوى عدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اصر
متناسقة متعاونة تعمل تحت قيادة واحدة هي : نظام القيادة والسيطرة ، نظام
الاستطلاع والإنذار ويضم أجهزة رادار أرضية أو محمولة جواً، وأقماراً
صناعية، وشبكات المراقبة الجوية بالنظر ، نظم القتال الإيجابية، وتشمل:
المقاتلات، والصواريخ الموجهة، والمدفعية المضادة للطائرات ، أنظمة الحرب
الإلكترونية.
أما بالنسبة لحائط الصواريخ ، فإنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما
ارتفعت خسائر إسرائيل نتيجة حرب الاستنزاف فقد قررت فى 6 يناير1970
بناء على اقتراح وزير الحرب موشى ديان إدخال السلاح الجوى الإسرائيلي إلى
المعركة ، وزعمت رئيسة وزراء إسرائيل في هذا الوقت جولدا مائير أن الطريقة
الوحيدة لمنع المصريين من تحرير سيناء هي ضرب العمق المصري ب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ف.
ودخل
الطيران الإسرائيلي بكل ثقلة مدعوما بالمقاتلات الحديثة من طراز سكاى هوك
والفانتوم والميراج ليبدأ بمهاجمة القوات العسكرية فى البداية ثم انتقل إلى
الأهداف المدنية .
ونظرا
لأن السياسة التى اتبعها السوفيت عقب نكسة 1967 كانت تقضى بتزويد مصر
بأسلحة دفاعية وعدم تزويدها بأسلحة متقدمة فقد فرضت إسرائيل سيطرتها الجوية
ليس فقط على الجبهة ولكن على مصر كلها .
ونفذ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسرائيلى العديد من الهجمات الجوية خلال الفترة من يناير حتي إبريل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1970 م وبلغ إجمالي طلعات الطيران3838 طلعة جوية ، وخلال هذا التصعيد ارتكبت مقاتلات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الإسرائيلى جريمتين بشعتين وهما الغارة الجوية على مصنع أبو زعبل والأخري
على مدرسة بحر البقر في 8 إبريل 1970 ، الأولى تسببت بمقتل 70 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لا وإصابة 69 آخرين وزعمت إسرائيل أنها وقعت بطريق الخطأ والأخرى تسببت بمقتل 31 طفلا وجرح 36 آخرين ، مما أساء الاستياء العالمى.
أمام
كل هذا عقد الرئيس جمال عبد الناصر ثلاثة اجتماعات رئيسية مع القيادت
الجوية والدفاع الجوى اللذين أكدوا له عجز شبكة الدفاع الجوى المصرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التصدي للطائرات الإسرائيلية بأجهزتها المتطورة ولذلك قرر السفر إلى موسكو فى زيارة سرية لامداد مصر بنظام دفاع جوى متكامل .
كانت شبكة الدفاع الجوى اللازمة للجيش المصرى تطلب عدة [url=http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A8%D8%AD%D8%AB+%D8%B9%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84+%D8%B9%D8%A7%D9%85+1973&b
في 5 يونيو 1967 ، كان العرب على موعد مع هزيمة أخرى مريرة بعد هزيمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1948 ، أطلق عليها لشدة قسوتها مصطلح النكسة ، ويجب الإشارة هنا إلى أن
إسرائيل كانت تخطط لعدوان 1967 منذ انتهاء العدوان الثلاثى على مصر في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1956 ، إلا أن مصر والدول العربية كانت مغيبة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الوعى لأنها إما منهمكة فى صراعات داخلية أو في صراعات عربية عربية.
فبعد فشل العدوان الثلاثى على
مصر إثر الإدانة الدولية الواسعة والمقاومة الشعبية الباسلة له ، انسحبت
إسرائيل من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة الذي كان خاضعا إداريا لمصر في 8
مارس 1957 ، واتفقت مصر وإسرائيل وقتها على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم
المتحدة إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل لحماية وقف إطلاق النار، وفي
تلك الأثناء أعلنت إسرائيل أنها ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران
أمام سفن إسرائيلية سببا للحرب بعد أن أغلقته مصر إبان العدوان الثلاثى.
أحداث ما قبل العدوان
ورغم أنه في الفترة بين مارس 1957 وإبريل 1967 كانت الحدود بين إسرائيل ومصر هادئة نسبيا ، إلا أنه في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1964 تكثفت الاشتباكات بين إسرائيل وسوريا بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن.
كما انتهى في نوفمبر
1966 التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية بشأن تهدئة الحدود
الطويلة بين البلدين ، بعد حادث قرية السموعي بشمالي الضفة الغربية التى
كانت خاضعة حينئذ للسيطرة الأردنية .
وكان 3
جنود إسرائيليين قد قتلوا بانفجار لغم في قرية السموعى ، فشن الجيش
الإسرائيلي على الفور هجوما قاسيا على القرية هدمت خلاله بيوتا كثيرة وقتلت
حوالى 50 أردنيا ، ما دفع عاهل الأردن السابق الملك حسين إلى إعلان
التعبئة ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ة في 20 نوفمبر 1966 .
وفي
7 إبريل 1967 حدثت معركة جوية بين طائرات حربية سورية وإسرائيلية أسقطت
إسرائيل خلالها 6 طائرات سورية من طراز ميج 21 ، وفي 13 مايو ، أبلغت
المخابرات السوفيتية أنور السادات نائب الرئيس المصري في هذا الوقت أن
إسرائيل تحشد قوات ضخمة في شمالها استعدادا لغزو سوريا ، ولذا سارعت مصر في
15 مايو إلى تكثيف قواتها في سيناء وفي 16 مايو طالبت مصر القوات الدولية
بالخروج من أراضيها وفي 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن
إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات ، وهى الخطوة التى اعتبرتها إسرائيل
إعلان حرب .
ساعات العدوان
وفى 5 يونيو 1967 ، شن
الجيش الإسرائيلي عدوانا على القوات المصرية في سيناء وبدأت حرب 1967 بين
إسرائيل من جهة وكل من مصر الأردن وسوريا تدعمهم قوات عراقية كانت مرابطة
في الأردن من جهة أخرى.
وخلال تلك الحرب التى
استمرت ستة أيام قامت القوات الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد
الجوية العربية وتحطيم طائراتها ، كما قامت القوات الجوية الأمريكية
والبريطانية المتمركزة في هذا الوقت بقاعدتى هويلز والعدم في ليبيا بتقديم
المساعدة لإسرائيل عبر توجيه ضربات لسلاح الجو المصرى ما أدى إلى تدمير
أكثر من 70 بالمائة من قدرات سلاح الجو الذي كان يعول عليه كثيرا لتقديم
الدعم والغطاء الجوى للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء
الإنسحاب.
وجاء قرار الانسحاب العشوائي الذي أصدره القائد ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] للقوات المسلحة المصرية في هذا الوقت المشير عبد الحكيم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ر
ليكون بمثابة الضربة القاضية بالنظر إلى أنه أحدث ارتباكا كبيرا لدى
القوات المصرية وساعد إسرائيل في اصطياد الجنود المصريين أثناء الانسحاب
غير المنظم إما بالقتل أو بالأسر .
وبعد أن دمرت الضربة
الجوية الإسرائيلية أغلبية المطارات المصرية ، سارعت إسرائيل إلى توسيع
نطاق الحرب وشنت هجوماً بالدروع على الضفة الغربية التي كانت تابعة للأردن
والجولان السورية وقطاع غزة الذي كان تابعاً لمصر وعلى شبه جزيرة سيناء
واستعملت في هذا الهجوم الخاطف الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم وقذائف
البازوكا.
و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما
قررت القوات السورية والأردنية إعادة تنظيم صفوفها للرد على الضربة
الإسرائيلية الأولى حيث شارك الرئيس العراقي في هذا الوقت عبد الرحمن عارف
بقوات عسكرية لدعم الجبهتين، سارع مجلس الأمن الدولى بايعاز من الولايات
المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى إصدار قرار بوقف إطلاق النار وهددت تلك الدول
الكبرى بالتدخل في حال رد الدول العربية على العدوان وعدم الاستجابة لقرار
وقف إطلاق النار ، ماأفشل خطط الهجوم المقابل العربية وجعل إسرائيل بواقع
المنتصر.
خسائر فادحة
وشكلت نتائج تلك الحرب مرارة
ما بعدها مرارة للعرب خاصة وأنها جاءت في وقت كانت تقود فيه مصر دعوات
الوحدة العربية ، فالنسبة لخسائر الجند والعتاد ، أشارت بعض الإحصائيات إلى
أن مصر خسرت 80 بالمائة من معداتها العسكرية وحوالي 11 الف جندي (أي ما
يعادل حوالي 7 بالمائة من كل تعداد الجيش المصري) وخسرت كذلك 1500 ضابط،
وتم أسر 5000 جندي و500 ضابط مصري، وجرح 20 ألف جندي مصري، وخسر الأردن
سبعة آلاف جندي، وجرح 20 ألف من جنوده، وخسرت سوريا 2500 جندي، وجرح 5000
من جنودها، وفقدت نصف معداتها من دبابات وآليات ومدفعية وغيرها في هضبة
الجولان، حيث غنمتها القوات الإسرائيلية، كما تم تدمير كل مواقعها في
الهضبة المشار إليها، بينما كانت خسائر العراق الذي شارك بشكل رمزي (مثل
لبنان حينها) عشرة قتلى و30 جريحا.
وبلغ مجموع خسائر الدول
العربية (الأردن مصر وسوريا) 400 طائرة وأكثر من مليار دولار من الأسلحة
التي دمرت مع الساعات الأولى للمعارك (في بعض المصادر ملياري دولار) بينما
خسرت إسرائيل 338 جنديا على الجبهة المصرية، 300 على الجبهة الأردنية، و141
على الجبهة السورية .
ورغم قسوة ما سبق إلا أن
الخسارة الأفدح كانت على الأرض، حيث ضاعفت إسرائيل من مساحتها ثلاثة أضعاف
ماكانت عليه يوم الرابع من يونيو 1967، واحتلت الضفة الغربية لنهر الأردن،
وقطاع غزة التابع حينها لمصر، وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان
السورية ، إضافة الى عدد من المناطق المتفرقة مثل منطقة مزارع شبعا فى
لبنان .
واقع مرير في مصر
وبالنظر إلى أن تلك
الخسائر الفادحة ، جاءت بعد فترة من صعود المد القومى والتحرر الوطنى ، فقد
وصف المراقبون هزيمة 1967 بأنها انكسار الروح للعالم العربى بصفة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ة وللمصريين بصفة خاصة .
ففجأة استيقظ المصريون
على واقع مرير ، وما ضاعف من هول الصدمة هو التعتيم الذى فرضه النظام منذ
بدء العدوان الاسرائيلى ، فالمتابع لوسائل الإعلام الرسمية كان يشعر أن مصر
سحقت إسرائيل من الوجود ، بينما المتابع لوسائل الإعلام الأجنبية كان يعرف
جيدا أن مصر ذاقت مرارة الهزيمة .
فالراديو الحكومى يذيع
أنباء مفادها قواتنا تصد هجمات للعدو على سيناء وتبدأ هجمات مضادة ..
قواتنا تسقط للعدو أربعين طائرة .. على الفور الناس تكبر وتهتف في الشوارع
إحنا بننتصر مصر بتكسب الحرب .
وفى 8 يونيو ، بدأ الراديو يذيع أنباء غريبة مفادها إحنا تراج[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ا
لخط الهجوم الثاني .. معارك شرسة في العريش ، الأمر الذى أثار ذهول
المصريين لأن تلك الأنباء جاءت بعد لحظات من إعلان وسائل الإعلام الرسمية
أن القوات المسلحة المصرية أصبحت على بعد خطوات من تل أبيب .
وتأكد المصريون من الهزيمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما أصدر المشير عبد الحكيم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ر
في 8 يونيو قرارا بسحب الجيش المصري كله على مسئوليته الشخصية ، قائلا :
كل عسكري مالهوش غير نفسه وبندقيته ، وهو القرار الذي اعتبره البعض بمثابة
نكسة ثانية بعد أن تسبب بوقوع آلاف الجنود المصريين في الأسر كما قتل
الآلاف منهم بسبب العطش والحر أو بسبب رصاص الغدر الإسرائيلى بل وأقدمت
إسرائيل أيضا فى هذا الوقت على قتل مئات الأسرى بعد تعذيبهم ، بل وهناك
تقارير أشارت أيضا إلى أن حوالى ثلاثين ألف جندى مصرى قتلوا في صحراء سيناء
وليس 11 ألفا كما توضح كثير من الإحصائيات.
تنحي عبد الناصر
وبالنظر إلى هول ما سبق ، ظهر الرئيس جمال عبد الناصر في التليفزيون فى 9 يونيو 1967 يعلن مسئوليته عما حدث وتنحيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرئاسة ، إلا أن الجماهير خرجت في مظاهرات حاشدة تطالبه بالبقاء
والاستعداد للحرب ، وكان من أبرز الهتافات في تلك المظاهرات نريد ناصر
لننتصر ، وبالفعل رضخ عبد الناصر لرغبة الجماهير واستمر في منصبه .
وعلى الفور ، شرع في إجراء تغييرات في القيادات العسكرية ، حيث أقال المشير عبد الحكيم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ر من قيادة الجيش وعينه نائبا له ، كما قام بتعيين الفريق أول محمد فوزى قائد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ا للقوات المسلحة بدلا من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ر والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان فى 11 يونيو 1967 .
وفى 21 يونيو 1967 ، لجأ
عبد الناصر للاتحاد السوفيتى لإعادة تسليحه ، ووقعت بالفعل صفقات السلاح
بين البلدين ووصل خبراء سوفييت لتدريب الجيش المصرى على السلاح الروسى.
وفي مارس 1969 انطلقت حرب
الاستنزاف ، وفى 22 يناير 1970 سافر عبد الناصر إلى موسكو لطلب معدات دفاع
جوى للسيطرة على الطائرات الإسرائيلية وتم بناء حائط الصواريخ .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إسرائيل ارتكبت أبشع المجازر بحق الأسرى
إلا أنه فى 28 سبتمبر 1970 ،
فوجىء المصريون بوفاة الزعيم جمال عبد الناصر ، وانتشرت المخاوف حينها من
عدم وجود بديل له ، إلا أنه سرعان ما تلاشت هذه المخاوف بعد أن تولى الرئيس
أنور السادات الحكم وأكد أنه متمسك بمبدأ عبد الناصر ( ما أخذ بالقوة لا
يسترد إلا بالقوة ).
لقد بدأ السادات حكمه
بثورة التصحيح أو الحرب الداخلية لتصفية الفساد أو ما عرف بمراكز القوى فى
يوم 15 مايو 1970 ، كما بدأ محاولات استرجاع سيناء وكانت هناك أعوام
اعتبرها حاسمة لمعركة التحرير وطرد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسرائيلي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الحسم الأول كان في 1971 ، إلا أن الاتحاد السوفيتى لم يف بوعوده بإرسال
أسلحة روسية لمصر ، وهذا الموقف السوفيتي تكرر مجددا مما أدى إلى فشل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الحسم الثانى في 1972 ، ولذا أنهى السادات خدمة الخبراء السوفييت فى مصر يوم 8 يوليو1972 .
كما شرع في تغيير
القيادات العسكرية استعدادا للحرب ، حيث أقال وزير الحربية فريق أول محمد
صادق وعين بدلا منه فريق أول أحمد إسماعيل فى أكتوبر 1972 ، وبدأت الحرب
بالفعل لاستعادة سيناء في 6 أكتوبر 1973 ، وكان النصر المؤزر الذى أعاد
الكرامة للمصريين والعرب بعد سنوات النكسة .
ورغم استعادة مصر لسيناء بعد نصر أكتوبر ، إلا أن بقية الأراضى العربية التى احتلت في حرب الأيام الست مازالت تعانى من قسوة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في ظل رفض إسرائيل تنفيذ القرار 242 الذي يطالبها بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في يونيو 1967 وبعودة اللاجئين إلى ديارهم.
الكرامة والاستنزاف
النكسة رغم بشاعتها إلا أنها أدت إلى إعادة تنظيم الخطط العسكرية العربية ، وبعد قرابة ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وتحديدا فى 21 مارس 1968 ، قامت معركة الكرامة التي صد خلالها الجيش
الأردني والفدائيين الفلسطينيين عدوانا إسرائيليا جديدا على الضفة الشرقية
لنهر الأردن ، كما نجحت القوات المصرية في إلحاق خسائر فادحة ب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عبر معركة رأس العش وتدمير المدمرة إيلات والتى كانت بدايات لحرب الاستنزاف.
معركة الكرامة
قوبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية من نهر الأردن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1967 والتي كانت خاضعة حينذاك لحكم المملكة الأردنية الهاشمية بردود فعل
تمثلت في صدامات عسكرية متكررة بين وحدات صغيرة من الجانبين على طول نهر
الأردن، بالإضافة إلى تزايد هجمات الفدائيين الفلسطينيين الذين تمركزوا في
الضفة الشرقية لنهر الأردن.
وفي مطلع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إسرائيل تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين الفلسطينيين عبر النهر
فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب وفي الفترة من 15-18 مارس 1968
تزايدت طلعات الاستكشاف الجوية الإسرائيلية فوق نهر الأردن كما تسللت
دوريات إسرائيلية عبر النهر باتجاه الضفة الشرقية.
وفي
21 مارس 1968 ، بدأت معركة الكرامة ، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى أن
المعارك التي دارت بين الفدائيين والجيش الأردني من ناحية والقوات
الإسرائيلية المهاجمة من ناحية أخرى كانت في رقعة جغرافية مركزها منطقة
الكرامة بتلالها المطلة على نهر الأردن ، حيث قدر عدد الفدائيين في المنطقة
بحوالي 300 مقاتل فلسطيني، وكان بجانبهم عدد من المواقع للجيش الأردني
ومدفعيته الثقيلة والتي لعبت دوراً كبيراً في تكبيد إسرائيل خسائر فادحة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بعض أبطال الهجوم على ميناء إيلات
ورغم أن إسرائيل ادعت أن الهجوم
الواسع الذي بدأته على الضفة الشرقية لنهر الأردن في منطقة الكرامة كان
بحجة تدمير قوة الفدائيين ، إلا أنها كانت تخطط إلى احتلال مرتفعات البلقاء
والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط
الاستسلام التي تفرضها، ومحاولة إيجاد ولو موضع قدم على أرض شرقي نهر
الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها ، وضمان الأمن
والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن ، وتوجيه ضربات قوية ومؤثرة إلى
الجيش الأردنى ، وأخيرا ، زعزعة الروح الم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وية والصمود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]د
السكان المدنيين وإرغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة،
وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح
الم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في عدوان 5 يونيو .
إحباط مخططات إسرائيل
إسرائيل فشلت في تحقيق أي من
الأهداف السابقة ، حيث لعب سلاح المدفعية الأردني وقناصو الدروع دوراً
كبيراً في معركة الكرامة وعلى طول الجبهة وخاصة في السيطرة على جسور العبور
ما منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه الذي بدأه
وذلك نظراً لعدم قدرته على السيطرة على الجسور خلال ساعات المعركة وقد أدى
ذلك إلى فقدان القوات الإسرائيلية المهاجمة ل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صر المفاجأة وساهم ذلك بشكل كبير في تخفيف زخم الهجوم وعزل القوات المهاجمة شرقي النهر وبشكل سهل الت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ل معها واستيعابها وتدميرها .
وما
يؤكد هزيمة إسرائيل في تلك المعركة أن القوات الإسرائيلية التي نجحت في
عبور جسر الملك حسين إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن كانت بحجم فرقة وهي
القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات
المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقى النهر بالرغم من محاولتها المستميتة
للبناء على الجسور التي دمرت .
لقد كسب الجيش الأردنى بحسب المحللين العسكريين مفاجأة إطلاق النار الكثيف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]د بدء الهجوم من القوات الإسرائيلية ولو تأخر في ذلك لأتاح للقوات المهاجمة الوصول إلى أهدافها .
انتصار أردني
ولعل إلقاء نظرة على خسائر
الجانبين من شأنها أن توضح أكثر وأكثر حجم الهزيمة الموجعة التي تلقتها
إسرائيل ، حيث بلغ عدد القتلى في صفوف قواتها المهاجمة 250 جندياً ، و450
جريحاً ، بالإضافة إلى تدمير 88 آلية وهي عبارة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
27 دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة و 19 سيارة شحن ، أما بالنسبة
لخسائر القوات المسلحة الأردنية ، فكان عدد القتلى 61 جندياً ، و108 جرحى ،
وتدمير 39 آلية مختلفة .
وأمام
تلك الخسائر المحدودة في صفوف القوات الأردنية ، سجلت معركة الكرامة بأحرف
من نور في إنجازات العسكرية العربية بل واعتبرت أول نصر عربي على إسرائيل
منذ نكبة 1948 ، وترتب عليها أيضا استرجاع الأردن لآلاف الأراضي التي احتلت
في حرب 1967 ، كما رفعت من م[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ويات الجبهات العربية الأخرى ، وأكدت بما لايدع مجالا للشك أن الإرادة والتصميم يمثلان جزءا لا يتجزأ من النصر على الأعداء.
ويرى الكاتب الفلسطيني زياد أبو
شاويش أن الملمح الرئيس في تلك المعركة كان هو الشراكة الفلسطينية
الأردنية الصادقة والحقيقية في مواجهة عدو واحد للطرفين، قائلا : هذا
الملمح وهذه الظاهرة أرست في حينه أهمية العمل الفدائي والمساندة النظامية
في نفس الوقت وأظهرت كم هو مفيد وضروري للانتصار تجميع كل قوانا سواء من
قوات مغاوير أو جيش نظامي بمدفعيته ودباباته وأسلحته الثقيلة وقتاله
الكلاسيكي مع مجموعات فدائيين منتشرة بشكل مجموعات صغيرة وتستخدم تكتيكات
الدفاع المتحرك والمواقع غير الثابتة، هذا المظهر الذي كان الأكثر إشراقاً
ولا يزال في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وان التضامن والتعاون بين المقاومة والجيش النظامي لم يتكرر بنفس الطريقة للآن برغم أهميته ونجاعته في مواجهة عدو متفوق.
واستطرد
يقول : من يتصور معركة تتلاقى فيها القوات الإسرائيلية التي تم إنزالها في
المنطقة والمقاتلين الفلسطينيين المتحصنين في الجبال والخنادق التي توفرها
طبيعة المنطقة مع قيام المدفعية الأردنية بالقصف المتواصل على القوات
الزاحفة من الغرب وكذلك على المواقع المتمركزة غرب النهر كقوات مساندة ،
يستطيع أن يفهم لماذا كان دور الجيش الأردني ضروري ولاغنى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ه
كما دور المقاومة التي تصدت بشكل مباشر للعدوان وأوقعت خسائر فادحة بقوات
العدو ودحضت الدعاية الصهيونية في تلك الفترة حول الأسطورة التي لا تلحق
بها الخسارة والتي نجحت في احتلال أراضي ثلاث دول عربية في أقل من 6 أيام .
لقد كانت معركة الكرامة نصراً
مزدوجاً، في وجهه الأول كان انتصار للتضامن والتعاون بين الجيش والمقاومة،
وهو الدرس الذي لازال العرب في حاجة ماسة لترسيخه والاستفادة منه في أية
معارك قادمة مع العدو الإسرائيلي ، وفي وجهه الآخر فتحت الطريق أمام دول
الطوق لخوض معركتها الأهم لتحرير أراضيها وليس فقط التصدي لعدوان إسرائيلي
جديد والمقصود هناحرب أكتوبر المجيدة .
حرب الاستنزاف
انتهت حرب 5 يونيو أو حرب الأيام الستة كما سمتها إسرائيل بنهاية مأساوية كشفت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كثير من أوجه القصور في القوات المسلحة المصرية بشكل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وفي القوات التي تتولى مهام الدفاع الجوي بشكل خاص ولذا وضعت القيادة
السياسية جملة من الأهداف لتجاوز النكسة تتمثل فى : إعادة بناء القوات
المسلحة ، إعادة الثقة للجنود في أنفسهم وفي قادتهم ، إعادة الضبط والربط ،
إعادة تدريب القوات ، وتنظيم الوحدات ، ومن هنا بدأت مرحلة الصمود وحرب
الاستنزاف.
مرحلة الصمود
فبعد النكسة حاول الإسرائيليون
الدخول واحتلال مساحات أوسع من أرض سيناء حيث تحركت قوات العدو من القنطرة
في اتجاه بور فؤاد ولكن بعض قوات الصاعقة المصرية قامت ببث الألغام في
طريقهم و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما تقدم العدو انفجرت هذه الألغام فمنعت العدو من التقدم في 1 يوليو 67 وهى المعركة التى أطلق عليها معركة رأس العش .
وفي
2 يوليو 67 ، حاولت إسرائيل الاستيلاء علي بور فؤاد ولكن أفراد القوات
المصرية تصدوا لهم بالأسلحة الخفيفة ودمرت عربات المدرعات المتقدمة واضطر
العدو أن ينسحب بقواته وسميت هذه المعركة بمعركة راس العين .
وفى 14و 15 يوليو 67 ، قامت القوات المصرية بإطلاق مدفعية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يفة
علي طول الجبهة وذلك بعد اشتباكات مع العدو في الجنوب في اتجاه السويس
والفردان وقد كان ذلك تمهيدا لطلعة طيران قوية حيث خرجت القوات الجوية
باكملها وهى تضرب في الجنوب فتحول العدو بقواته الي الجنوب وترك الشمال
بغير غطاء فانطلق الطيران المصري الي الشمال وأوقع خسائر كبيرة فى صفوف
القوات الاسرائيلية .
وقامت القيادة الإسرائيلية علي إثر هذه الضربة الجوية المصرية الصائبة بطلب وقف إطلاق النار من أمريكا التي كلفت الأمين ال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
للأمم المتحدة بإبلاغ الرئيس جمال عبد الناصر عبر التليفون بهذا الطلب
الإسرائيلي وكان قائد الطيران المصري في هذا الوقت هو الفريق مدكور أبو
العز.
وفي 21 أكتوبر67 ، قامت
البحرية المصرية بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات ، ويروي اللواء محمد عبد
الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر فى مذكراته تفاصيل ما حدث في
هذا اليوم ، قائلا : جاء يوم 21 أكتوبر 1967 وقد وصلت إلى مركز قيادة
الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن
الجريدلى رئيس عمليات الجبهة ، وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة ،
يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر
فى المنطقة شمال بورسعيد . كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة
بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة
لمهاجمة المدمرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما
تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ . وظلت المدمرة المعادية
تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر ، وتكرر ذلك عدة
مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز قواتنا البحرية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التصدى لها .
واستطرد يقول : وبمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]د
دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ
المهمة . هاجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت
تميل على جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية
إيلات شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها
طاقمها ، وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى،
وعاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات
المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة وحقق تلك النتيجة الباهرة.
لقد كان إغراق المدمرة إيلات
بواسطة الصواريخ البحرية التي استخدمت لأول مرة بحسب الجمسي بداية مرحلة
جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم وأصبح هذا
اليوم ـ بجدارة ـ هو يوم البحرية المصرية ، مؤكدا أن هذه الضربة كانت هي
حديث العالم كله في هذا الوقت .
حرب الاستنزاف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الجندى المصرى نقل المعركة إلى مواقع العدو
هو التعبير الذى أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية التي دارت بين القوات المصرية و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الإسرائيلى شرق قناة السويس والتى نقلت مصر خلالها المعركة إلى مواقع
العدو بعد أن نجحت في مرحلة الصمود ومنع العدو من احتلال أراض جديدة وكان
الهدف الأساسى من تلك الحرب هو إسقاط أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى
والآليات في صفوف العدو وتدريب الجنود المصريين على عمليات قتالية في شرق
القناة تمهيدا للحظة العبور.
وقد
شرح جمال عبد الناصر فلسفته في هذة الحرب في حوار مع الكاتب الصحفى محمد
حسنين هيكل ، قائلا : أن يستطيع العدو أن يقتل 50 ألفا منا فإننا نستطيع
الاستمرار لأننا نمتلك لاحتياطي الكافي و لكن أن يفقد العدو 10 آلاف فسوف
يجد نفسه مضطر إلى أن يوقف القتال فهو لا يمتلك الاحتياطي البشري الكافي .
وبدأت
تلك الحرب في مارس 1969 وانتهت بموافقة عبد الناصر على مبادرة وزير
الخارجية الأمريكى حينئذ روجرز لوقف إطلاق النار فى الثامن من أغسطس 1970 .
وفي كتاب أسرار جديدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حرب الاستنزاف الذى صدر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الهيئة المصرية للكتاب في 2005 ، واعتمد في محتوياته على شهادة شخصيتين
كان كل منهما قريبا جدا من أسرار حرب الاستنزاف وعملياتها ، هما: عبده
مباشر رئيس القسم العسكري الأسبق في الأهرام، وعميد بحري سابق إسلام توفيق ،
جاء أن اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية في هذا الوقت أقنع الرئيس
عبد الناصر أن صورة القائد والضابط والجندي الإسرائيلي في مخيلة القوات
المصرية على ضوء نتيجة يونيو 1967 هي صورة المقاتل السوبر (المقاتل الذي لا
يقهر)، ولو تم ترك هذه الصورة لتترسخ لأصبح من المتعذر على القوات المصرية
أن تواجه جيش [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسرائيلي في أي صراع عسكري مقبل .
ووفقا
للواء محمد صادق أيضا ، فإنه إذا كانت مصر ستخوض معركة مقبلة لتحرير أرضها
واستعادة كبريائها ، فإن الخطوة الأولى هي تحطيم صورة المقاتل الإسرائيلي
السوبر قبل أن تترسخ في عقول المقاتلين المصريين ، ولتحقيق هذا الهدف فإنه
من الضروري أن تبدأ عمليات فدائية ضد قوات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الإسرائيلي في شرق قناة السويس ، مؤكدا أن سقوط قتلى وجرح وأسرى فى صفوف
العدو سيؤدي إلى استنزافه ونزع هذه الهالة التي اكتسبها في يونيو 1967.
وبالفعل وعلى أساس تلك الرؤية العسكرية ، انطلقت حرب الاستنزاف في مارس 1969 وتضمنت هجمات متعددة ضد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في سيناء وحتى فى مناطق خارج منطقة الصراع تماما مثل عملية تفجير حفار إسرائيلي في المحيط الأطلنطي .
وكان من أهم إنجازات تلك الحرب
عملية إيلات التي تم خلالها الهجوم على ميناء أم الرشراش المصري الذي أسمته
إسرائيل إيلات بعد احتلاله ، حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين
وإغراق بارجة إسرائيلية ، وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين
بالتعاون مع القوات الأردنية والعراقية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
كما
سطر أبطال المجموعة 39 قتال التي كان يقودها العميد إبراهيم الرفاعي الذى
استشهد فيما بعد بحرب أكتوبر بأسمائهم في سجل التاريخ بالنظر إلى المهام
الخطيرة التى أوكلت إليهم وتم تنفيذها بنجاح خلال تلك الحرب ، وكانت تلك
المجموعة تضم خيرة مقاتلي الصاعقة والضفادع البشرية والصاعقة البحرية
وأذاقت جيش [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسرائيلي الويل والأهوال وسببت لجنوده حالة هيستيريا دائمة حتى أنهم كانوا يحاولون الوصول بأية وسيلة إلي معلومات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تلك المجموعة وأساليب عملها ، بل أنهم حددوا أسماء ثلاثة من رجال المجموعة
للوصول إليهم أحياء أو أموات وهم الشهيد إبراهيم الرفاعي والقائد الثاني
للمجموعة الدكتور علي نصر ثم المقاتل الفذ علي أبو الحسن الذي شارك في 44
عملية خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر .
حائط الصواريخ
في رد وحشى على خسائره في حرب
الاستنزاف ، هاجم العدو الإسرائيلى أهدافا مدنية داخل مصر بسبب ضعف
الدفاعات الجوية المصرية مثل مجزرة بحر البقر التي قصف فيها العدو مدرسة
ابتدائية وأدت تلك العمليات الجوية الاسرائيلية إلى دفع مصر لإنشاء سلاح
للدفاع الجوي كقوة مستقلة في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1968 وتبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ
السوفيتية سام وقد حمى كل السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الاسرائيلي.
لقد
كانت قوات الدفاع الجوي قبل النكسة تعتبر فرعاً من سلاح المدفعية، وتحت
القيادة العملياتية للقوات الجوية وهذا التنظيم معمول به في كثير من دول
العالم ولكن من دروس حربى 1956 و 1967 وجد أن القوة الجوية الإسرائيلية
مركزة في يد قائد واحد ولذا من الضرورى تركيز جميع الأسلحة والمعدات
المضادة لها والمكلفة بالت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ل معها وصدها في يد قائد واحد ضماناً للتنسيق وتوحيداً للمسئولية وتحقيقاً للنجاح.
وكان
القرار بإنشاء قوات الدفاع الجوي المصري قوة مستقلة قائمة بذاتها، لتصبح
القوة الرابعة ضمن القوات المسلحة المصرية التي تشمل القوات البرية
والبحرية والجوية وذلك في أول فبراير 1968 .
وبدأ التخطيط لبناء منظومة دفاع جوي من منطلق الدور الرئيسي لهذه المنظومة والذي يتمثل في توفير الدفاع الجوي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
القوات والأهداف الحيوية في الدولة ضد هجمات العدو الجوي لذا ينبغي أن
تحقق المنظومة ثلاثة أهداف رئيسية هي استطلاع العدو الجوي والإنذار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ه ومنع العدو من استطلاع القوات المصرية ثم توفير الدفاع الجوي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] القوات والأهداف الحيوية.
ولتحقيق هذا تضمنت منظومة الدفاع الجوى عدة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اصر
متناسقة متعاونة تعمل تحت قيادة واحدة هي : نظام القيادة والسيطرة ، نظام
الاستطلاع والإنذار ويضم أجهزة رادار أرضية أو محمولة جواً، وأقماراً
صناعية، وشبكات المراقبة الجوية بالنظر ، نظم القتال الإيجابية، وتشمل:
المقاتلات، والصواريخ الموجهة، والمدفعية المضادة للطائرات ، أنظمة الحرب
الإلكترونية.
أما بالنسبة لحائط الصواريخ ، فإنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]دما
ارتفعت خسائر إسرائيل نتيجة حرب الاستنزاف فقد قررت فى 6 يناير1970
بناء على اقتراح وزير الحرب موشى ديان إدخال السلاح الجوى الإسرائيلي إلى
المعركة ، وزعمت رئيسة وزراء إسرائيل في هذا الوقت جولدا مائير أن الطريقة
الوحيدة لمنع المصريين من تحرير سيناء هي ضرب العمق المصري ب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ف.
ودخل
الطيران الإسرائيلي بكل ثقلة مدعوما بالمقاتلات الحديثة من طراز سكاى هوك
والفانتوم والميراج ليبدأ بمهاجمة القوات العسكرية فى البداية ثم انتقل إلى
الأهداف المدنية .
ونظرا
لأن السياسة التى اتبعها السوفيت عقب نكسة 1967 كانت تقضى بتزويد مصر
بأسلحة دفاعية وعدم تزويدها بأسلحة متقدمة فقد فرضت إسرائيل سيطرتها الجوية
ليس فقط على الجبهة ولكن على مصر كلها .
ونفذ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسرائيلى العديد من الهجمات الجوية خلال الفترة من يناير حتي إبريل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1970 م وبلغ إجمالي طلعات الطيران3838 طلعة جوية ، وخلال هذا التصعيد ارتكبت مقاتلات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الإسرائيلى جريمتين بشعتين وهما الغارة الجوية على مصنع أبو زعبل والأخري
على مدرسة بحر البقر في 8 إبريل 1970 ، الأولى تسببت بمقتل 70 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لا وإصابة 69 آخرين وزعمت إسرائيل أنها وقعت بطريق الخطأ والأخرى تسببت بمقتل 31 طفلا وجرح 36 آخرين ، مما أساء الاستياء العالمى.
أمام
كل هذا عقد الرئيس جمال عبد الناصر ثلاثة اجتماعات رئيسية مع القيادت
الجوية والدفاع الجوى اللذين أكدوا له عجز شبكة الدفاع الجوى المصرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التصدي للطائرات الإسرائيلية بأجهزتها المتطورة ولذلك قرر السفر إلى موسكو فى زيارة سرية لامداد مصر بنظام دفاع جوى متكامل .
كانت شبكة الدفاع الجوى اللازمة للجيش المصرى تطلب عدة [url=http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A8%D8%AD%D8%AB+%D8%B9%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84+%D8%B9%D8%A7%D9%85+1973&b