أبو حامد الغزالي، هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الملقب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وزين الدين ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] / [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، مجدد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في التاريخ الإسلامي.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] ولادته ونشأته
ولد أبو حامد الغزالي في قرية "غزالة" القريبة من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من إقليم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الموافق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وإليها ينسب. ونشأ في بيت فقير من عائلة خراسانية فقد كان والده رجلاً زاهداً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لا يملك غير حرفته، ولكن كانت لديه رغبة شديدة في تعليم ولديه محمد وأحمد، وحينما حضرته الوفاة عهد إلى صديق له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
برعاية ولديه، وأعطاه ما لديه من مال يسير، وأوصاه بتعليمهما وتأديبهما.
فاجتهد الرجل في تنفيذ وصية الأب على خير وجه حتى نفد ما تركه لهما أبوهما
من المال، وتعذر عليه القيام برعايتهما والإنفاق عليهما، فألحقهما بإحدى
المدارس التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، والتي كانت تكفل طلاب العلم فيها.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] تعليمه
ابتدأ طلبه للعلم في صباه، فأخذ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ثم قدم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ولازم إمام الحرمين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فأخذ عنه جملة من العلوم في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وفي هذه الفترة ألف الغزالي كتابه "المنخول" وعرضه على شيخه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
فأعجب به قائلاً: «دفنتني وأنا حي! هلا صبرت حتى أموت؟!». واجتهد الغزالي
في طلب العلم حتى تخرج في مدة قريبة وصار أفضل أهل زمانه وأوحد أقرانه.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] شيوخه
درس الغزالي على عدد من العلماء والأعلام، منهم:
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] تلاميذه
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] بداية تدريسه
جلس الغزالي للإقراء وإرشاد الطلبة وتأليف الكتب في أيام إمامه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وكان الإمام يتبجح به ويعتد بمكانه منه. ثم خرج من نيسابور وحضر مجلس الوزير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فأقبل عليه وحل منه محلاً عظيماً لعلو درجته وحسن مناظرته، وكان مجلس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
محطاً لرحال العلماء، ومقصد الأئمة والفضلاء، ووقع للإمام الغزالي فيها
اتفاقات حسنة من مناظرة الفحول، فظهر اسمه وطار صيته، فأشار عليه نظام
الملك بالمسير إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] للقيام بالتدريس في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فسار إليها سنة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وأعجب الكل بتدريسه ومناظرته وحضره الأئمة الكبار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وتعجبوا من كلامه ونقلوه في مصنفاتهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فصار إمام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بعد أن حاز إمامة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وارتفعت درجته في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على الأمراء والوزراء والأكابر وأهل دار الخلافة.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] تجربته المعرفية والروحية
مرّ الغزالي في حياته بمرحلة شكّ خلالها في الحواس والعقل وفي قدرتهما
على تحصيل العلم اليقيني (وهذه الحالة هي التي تسمى فترة الشك وهي غير
الأزمة الروحانية التي أدت بالغزالي إلى ترك بغداد؛ وهي الأزمة الأولى وهي
بطابعها غير روحانية وإنما هي معرفية) ودخل في مرحلة من السفسطة الغير
منطقية حتى شفاه الله منها بعد مدة شهرين تقريبًا، حيث يقول عن نفسه: «فلما
خطرت لي هذه الخواطر - خواطر الشك في المحسوسات والمعقولات - وانقدحت في
النفس، حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل، ولم يمكن
نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية، فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب
الدليل. فأعضل هذا الداء، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة
بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال، حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض،
وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً
بها على أمن ويقين؛ ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله
تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ويتابع الغزالي قائلا عن نفسه: ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أنحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
فقلت في نفسي: الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة، فهؤلاء هم السالكون
سبل طلب الحق، فإن شذَّ الحق عنهم، فلا يبقى في درك الحق مطمع... فابتدرت
لسلوك هذه الطرق، واستقصاء ما عند هذه الفرق، مبتدئاً بعلم الكلام، ومثنياً
بطريق الفلسفة، ومثلثاً بتعلم الباطنية، ومربعاً بطريق الصوفية.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] المتكلمون، ولم يجد ضالّته عندهم
بدأ الغزالي في تحصيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وطالع كتب المحققين منهم، حتى عقله وفهمه حق الفهم، بل وصنف فيه عدة من الكتب التي أصبحت مرجعا في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فيما بعد مثل كتاب الاقتصاد في الاعتقاد. ولقد قال الغزالي عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أنه حفظ العقيدة من الشكوك التي تثار حولها والطعون التي توجه إليها. أما
أن يخلق علم الكلام عقيدة الإسلام في إنسان نشأ خاليا عنها غير مؤمن بها،
فهذا ما لم يحاوله علم الكلام، وما لم يكن في مهمته، وقد قضت عليه مهمته
تلك أن يأخذ مقدماته من هؤلاء الطاعنين المشككين ليؤاخذهم بلوازم مسلماتهم،
وهي مقدمات واهية ضعيفة قال: وكان أكثر خوضهم (يقصد علم الكلام) في
استخراج مناقضات الخصوم ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. هذا هو مقصود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]؛
أما مقصود الغزالي فهو إدراك الحقيقة الدينية إداركا يقينيا عن مكاشفة
ودقة ووضوح. لهذا يقول الغزالي مشيرا إلى علم الكلام: فلم يكن الكلام في
حقي كافيا، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافيا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
لم يجد الغزالي ضآلته المنشودة في علم الكلام، ورآه غير واف بمقصوده،
إذن لم يكن علم الكلام مقنعا للغزالي فظل يبحث عن الحقيقة انتقل إلى الصنف
الثاني من طالبين الحقيقة وهم الفلاسفة.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] الفلاسفة، وقد انتقدهم
تناول الغزالي بحوث الفلاسفة التي تعرضوا فيها لموضوعات العقيدة، عله
يجد لديهم من فنون المحاولات العقلية ما يقطع بصحة ما ذهبوا إليه بشأنها،
فوجدهم قد اختلفوا فيها اختلافا كبيرا. سرعان ما أدرك الغزالي أن مزاولة
العقل لهذه المهمة إقحام له فيما لا طاقة له به، وأن أسلوب العقل في تفهم
الأمور الرياضية، ولا يمكن أن تخضع له المسائل الإلهية. فألف الغزالي في
نقدهم وتفنيد آرائهم كتبا أهمها كتاب تهافت الفلاسفة. لذلك خرج الغزالي
بهذه النتيجة: فإني رأيتهم أصنافاً، ورأيت علومهم أقساماً؛ وهم على كثرة
أصنافهم يلزمهم وصمة الكفر والإلحاد، وإن كان بين القدماء منهم والأقدمين،
وبين الأواخر منهم والأوائل، تفاوت عظيم في البعد عن الحق والقرب منه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
فكذلك لم يجد الغزالي ضآلته في الفلسفة ورآها غير جديرة بما يمنحها
الناس من ثقة، فإتجه إلى ثالث فرقة من أصناف الباحثين عن الحق وهي الباطنية
أو التعليمية.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] الباطنية، وقد انتقدهم
في عهد الخليفة العباسي المستظهر برزت فرقة تسمى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكانت ترى أنه يجب تأويل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والبحث في باطنه وعدم قبول ظاهره فقد كانوا يؤمنون بالمعاني الباطنة. وإن
لهذه الفرقة أفكار ضآلة وملحدة حتى أنها كانت تهدف إلى التشكيك في أركان
الشريعة فمثلا يقولون ما الهدف من رمي الحجارة وما الداعي للسعي بين الصفا
والمروة؟ إذن كانت فرقة ملحدة تكفيرية خطيرة أحس الخليفة العباسي بخطرها
فطلب من الغزالي أن يؤلف كتاب يقوم فيه بالرد عليهم. فتمعن الغزالي
بأفكارهم وتعمق بها وكتب كتاب "فضائح الباطنية"، فانتقدهم في كتابه وتأثر
بكتب من سبقوه في نقد هذه الفرقة.
يقول الباطنية: إن العقل لا يؤمن عليه الغلط، فلا يصح أخذ حقائق الدين
عنه. وإلى هذا الحكم انتهى الغزالي عند امتحانه للفلاسفة، فهم إذن في هذه
النقطة متفقون. عماذا إذن يأخذون قضايا الدين في ثوبها اليقيني؟! يأخذونها
عن الإمام المعصوم الذي يتلقى عن الله بواسطة النبي. أحبب بهذا الإمام وبما
يأتي عن طريقه. ولكن أين ذلك الإمام، فتش عنه الغزالي طويلا فلم يجده،
وتبين أنهم فيه مخدوعون، وأن هذا الإمام لا حقيقة له في الأعيان، فعاد
أدراجه وكرّ راجعا، بعد ما ألف كتبا ضدهم أوجعهم فيها نقدا وتفنيدا كما
يقول: فلما خبرناهم نفضنا اليد عنهم أيضاً.
وأيضا لم يجد الغزالي ضآلته عند الباطنية، ورآهم غارقين في حيرة، فوصل أخيرا عند الصوفية، وعندها ابتدأ اعتزاله عن الناس وسفره.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] الصوفية، ووجد ضالّته عندهم
عندما فرغ الغزالي من هذه العلوم، أقبل بهمته على طريق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
وبما أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل؛ وكان حاصل علومهم قطع عقبات النفس.
والتنـزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بـها إلى تخلية
القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله. ابتدأ الغزالي بتحصيل علمهم من
مطالعة كتبهم مثل:
المتفرقات المأثورة عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وبعد أن اطلع الغزالي على كنه مقاصدهم العلمية، وحصل ما يمكن أن يحصل من
طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر له أن أخص خواصهم، ما لا يمكن الوصول إليه
بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات. فيقول عن نفسه: فعلمت يقيناً أنـهم
أرباب الأحوال، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد
حصّلته، ولم يبقَ إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم، بل بالذوق والسلوك[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
عند ذلك لاحظ الغزالي على نفسه انغماسه في العلائق وأنه في تدريسه
وتعليمه مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة، ونيته غير خالصة
لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت. فلم أزل
يتفكر فيه مدة، يصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً،
ويحل العزم يوماً، ويقدم فيه رجلاً ويؤخر عنه أخرى. يقول الغزالي عن نفسه:
فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة، قريباً من ستة أشهر
أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة (488 هـ). وفي هذا الشهر جاوز
الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن
التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة
إلي، فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة...ثم لما أحسست
بعجزي، وسقط بالكلية اختياري، التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا
حيلة له، فأجابني الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وسهل على قلبي الإعراض عن
الجاه والمال والأهل والولد والأصحاب، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا
أدبّر في نفسي سفر الشام حذراً أن يطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على
المقام في الشام ؛ فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم أن لا
أعاودها أبداً.
ثم دخل الشام، وأقام به قريباً من سنتين لا شغل له إلا العزلة والخلوة؛
والرياضة والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتـهذيب الأخلاق، وتصفية القلب
لذكر الله تعالى، كما كان يحصله من كتب الصوفية. فكان يعتكف مدة في مسجد
دمشق، يصعد منارة المسجد طول النهار، ويغلق بابـها على نفسه. ثم رحل منها
إلى بيت المقدس، يدخل كل يوم الصخرة، ويغلق بابـها على نفسه. ثم يتابع
الغزالي رحلته وخلوته ويقول عن نفسه: ثم تحركت فيَّ داعية فريضة الحج،
والاستمداد من بركات مكة والمدينة. وزيارة رسول الله بعد الفراغ من زيارة
الخليل صلوات الله وسلامه عليه ؛ فسرت إلى الحجاز.
ودام الغزالي في خلوته مقدار عشر سنين؛ ليصل إلى نتيجة وهي في قوله: إني
علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم
أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل
العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء،
ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه
سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور
مشكاة النبوة؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به.
وبالجملة، فماذا يقول القائلون في طريقة، طهارتـها - وهي أول شروطها -
تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى
التحريم من الصلاة، استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء
بالكلية في الله؟ وهذا آخرها بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الاختيار
والكسب من أوائلها. وهي على التحقيق أول الطريقة، وما قبل ذلك كالدهليز
للسالك إليه. ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات والمشاهدات، حتى أنـهم في
يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون
منهم فوائد. ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال، إلى درجات يضيق عنها
نطاق النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا
يمكنه الاحتراز عنه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وخلال فترة اعتزاله ألف الغزالي كتابه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والذي ابتدأ تأليفه في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ثم أتمـه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
وهو يمثل تجربته التي عاشها في تلك الفترة. ويعتبر كتاب الإحياء أحد أهم
كتبه التي ألفها، وأحد أهم وأشمل الكتب في علم التصوف. حتى أنه قيل عنه: من
لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء. كما وألف كتابه "المنقذ من الضلال" كتب
فيه قصة اعتزاله وعودته.
اتسم منهج الامام الغزالي بعد مسيرته الصوفية بشيء من الوسطية ووقف
بآرائة ضد العصبية الدينية والافكار التكفيرية, حيث ارجع ابتعاد الناس عن
طريق الحق والتدين متمثل في طريقة الدعوة التي تباناها اشخاص يزكون انفسم
باظار فساد غيرهم وان لم يكن فاسد وإخراج الدين عن منهج الفطرة الذي اتسم
به منذ بداية الدعوة فكانت من حكمة الشهيرة في كتاب احياء علوم الدين قوله "
إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه
بسوء صنيعهم وسوء كلامهم" كانت تختصر هذه الحكمة منهجا قد ساد في زمن
الامام الغزالي تمثل بتشويه افراد متعصبين دينيا لاسس الدعوة الإسلامية أو
اسس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى بغضهم الناس وبغضوا ما اقترن فيهم
من تدين، اي انهم بغضو الدين لاجل هؤلاء الافراد.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] عودته إلى بلده
يقول الغزالي عن نفسه: لما رأيت أصناف الخلق قد ضعف إيـمأنـهم إلى هذا
الحد بـهذه الأسباب، ورأيت نفسي ملبة بكشف هذه الشبهة، حتى كان إفضاح هؤلاء
أيسر عندي من شربة ماء، لكثرة خوضي في علومهم وطرقهم - أعني طرق الصوفية
والفلاسفة والتعليمية والمتوسمين من العلماء-، انقدح في نفسي أن ذلك
-الرجوع إلى بلده - متعين في هذا الوقت، محتوم. فماذا تغني الخلوة والعزلة،
وقد عم الداء، ومرض الأطباء، وأشرف الخلق على الهلاك؟... فشاورت في ذلك
جماعة من أرباب القلوب والمشاهدات، فاتفقوا على الإشارة بترك العزلة،
والخروج من الزاوية ؛ وانضاف إلى ذلك منامات من الصالحين كثيرة متواترة،
تشهد بأن هذه الحركة مبدأ خير ورشد قدّرها الله سبحأنه على رأس هذه المائة ؛
فاستحكم الرجاء، وغلب حسن الظنّ بسبب هذه الشهادات وقد وعد الله سبحأنه
بإحياء دينه على رأس كل مائة. ويسّر الله تعالى الحركة إلى نيسابور، للقيام
بـهذا المهم في ذي القعدة، سن تسع وتسعين وأربع مائة (499 هـ). وكان
الخروج من بغداد في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربع مائة (488 هـ). وبلغت
مدة العزلة إحدى عشر سنة. وهذه حركة قدّرها الله تعالى، وهي من عجائب
تقديراته التي لم يكن لها انقداح في القلب في هذه العزلة، كما لم يكن
الخروج من بغداد، والنـزوع عن تلك الأحوال مما خطر إمكأنه أصلاً بالبال ؛
والله تعالى مقلب القلوب والأحوال و(قلب المؤمن بين إصبعين من أصابعِ
الرحمن). وأنا أعلم أني، وإن رجعت إلى نشر العلم، فما رجعت! فإن الرجوع
عَودٌ إلى ما كان، وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي به يكتسب الجاه،
وأدعو إليه بقولي وعملي، وكان ذلك قصدي ونيتي. وأما الآن فأدعو إلى العلم
الذي به يُترك الجاه، ويعرف بـه سقوط رتبة الجاه. هذا هو الآن نيتي وقصدي
وأمنيتي ؛ يعلم الله ذلك مني ؛ وأنا أبغي أن أصلح نفسي وغيري، ولست أدري
أأصِل مرادي أم أُخترم دون غرضي؟ ولكني اؤمن إيمان يقين ومشاهدة أنه لا حول
ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم؛ وأني لم أتحرك، لكنه حركني ؛ وإني لم
أعمل، لكنه استعملني ؛ فأسأله أن يصلحني أولاً، ثم يُصلح بي، ويهديني، ثم
يهدي بي ؛ وأن يريني الحق حقاً، ويرزقني اتباعه، ويريني الباطل باطلاً،
ويرزقني اجتنابه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
عاد الغزالي إذن إلى وطنه طوس لازماً بيته مقبلاً على العبادة ونصح
العباد وإرشادهم ودعائهم إلى الله تعالى، والاستعداد للدار الآخرة مرشد
الضالين ومفيد الطالبين، وكان معظم تدريسه في التفسير والحديث والتصوف.
فلما صارت الوزارة إلى فخر الملك احضره وسمع كلامه والزمه بالخروج إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فخرج ودرس ثم عاد إلى وطنه واتخذ في جواره مدرسة ورباطًا للصوفية وبنى دارًا حسنة وغرس فيها بستانًا وتشاغل ب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وسمع الصحاح.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] نظرياته التربوية
يعد أبو حامد الغزالي من كبار المفكرين المسلمين بعامه ومن كبار
المفكرين بمجال علم الأخلاق والتربية بخاصه، وقد استفاد الغزالي من تجربته
العميقة معتمدا على الشريعة الإسلامية في بناء منهجية متكاملة في تربية
النفس الإنسانية. كما بين
الطرق العمليه لتربيه الأبناء وإصلاح الاخلاق الذميمة وتخليص الإنسان منها، فكان بذلك مفكراً ومربياً ومصلحاً اجتماعياً في أن معاً.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] الاخلاق
يرى الغزالي ان الاخلاق ترجع إلى النفس لا إلى الجسد، فالخلق عنده هيئه
ثابته قفي النفس تدفع الإنسان للقيام بالافعال الاخلاقيه بسهوله ويسر دون
الحاجة إلى التفكير الطويل.
ويرى الغزالي ان الاخلاق الفاضلة لا تولد مع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
وإنما يكتسبها عن طريق التربية والتعليم من البيئة التي يعيش فيها.
والتربية الأخلاقية السليمة في نظر الغزالي تبدأ بتعويد الطفل على فضائل
الاخلاق وممارستها مع الحرص على تجنيبه مخالطة قرناء السوء حتى لا يكتسب
منهم الرذائل، وفي سن النضج العقلي تشرح له الفضائل شرحاً علمياً يبين سبب
عدها فضائل وكذلك الرذائل وسبب عدها رذائل حتى يصبح سلوكه مبيناً على علم
ومعرفة واعية.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] السعادة
السعادة كما يراها الغزالي هي تحصيل أنواع الخيرات المختلفة وهي:
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] من أشهر كتب الغزالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صندوق لقلم يعود للإمام الغزالي، موجودة في متحف القاهرة
ألّف الإمام الغزالي خلال مدة حياته (55 سنة) الكثير من الكتب في مختلف
صنوف العلم، حتى أنه قيل: إن تصانيفه لو وزعت على أيام عمره أصاب كل يوم
كتاب. حيث بلغت 457 مصنفا ما بين كتاب ورسالة، كثير منها لا يزال مخطوطا،
ومعظمها مفقود[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ومن هذه الكتب:
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] في العقيدة وعلم الكلام والفلسفة
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] في الفقه وأصوله والمنطق
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] في التصوف
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] أخرى
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] قال العلماء عنه
محتويات [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]]
|
ولد أبو حامد الغزالي في قرية "غزالة" القريبة من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من إقليم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الموافق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وإليها ينسب. ونشأ في بيت فقير من عائلة خراسانية فقد كان والده رجلاً زاهداً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لا يملك غير حرفته، ولكن كانت لديه رغبة شديدة في تعليم ولديه محمد وأحمد، وحينما حضرته الوفاة عهد إلى صديق له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
برعاية ولديه، وأعطاه ما لديه من مال يسير، وأوصاه بتعليمهما وتأديبهما.
فاجتهد الرجل في تنفيذ وصية الأب على خير وجه حتى نفد ما تركه لهما أبوهما
من المال، وتعذر عليه القيام برعايتهما والإنفاق عليهما، فألحقهما بإحدى
المدارس التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، والتي كانت تكفل طلاب العلم فيها.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] تعليمه
ابتدأ طلبه للعلم في صباه، فأخذ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ثم قدم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ولازم إمام الحرمين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فأخذ عنه جملة من العلوم في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وفي هذه الفترة ألف الغزالي كتابه "المنخول" وعرضه على شيخه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
فأعجب به قائلاً: «دفنتني وأنا حي! هلا صبرت حتى أموت؟!». واجتهد الغزالي
في طلب العلم حتى تخرج في مدة قريبة وصار أفضل أهل زمانه وأوحد أقرانه.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] شيوخه
درس الغزالي على عدد من العلماء والأعلام، منهم:
- أحمد الرازكاني، أخذ عنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- أبو نصر الإسماعيلي.
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أخذ عنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- الفضل بن محمد الفارمذي، تلميذ أبو القاسم القشيري، والذي اشتهر في زمانه حتى صار مقصد طالبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وقد أخذ عنه الغزالي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- الشيخ يوسف النساج، وقد أخذ عنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] تلاميذه
- أبو منصور [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- أبو الفتح [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- أبو العباس الأقليشي.
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] بداية تدريسه
جلس الغزالي للإقراء وإرشاد الطلبة وتأليف الكتب في أيام إمامه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وكان الإمام يتبجح به ويعتد بمكانه منه. ثم خرج من نيسابور وحضر مجلس الوزير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فأقبل عليه وحل منه محلاً عظيماً لعلو درجته وحسن مناظرته، وكان مجلس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
محطاً لرحال العلماء، ومقصد الأئمة والفضلاء، ووقع للإمام الغزالي فيها
اتفاقات حسنة من مناظرة الفحول، فظهر اسمه وطار صيته، فأشار عليه نظام
الملك بالمسير إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] للقيام بالتدريس في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فسار إليها سنة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وأعجب الكل بتدريسه ومناظرته وحضره الأئمة الكبار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وتعجبوا من كلامه ونقلوه في مصنفاتهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فصار إمام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بعد أن حاز إمامة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وارتفعت درجته في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على الأمراء والوزراء والأكابر وأهل دار الخلافة.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] تجربته المعرفية والروحية
مرّ الغزالي في حياته بمرحلة شكّ خلالها في الحواس والعقل وفي قدرتهما
على تحصيل العلم اليقيني (وهذه الحالة هي التي تسمى فترة الشك وهي غير
الأزمة الروحانية التي أدت بالغزالي إلى ترك بغداد؛ وهي الأزمة الأولى وهي
بطابعها غير روحانية وإنما هي معرفية) ودخل في مرحلة من السفسطة الغير
منطقية حتى شفاه الله منها بعد مدة شهرين تقريبًا، حيث يقول عن نفسه: «فلما
خطرت لي هذه الخواطر - خواطر الشك في المحسوسات والمعقولات - وانقدحت في
النفس، حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل، ولم يمكن
نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية، فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب
الدليل. فأعضل هذا الداء، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة
بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال، حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض،
وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً
بها على أمن ويقين؛ ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله
تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ويتابع الغزالي قائلا عن نفسه: ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أنحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
- المتكلمون: وهم يدَّعون أنـهم أهل الرأي والنظر.
- الباطنية: وهم يزعمون أنـهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
- الفلاسفة: وهم يزعمون أنـهم أهل المنطق والبرهان.
- الصوفية: وهم يدعون أنـهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة.
فقلت في نفسي: الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة، فهؤلاء هم السالكون
سبل طلب الحق، فإن شذَّ الحق عنهم، فلا يبقى في درك الحق مطمع... فابتدرت
لسلوك هذه الطرق، واستقصاء ما عند هذه الفرق، مبتدئاً بعلم الكلام، ومثنياً
بطريق الفلسفة، ومثلثاً بتعلم الباطنية، ومربعاً بطريق الصوفية.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] المتكلمون، ولم يجد ضالّته عندهم
بدأ الغزالي في تحصيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وطالع كتب المحققين منهم، حتى عقله وفهمه حق الفهم، بل وصنف فيه عدة من الكتب التي أصبحت مرجعا في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فيما بعد مثل كتاب الاقتصاد في الاعتقاد. ولقد قال الغزالي عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أنه حفظ العقيدة من الشكوك التي تثار حولها والطعون التي توجه إليها. أما
أن يخلق علم الكلام عقيدة الإسلام في إنسان نشأ خاليا عنها غير مؤمن بها،
فهذا ما لم يحاوله علم الكلام، وما لم يكن في مهمته، وقد قضت عليه مهمته
تلك أن يأخذ مقدماته من هؤلاء الطاعنين المشككين ليؤاخذهم بلوازم مسلماتهم،
وهي مقدمات واهية ضعيفة قال: وكان أكثر خوضهم (يقصد علم الكلام) في
استخراج مناقضات الخصوم ومؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. هذا هو مقصود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]؛
أما مقصود الغزالي فهو إدراك الحقيقة الدينية إداركا يقينيا عن مكاشفة
ودقة ووضوح. لهذا يقول الغزالي مشيرا إلى علم الكلام: فلم يكن الكلام في
حقي كافيا، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافيا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
لم يجد الغزالي ضآلته المنشودة في علم الكلام، ورآه غير واف بمقصوده،
إذن لم يكن علم الكلام مقنعا للغزالي فظل يبحث عن الحقيقة انتقل إلى الصنف
الثاني من طالبين الحقيقة وهم الفلاسفة.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] الفلاسفة، وقد انتقدهم
تناول الغزالي بحوث الفلاسفة التي تعرضوا فيها لموضوعات العقيدة، عله
يجد لديهم من فنون المحاولات العقلية ما يقطع بصحة ما ذهبوا إليه بشأنها،
فوجدهم قد اختلفوا فيها اختلافا كبيرا. سرعان ما أدرك الغزالي أن مزاولة
العقل لهذه المهمة إقحام له فيما لا طاقة له به، وأن أسلوب العقل في تفهم
الأمور الرياضية، ولا يمكن أن تخضع له المسائل الإلهية. فألف الغزالي في
نقدهم وتفنيد آرائهم كتبا أهمها كتاب تهافت الفلاسفة. لذلك خرج الغزالي
بهذه النتيجة: فإني رأيتهم أصنافاً، ورأيت علومهم أقساماً؛ وهم على كثرة
أصنافهم يلزمهم وصمة الكفر والإلحاد، وإن كان بين القدماء منهم والأقدمين،
وبين الأواخر منهم والأوائل، تفاوت عظيم في البعد عن الحق والقرب منه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
فكذلك لم يجد الغزالي ضآلته في الفلسفة ورآها غير جديرة بما يمنحها
الناس من ثقة، فإتجه إلى ثالث فرقة من أصناف الباحثين عن الحق وهي الباطنية
أو التعليمية.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] الباطنية، وقد انتقدهم
في عهد الخليفة العباسي المستظهر برزت فرقة تسمى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكانت ترى أنه يجب تأويل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
والبحث في باطنه وعدم قبول ظاهره فقد كانوا يؤمنون بالمعاني الباطنة. وإن
لهذه الفرقة أفكار ضآلة وملحدة حتى أنها كانت تهدف إلى التشكيك في أركان
الشريعة فمثلا يقولون ما الهدف من رمي الحجارة وما الداعي للسعي بين الصفا
والمروة؟ إذن كانت فرقة ملحدة تكفيرية خطيرة أحس الخليفة العباسي بخطرها
فطلب من الغزالي أن يؤلف كتاب يقوم فيه بالرد عليهم. فتمعن الغزالي
بأفكارهم وتعمق بها وكتب كتاب "فضائح الباطنية"، فانتقدهم في كتابه وتأثر
بكتب من سبقوه في نقد هذه الفرقة.
يقول الباطنية: إن العقل لا يؤمن عليه الغلط، فلا يصح أخذ حقائق الدين
عنه. وإلى هذا الحكم انتهى الغزالي عند امتحانه للفلاسفة، فهم إذن في هذه
النقطة متفقون. عماذا إذن يأخذون قضايا الدين في ثوبها اليقيني؟! يأخذونها
عن الإمام المعصوم الذي يتلقى عن الله بواسطة النبي. أحبب بهذا الإمام وبما
يأتي عن طريقه. ولكن أين ذلك الإمام، فتش عنه الغزالي طويلا فلم يجده،
وتبين أنهم فيه مخدوعون، وأن هذا الإمام لا حقيقة له في الأعيان، فعاد
أدراجه وكرّ راجعا، بعد ما ألف كتبا ضدهم أوجعهم فيها نقدا وتفنيدا كما
يقول: فلما خبرناهم نفضنا اليد عنهم أيضاً.
وأيضا لم يجد الغزالي ضآلته عند الباطنية، ورآهم غارقين في حيرة، فوصل أخيرا عند الصوفية، وعندها ابتدأ اعتزاله عن الناس وسفره.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] الصوفية، ووجد ضالّته عندهم
عندما فرغ الغزالي من هذه العلوم، أقبل بهمته على طريق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
وبما أن طريقتهم إنما تتم بعلم وعمل؛ وكان حاصل علومهم قطع عقبات النفس.
والتنـزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة، حتى يتوصل بـها إلى تخلية
القلب عن غير الله تعالى وتحليته بذكر الله. ابتدأ الغزالي بتحصيل علمهم من
مطالعة كتبهم مثل:
- قوت القلوب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- كتب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- المتفرقات المأثورة عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- المتفرقات المأثورة عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
المتفرقات المأثورة عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وبعد أن اطلع الغزالي على كنه مقاصدهم العلمية، وحصل ما يمكن أن يحصل من
طريقهم بالتعلم والسماع. فظهر له أن أخص خواصهم، ما لا يمكن الوصول إليه
بالتعلم بل بالذوق والحال وتبدل الصفات. فيقول عن نفسه: فعلمت يقيناً أنـهم
أرباب الأحوال، لا أصحاب الأقوال. وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم فقد
حصّلته، ولم يبقَ إلا ما لا سبيل إليه بالسماع والتعلم، بل بالذوق والسلوك[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
عند ذلك لاحظ الغزالي على نفسه انغماسه في العلائق وأنه في تدريسه
وتعليمه مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة، ونيته غير خالصة
لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت. فلم أزل
يتفكر فيه مدة، يصمم العزم على الخروج من بغداد ومفارقة تلك الأحوال يوماً،
ويحل العزم يوماً، ويقدم فيه رجلاً ويؤخر عنه أخرى. يقول الغزالي عن نفسه:
فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا، ودواعي الآخرة، قريباً من ستة أشهر
أولها رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة (488 هـ). وفي هذا الشهر جاوز
الأمر حد الاختيار إلى الاضطرار، إذ أقفل الله على لساني حتى اعتقل عن
التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطييباً لقلوب المختلفة
إلي، فكان لا ينطق لساني بكلمة واحدة ولا أستطيعها البتة...ثم لما أحسست
بعجزي، وسقط بالكلية اختياري، التجأت إلى الله تعالى التجاء المضطر الذي لا
حيلة له، فأجابني الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وسهل على قلبي الإعراض عن
الجاه والمال والأهل والولد والأصحاب، وأظهرت عزم الخروج إلى مكة وأنا
أدبّر في نفسي سفر الشام حذراً أن يطلع الخليفة وجملة الأصحاب على عزمي على
المقام في الشام ؛ فتلطفت بلطائف الحيل في الخروج من بغداد على عزم أن لا
أعاودها أبداً.
ثم دخل الشام، وأقام به قريباً من سنتين لا شغل له إلا العزلة والخلوة؛
والرياضة والمجاهدة، اشتغالاً بتزكية النفس، وتـهذيب الأخلاق، وتصفية القلب
لذكر الله تعالى، كما كان يحصله من كتب الصوفية. فكان يعتكف مدة في مسجد
دمشق، يصعد منارة المسجد طول النهار، ويغلق بابـها على نفسه. ثم رحل منها
إلى بيت المقدس، يدخل كل يوم الصخرة، ويغلق بابـها على نفسه. ثم يتابع
الغزالي رحلته وخلوته ويقول عن نفسه: ثم تحركت فيَّ داعية فريضة الحج،
والاستمداد من بركات مكة والمدينة. وزيارة رسول الله بعد الفراغ من زيارة
الخليل صلوات الله وسلامه عليه ؛ فسرت إلى الحجاز.
ودام الغزالي في خلوته مقدار عشر سنين؛ ليصل إلى نتيجة وهي في قوله: إني
علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم
أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل
العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء،
ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه
سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور
مشكاة النبوة؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به.
وبالجملة، فماذا يقول القائلون في طريقة، طهارتـها - وهي أول شروطها -
تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى
التحريم من الصلاة، استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء
بالكلية في الله؟ وهذا آخرها بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الاختيار
والكسب من أوائلها. وهي على التحقيق أول الطريقة، وما قبل ذلك كالدهليز
للسالك إليه. ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات والمشاهدات، حتى أنـهم في
يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون
منهم فوائد. ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال، إلى درجات يضيق عنها
نطاق النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا
يمكنه الاحتراز عنه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وخلال فترة اعتزاله ألف الغزالي كتابه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والذي ابتدأ تأليفه في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ثم أتمـه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
وهو يمثل تجربته التي عاشها في تلك الفترة. ويعتبر كتاب الإحياء أحد أهم
كتبه التي ألفها، وأحد أهم وأشمل الكتب في علم التصوف. حتى أنه قيل عنه: من
لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء. كما وألف كتابه "المنقذ من الضلال" كتب
فيه قصة اعتزاله وعودته.
اتسم منهج الامام الغزالي بعد مسيرته الصوفية بشيء من الوسطية ووقف
بآرائة ضد العصبية الدينية والافكار التكفيرية, حيث ارجع ابتعاد الناس عن
طريق الحق والتدين متمثل في طريقة الدعوة التي تباناها اشخاص يزكون انفسم
باظار فساد غيرهم وان لم يكن فاسد وإخراج الدين عن منهج الفطرة الذي اتسم
به منذ بداية الدعوة فكانت من حكمة الشهيرة في كتاب احياء علوم الدين قوله "
إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه
بسوء صنيعهم وسوء كلامهم" كانت تختصر هذه الحكمة منهجا قد ساد في زمن
الامام الغزالي تمثل بتشويه افراد متعصبين دينيا لاسس الدعوة الإسلامية أو
اسس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى بغضهم الناس وبغضوا ما اقترن فيهم
من تدين، اي انهم بغضو الدين لاجل هؤلاء الافراد.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] عودته إلى بلده
يقول الغزالي عن نفسه: لما رأيت أصناف الخلق قد ضعف إيـمأنـهم إلى هذا
الحد بـهذه الأسباب، ورأيت نفسي ملبة بكشف هذه الشبهة، حتى كان إفضاح هؤلاء
أيسر عندي من شربة ماء، لكثرة خوضي في علومهم وطرقهم - أعني طرق الصوفية
والفلاسفة والتعليمية والمتوسمين من العلماء-، انقدح في نفسي أن ذلك
-الرجوع إلى بلده - متعين في هذا الوقت، محتوم. فماذا تغني الخلوة والعزلة،
وقد عم الداء، ومرض الأطباء، وأشرف الخلق على الهلاك؟... فشاورت في ذلك
جماعة من أرباب القلوب والمشاهدات، فاتفقوا على الإشارة بترك العزلة،
والخروج من الزاوية ؛ وانضاف إلى ذلك منامات من الصالحين كثيرة متواترة،
تشهد بأن هذه الحركة مبدأ خير ورشد قدّرها الله سبحأنه على رأس هذه المائة ؛
فاستحكم الرجاء، وغلب حسن الظنّ بسبب هذه الشهادات وقد وعد الله سبحأنه
بإحياء دينه على رأس كل مائة. ويسّر الله تعالى الحركة إلى نيسابور، للقيام
بـهذا المهم في ذي القعدة، سن تسع وتسعين وأربع مائة (499 هـ). وكان
الخروج من بغداد في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربع مائة (488 هـ). وبلغت
مدة العزلة إحدى عشر سنة. وهذه حركة قدّرها الله تعالى، وهي من عجائب
تقديراته التي لم يكن لها انقداح في القلب في هذه العزلة، كما لم يكن
الخروج من بغداد، والنـزوع عن تلك الأحوال مما خطر إمكأنه أصلاً بالبال ؛
والله تعالى مقلب القلوب والأحوال و(قلب المؤمن بين إصبعين من أصابعِ
الرحمن). وأنا أعلم أني، وإن رجعت إلى نشر العلم، فما رجعت! فإن الرجوع
عَودٌ إلى ما كان، وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي به يكتسب الجاه،
وأدعو إليه بقولي وعملي، وكان ذلك قصدي ونيتي. وأما الآن فأدعو إلى العلم
الذي به يُترك الجاه، ويعرف بـه سقوط رتبة الجاه. هذا هو الآن نيتي وقصدي
وأمنيتي ؛ يعلم الله ذلك مني ؛ وأنا أبغي أن أصلح نفسي وغيري، ولست أدري
أأصِل مرادي أم أُخترم دون غرضي؟ ولكني اؤمن إيمان يقين ومشاهدة أنه لا حول
ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم؛ وأني لم أتحرك، لكنه حركني ؛ وإني لم
أعمل، لكنه استعملني ؛ فأسأله أن يصلحني أولاً، ثم يُصلح بي، ويهديني، ثم
يهدي بي ؛ وأن يريني الحق حقاً، ويرزقني اتباعه، ويريني الباطل باطلاً،
ويرزقني اجتنابه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
عاد الغزالي إذن إلى وطنه طوس لازماً بيته مقبلاً على العبادة ونصح
العباد وإرشادهم ودعائهم إلى الله تعالى، والاستعداد للدار الآخرة مرشد
الضالين ومفيد الطالبين، وكان معظم تدريسه في التفسير والحديث والتصوف.
فلما صارت الوزارة إلى فخر الملك احضره وسمع كلامه والزمه بالخروج إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فخرج ودرس ثم عاد إلى وطنه واتخذ في جواره مدرسة ورباطًا للصوفية وبنى دارًا حسنة وغرس فيها بستانًا وتشاغل ب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وسمع الصحاح.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] نظرياته التربوية
يعد أبو حامد الغزالي من كبار المفكرين المسلمين بعامه ومن كبار
المفكرين بمجال علم الأخلاق والتربية بخاصه، وقد استفاد الغزالي من تجربته
العميقة معتمدا على الشريعة الإسلامية في بناء منهجية متكاملة في تربية
النفس الإنسانية. كما بين
الطرق العمليه لتربيه الأبناء وإصلاح الاخلاق الذميمة وتخليص الإنسان منها، فكان بذلك مفكراً ومربياً ومصلحاً اجتماعياً في أن معاً.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] الاخلاق
يرى الغزالي ان الاخلاق ترجع إلى النفس لا إلى الجسد، فالخلق عنده هيئه
ثابته قفي النفس تدفع الإنسان للقيام بالافعال الاخلاقيه بسهوله ويسر دون
الحاجة إلى التفكير الطويل.
ويرى الغزالي ان الاخلاق الفاضلة لا تولد مع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
وإنما يكتسبها عن طريق التربية والتعليم من البيئة التي يعيش فيها.
والتربية الأخلاقية السليمة في نظر الغزالي تبدأ بتعويد الطفل على فضائل
الاخلاق وممارستها مع الحرص على تجنيبه مخالطة قرناء السوء حتى لا يكتسب
منهم الرذائل، وفي سن النضج العقلي تشرح له الفضائل شرحاً علمياً يبين سبب
عدها فضائل وكذلك الرذائل وسبب عدها رذائل حتى يصبح سلوكه مبيناً على علم
ومعرفة واعية.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] السعادة
السعادة كما يراها الغزالي هي تحصيل أنواع الخيرات المختلفة وهي:
- خيرات خاصه بالبدن، مثل الصحه والقوة وجمال الجسم وطول العمر.
- خيرات خاصه بالنفس وهي فضائل النفس "الحكمة والعلم والشجاعه والعفة".
- خيرات خارجية وهي الوسائل وكل ما يعين الإنسان في حياته، مثل المال والمسكن ووسائل النقل والأهل والأصدقاء.
- خيرات التوفيق الالهي مثل الرشد والهداية والسداد والتأمل.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] من أشهر كتب الغزالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صندوق لقلم يعود للإمام الغزالي، موجودة في متحف القاهرة
ألّف الإمام الغزالي خلال مدة حياته (55 سنة) الكثير من الكتب في مختلف
صنوف العلم، حتى أنه قيل: إن تصانيفه لو وزعت على أيام عمره أصاب كل يوم
كتاب. حيث بلغت 457 مصنفا ما بين كتاب ورسالة، كثير منها لا يزال مخطوطا،
ومعظمها مفقود[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ومن هذه الكتب:
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] في العقيدة وعلم الكلام والفلسفة
- مقاصد الفلاسفة.
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- بغية المريد في مسائل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- إلجام العوام عن علم الكلام.
- المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى.
- فضائح الباطنية.
- القسطاس المستقيم (الرد على الاسماعلية).
- فيصل التفرقة بين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والزندقة.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] في الفقه وأصوله والمنطق
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- المنخول في تعليقات الأصول.
- الوسيط في فقه الإمام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- الوجيز في فقه الإمام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- معيار العلم في المنطق.
- محك النظر (منطق).
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] في التصوف
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- روضة الطالبين وعمدة السالكين.
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- معارج القدس في مدارج معرفة النفس.
- الدعوات المستجابه ومفاتيح الفرج.
- مدخل السلوك الي منازل الملوك.
- أصناف المغرورين.
- مشكاة الأنوار.
- ميزان العمل.
- أيها الولد المحب.
- كيمياء السعادة (في الفارسية: كيمياي سعادت).
- سر العالمين وكشف ما في الدارين.
- مكاشفه القلوب المقرب الي حضره علام الغيوب.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] أخرى
- جواهر القرآن ودرره.
- الحكمة في مخلوقات الله.
- التبر المسبوك في نصحية الملوك.
- آداب النكاح وكسر الشهوتين.
- القصيدة المنفرجة.
- شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل.
[[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] قال العلماء عنه
- شيخه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: الغزالي بحر مغدق.وعندما ألف الغزالي (المنخول في أصول الفقه) في مطلع شبابه، قال له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] : دفنتني وأنا حي، هلا صبرت حتى أموت، كتابك غطى على كتابي!
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:الشيخ
الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن
محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي، الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء
المفرط. - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: صنف الكتب الحسان في الأصول والفروع، التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها، وتحقيق الكلام فيها.
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:
حجة الإسلام ومحجة الدين التي يتوصل بها إلى دار السلام، جامع أشتات
العلوم، والمبرز في المنقول منها والمفهوم، جرت الأئمة قبله بشأو ولم تقع
منه بالغاية، ولا وقف عند مطلب وراء مطلب لأصحاب النهاية والبداية. - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:
أبو حامد إمام الفقهاء على الإطلاق ورباني الأمة بالاتفاق، ومجتهد زمانه،
وعين أوانه برع في المذهب والأصول والخلاف والجدل والمنطق وقرأ الحكمة
والفلسفة، وفهم كلامهم وتصدى للرد عليهم، وكان شديد الذكاء، قوي الإدراك،
ذا فطنة ثاقبة، وغوص على المعاني. - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: إذا عرضت لكم إلى الله حاجة فتوسلوا إليه بالإمام أبي حامد[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: إنا لنشهد له بالصديقية العظمى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:
الإمام زين الدين حجة الإسلام، أبو حامد أحد الأعلام، صنف التصانيف مع
التصون والذكاء المفرط والاستبحار في العلم وبالجملة ما رأى الرجل مثل نفسه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه.
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: رأيت الغزالي ببغداد يحضر درسه أربعمائة عمامة من أكابر الناس وأفاضلهم يأخذون عنه العلم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: لا يصل إلى معرفة علم الغزالي وفضله إلا من بلغ أو كاد يبلغ الكمال في عقله.
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: أبو حامد الغزالي حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة الدين، من لم تر العيون مثله لساناً وبياناً ونطقاً وخاطراً وذكاءً وطبعاً.
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: الغزالي هو الشافعي الثاني.
- الأسنوي: الغزالي إمام باسمه تنشرح الصدور وتحيا النفوس، وبرسمه تفتخر المحابر وتهتز الطروس، وبسماعه تخشع الأصوات وتخضع الرؤوس[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وقال أيضا: وهو قطب الوجود والبركة الشاملة لكل موجود وروح خلاصة أهل
الإيمان والطريق الموصلة إلى رضا الرحمن يتقرب إلى الله تعالى به كل صديق
ولا يبغضه إلا ملحد أو زنديق[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. - تلميذه الشيخ أبو العباس الأقليشي المحدّث الصّوفي، مدحه ومدح كتاب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في أبيات من الشعر: