صبوه في خريف العمر ...!!
لامني العُذّال في شعرِ الغَزَلْ | ||
أيها السادّة قولوا ما العملْ؟ | ||
هل ترى نحن كبرنا أم ترى | ||
زاهرُ العمرِ تولّى وارتحلْ | ||
ها هي الستّون نبعٌ وارفٌ | ||
مُرُّهُ حُلْوٌ وأحلاهُ عَسَلْ | ||
في خريف العمرِ ما زالُ الصِبا | ||
كارتعاشِ النورِ في ريفِ المقلْ | ||
كلّما مَرَّتْ بقربي حُلْوَةٌ | ||
عادني الشوقُ لأيامي الأُوَلْ | ||
لست مِمَّنْ عاشَ دنياهُ سُدىً | ||
وانزوى يشكو صباه والمللْ | ||
ومضى يرثي حياةً ملَّهَا | ||
بينَ حزنٍ، واغترابٍ وَوَجَلْ | ||
كم يظلُ القلبُ نشوانَ الرؤى؟ | ||
واخضرارُ العمرِ ريَّاناً خَضِلْ | ||
صبوةٌ تنزو لهيباً عارماً | ||
في عروقي مثلما الجمرُ اشتعلْ | ||
إنه الحبُ فويلي من هوىً | ||
ذابَ فيهِ القلبُ والجفنُ اكتحلْ | ||
كلَّما دقَّ الهوى بابي أرى | ||
فائتَ العمرِ إلى بابي وَصَلْ | ||
وأريجُ الوردِ إن رَفَّ الضحى | ||
رشفَ القلبُ نَداهُ وانفعلْ | ||
لا تقولوا عمرنا الزاهي مضى | ||
فالشباب الغضُّ باقٍ لم يزلْ | ||
وحياتي قصَّةٌ كم أزهرتْ | ||
من نضارٍ نورهُ اليومَ اكتملْ | ||
أجملُ العمرِ بقاياهُ التي | ||
نحنُ نحياها ويحدونا الأَمَلْ | ||
وَيْلَتَا لو أبحر اليأسُ بنا | ||
لاحتوانا بينَ كفيّهِ الأجل |