-دموع الأشجار-
زار الشاعر رومانيا عام 1993م وكان الفصل خريفاً، وقد كتب هذه الأبيات في وصف الطبيعة الخلابة في تلك البلاد في ذلك الوقت).
أنزلونا، حضن الطبيعة قصراً
رائع الحسن، أخضر القلب، فاخرْ
حوله غابة، خميلة حسنٍ
نَفَسٌ مسكر الرغائب عاطر
شجر سامقٌ، طويل الجناحين
على قبلة من الغيم قادر
ثم نهر يمشي لغايته القصوى
رشيقاً، طلقاً، بدون أوامر
وتراً أخضراً بعود زمانٍ
بوح لحن ينساب بين الأزاهر
يتلاقى الإله والناس فعلا
مبدعاً، معجزاً بأجفان شاعر
***
أنا، صبحاً في غابة الحلم مسحور
المعاني، مبلبل الفكر، حائر
ورفيف الأحلام، غيمة عطر
رفرفت في النفوس بعد المحاجر
ولهاث الغابات في هيكل الفن
صلاة على شفاه المجامر
من ترى يكتب الطبيعة شعراً
لا يجاريه في البلاغة ناثر
ربنا شاعر السموات والأرض
وماء البحار بعض المحابر
صاغ هذا الوجود ديوان شعر
ما لعنقود خمره من عاصر
***
خطرات النسيم تعزف لحناً
لخريف آتٍ وصيف مهاجر
وعيون الأشجار تنسج دمعاً
هو في مقلة الزمان خمائر
يا فتاةً حسناء، لا تكنسي الدمع
ففي راحتيه سر المصائر""
برعماً كان وابتسامة طفل
وانطلاقاً سمحاً، وحباً مغامر
نضج الآن، فاستحال سماداً
ورقاً، أصفر الطويّة، صاغر
جاز أخذاً، وحان وقت عطاء
وهو عند العطاء ليس بخاسر
كل حي يموت فرداً ليبقى
الكون حياً، وبالسعادة عامر
ليس بين الحياة والموت حد
بل عناق ووحدة في الضرائر
يعجن الموت بالحياة. فللأول
دوماً، بقاؤه في الآخر
يا فتاتي اقرئي الخريف رموزاً
علّميها درساً لكل الحرائر
إن حسن الحليّ، يا حلوة العينين
ظلٌّ، مزيف الروح عابر
وجميع الأغصان ترمي حلاها
نبضات في قلب جذر غائر
***
واتجهنا إلى الجبال شمالاً
حيث يستوطن الجمال الآسر
يا بَرَشّوفَ)""، ظبية في ربا الحلم
ويا روعة الصبا في الجآذر
قد تناهيت في الجمال، عيوناً
وقواماً، مجنح السحر، ناضر
لكأن الجمال في هذه الدنيا
إلى تحت جانحيها، يهاجر
إنها، إنها قصيدة حب
صاغها الله في نهار زاهر
لم يقلها عفو البيان ارتجالاً
وانطلاقاً من عابرات المشاعر
بل تأنَّى لها، ودقق فيها
بانتباه، لا يغمض العين، ساهر
فغدت درةً بديوانه الشعري
يزهو بحسنها ويفاخر
***
مال.
زار الشاعر رومانيا عام 1993م وكان الفصل خريفاً، وقد كتب هذه الأبيات في وصف الطبيعة الخلابة في تلك البلاد في ذلك الوقت).
أنزلونا، حضن الطبيعة قصراً
رائع الحسن، أخضر القلب، فاخرْ
حوله غابة، خميلة حسنٍ
نَفَسٌ مسكر الرغائب عاطر
شجر سامقٌ، طويل الجناحين
على قبلة من الغيم قادر
ثم نهر يمشي لغايته القصوى
رشيقاً، طلقاً، بدون أوامر
وتراً أخضراً بعود زمانٍ
بوح لحن ينساب بين الأزاهر
يتلاقى الإله والناس فعلا
مبدعاً، معجزاً بأجفان شاعر
***
أنا، صبحاً في غابة الحلم مسحور
المعاني، مبلبل الفكر، حائر
ورفيف الأحلام، غيمة عطر
رفرفت في النفوس بعد المحاجر
ولهاث الغابات في هيكل الفن
صلاة على شفاه المجامر
من ترى يكتب الطبيعة شعراً
لا يجاريه في البلاغة ناثر
ربنا شاعر السموات والأرض
وماء البحار بعض المحابر
صاغ هذا الوجود ديوان شعر
ما لعنقود خمره من عاصر
***
خطرات النسيم تعزف لحناً
لخريف آتٍ وصيف مهاجر
وعيون الأشجار تنسج دمعاً
هو في مقلة الزمان خمائر
يا فتاةً حسناء، لا تكنسي الدمع
ففي راحتيه سر المصائر""
برعماً كان وابتسامة طفل
وانطلاقاً سمحاً، وحباً مغامر
نضج الآن، فاستحال سماداً
ورقاً، أصفر الطويّة، صاغر
جاز أخذاً، وحان وقت عطاء
وهو عند العطاء ليس بخاسر
كل حي يموت فرداً ليبقى
الكون حياً، وبالسعادة عامر
ليس بين الحياة والموت حد
بل عناق ووحدة في الضرائر
يعجن الموت بالحياة. فللأول
دوماً، بقاؤه في الآخر
يا فتاتي اقرئي الخريف رموزاً
علّميها درساً لكل الحرائر
إن حسن الحليّ، يا حلوة العينين
ظلٌّ، مزيف الروح عابر
وجميع الأغصان ترمي حلاها
نبضات في قلب جذر غائر
***
واتجهنا إلى الجبال شمالاً
حيث يستوطن الجمال الآسر
يا بَرَشّوفَ)""، ظبية في ربا الحلم
ويا روعة الصبا في الجآذر
قد تناهيت في الجمال، عيوناً
وقواماً، مجنح السحر، ناضر
لكأن الجمال في هذه الدنيا
إلى تحت جانحيها، يهاجر
إنها، إنها قصيدة حب
صاغها الله في نهار زاهر
لم يقلها عفو البيان ارتجالاً
وانطلاقاً من عابرات المشاعر
بل تأنَّى لها، ودقق فيها
بانتباه، لا يغمض العين، ساهر
فغدت درةً بديوانه الشعري
يزهو بحسنها ويفاخر
***
مال.