-أسامة بن منقذ-
بمناسبة المهرجان الثقافي الذي أقيم في حماه إحياء لذكرى هذا الشاعر الفارس العربي عام 1995م)
أيقظيني يا صرخة الأجداد
طال في ظلمة الحياة رقادي
واغسلي شهقة الجراح بقلبي
بعبير من ذكريات الجهاد
تعب العمر في الدماء حنيناً
واشتياقاً إلى صهيل الجياد
***
حركي موقد الكرامة فينا
يا سيوفاً لمنقذ باتئاد
واكشفي وجه جمرة هربت منا
وغطت جبينها بالسواد
علّها لو رأت أسامة تحمرّ
وتسعى مجدداً لاتّقاد
علَّها تطعم الأمانيَ برقاً
صادق الوعد، ممطر الإرعاد
فترف الأحلام خضراً ويمحى
عن لسان الضمير طعم الرماد
فارس يشرق الوجود بعينيه
وتخضر ذروة الأبعاد
يعجن الأرض بالسماء فأكرم
بمدارات خبزه من زاد
شاعر حرفه تمنطق بالسيف
نشيداً في ساحة الأمجاد
سيفه، غمده الجراح ولكن
يمسح السيف في أريج المداد
إن غفا فالحسام في يده اليمنى
وسفر الكتاب تحت الوساد
ربه نسغ روحه. نورها الهادي
وآي القرآن نبض الفؤاد
إنه من كنانة خير سهم
ومن العرب أصلب الأعواد
***
أيها الفارس الكناني من روحك
جمَّعت عدتي وعتادي
وقرأت اعتبار) فكرك تاريخاً،
صلاة على شفاه البوادي"(1) "
وتمثلت وهج روحك إشعاعاً
مضيئاً في مقلة الآباد
أنت من دجَّن الرياح ومن أسلس
عنف الغابات للصياد
واعتصرتَ الحياة صولة آساد
غضاب، وهدأة الزهاد
وبنيت العمر المديد بعصر
لم يكن للكريم سهل القياد
خضت بحر التسعين تطلب حقاً
وتُعادى من أجله وتُعادي
ولئن مات بعضهم وهو حي
من خمول في ساعة الميلاد
فلأنت الباقي على صهوة الدهر
برغم الردى، ليوم المعاد
فانسكب يا أبا المظفر فجراً
يعربياً على شفاه الحادي
***
ورأيت العاصي وقد خالف الأنهار
في السير صاعداً في الوهاد
لا تلوموه فهو والقلعة العذراء
في شيزر) على ميعاد
قلعة المنقذين، تستنبت المجد
وتبني مواسم الأعياد
شدَّت النهر فاستراح على الصدر
احتضان الربيع للأوراد
أرسلته للبحر مرسال حب
فكسا بحرنا ببيض الأيادي
وسقاه من خمر شيزر كأساً
فإذا الموج عاطر الإزباد
***
يا لدنيا تزنرت بالأفاعي
وتعرت في عالم من فساد
وفلول الإفرنج تلتهم الضوء
كأرتال زاحف من جراد
والأماني تبعثرت جزراً شتى
سبيلا سهلاً لكل معاد
كاد يغتالها الظلام ولكنَّ
نجوماً في ليلها المتهادي
أخذت تلتقي أشعة نور
في سيوف الضحى لصد الأعادي
فإذا موسم الغزاة دخان
وبقايا من عصف شوك قتاد
وأضاءت حطين فالمسجد الأقصى
صباح في أعين العبّاد
***
وتدور الأيام ينطفيء الفجر
ويسوّد في عيون بلادي
ويعود اليهود سيفاً لصهيون
إلى القدس بعد طول البعاد
ليعيدوا حصون خيبرهم) ثأراً
جديداً يفور بالأحقاد
ويدق التاريخ أبواب دنيانا
ويسعى ما بيننا وينادي
قد نسينا التاريخ لكن أننسى
وقفة للحساب يوم التنادي؟
***
يا فلسطين، يا طريق سماءٍ
يا انسكاب الأرواح في الأجساد
أطفؤوا شعلة الصباح بعينيك
بأنفاس كل طاغ وعاد
لبس الحاكمون طهرك ثوباً
ثم باعوه سلعة في المزاد
ويضجون بالسلام وصوت الحق
والعدل، صرخة في واد
لا سلامٌ مهما ادلهمَّ ظلام
بين حظ العبيد والأسياد
فانتفض يا أسامة المجد وانهض
باعتزاز ونخوة واعتداد
واصفَعنْ جبهة الدخيل لينقاد
ذليلاً عن غيّه المتمادي
لن يعود الحق الصراح ويمحي الظلم
إلا بوثبة الآساد
***
يا حَماة الخلود جئتك مشتاقاً
وإني لماء عاصيك صاد
جئت والبحر ضاحك الموج في قلبي
ونسغ الربيع في إنشادي
فاقبليني عصفور مستقبل آت
[على فرع غصنك الميّاد]
ينقر الليل، قشرة الليل، كي
يولد صبح، يشع بالإسعاد
ليعيش الإنسان حراً كريماً
واضح الفكر، واسع الآماد
لترف الحياة، غابة أحلامٍ
عذاب على جميع العباد
كل ما يخصب المنى لبقاءٍ
وقوى الظلم والأسى لنفاد
***
منقذ، في السيرة الذاتية وقد ترجم لعدة لغات.
بمناسبة المهرجان الثقافي الذي أقيم في حماه إحياء لذكرى هذا الشاعر الفارس العربي عام 1995م)
أيقظيني يا صرخة الأجداد
طال في ظلمة الحياة رقادي
واغسلي شهقة الجراح بقلبي
بعبير من ذكريات الجهاد
تعب العمر في الدماء حنيناً
واشتياقاً إلى صهيل الجياد
***
حركي موقد الكرامة فينا
يا سيوفاً لمنقذ باتئاد
واكشفي وجه جمرة هربت منا
وغطت جبينها بالسواد
علّها لو رأت أسامة تحمرّ
وتسعى مجدداً لاتّقاد
علَّها تطعم الأمانيَ برقاً
صادق الوعد، ممطر الإرعاد
فترف الأحلام خضراً ويمحى
عن لسان الضمير طعم الرماد
فارس يشرق الوجود بعينيه
وتخضر ذروة الأبعاد
يعجن الأرض بالسماء فأكرم
بمدارات خبزه من زاد
شاعر حرفه تمنطق بالسيف
نشيداً في ساحة الأمجاد
سيفه، غمده الجراح ولكن
يمسح السيف في أريج المداد
إن غفا فالحسام في يده اليمنى
وسفر الكتاب تحت الوساد
ربه نسغ روحه. نورها الهادي
وآي القرآن نبض الفؤاد
إنه من كنانة خير سهم
ومن العرب أصلب الأعواد
***
أيها الفارس الكناني من روحك
جمَّعت عدتي وعتادي
وقرأت اعتبار) فكرك تاريخاً،
صلاة على شفاه البوادي"(1) "
وتمثلت وهج روحك إشعاعاً
مضيئاً في مقلة الآباد
أنت من دجَّن الرياح ومن أسلس
عنف الغابات للصياد
واعتصرتَ الحياة صولة آساد
غضاب، وهدأة الزهاد
وبنيت العمر المديد بعصر
لم يكن للكريم سهل القياد
خضت بحر التسعين تطلب حقاً
وتُعادى من أجله وتُعادي
ولئن مات بعضهم وهو حي
من خمول في ساعة الميلاد
فلأنت الباقي على صهوة الدهر
برغم الردى، ليوم المعاد
فانسكب يا أبا المظفر فجراً
يعربياً على شفاه الحادي
***
ورأيت العاصي وقد خالف الأنهار
في السير صاعداً في الوهاد
لا تلوموه فهو والقلعة العذراء
في شيزر) على ميعاد
قلعة المنقذين، تستنبت المجد
وتبني مواسم الأعياد
شدَّت النهر فاستراح على الصدر
احتضان الربيع للأوراد
أرسلته للبحر مرسال حب
فكسا بحرنا ببيض الأيادي
وسقاه من خمر شيزر كأساً
فإذا الموج عاطر الإزباد
***
يا لدنيا تزنرت بالأفاعي
وتعرت في عالم من فساد
وفلول الإفرنج تلتهم الضوء
كأرتال زاحف من جراد
والأماني تبعثرت جزراً شتى
سبيلا سهلاً لكل معاد
كاد يغتالها الظلام ولكنَّ
نجوماً في ليلها المتهادي
أخذت تلتقي أشعة نور
في سيوف الضحى لصد الأعادي
فإذا موسم الغزاة دخان
وبقايا من عصف شوك قتاد
وأضاءت حطين فالمسجد الأقصى
صباح في أعين العبّاد
***
وتدور الأيام ينطفيء الفجر
ويسوّد في عيون بلادي
ويعود اليهود سيفاً لصهيون
إلى القدس بعد طول البعاد
ليعيدوا حصون خيبرهم) ثأراً
جديداً يفور بالأحقاد
ويدق التاريخ أبواب دنيانا
ويسعى ما بيننا وينادي
قد نسينا التاريخ لكن أننسى
وقفة للحساب يوم التنادي؟
***
يا فلسطين، يا طريق سماءٍ
يا انسكاب الأرواح في الأجساد
أطفؤوا شعلة الصباح بعينيك
بأنفاس كل طاغ وعاد
لبس الحاكمون طهرك ثوباً
ثم باعوه سلعة في المزاد
ويضجون بالسلام وصوت الحق
والعدل، صرخة في واد
لا سلامٌ مهما ادلهمَّ ظلام
بين حظ العبيد والأسياد
فانتفض يا أسامة المجد وانهض
باعتزاز ونخوة واعتداد
واصفَعنْ جبهة الدخيل لينقاد
ذليلاً عن غيّه المتمادي
لن يعود الحق الصراح ويمحي الظلم
إلا بوثبة الآساد
***
يا حَماة الخلود جئتك مشتاقاً
وإني لماء عاصيك صاد
جئت والبحر ضاحك الموج في قلبي
ونسغ الربيع في إنشادي
فاقبليني عصفور مستقبل آت
[على فرع غصنك الميّاد]
ينقر الليل، قشرة الليل، كي
يولد صبح، يشع بالإسعاد
ليعيش الإنسان حراً كريماً
واضح الفكر، واسع الآماد
لترف الحياة، غابة أحلامٍ
عذاب على جميع العباد
كل ما يخصب المنى لبقاءٍ
وقوى الظلم والأسى لنفاد
***
منقذ، في السيرة الذاتية وقد ترجم لعدة لغات.