<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> منــــقذ القـــريـــة في تلك الأثناء و في سوريا كان عبد القادر يقول للقيادة العامة لجامعة الدول العربية: يا جماعة ..نحن لا نريد منكم شيئا الا السلاح..الرجال و الحمد لله متوفرون...نريد فقط سلاح قويا جديدا لا فاسدا..نريد مدافع..ابراهيم أبو دية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و في تلك الأثناء وصل شاب من القدس من عند " ابراهيم أبو دية للقائد عبد القادر الحسيني" يخبره بخبر سقوط القسطل , قال الشاب: أيها القائد احتلوا "القسطل" احتل اليهود قرية " القسطل" .. و رجالك يحاولون استردادها منهم ... و لكن تنقصهم الذخيرة ...لأن اليهود تمركزوا في بيوت القرية فكيف يمكن اخراجهم منها دون مدافع و دون سلاح كثير؟ تأثر القائد لذلك ...ماذا يفعل؟ هو هنا بعيد عن القدس و لم يستطع الحصول على السلاح الذي يريد .. و الأعداء استولوا على قرية القسطل المطلة على القدس...إذن القدس الان مهددة , و رجاله يدافعون بما لديهم من السلاح , و ينتظرون عودته فهل يتركهم ينتظرون؟.. ركب القائد سيارته و اتجه فورا إلى القدس ...و كان معه ستون مجاهدا من سوريا و تطوعوا للدفاع معه عن القدس ...و كان معه القليل من الاسلحة و انطلقوا جميعا دون إبطاء... و صل القائد في الخامسة صباحا .. و في الساعة السابعة صباحا كان يعقد اجنماعا مع قادته , و يعيد تنظيم القوات... انت يا "ابراهيم أبو دية " مع سريتك في قلب الهجوم و معك المدافع التي عندك... و انت يا "هارون بن الجازي في الميسرة أي من الناحية الغربية للقسطل...و أنت يا "حافظ بركات" في الميمنة أي من الناحية الشرقية .... و أنت عليك ان ترسل رسولا "لبهجت أبو غريبة" تطلب منه النجدة.... وأنت تذهب للرجال في "رام الله و بير زيت و قرى القدس" ليحضر حالا كل من معه بندقية ...يجب أن نسترد القسطل ولو بأيدينا... </TD></TR></TABLE> |
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> منــــقذ القـــريـــة أحضر ابراهيم المدافع التي استولى عليها من معركته الأخيرة في طريق مستعمرة "كفار عصيون" و تحرك الجميع مشيا على الأقدام و و بدا الهجوم عنيفا.. بدأ ليلا في الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الاربعاء السابع من نيسان 1948.ابراهيم أبو دية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و انتصروا...انتصر الشباب العرب و أعادوا القرية , و لكن الثمن كان كبيرا...كان كبيرا جدا..مات القائد " عبد القادر الحسيني"..و "جرح ابراهيم أبو ديه" .... و انقلب الفرح و التهليل باستعادة القرية الى حزن عميق كبير...مات القائد ...مات المناضل...مات البطل. حمل ابراهيم أبو دية رغم جراحه – قائده "عبد القادر الحسيني" و نزل مع الجميع إلى القدس و إلى المسجد الأقصى , نزلوا يودعون القائد...و ياله من وداع..لم يتماثل ابراهيم أبو دية للشفاء..و لم تلتئم جراحه و ظل هو و مجموعته يدفعون هجمات اليهود عن حي القطمون مدة أربع و عشرين ليلة... و لكن رفاق ابراهيم في جنوب القدس كانوا في ضيق كبير فأرسلوا له رسولا يطلبون منه نجدتهم حالا .. فتحرك ابراهيم مع قسم من مجموعته إلى جنوب القدس قرب مستعمرة يهودية تدعى " رامات راحيل" و نظم القوات الفلسطينية المتواجدة هناك , و قاد هجوما عنيفا على المستعمرة ... و لكن ستة عشر رصاصة كانت له بالمرصاد ..لقد أصيب ابراهيم بظهره و في العمود الفقري بالذات بست عشرة رصاصة انطلقت من مدفع صهيوني غادر ... وقع ابراهيم على الأرض مغمى عليه , فحمله رفاقه الى المستشفى في مدينة " بيت لحم".... هناك في "صوريف" وقف ابو ابراهيم ينظر للأفق البعيد عله يرى ما ينبىء بوصول ابنه ابراهيم ...فالقرية في حاجته ...و هو في حاجته ايضا ...... </TD> <td width=35> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> منــــقذ القـــريـــة لقد هاجم مستعمرون يهود قرى قريبة من صوريف هاجموا قرى "دير ابان و دير الجمال, و نتيف". مستعمرون يهود لم يكن يسمع عنهم ابدا ...رجال يقال لهم عصابات " شتيرن و و الهاجناه" ...جاءوا يحملون الموت له و لأهل قريته , جاءوا يحاولون إخراجهم من بيوتهم و أراضيهم , ليسكنوا فيها بدلا منهم.ابراهيم أبو دية حتى الخراف، الخراف التي طالما أحبها ابنه ابراهيم تتعرض لاذاهم و قتلهم ...فمتى سيحضر ابنه لينقذهم من هؤلاء المعتدين؟... دخل الأب المنزل ليخبر زوجته عن نيته للسفر لابنه ابراهيم في القدس ...و لكن شخص جاء ليخبره انه ابنه في المستشفى في "بيت لحم" . قالت الأم بلهفة و خوف: أنا أذهب إليه , أنا أذهب للمستشفى, و أنت تبقى هنا تدافع عن بيتنا و أرضنا... حملت ام ابراهيم بعض الزاد و الفواكه و سافرت في أحلك ساعات الخطر لزيارة ابنها و الإطمأنان عليه... استيقظ ابراهيم أبو ديه من اغمائه , فقد رأى نفسه و قد لف بالشاش الأبيض من الصدر و حتى الفخذين ...نظر فإذا الطبيب و الممرضات من حوله ....و اذا بوالدته تجلس قرب سريره و تضع يدها الحنون على رأسه قبل ابراهيم يد والدته و سألها عن أخبار قريته و عن والدته و اخوته و لكنه لاحظ الوجوم و الحزن على وجه والدته . قال: لا شك ان هناك امرا ما تخفينه عني يا أمي ... قالت الأم: صوريف يا بني في خطر عظيم ... فلقد اقترب الأعداء منها.... أي خطر تقع فيه "صوريف" و أنا هنا في الفراش؟! كيف يكون ذلك؟ نادى ابراهيم على رفاقه في السلاح و قال:صوريف في خطر.............قالوا......... كنا لا نريد البحث معك في هذه المواضيع . فأنت في وضع صحي ضعيف جدا. قال ابراهيم بكل عنف: و هل مت حتى أتوقف عن العمل في سبيل وطني؟....لا لن يوقفني عن العمل إلا الموت, ثم أضاف قائلا: قل لي أين تقف القوات المصرية التي جاءت لنجدتنا؟...اطلب من قائدها "أحمد عبد العزيز" عله يحضر لنتفق على ترتيب قواتنا ..... </TD> <td width=34> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> منــــقذ القـــريـــة ابراهيم أبو دية ثم اتصل ايضا بقائد القوات السودانية فلقد علمت ان هناك محاربين سودانيين قد حضروا لنجدتنا.... و أهم من هذا و ذاك ارسل لزميلي "بهجت أبو غريبة" في القدس قل له"صوريف" في خطر و نحن بحاجة له و لرجاله.... و فجأة فتح الباب, و دخل منه شخص طويل. أبيض الوجه , محمر الخدود, لفحته الشمس فزادت من احمرار وجه ...مغبر الملابس الملابس و الشعر ...يبدوا أنه قد سار مدة طويلة قبل الوصول الى المستشفى في "بيت لحم"... دخل الرجل الغرفة و أقبل على ابراهيم يسلم عليه بحرارة و شوق. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال ابراهيم: من؟ بهجت أبو غريبة؟...من جاء بك؟! كيف حضرت؟! متى وصلت... قال بهجت: سمعت أنك في المستشفى و أن قوات العدو قد تمركزت جميعها حول القرى الجنوبية من القدس, و حيث أن قواتنا في منطقة القدس في هدنة مع قوات العدو , فلا نحاربهم و لا يحاربوننا...و حيث أنني رأيت أن سقوط صوريف بعني سقوط القدس, فلقد جمعت رجالي و حضرت مشيا على الأقدام لنعد العدة للدفاع عن صوريف و قد اببت أن أسلم عليك قبل بدأ الهجوم. قال ابراهيم:لقد جئت يا بهجت في الوقت المناسب . كنت قد أرسلت في طلبك لنجدتنا ...و اذا بك تحضر وحدك....يا لك من مناضل حق...يا لك من مناضل. التفت ابراهيم إلى رفاقه و قال:جهزوا لي سيارة جيب و لنتقابل جميعا الساعة العاشرة مساء قرب المغارة التي وضعنا بها الأسلحة ..هل تعرفونها؟! نعم.... و في غرفة الطبيب , كان الطبيب يتحدث مع المسؤولين قائلا: لا أدري أي رجل هذا...لقد حول المستشفى إلى قاعدة عسكرية و حول غرفته إلى غرفة عمليات عسكرية . ولا أحد بستطيع الوقوف أمامه ..... </TD><td width=34> </TD></TR></TABLE> |
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> منــــقذ القـــريـــة ابراهيم أبو دية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و في الساعة التاسعة مساءا كانت سيارة جيب تقف على باب المستشفى و نزل منها عشرة مسلحين. ثم دخلوا المستشفى ووصلوا إلى غرفة ابراهيم ثم حملوه على الكرسي ووضعوا له الوسائد الطرية لتسند ظهره و جوانبه , ثم نزلوا الى السيارة ...الى موقع الهجوم و الطبيب مذهول مما يحدث و مما يرى... قاد ابراهيم المعركة و أعطى الإشارة بالبدء بالهجوم و قبيل الفجر كان الرصاص ينهمر من كل جهة على الأعداء , فساد بينهم الذعر ...وولوا هاربين في الوديان و الجبال تاركين أسلحتهم و عتادهم و هم يصرخون: جاء "المتوحش".....جاء "المتوحش"... إطمأن ابراهيم على النصر ...و على قريته و أوصى الرفيق بالصمود في قريتهم العربية , ثم أمر جنوده بحمله مرة أخرى مع كرسيه, الى سيارة الجيب عودا الى المستشفى في بيت لحم.. كانت الدماء تنزف مجددا من جراحه ...و الشاش الأبيض تحول إلى أحمر...و حاول الطبيب شفاء جراحه ولكنه يئس من ذلك , فحملوه إلى مدينة "بيروت" عل الأطباء هناك يقومون بعمل أفضل له. و لكن ابراهيم ضل عاجزا عن المشي , لقد أصيب العمود الفقري بشلل نصفي فعجز عن المشي . قال ابراهيم أيو دية: و ماذا في ذلك؟! أجلس على كرسي ذي عجلات و أتجول كما أريد ....بل و أدعوا للحرب و أدرب المحاربين أيضا.... كنت أحارب دوما واقفا , و لكن الأمور تتغير أحيانا !!! </TD></TR></TABLE> |
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%"> |
<TABLE id=table1 border=0 width="100%"> <TR> <td width=25> </TD> <td> منــــقذ القـــريـــة ابراهيم أبو دية و بعد أربع سنوات و في عام 1952 ساءت أحوال ابراهيم الصحية ...و نام في المستشفى ...كان حوله ثلاثة من رفاقه المخلصين ...قال لهم ابراهيم: احب أن أسمع نشيد موطني... أنشد الشباب: موطني موطني.. الجلال و الجمال و السناء و البهاء في رباك في رباك و الحياة و النجاة و الهناء و الرجاء في هواك في هواك هل اراك هل أراك سالما منعما و غانما مكرما هل أراك في علاك تبلغ السماك موطني موطني.... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و بينما هم ينشدون دخلت امراة مسنة, قدمت له باقة صغيرة من الزهر و قالت: هذه شقائق النعمان : الحنون الذي كنت تحبه و كنت تحب صوريف, و هو من صوريف.... امسك ابراهيم شقائق النعمان....ووضعها على صدره, و أغمض عينيه بهدؤ و سلام... أعلن نبأ وفاة " ابراهيم أبو دية"في بيروت فمشى في جنازته ما يزيد عن خمسة عشر ألفا من المواطنين تحية له و تقديرا لبطولته. تمت </TD>روضة الفرخ الهدهد <td width=34> </TD></TR></TABLE> |