-نهر العاصي-
(ألقيت في مهرجان تشرين الأدبي في حماه عام 1994م ).
جئت نهر العاصي أذوب اشتعالا
لأصب التاريخ فيه سؤالا
كل أنهارنا تسير جنوباً
فلماذا اتجهت أنت شمالا؟
وأتاني الجواب نجمة قطب
تتهادى على السماء اختيالا
غسلت وجهها بضحكة عينيه
فزادت تألقاً وجمالا
شغفته حباً فمال إليها
طائر الشوق لهفة وابتهالا
من يعانق أم النجوم فقد فاز
وما خاف في الطريق ضلالا
***
واستدار الجواب نحوي سؤالاً
شامخ الرأس عزة وجلالا
كيف أرضى درب الحياة انحداراً
وأنا أعبد الإله تعالى؟
كيف أستسهل النزول وقد صغت
السموات في دمي شلالا؟
كيف هذا وقد سكبت النواعير
بآفاق جانحي موالا؟
وحماة منذ البداية كانت
ليَ أماً، أباً، وعماً وخالا؟
أرضعتني سيف البطولة ثدياً
وكستني طبع الربيع خصالا
ألهمتني حب العروبة نهجاً
والمروءات شيمة وفعالا
***
أنا عاصٍ؟ نعم سأعصي الألى زادوا
على عبء أمتي أحمالا
الألى يركعون في باب صهيون
ويحنون رأسهم إذلالا
الألى يغزلون ذلاً وتيهاً
من سراب المستسلمين حبالا
وأطيع الذي يعيش بساح المجد
والعز فارساً رئبالا
الذي يصفع الدخيل ويرمي
وجه من حالف العدو بلا؛ لا
أنا رمز لعزة الناس في الأرض
وقول من حقه أن يقالا
أنا جرح الشموس في وجنة الفجر
وصبح من قبلة الشمس سالا
أنا نسغ الرعود في تربة الدهر
ليستنبت الزمان رجالا
وصهيل الخيول طارت فتوحاً
تنشر العدل، منهجاً ومآلا
***
أنا ذاك الشريان، ينبض في الرأس
ويأبى إلا العلاء مجالا
حين يرنو غيري لسهل انبساط
أمتطي الوعر صهوة والجبالا
وأخيراً أذوب في بحر شعبي
حلماً أخضراً وماء زلالا
***
(ألقيت في مهرجان تشرين الأدبي في حماه عام 1994م ).
جئت نهر العاصي أذوب اشتعالا
لأصب التاريخ فيه سؤالا
كل أنهارنا تسير جنوباً
فلماذا اتجهت أنت شمالا؟
وأتاني الجواب نجمة قطب
تتهادى على السماء اختيالا
غسلت وجهها بضحكة عينيه
فزادت تألقاً وجمالا
شغفته حباً فمال إليها
طائر الشوق لهفة وابتهالا
من يعانق أم النجوم فقد فاز
وما خاف في الطريق ضلالا
***
واستدار الجواب نحوي سؤالاً
شامخ الرأس عزة وجلالا
كيف أرضى درب الحياة انحداراً
وأنا أعبد الإله تعالى؟
كيف أستسهل النزول وقد صغت
السموات في دمي شلالا؟
كيف هذا وقد سكبت النواعير
بآفاق جانحي موالا؟
وحماة منذ البداية كانت
ليَ أماً، أباً، وعماً وخالا؟
أرضعتني سيف البطولة ثدياً
وكستني طبع الربيع خصالا
ألهمتني حب العروبة نهجاً
والمروءات شيمة وفعالا
***
أنا عاصٍ؟ نعم سأعصي الألى زادوا
على عبء أمتي أحمالا
الألى يركعون في باب صهيون
ويحنون رأسهم إذلالا
الألى يغزلون ذلاً وتيهاً
من سراب المستسلمين حبالا
وأطيع الذي يعيش بساح المجد
والعز فارساً رئبالا
الذي يصفع الدخيل ويرمي
وجه من حالف العدو بلا؛ لا
أنا رمز لعزة الناس في الأرض
وقول من حقه أن يقالا
أنا جرح الشموس في وجنة الفجر
وصبح من قبلة الشمس سالا
أنا نسغ الرعود في تربة الدهر
ليستنبت الزمان رجالا
وصهيل الخيول طارت فتوحاً
تنشر العدل، منهجاً ومآلا
***
أنا ذاك الشريان، ينبض في الرأس
ويأبى إلا العلاء مجالا
حين يرنو غيري لسهل انبساط
أمتطي الوعر صهوة والجبالا
وأخيراً أذوب في بحر شعبي
حلماً أخضراً وماء زلالا
***