قصائد في الرثاء للذين ماتوا ولكنهم أحياء: -أنا نسغ الجبال-
(مهداة إلى روح الشاعر الكبير نديم محمد)
حلم تستحل فيه النجوم
وخيال تضيء فيه الهموم
وجبين تسير في ضوئه الشمس
ويخضر في مداه الأديم
ثم روح مدَّ الغيوم شراعاً
واعتلى صاعداً يرف، يحوم
رشفته وقطرته أريجاً
في جفون الربيع تلك الغيوم
***
شاعر يرتدي ظلام حياة
وصباح في جانحيه مقيم
طال حبل الآلام ظفراً وناباً
ما لأهواء طيشها تقليم
ضم أشواك عمره بحنان
لم يلن منه في الصعاب شكيم
لكبار الهموم خمرة روح
ولها من شذا الفؤاد طعوم
صب في الحرف شهقة الفجر كي ينعم
بالصبح عالم مهموم
ومضى يسكب الحروف أناشيد سماء
تصحو وحيناً تغيم
يمنح الناس نسمة العطر والشعر
وفي عينه تهب السموم
يعصر الغيم في حقول بني الدنيا
جميعاً وحقله محروم
***
وكأني أراه يوم حساب
حيث يعطي الأحكام رب حكيم
ينشد الله شعره شامخ الرأس
فلله في السما تنغيم
يا إلهي منحتني العقل، فالعقل
سراجي ومنهجي المستقيم
لم أخالفه في الحياة وحققت
له ما استطعت، مما يروم
ليس إلاك من نجا من شكوكي
كل شيء يفنى غداً، وتدوم
إن عقلي صعب المراس ولا ينمو
على ساح أفقه تسليم
لم يدجنه للتفاهة مخلوق
وما حدَّ صبحه تعتيم
ساوموني خفض الجبين وهيهات
فللرعد في دمائي هزيم
يصفع السيف مارج من لساني
فإذا السيف في الوغى مهزوم
كل طاغ عندي ذليل وحسبي
مقول جارح وحس سليم
***
يا إلهي لقد عبدتك في القلب
وأصفى الوداد حب كتوم
لم أعاملك كالأناسيّ حولي
بطقوس يحار فيها الحليم
لا أذيق الإنسان ويلات فعل
وأصلي مرائياً وأصوم
فصلاتي حب يشعشع في الناس
لتمحى بين القلوب التخوم
وصيامي عما يذل وعما
يدمغ الخلق بالأذى ويسوم
وترشفت نور آياتك البكر
فقلبي شذاً وعطري نموم
عشت يا رب في ضميري فوجداني
ربيع معتق ونسيم
من حمياك صغت عزة نفسي
فهي تكوى جمراً ولا تستنيم
ولهذا كنت الحرونَ وللماشين
حولي الإعزاز والتكريم
ولهذا كنت الغنيَّ وللفقر
حضور في عقر داري، عميم
ولهذا كنت القويَّ وللداء
لهيب في جانِحيَّ ضروم
***
أنا نسغ الجبال، نبض البراري
وينابيع ريفنا والكروم
أنا غيم مضرج بدم الفجر
ووعر -رغم الشقا- لا يضيم
وطني في دمي نشيد العصافير
وحرف مسافر ونغيم
أتساقاه أبجدية إنسان
بأعماقه الهدى مرسوم
غزلت أمتي نسيج الحضارات
ونامت والغانيات نؤوم
خضت في بعثها السياسة لكن
لم يرق لي هواؤها المأزوم
ما لمثلي مع السياسة حظ
يسبر البحر صائدٌ وأعوم
وتراجعت كي أناضل بالشعر
أصلي لها به وأقوم
***
يا إلهي أمر تملك حسي
ربما كنت في مداه مليم
هو بحر النساء خوضت فيه
بشراع ضاعت لديه الحلوم
لا خيالاً، تصوفاً، بل كما الأشجار
يدمي شفاهها التطعيم
هي أنثى الأحلام تختصر الكون
وفيها التفصيل والتعميم
صغتها يا إلهنا فتنة كبرى
تعرّي عقولنا وتنيم
إنها اللغز مبهما ولذيذاً
فهي زهر المروج وهي الهشيم
وهي حيناً مثل الملاك حناناً
وهي حيناً يخاف منها الرجيم
هي سحر مجسد؛ في أمانيه
تلاقت أحبة وخصوم
همت فيها، فهل تراني أرى الحسناء
قربي، ولست فيها أهيم؟
لذت في خافقي، فعقلي لقلبي
حين يطغى بحر الغرام، خصيم
خفقات الفؤاد طارت إليها
فهي عقد في راحتيها نظيم
رغم هذا خانت عهود وفاء
وأنا العاشق الوفي الحميم
خدعتني الحسناء، شكت بقلبي
ألف سهم قد أتخمتها السموم
ضيعتني، ضاعت معي، لست أدري
نحن ثدي حلم، وطفل فطيم
***
وانتضيت الجراح (آلام) قلب
لتضيء الوجود تلك الكلوم
يغمر الكائنات بالطيب والأشواق
والمسكرات هم يتيم
لم ألمها حباً وعدت إلى قلبي
أناجي أوجاعه وألوم
هو في الصدر جمرة تتلظى
وهو بالحب دائماً منهوم
جلت في عالم الأزاهير، أغراني
على مبسم الشذا تحويم
زرع الزهر شوكه في دمائي
رئتي رثة، وشهدي عقيم
(أيها المشفقون لا تلمسوا الجرح)
فزادي جرح رعيف قديم
مذنب؟ آثم؟ يلذ لي الذنب
فربي يوم الحساب رحيم
***
يا إلهي، سامح مع الحب آثامي
ففي الحب قد يثاب الأثيم
وشفيعي شعري وصدق شعوري
وضمير عن الأذى معصوم
***
وكأني أراه في جنة الله
وقد جدد الشباب النعيم
قد تزول الدنيا و(ينهرّ) فيها
كلٌّ جدرانها ويبقى (نديم)
***
(مهداة إلى روح الشاعر الكبير نديم محمد)
حلم تستحل فيه النجوم
وخيال تضيء فيه الهموم
وجبين تسير في ضوئه الشمس
ويخضر في مداه الأديم
ثم روح مدَّ الغيوم شراعاً
واعتلى صاعداً يرف، يحوم
رشفته وقطرته أريجاً
في جفون الربيع تلك الغيوم
***
شاعر يرتدي ظلام حياة
وصباح في جانحيه مقيم
طال حبل الآلام ظفراً وناباً
ما لأهواء طيشها تقليم
ضم أشواك عمره بحنان
لم يلن منه في الصعاب شكيم
لكبار الهموم خمرة روح
ولها من شذا الفؤاد طعوم
صب في الحرف شهقة الفجر كي ينعم
بالصبح عالم مهموم
ومضى يسكب الحروف أناشيد سماء
تصحو وحيناً تغيم
يمنح الناس نسمة العطر والشعر
وفي عينه تهب السموم
يعصر الغيم في حقول بني الدنيا
جميعاً وحقله محروم
***
وكأني أراه يوم حساب
حيث يعطي الأحكام رب حكيم
ينشد الله شعره شامخ الرأس
فلله في السما تنغيم
يا إلهي منحتني العقل، فالعقل
سراجي ومنهجي المستقيم
لم أخالفه في الحياة وحققت
له ما استطعت، مما يروم
ليس إلاك من نجا من شكوكي
كل شيء يفنى غداً، وتدوم
إن عقلي صعب المراس ولا ينمو
على ساح أفقه تسليم
لم يدجنه للتفاهة مخلوق
وما حدَّ صبحه تعتيم
ساوموني خفض الجبين وهيهات
فللرعد في دمائي هزيم
يصفع السيف مارج من لساني
فإذا السيف في الوغى مهزوم
كل طاغ عندي ذليل وحسبي
مقول جارح وحس سليم
***
يا إلهي لقد عبدتك في القلب
وأصفى الوداد حب كتوم
لم أعاملك كالأناسيّ حولي
بطقوس يحار فيها الحليم
لا أذيق الإنسان ويلات فعل
وأصلي مرائياً وأصوم
فصلاتي حب يشعشع في الناس
لتمحى بين القلوب التخوم
وصيامي عما يذل وعما
يدمغ الخلق بالأذى ويسوم
وترشفت نور آياتك البكر
فقلبي شذاً وعطري نموم
عشت يا رب في ضميري فوجداني
ربيع معتق ونسيم
من حمياك صغت عزة نفسي
فهي تكوى جمراً ولا تستنيم
ولهذا كنت الحرونَ وللماشين
حولي الإعزاز والتكريم
ولهذا كنت الغنيَّ وللفقر
حضور في عقر داري، عميم
ولهذا كنت القويَّ وللداء
لهيب في جانِحيَّ ضروم
***
أنا نسغ الجبال، نبض البراري
وينابيع ريفنا والكروم
أنا غيم مضرج بدم الفجر
ووعر -رغم الشقا- لا يضيم
وطني في دمي نشيد العصافير
وحرف مسافر ونغيم
أتساقاه أبجدية إنسان
بأعماقه الهدى مرسوم
غزلت أمتي نسيج الحضارات
ونامت والغانيات نؤوم
خضت في بعثها السياسة لكن
لم يرق لي هواؤها المأزوم
ما لمثلي مع السياسة حظ
يسبر البحر صائدٌ وأعوم
وتراجعت كي أناضل بالشعر
أصلي لها به وأقوم
***
يا إلهي أمر تملك حسي
ربما كنت في مداه مليم
هو بحر النساء خوضت فيه
بشراع ضاعت لديه الحلوم
لا خيالاً، تصوفاً، بل كما الأشجار
يدمي شفاهها التطعيم
هي أنثى الأحلام تختصر الكون
وفيها التفصيل والتعميم
صغتها يا إلهنا فتنة كبرى
تعرّي عقولنا وتنيم
إنها اللغز مبهما ولذيذاً
فهي زهر المروج وهي الهشيم
وهي حيناً مثل الملاك حناناً
وهي حيناً يخاف منها الرجيم
هي سحر مجسد؛ في أمانيه
تلاقت أحبة وخصوم
همت فيها، فهل تراني أرى الحسناء
قربي، ولست فيها أهيم؟
لذت في خافقي، فعقلي لقلبي
حين يطغى بحر الغرام، خصيم
خفقات الفؤاد طارت إليها
فهي عقد في راحتيها نظيم
رغم هذا خانت عهود وفاء
وأنا العاشق الوفي الحميم
خدعتني الحسناء، شكت بقلبي
ألف سهم قد أتخمتها السموم
ضيعتني، ضاعت معي، لست أدري
نحن ثدي حلم، وطفل فطيم
***
وانتضيت الجراح (آلام) قلب
لتضيء الوجود تلك الكلوم
يغمر الكائنات بالطيب والأشواق
والمسكرات هم يتيم
لم ألمها حباً وعدت إلى قلبي
أناجي أوجاعه وألوم
هو في الصدر جمرة تتلظى
وهو بالحب دائماً منهوم
جلت في عالم الأزاهير، أغراني
على مبسم الشذا تحويم
زرع الزهر شوكه في دمائي
رئتي رثة، وشهدي عقيم
(أيها المشفقون لا تلمسوا الجرح)
فزادي جرح رعيف قديم
مذنب؟ آثم؟ يلذ لي الذنب
فربي يوم الحساب رحيم
***
يا إلهي، سامح مع الحب آثامي
ففي الحب قد يثاب الأثيم
وشفيعي شعري وصدق شعوري
وضمير عن الأذى معصوم
***
وكأني أراه في جنة الله
وقد جدد الشباب النعيم
قد تزول الدنيا و(ينهرّ) فيها
كلٌّ جدرانها ويبقى (نديم)
***