-رغيف الشمس-
(مهداة إلى روح الشاعر المهجري زكي قنصل).
من صعيد مغمس بالشروق
وجبين متوج بالبروق
ينبت الشعر بوح قلب وينداح
ربيعاً معتقاً في العروق
ثم يسمو نبوءة تملأ الروح
وتجلو بالحب كل طريق
وجد الشعر منذ أن وجد الله
حنين الخلاق للمخلوق
هو (كاف) يذوب إشعاع خلق
أبدي في نبع (نون) عميق
***
أقرب الناس للسموات إبداعاً
وعزاً في الفن والتحليق
شاعر يطعم الحياة رغيف الشمس
والمظلمات لون البريق
يعجن الموت بالحياة ويسمو
عن تفاهات عالم مخنوق
هكذا كان (قنصل) الله في الأرض
(زكياً) وليس بالمسبوق
***
أيها الشاعر الذي أخصب الروح
وروّى أزهارها بالرحيق
قد تخيرت للمعالي طريقاً
مستقيماً ما كان بالمطروق
عشت في لجة الحياة شراعاً
وذراعاً ممدودة للغريق
عشت تستنبت النفوس بساتين
أقاح ونرجس وشقيق
تشعل النيرات في ظلمة العقل
بعيداً عن فتنة التصفيق
***
لم أشاهدك رؤية العين للعين
ولكن بالروح كنت صديقي
مذ قرأت الفؤاد منك بياناً
صاح مني الفؤاد هذا شقيقي
شهقة الجرح في الحروف حمتها
من اذاة الإملاق والتمليق
وتجاوزتُ بحر شعرك أوزانا
فنوناً من البديع الأنيق
واحتضنت الأعماق حيث كنوز
الروح، آفاق لؤلؤ وعقيق
حيث كل القلوب تخفق حباً
في مدى قلبك الكبير الخفوق
وعصبت البحر الكبير بجرحي
وبأبعاده عجنت دقيقي
وسكبت الأشعار غابات أمطار
أعاصير عاصفات الحريق
كلمات تعطرت ثم رفت
كالعصافير في فضاء طليق
وحروف رفيف أجنحة الحلم
على جفن عاشق وعشيق
ونقاط تحوي البحار ولكن
في غلاف من بوح مسك فتيق
***
واعتلى صهوة الطموح اغتراباً
وبيمناه إرث شعب عريق
حمل الشمس في الضمير سراجاً
والمروءات شهد روحٍ، وريق
طار غرباً بالشرق وهو ينادي
أيها الروح في الغروب أفيقي
كل علم لا يرتدي صبح أخلاق
فللهدم كان والتفريق
كل عقل لا يرتوي نور قلب
فسراب يزين كل مروق
***
كان للشام في البعاد جناناً
ولساناً لوحيها المنطوق
عاش أحلامها ووهج أمانيها
وأضواء نجمها المرموق
وجلاها سيف العروبة، يهتز
دفاعاً عن حقها المسروق
***
يا صديقي حق العروبة أضحى
بين هم التكذيب والتصديق
إنها حرب ردة أين منها
في التصدي عزيمة (الصدّيق)
إنها عتمة الجهالة والظلم
فأين الإنصاف في (الفاروق)
غاب عنها (عليُّ) فالحصن في خيبر
يختاننا بوجه صفيق
غاب (عيسى) فهيكل الرب
للتاجر أضحى ضحىً وللزنديق
جل حكامنا استهانوا وهانوا
برؤوس -لا تستقيم- وسوق
عرضوا راية العروبة من دون حياء
للبيع والتسويق
زيفوها وأسلموها عيانا
وهوانا للجرح والتمزيق
وارتضوا ساحل الحياة غثاء
ورغاء مغلفاً بالنعيق
و(أعدوا لهم) لسانا طويلاً
جاز حد البعاد في العيوق
لو طغى معتد وعاث فساداً
أمطروه بوابل من نقيق
وإذا في الختام لوّح تيهاً
بسلام رخو وغير وثيق
تركوا بيت ربهم نحو بيت
(أسود) سجداً بلا تعويق
يا إلهي، مات الضمير فهل يرجى
لميت الضمير من توفيق؟
***
حين نرمى جهراً بليل نظام
جاهلي وعالميّ (عتيق)
حينما تقسم الشعوب بحد السيف
ما بين سادة ورقيق
وتكون الخيرات ملك فريق
والشقاء المرير زاد فريق
عندها قد يكون للموت طعم
مستساغ مذاقه في الحلوق
فاخلع الجسم قبضة من تراب
من رماد لعالم محروق
واسكب الروح يا صديقي شعراً
لغة الحق في شفاه الشروق
***
(مهداة إلى روح الشاعر المهجري زكي قنصل).
من صعيد مغمس بالشروق
وجبين متوج بالبروق
ينبت الشعر بوح قلب وينداح
ربيعاً معتقاً في العروق
ثم يسمو نبوءة تملأ الروح
وتجلو بالحب كل طريق
وجد الشعر منذ أن وجد الله
حنين الخلاق للمخلوق
هو (كاف) يذوب إشعاع خلق
أبدي في نبع (نون) عميق
***
أقرب الناس للسموات إبداعاً
وعزاً في الفن والتحليق
شاعر يطعم الحياة رغيف الشمس
والمظلمات لون البريق
يعجن الموت بالحياة ويسمو
عن تفاهات عالم مخنوق
هكذا كان (قنصل) الله في الأرض
(زكياً) وليس بالمسبوق
***
أيها الشاعر الذي أخصب الروح
وروّى أزهارها بالرحيق
قد تخيرت للمعالي طريقاً
مستقيماً ما كان بالمطروق
عشت في لجة الحياة شراعاً
وذراعاً ممدودة للغريق
عشت تستنبت النفوس بساتين
أقاح ونرجس وشقيق
تشعل النيرات في ظلمة العقل
بعيداً عن فتنة التصفيق
***
لم أشاهدك رؤية العين للعين
ولكن بالروح كنت صديقي
مذ قرأت الفؤاد منك بياناً
صاح مني الفؤاد هذا شقيقي
شهقة الجرح في الحروف حمتها
من اذاة الإملاق والتمليق
وتجاوزتُ بحر شعرك أوزانا
فنوناً من البديع الأنيق
واحتضنت الأعماق حيث كنوز
الروح، آفاق لؤلؤ وعقيق
حيث كل القلوب تخفق حباً
في مدى قلبك الكبير الخفوق
وعصبت البحر الكبير بجرحي
وبأبعاده عجنت دقيقي
وسكبت الأشعار غابات أمطار
أعاصير عاصفات الحريق
كلمات تعطرت ثم رفت
كالعصافير في فضاء طليق
وحروف رفيف أجنحة الحلم
على جفن عاشق وعشيق
ونقاط تحوي البحار ولكن
في غلاف من بوح مسك فتيق
***
واعتلى صهوة الطموح اغتراباً
وبيمناه إرث شعب عريق
حمل الشمس في الضمير سراجاً
والمروءات شهد روحٍ، وريق
طار غرباً بالشرق وهو ينادي
أيها الروح في الغروب أفيقي
كل علم لا يرتدي صبح أخلاق
فللهدم كان والتفريق
كل عقل لا يرتوي نور قلب
فسراب يزين كل مروق
***
كان للشام في البعاد جناناً
ولساناً لوحيها المنطوق
عاش أحلامها ووهج أمانيها
وأضواء نجمها المرموق
وجلاها سيف العروبة، يهتز
دفاعاً عن حقها المسروق
***
يا صديقي حق العروبة أضحى
بين هم التكذيب والتصديق
إنها حرب ردة أين منها
في التصدي عزيمة (الصدّيق)
إنها عتمة الجهالة والظلم
فأين الإنصاف في (الفاروق)
غاب عنها (عليُّ) فالحصن في خيبر
يختاننا بوجه صفيق
غاب (عيسى) فهيكل الرب
للتاجر أضحى ضحىً وللزنديق
جل حكامنا استهانوا وهانوا
برؤوس -لا تستقيم- وسوق
عرضوا راية العروبة من دون حياء
للبيع والتسويق
زيفوها وأسلموها عيانا
وهوانا للجرح والتمزيق
وارتضوا ساحل الحياة غثاء
ورغاء مغلفاً بالنعيق
و(أعدوا لهم) لسانا طويلاً
جاز حد البعاد في العيوق
لو طغى معتد وعاث فساداً
أمطروه بوابل من نقيق
وإذا في الختام لوّح تيهاً
بسلام رخو وغير وثيق
تركوا بيت ربهم نحو بيت
(أسود) سجداً بلا تعويق
يا إلهي، مات الضمير فهل يرجى
لميت الضمير من توفيق؟
***
حين نرمى جهراً بليل نظام
جاهلي وعالميّ (عتيق)
حينما تقسم الشعوب بحد السيف
ما بين سادة ورقيق
وتكون الخيرات ملك فريق
والشقاء المرير زاد فريق
عندها قد يكون للموت طعم
مستساغ مذاقه في الحلوق
فاخلع الجسم قبضة من تراب
من رماد لعالم محروق
واسكب الروح يا صديقي شعراً
لغة الحق في شفاه الشروق
***