2- مديح ثانٍ لأنثى الشرق
هذه سيدةٌ من حجرٍ، تخرجُ
في طلعتها نحلٌ كثيرٌ يضطربْ
وبها يفتتحُ الرؤيا حوارٌ ولعبْ!
***
عتباتٌ حملتني للجذورْ:
عروةٌ ممفيس للنيلِ، وعمريتُ بذورْ
ومن البحرِ جناحانِ لصيدا ولصورْ..
كلُّ تلكَ الأبجدياتِ تفورْ!
كرخامٍ قمريٍ بعلبكْ
نينوى قربانُ صلصالٍ، وفي تدمرَ أجزاءُ ضحايا ونذورْ
جذوةٌ بابلُ من طينٍ، وقرطاجةُ حقٌّ من بخورْ..
فانتظر في بابلَ الأنثى التي تسعى، وترعى كائناتْ!
هل هو الشرقُ الذي لا يمتلكْ؟
مدنٌ بحريةٌ، نهريةٌ، تجري، فيجري النيلُ
في الأردنِ، أو دجلةَ، يدعوه الفراتْ
وأنا تلبسني الأنثى التي ألبسها شهوةَ خلقٍ،
بين آجرٍ وفخار وأحجارٍ وطينْ!
لمَ لا أبعثُ ما بين قديمٍ وجديدْ
وبأرضٍ بُسطتْ كنتُ أسميّ، أستعينْ؟
أهو الشرقُ الذي يحجبه عصرُ جليدٍ وحديدْ!
كلُّ شيء هو للبيعِ: جماعاتٌ وأحجارٌ، فصولٌ وطلولْ
كائناتٌ من إناثٍ وذكورْ
وحضورٌ في غيابٍ، كغيابٍ في الحضورْ!
كلُّ شيء ينحني الأسلافُ والأحفادُ فيهِ،
يتجلى الشكُّ فيهِ باليقينْ!
كلُّ شيءٍ ينحني ميتاً، وهذا الشرقُ بيتْ
ينحني، تخرجُ من أعضائهِ آلهةٌ من حجرٍ أو من خشبْ!
بعد رؤيا من لهبْ!
آهِ من ميتٍ وميتٍ!
هل أسمي ميتةَ الكائنِ يقظة
وأسمي غيبةَ الكائنِ لحظهْ
وأراها فكرةً تحبسُ فكرهْ!
ما الذي يولدُ في هذا الحريقْ؟
بذرةٌ، ماءٌ، دمٌ، نارٌ وفطرهْ..
أيُّ صوتٍ؟ أيّ معنى؟ أيّ تيهْ
أيُّ وقتٍ لسياسيٍ عريقْ!
أيُّ وقتٍ لوليٍ وفقيهْ!
*
فلأحاول أن أرى المعنى الذي ينمو، يربيه جسدْ!
ولأحاول لغةً تنمو، فينمو متّحدْ!
يطلعُ التاريخُ من أعضائهِ، بعد لقاحٍ وولادهْ
ويؤاخي حجرٌ فيه البذورْ..
ولأجربْ أن أرى.. ماذا أرى؟
برهةٌ كانت لطفلٍ وضمادٍ وقماطْ
ثم كانتْ لحروبٍ وإبادهْ..
ثم كان الشعر، والشعر إلى الأرضِ يُخاطْ
ثم كانتْ كلماتٌ تتلوى، وتعاني، وتثور!
*
كل شيءٍ هو ضدُّ الشعرِ:
وجهٌُ وقناعٌ ونهوضٌ وانحطاطْ
كائناتٌ، نكراتٌ وشخوصْ
وعباراتُ حوارٍ وخطابٍ ونصوصْ..
كلُّ شيء هو ضدُّ الشعرِ:
فحلٌ، مستبدٌّ، وبغيٌّ، وخصيّْ..
ما الذي تفعلهُ بعض التفاعيل لشرقٍ عربيّْ؟
ما الذي تفعلهُ ضدَّ بغاةٍ ورعاةٍ وطغاةٍ ولصوصْ؟
تطعمُ الجائعَ من سنبلةٍ جفّتْ،
وتكسو عارياً من بردةٍ رثتْ،
وتسقي ظامئاً من دمعةٍ شحّتْ،
وتلك الجمهراتُ احتشدت جوعى وقتلى..
خلفّ أرضٍ من رمادٍ وسماءٍ من رمادْ!
كيف تهديها الصراطْ؟
*
.. ولأجربْ أن أرى الشرقَ الذي كنتُ وريثهْ!
تظلمُ الرؤيةُ فيهِ، يظلمُ اللحمُ، يبادْ
بين طينٍ عربيٍ وفضاءٍ معدنيّْ!
أيُّ معنى يرثُ اللحمُ المهشَّمْ
والسلالاتُ التي تحيا لتعدمْ
انتمتْ، ثم اهتدتْ، ثم انتهتْ، لم تتأخرْ
وحدها، لم تتقدمْ!
أيّ معنى يرثُ الكائنُ في رؤيا حديثهْ
ربما تغلقُ باباً لخلاصٍ دنيويّْ
وأنا لم أتغيرْ!
*
هكذا أحملُ قرباني، وأجثو لرمادٍ ملكيّْ
وألبي، وأصلي.. فلتحلَّ البركهْ
ولتعرسْ عتباتٌ آدميّهْ!
خمرةٌ، خبزٌ وملحٌ، نهرُ أطفالٍ وفتيانٍ..
وأسرابُ صبايا.. وحجيجٌ في المكانْ!
معبدٌ ينهضُ، آجرُّ دمٍ، عرسُ دمٍ،
شمسُ دمٍ تصحبٌ أنثى الحيوانْ..
يطلعُ التاريخُ من أعضائهِ الأولى الخفيهْ..
من قناةٍ طُمستْ، من فحمِ قدّاسٍ، ومن خاتمِ رملٍ...
من كسورِ وعقودٍ ملكيّهْ!
يطلعُ التاريخُ من قلبِ وريثٍ حجريّْ
من كوى قمحٍ، ومن أحشاءِ صلصالٍ، ومن جزءِ نواةٍ أو خليهْ..
يطلعُ التاريخُ من مقبرةٍ في مقبرهْ
ولتكنْ مقبرةً مشتركهْ
صعدتْ منها أثينا، ثم روما..
صعدَ الغربُ من الشرقِ!
فهل يبتدىءُ الشرقُ من الغربِ حوارهْ؟
يطلعُ التاريخُ من محرقةٍ أو محبرهْ
من دمٍ يجري، ومن ماءٍ العبارهْ!
*
كلّ تلكَ الأمكنهْ
قوةُ الأفكارٍ فيها..
كلُّ تلك الأزمنهْ
هجرةُ الأحياءٍ فيها..
رسلٌ، آلهةٌ، جلجلةُ، بيتٌ عتيقٌ، جامعٌ،
شعرٌ ونثرٌ ورسالاتٌ.. إله أحدُ
وترابٌ وهواءٌ.. فيزياءُ.. كيمياءُ.. وحضارهْ!
كلُّ تلكَ الأمكنهْ
لم تزلْ تشهدُ فيها الأزمنهْ!
كيف لا يُبعثُ فيها الجسدُ؟
يطلعُ التاريخ من بابلَ أوبكةَ، من طيبةَ أو صورَ،
ومن سورةِ بغدادَ، ومن سفرِ دمشقْ
يطلعُ التاريخُ من غربٍ وشرقْ!
***
هذه الشمسُ إذاً لما تغبْ
خلفَ رؤيا لم تزلْ مُنقسمهْ!
فانتظرْ في بابلَ الأنثى التي تنضجُ، تحلو، وتضيءْ
وانتظرْ في بابلَ الأنثى التي تأتي، ولا تأتي..
وفي وقتٍ حديثٍ وجريءٍ وبريء
برهةٌ كانتْ لخلقٍ ولعبْ!
ولتحاولْ أن ترى المعنى..
فماذا سترى؟
هل ترى الوقتَ البديلْ؟
أترى ما لا يُرى في كلمهْ؟
يطلعُ التاريخُ من جوف الثرى
فتلكنْ /أنتَ/ الدليلْ!
هذه سيدةٌ من حجرٍ، تخرجُ
في طلعتها نحلٌ كثيرٌ يضطربْ
وبها يفتتحُ الرؤيا حوارٌ ولعبْ!
***
عتباتٌ حملتني للجذورْ:
عروةٌ ممفيس للنيلِ، وعمريتُ بذورْ
ومن البحرِ جناحانِ لصيدا ولصورْ..
كلُّ تلكَ الأبجدياتِ تفورْ!
كرخامٍ قمريٍ بعلبكْ
نينوى قربانُ صلصالٍ، وفي تدمرَ أجزاءُ ضحايا ونذورْ
جذوةٌ بابلُ من طينٍ، وقرطاجةُ حقٌّ من بخورْ..
فانتظر في بابلَ الأنثى التي تسعى، وترعى كائناتْ!
هل هو الشرقُ الذي لا يمتلكْ؟
مدنٌ بحريةٌ، نهريةٌ، تجري، فيجري النيلُ
في الأردنِ، أو دجلةَ، يدعوه الفراتْ
وأنا تلبسني الأنثى التي ألبسها شهوةَ خلقٍ،
بين آجرٍ وفخار وأحجارٍ وطينْ!
لمَ لا أبعثُ ما بين قديمٍ وجديدْ
وبأرضٍ بُسطتْ كنتُ أسميّ، أستعينْ؟
أهو الشرقُ الذي يحجبه عصرُ جليدٍ وحديدْ!
كلُّ شيء هو للبيعِ: جماعاتٌ وأحجارٌ، فصولٌ وطلولْ
كائناتٌ من إناثٍ وذكورْ
وحضورٌ في غيابٍ، كغيابٍ في الحضورْ!
كلُّ شيء ينحني الأسلافُ والأحفادُ فيهِ،
يتجلى الشكُّ فيهِ باليقينْ!
كلُّ شيءٍ ينحني ميتاً، وهذا الشرقُ بيتْ
ينحني، تخرجُ من أعضائهِ آلهةٌ من حجرٍ أو من خشبْ!
بعد رؤيا من لهبْ!
آهِ من ميتٍ وميتٍ!
هل أسمي ميتةَ الكائنِ يقظة
وأسمي غيبةَ الكائنِ لحظهْ
وأراها فكرةً تحبسُ فكرهْ!
ما الذي يولدُ في هذا الحريقْ؟
بذرةٌ، ماءٌ، دمٌ، نارٌ وفطرهْ..
أيُّ صوتٍ؟ أيّ معنى؟ أيّ تيهْ
أيُّ وقتٍ لسياسيٍ عريقْ!
أيُّ وقتٍ لوليٍ وفقيهْ!
*
فلأحاول أن أرى المعنى الذي ينمو، يربيه جسدْ!
ولأحاول لغةً تنمو، فينمو متّحدْ!
يطلعُ التاريخُ من أعضائهِ، بعد لقاحٍ وولادهْ
ويؤاخي حجرٌ فيه البذورْ..
ولأجربْ أن أرى.. ماذا أرى؟
برهةٌ كانت لطفلٍ وضمادٍ وقماطْ
ثم كانتْ لحروبٍ وإبادهْ..
ثم كان الشعر، والشعر إلى الأرضِ يُخاطْ
ثم كانتْ كلماتٌ تتلوى، وتعاني، وتثور!
*
كل شيءٍ هو ضدُّ الشعرِ:
وجهٌُ وقناعٌ ونهوضٌ وانحطاطْ
كائناتٌ، نكراتٌ وشخوصْ
وعباراتُ حوارٍ وخطابٍ ونصوصْ..
كلُّ شيء هو ضدُّ الشعرِ:
فحلٌ، مستبدٌّ، وبغيٌّ، وخصيّْ..
ما الذي تفعلهُ بعض التفاعيل لشرقٍ عربيّْ؟
ما الذي تفعلهُ ضدَّ بغاةٍ ورعاةٍ وطغاةٍ ولصوصْ؟
تطعمُ الجائعَ من سنبلةٍ جفّتْ،
وتكسو عارياً من بردةٍ رثتْ،
وتسقي ظامئاً من دمعةٍ شحّتْ،
وتلك الجمهراتُ احتشدت جوعى وقتلى..
خلفّ أرضٍ من رمادٍ وسماءٍ من رمادْ!
كيف تهديها الصراطْ؟
*
.. ولأجربْ أن أرى الشرقَ الذي كنتُ وريثهْ!
تظلمُ الرؤيةُ فيهِ، يظلمُ اللحمُ، يبادْ
بين طينٍ عربيٍ وفضاءٍ معدنيّْ!
أيُّ معنى يرثُ اللحمُ المهشَّمْ
والسلالاتُ التي تحيا لتعدمْ
انتمتْ، ثم اهتدتْ، ثم انتهتْ، لم تتأخرْ
وحدها، لم تتقدمْ!
أيّ معنى يرثُ الكائنُ في رؤيا حديثهْ
ربما تغلقُ باباً لخلاصٍ دنيويّْ
وأنا لم أتغيرْ!
*
هكذا أحملُ قرباني، وأجثو لرمادٍ ملكيّْ
وألبي، وأصلي.. فلتحلَّ البركهْ
ولتعرسْ عتباتٌ آدميّهْ!
خمرةٌ، خبزٌ وملحٌ، نهرُ أطفالٍ وفتيانٍ..
وأسرابُ صبايا.. وحجيجٌ في المكانْ!
معبدٌ ينهضُ، آجرُّ دمٍ، عرسُ دمٍ،
شمسُ دمٍ تصحبٌ أنثى الحيوانْ..
يطلعُ التاريخُ من أعضائهِ الأولى الخفيهْ..
من قناةٍ طُمستْ، من فحمِ قدّاسٍ، ومن خاتمِ رملٍ...
من كسورِ وعقودٍ ملكيّهْ!
يطلعُ التاريخُ من قلبِ وريثٍ حجريّْ
من كوى قمحٍ، ومن أحشاءِ صلصالٍ، ومن جزءِ نواةٍ أو خليهْ..
يطلعُ التاريخُ من مقبرةٍ في مقبرهْ
ولتكنْ مقبرةً مشتركهْ
صعدتْ منها أثينا، ثم روما..
صعدَ الغربُ من الشرقِ!
فهل يبتدىءُ الشرقُ من الغربِ حوارهْ؟
يطلعُ التاريخُ من محرقةٍ أو محبرهْ
من دمٍ يجري، ومن ماءٍ العبارهْ!
*
كلّ تلكَ الأمكنهْ
قوةُ الأفكارٍ فيها..
كلُّ تلك الأزمنهْ
هجرةُ الأحياءٍ فيها..
رسلٌ، آلهةٌ، جلجلةُ، بيتٌ عتيقٌ، جامعٌ،
شعرٌ ونثرٌ ورسالاتٌ.. إله أحدُ
وترابٌ وهواءٌ.. فيزياءُ.. كيمياءُ.. وحضارهْ!
كلُّ تلكَ الأمكنهْ
لم تزلْ تشهدُ فيها الأزمنهْ!
كيف لا يُبعثُ فيها الجسدُ؟
يطلعُ التاريخ من بابلَ أوبكةَ، من طيبةَ أو صورَ،
ومن سورةِ بغدادَ، ومن سفرِ دمشقْ
يطلعُ التاريخُ من غربٍ وشرقْ!
***
هذه الشمسُ إذاً لما تغبْ
خلفَ رؤيا لم تزلْ مُنقسمهْ!
فانتظرْ في بابلَ الأنثى التي تنضجُ، تحلو، وتضيءْ
وانتظرْ في بابلَ الأنثى التي تأتي، ولا تأتي..
وفي وقتٍ حديثٍ وجريءٍ وبريء
برهةٌ كانتْ لخلقٍ ولعبْ!
ولتحاولْ أن ترى المعنى..
فماذا سترى؟
هل ترى الوقتَ البديلْ؟
أترى ما لا يُرى في كلمهْ؟
يطلعُ التاريخُ من جوف الثرى
فتلكنْ /أنتَ/ الدليلْ!