رباعيات الزخرف
-1-
منذ آشورَ وأكادَ وفينيقَ وعيلامَ وسومرْ
كانتِ الأنثى..
وألقى بمنيٍّ ذكرٌ، والشرقُ أخضرَْ!
كان قداسٌ، وصار الجسمُ أكثرْ
لمَ لا يكثرُ فيهِ وارثوهُ، ثم يكبرْ!
-2-
كانتِ الشمسُ تربي كائناتِ من غضارْ
كان تاريخٌ من التربةِ يصحو بين أوراقِ غبارٍ وحجارْ!
عالمٌ تغرسُ فيه الروحُ خضراءَ، ويخضرُّ فضاءٌ بانتظارْ..
ما الذي ينتظرُ العالمُ؟
هل يسعى بأحفادٍ من الماءِ، يلبيهِ صغارٌ وكبارْ!
-3-
ربما يحتفلُ الشرقُ بأنثاهُ، وتخضرُّ طلولْ
هي مأوى لعرافاتٍ، ومثوى لكهاناتٍ، وهجراتٌ تطولْ
أرختها شرفاتٌ وينابيعُ، عظامٌ ونقوشٌ وأصولْ
كيف لا يحتفلُ الشرق بفرسانٍ،
ويزهو بدروعٍ وسيوفٍ ورماحٍ وخيولْ!
-4-
كانتِ الأرضُ التي تنجبني تغفو،
وتصحو بين عينيَّ، وتحلو في يديّْ
عرفتْ بعضَ جنوني، وأنا أحنو عليها، بينما تحنو عليّْ
وحضوري كانَ فيها كغيابي الآدميّْ
ربما ضاقتْ بإشراقي السماويِّ
وما ضاقتْ بموتي الدنيويّْ!
-5-
لم تكنْ عشتارُ ترعاني، ولم تحملْ بي العذراءُ،
لم تقبلْ بموتي فاطمهْ..
غير أني قسمتني فئةٌ باغيةٌ أو غاشمهْ
ثم كانتْ رؤيتي فاتحةً أو خاتمهْ!
ضاقَ بي جسمٌ، وكانتْ عترتي ظالمةً أو آثمهْ!
-6-
هل يشيعُ الصمتُ إذ ماتَ الكلامْ
ثم كانتْ سلطةٌ تكتشفُ اللذةَ في جمهرةٍ تصغي إليها،
وتنامْ!
سلطةٌ للبطلِ الأولِ في معركةِ أولى،
تلبيها تفاعيلُ احتفالاً بمقالٍ ومقامْ!
أهي حربٌ، وتخاضُ الآنَ من أجلِ السلامْ؟
-7-
هذه الحربُ انتهتْ من قبلُ، من بعدُ،
فهل أَقتِلُ،أُقتَلْ؟
ربّةُ الهيكلِ شاختْ، وهي في مزبلةٍ،
كانت لأرامَ فضاءً من دياناتٍ وورشاتٍ،
وشرقٌ آسيويٌّ كلهُ عرشٌ وهيكلْ!
مدنٌ، مرفأُ جنسٍ، طرقٌ للروحِ، ماءٌ ودمٌ،
آلهةٌ تلعبُ، تعملْ..
وأنا أدخلُ في تجربةٍ، تجذبني سوقٌ، وأرحلْ!
-8-
حجرٌ أم مُتحفُ
وحدهُ يُكتشفُ
ينتمي للأرضِ فيه سلفُ
أهو الياءُ، ونحنُ الألفُ!
-9-
احتفالٌ، مهرجانٌ، قبةٌ، مذبحةٌ أو مأتمُ
جمهراتٌ كلها تنهزمُ
إذ هوى، بين فضاءٍ ذكري وفضاءٍ أنثوي، طوطمُ
كيف لا تضطربُ الأفكارُ والأشياءُ في الروحِ،
وهذا عالمٌ يُختتمُ!
-10-
آهِ، كم ضاقَ الهواءْ!
أهو تموزُ الذي يطلعُ في كفيهِ قبرٌ،
وعلى جبهتهِ قمحٌ وماءْ!
أهو تموزُ الذي يرقى إلى جلجلةٍ خضراءَ
شخصاً من دماءْ!
أهوَ الطفلُ الجليليُّ الذي أبصرهُ،
أم شاهدي من كربلاءْ!
-11-
برهةٌ للسردِ؛ فيها ينتهي نصٌّ، فهل يبدأُ نصُّ؟
كلُّ شيءٍ هونصٌّ: اضطراب الكائنِ الأولِ،
عجزٌ بيولوجيٌ، جلوسُ اللامبالاةِ، فراغٌ في نظامٍ ما،
شخوصٌ واختزالٌ وحكاياتٌ وقصُّ..
برهةٌ للسردِ، والغائبُ شخصُ
فهلِ التاريخُ نَقصُ؟
-12-
لم أزلْ بين جنونينِ: خطابٍ وكتابْ
ولشرقِ الأرضِ برنامجهُ:
جندٌ وإعلامٌ، غلافٌ وطنيٌّ وشعارٌ وجوابْ..
لم أزلْ بين جنونينِ!
وللبذرةِ أن تحيا، وللفكرةِ وجهٌ وحجابْ!
فلمنْ أبحثُ عن أنشودةٍ بين الجنونينِ،
وما بينَ الجنونينِ ذهانٌ وعصابٌ واضطرابْ!
-13-
كان ماءٌ.. كانتِ الأرضُ.. وكانتْ نينوى، بابلُ، ممفيسُ..
وكانتْ برهةٌ مختلفهْ!
حمورابي في رقيمٍ، وابن رشدٍ تحت جذعِ الفلسفهْ
والغزالي وحدهُ يصحو على فقهٍ نمتهُ معرفهْ...
كانَ ما كانَ... وهذا قارىءٌ أولُ يتلو مصحفهْ!
-14-
حجرٌ، طينٌ، غضارٌ وزجاجٌ، شاطىءٌ، بحرٌ ومرفأْ
سفنٌ، ماءٌ، فجاجٌ ومحاريثُ وأقوامٌ، زراعاتٌ...
شعوبٌ، أمةٌ من تربةٍ خضراءَ تبدأْ
كيف لا يلقحُها التاريخُ،
والتاريخُ من بذرتها ينمو، وينشأْ..
برهةٌ للعينِ، للروحِ... اقتربْ منها،
استعذْ باللهِ.. سمِ الآنَ.. واقرأْ!
-15-
هل جرى غيرُ دمي بين رقيمٍ ورقيمْ
كلُّ وقتٍ كنتُ فيهِ، منذُ أن كنتُ، أقيمْ
وأراني أتجلى في رضيعٍ وفطيمٍ وشهيدٍ ويتيمْ
غير أني لا أرى المعنى القديمْ!
-16-
هكذا أولد ما بين جنونينِ، وأحيا في جنونينِ إذاً
ومن الأرضِ قماطي،وهيَ الآنَ كفنْ
جُلبتْ روحيَ فيها؛ من ظهورٍ لظهورٍ تُفتتنْ
وهنا ينتجها سلمٌ كمثلِ الحربِ، تغشاها فتنْ!
-17-
بيننا ذاكرةٌ تحتشدُ الآنَ بأجناسٍ ونسلٍ وسلالاتٍ..
بصناع وفلاحينَ.. فيها تتآوى طبقاتٌ وفئاتْ
وملوكٌ ومماليكُ وتجارٌ ورباتٌ وأربابٌ..
دراويشُ، بهاليلُ، رعاةٌ وبداةٌ ومساكينُ وجوعى وطغاةْ!
هذه ذاكرةٌ ملءُ جهاتٍ وجهاتْ
أخذتْ بالسحرِ في أجزاءِ شعرٍ، واهتدت في كلماتْ!
-18-
في حضورِ الشمسِ والأرضِ، وفي برهةِ عصفٍ وخطرْ
في حضورٍ الشرقٍ والأنثى التي هيَّجها ماءُ الذكرْ
في حضورٍ الكائنِ الميتِ، وشبهِ الكائنِ الحيّ،
وشبهِ السحر والساحر، والقادةُ والجندُ حجرْ
ماالذي تفعلهُ أنشودةٌ كانتْ تغنيّ لقمرْ؟
-19-
ينبغي أن يُبلغَ الشعرُ إلى الجسمِ أو التربةِ والروحِ أو العينِ رسالهْ
ينبغي أن يطرحَ الشعرُ على العابدِ والعبدِ سؤالهْ
ينبغي للشِّعر أن يستكشفَ الأنثى التي تشبهُ أرضاً من جمانٍ،
إذْ دنتْ مثلَ شعاعٍ، ونأتْ مثلَ غزالهْ..
ينبغي للشِّعر أن يسحرَ شيئاً ما،
فهل يبيضُّ مثل النثرِ في ضجةِ إعلانٍ وإعلامِ مقالهْ؟
-20-
ينبغي أن يحملَ الشعرُ لجمعِ الآدميينَ عزاءً،
كسرةَ الخبزِ، نبيذاً، زهرةً مرتبكهْ...
ينبغي أن يوغلَ الشاعرُ في الحلمِ وحيداً وكثيراً،
فيرى في الأرضِ جمهوريةً مشتركهْ!
ما الذي يفعلهُ الشعر، وهذا جسدٌ مستهلكٌ كالروحِ،
روحٌ كلها مستهلكهْ!
-21-
برهةٌ للتسميهْ!
هل أسمي كلَّ تلك الأفضيهْ
عالماً للفعلِ أو للتعريهْ
وأكونُ الأضحيهْ!
-22-
ربما لم يبقَ للشرقِ سوى بعضِ هجاءٍ وجنونْ
فلمن تطلعُ رباتُ حكاياتٍ ورباتُ فصولٍ ومياهٍ وحقولٍ..
يتبرجنَ، ويطلبنَ فحولاً من رمادٍ،
ويصلينَ، ويفتحنَ الحصونْ!
هذه السوقُ يسودُ الآنَ فيها آخرونْ
ويموتُ الشرقُ فيها كي يكونْ!
-23-
برهةٌ كانتْ لماءٍ وبذورْ
برهةٌ كانتْ لخلقٍ وحضورْ
وأنا مثلُ هشيمٍ وكسورْ!
كيف لا تستيقظُ الأرضُ الجذورْ!
-24-
تنحني أرضٌ شهيدهْ!
تنحني أنثى وحيدهْ..
ينحني الكائنُ في رؤيا جديدهْ..
فلماذا تنحني هذي القصيدةْ!
-1-
منذ آشورَ وأكادَ وفينيقَ وعيلامَ وسومرْ
كانتِ الأنثى..
وألقى بمنيٍّ ذكرٌ، والشرقُ أخضرَْ!
كان قداسٌ، وصار الجسمُ أكثرْ
لمَ لا يكثرُ فيهِ وارثوهُ، ثم يكبرْ!
-2-
كانتِ الشمسُ تربي كائناتِ من غضارْ
كان تاريخٌ من التربةِ يصحو بين أوراقِ غبارٍ وحجارْ!
عالمٌ تغرسُ فيه الروحُ خضراءَ، ويخضرُّ فضاءٌ بانتظارْ..
ما الذي ينتظرُ العالمُ؟
هل يسعى بأحفادٍ من الماءِ، يلبيهِ صغارٌ وكبارْ!
-3-
ربما يحتفلُ الشرقُ بأنثاهُ، وتخضرُّ طلولْ
هي مأوى لعرافاتٍ، ومثوى لكهاناتٍ، وهجراتٌ تطولْ
أرختها شرفاتٌ وينابيعُ، عظامٌ ونقوشٌ وأصولْ
كيف لا يحتفلُ الشرق بفرسانٍ،
ويزهو بدروعٍ وسيوفٍ ورماحٍ وخيولْ!
-4-
كانتِ الأرضُ التي تنجبني تغفو،
وتصحو بين عينيَّ، وتحلو في يديّْ
عرفتْ بعضَ جنوني، وأنا أحنو عليها، بينما تحنو عليّْ
وحضوري كانَ فيها كغيابي الآدميّْ
ربما ضاقتْ بإشراقي السماويِّ
وما ضاقتْ بموتي الدنيويّْ!
-5-
لم تكنْ عشتارُ ترعاني، ولم تحملْ بي العذراءُ،
لم تقبلْ بموتي فاطمهْ..
غير أني قسمتني فئةٌ باغيةٌ أو غاشمهْ
ثم كانتْ رؤيتي فاتحةً أو خاتمهْ!
ضاقَ بي جسمٌ، وكانتْ عترتي ظالمةً أو آثمهْ!
-6-
هل يشيعُ الصمتُ إذ ماتَ الكلامْ
ثم كانتْ سلطةٌ تكتشفُ اللذةَ في جمهرةٍ تصغي إليها،
وتنامْ!
سلطةٌ للبطلِ الأولِ في معركةِ أولى،
تلبيها تفاعيلُ احتفالاً بمقالٍ ومقامْ!
أهي حربٌ، وتخاضُ الآنَ من أجلِ السلامْ؟
-7-
هذه الحربُ انتهتْ من قبلُ، من بعدُ،
فهل أَقتِلُ،أُقتَلْ؟
ربّةُ الهيكلِ شاختْ، وهي في مزبلةٍ،
كانت لأرامَ فضاءً من دياناتٍ وورشاتٍ،
وشرقٌ آسيويٌّ كلهُ عرشٌ وهيكلْ!
مدنٌ، مرفأُ جنسٍ، طرقٌ للروحِ، ماءٌ ودمٌ،
آلهةٌ تلعبُ، تعملْ..
وأنا أدخلُ في تجربةٍ، تجذبني سوقٌ، وأرحلْ!
-8-
حجرٌ أم مُتحفُ
وحدهُ يُكتشفُ
ينتمي للأرضِ فيه سلفُ
أهو الياءُ، ونحنُ الألفُ!
-9-
احتفالٌ، مهرجانٌ، قبةٌ، مذبحةٌ أو مأتمُ
جمهراتٌ كلها تنهزمُ
إذ هوى، بين فضاءٍ ذكري وفضاءٍ أنثوي، طوطمُ
كيف لا تضطربُ الأفكارُ والأشياءُ في الروحِ،
وهذا عالمٌ يُختتمُ!
-10-
آهِ، كم ضاقَ الهواءْ!
أهو تموزُ الذي يطلعُ في كفيهِ قبرٌ،
وعلى جبهتهِ قمحٌ وماءْ!
أهو تموزُ الذي يرقى إلى جلجلةٍ خضراءَ
شخصاً من دماءْ!
أهوَ الطفلُ الجليليُّ الذي أبصرهُ،
أم شاهدي من كربلاءْ!
-11-
برهةٌ للسردِ؛ فيها ينتهي نصٌّ، فهل يبدأُ نصُّ؟
كلُّ شيءٍ هونصٌّ: اضطراب الكائنِ الأولِ،
عجزٌ بيولوجيٌ، جلوسُ اللامبالاةِ، فراغٌ في نظامٍ ما،
شخوصٌ واختزالٌ وحكاياتٌ وقصُّ..
برهةٌ للسردِ، والغائبُ شخصُ
فهلِ التاريخُ نَقصُ؟
-12-
لم أزلْ بين جنونينِ: خطابٍ وكتابْ
ولشرقِ الأرضِ برنامجهُ:
جندٌ وإعلامٌ، غلافٌ وطنيٌّ وشعارٌ وجوابْ..
لم أزلْ بين جنونينِ!
وللبذرةِ أن تحيا، وللفكرةِ وجهٌ وحجابْ!
فلمنْ أبحثُ عن أنشودةٍ بين الجنونينِ،
وما بينَ الجنونينِ ذهانٌ وعصابٌ واضطرابْ!
-13-
كان ماءٌ.. كانتِ الأرضُ.. وكانتْ نينوى، بابلُ، ممفيسُ..
وكانتْ برهةٌ مختلفهْ!
حمورابي في رقيمٍ، وابن رشدٍ تحت جذعِ الفلسفهْ
والغزالي وحدهُ يصحو على فقهٍ نمتهُ معرفهْ...
كانَ ما كانَ... وهذا قارىءٌ أولُ يتلو مصحفهْ!
-14-
حجرٌ، طينٌ، غضارٌ وزجاجٌ، شاطىءٌ، بحرٌ ومرفأْ
سفنٌ، ماءٌ، فجاجٌ ومحاريثُ وأقوامٌ، زراعاتٌ...
شعوبٌ، أمةٌ من تربةٍ خضراءَ تبدأْ
كيف لا يلقحُها التاريخُ،
والتاريخُ من بذرتها ينمو، وينشأْ..
برهةٌ للعينِ، للروحِ... اقتربْ منها،
استعذْ باللهِ.. سمِ الآنَ.. واقرأْ!
-15-
هل جرى غيرُ دمي بين رقيمٍ ورقيمْ
كلُّ وقتٍ كنتُ فيهِ، منذُ أن كنتُ، أقيمْ
وأراني أتجلى في رضيعٍ وفطيمٍ وشهيدٍ ويتيمْ
غير أني لا أرى المعنى القديمْ!
-16-
هكذا أولد ما بين جنونينِ، وأحيا في جنونينِ إذاً
ومن الأرضِ قماطي،وهيَ الآنَ كفنْ
جُلبتْ روحيَ فيها؛ من ظهورٍ لظهورٍ تُفتتنْ
وهنا ينتجها سلمٌ كمثلِ الحربِ، تغشاها فتنْ!
-17-
بيننا ذاكرةٌ تحتشدُ الآنَ بأجناسٍ ونسلٍ وسلالاتٍ..
بصناع وفلاحينَ.. فيها تتآوى طبقاتٌ وفئاتْ
وملوكٌ ومماليكُ وتجارٌ ورباتٌ وأربابٌ..
دراويشُ، بهاليلُ، رعاةٌ وبداةٌ ومساكينُ وجوعى وطغاةْ!
هذه ذاكرةٌ ملءُ جهاتٍ وجهاتْ
أخذتْ بالسحرِ في أجزاءِ شعرٍ، واهتدت في كلماتْ!
-18-
في حضورِ الشمسِ والأرضِ، وفي برهةِ عصفٍ وخطرْ
في حضورٍ الشرقٍ والأنثى التي هيَّجها ماءُ الذكرْ
في حضورٍ الكائنِ الميتِ، وشبهِ الكائنِ الحيّ،
وشبهِ السحر والساحر، والقادةُ والجندُ حجرْ
ماالذي تفعلهُ أنشودةٌ كانتْ تغنيّ لقمرْ؟
-19-
ينبغي أن يُبلغَ الشعرُ إلى الجسمِ أو التربةِ والروحِ أو العينِ رسالهْ
ينبغي أن يطرحَ الشعرُ على العابدِ والعبدِ سؤالهْ
ينبغي للشِّعر أن يستكشفَ الأنثى التي تشبهُ أرضاً من جمانٍ،
إذْ دنتْ مثلَ شعاعٍ، ونأتْ مثلَ غزالهْ..
ينبغي للشِّعر أن يسحرَ شيئاً ما،
فهل يبيضُّ مثل النثرِ في ضجةِ إعلانٍ وإعلامِ مقالهْ؟
-20-
ينبغي أن يحملَ الشعرُ لجمعِ الآدميينَ عزاءً،
كسرةَ الخبزِ، نبيذاً، زهرةً مرتبكهْ...
ينبغي أن يوغلَ الشاعرُ في الحلمِ وحيداً وكثيراً،
فيرى في الأرضِ جمهوريةً مشتركهْ!
ما الذي يفعلهُ الشعر، وهذا جسدٌ مستهلكٌ كالروحِ،
روحٌ كلها مستهلكهْ!
-21-
برهةٌ للتسميهْ!
هل أسمي كلَّ تلك الأفضيهْ
عالماً للفعلِ أو للتعريهْ
وأكونُ الأضحيهْ!
-22-
ربما لم يبقَ للشرقِ سوى بعضِ هجاءٍ وجنونْ
فلمن تطلعُ رباتُ حكاياتٍ ورباتُ فصولٍ ومياهٍ وحقولٍ..
يتبرجنَ، ويطلبنَ فحولاً من رمادٍ،
ويصلينَ، ويفتحنَ الحصونْ!
هذه السوقُ يسودُ الآنَ فيها آخرونْ
ويموتُ الشرقُ فيها كي يكونْ!
-23-
برهةٌ كانتْ لماءٍ وبذورْ
برهةٌ كانتْ لخلقٍ وحضورْ
وأنا مثلُ هشيمٍ وكسورْ!
كيف لا تستيقظُ الأرضُ الجذورْ!
-24-
تنحني أرضٌ شهيدهْ!
تنحني أنثى وحيدهْ..
ينحني الكائنُ في رؤيا جديدهْ..
فلماذا تنحني هذي القصيدةْ!