-غابة الأحلام-
(مهداة إلى روح الشاعر الدكتور وجيه البارودي وقد ألقيت في حفل تأبينه في حماة).
زرعت شمس الضحى في مقلتي هدبا
وسرت في غابة الأحلام محتطبا
جمعت يابس أحلامي وجئت بها
إلى مدينة أم الشعر محتقبا
غمستها في مياه النهر عارية
فاهتز خافقها بالحب واضطربا
واخضر ريش الأماني في جوانحها
واطّايرت في ليالي حلمنا شهبا
إن ضاق باب المنى في صدرنا حرجاً
فلنتخذ ضفة العاصي لنا سببا
***
سموت فوق جناح الشعر مرتفعاً
وصرت من ساحة الجنات مقتربا
دخلتها، سرت هوناً في مرابعها
حتى رأيت أمامي منظراً عجبا
رأيته ضاحك العينين مبتهجاً
وقد تكامل حسناً ناضراً وصِبا
والحور من حوله تختال عاشقة
تهتز من فرحة اللقيا به طربا
***
رنا وجيه، وحياني، ورحب بي
وراح ينظر لي، من حوله، غضبا
وقال، والعطر من نعمى قصائده
ينداح فوق مغاني خلده سحبا
لقد نجوت بشعري عن طريق لظىً
والشعر درب سموات إذا عذبا
إذا استقامت لمجد الناس قامته
وعاش إحساسهم وحياً وما كذبا
قل للذي ينسج الأشعار أمنية
لكي ينال بها الألقاب والرتبا
لا يستريح لشعر ليس في فمه
حتى ولو حاز في سبق العلا قصبا
يقتات في رمضان كل مظلمة
ويغتدي صائماً بين الورى رجبا
ما عذره ومياه النهر في يده
لكي يصلّيَ في ساحاتنا جنبا؟
***
يا صاحبي قد عبدت الله معرفة
ما غاب إشراقه عني وما غربا
عبدته عملاً بالعلم مقترنا
وما اكتفيت به سمعاً ولا كتبا
عبدته واحة للحب وارفة
في كل ما خطّه قلبي وما كتبا
مازلت أعشق من في الأرض بدء هوىً
قد أنبتت في فؤادي الزهر والعشبا
***
بلغ سلامي لكل الناس في وطني
لكل قلب لمحراب الجمال صبا
واحضن حماة بتقواها وشقوتها
واسكب دمي في مدى شريانها لهبا
وازرع ضميري على أهداب ساحتها
أنين ناعورة تستوعب الحقبا
***
وجيه يا أيها الإنسان منطلاً
يا من عصارة هذا الدهر قد شربا
أشرقت في شفة الحسناء بسمتها
وفي بريق مناها خاتماً ذهبا
وبلبلاً غرداً في روض فتنتها
وبلسماً شافيا لو قلبها التهبا
يا للنساء ولولاهن ما عذبت
هذي الحياة ولا ثوب المنى قشبا
الحسن والشعر عصفوران من فرح
توحد الزغب في عشيهما نسبا
ولا بقاء لشعر في شريعتنا
ما لم يكن لرحاب الحب منتسا
***
عيادة الطب تشكو همَّ زائرها
مذ غاب عنها وجيه الخير واغتربا
كانت لقاصدها برءاً وعافية
أما لكل فقير متعب وأبا
الجسم يقوى إذا مرت بخاطره
والروح لو عبقت في حلمه وثبا
***
وجيه، قلبك -رغم الموت- نافذة
نطل، ننظر، منها عالماً خصبا
جاهدت للناس فاخلد في ضمائرهم
وعش بوجدانهم طول المدى عصبا
***
(مهداة إلى روح الشاعر الدكتور وجيه البارودي وقد ألقيت في حفل تأبينه في حماة).
زرعت شمس الضحى في مقلتي هدبا
وسرت في غابة الأحلام محتطبا
جمعت يابس أحلامي وجئت بها
إلى مدينة أم الشعر محتقبا
غمستها في مياه النهر عارية
فاهتز خافقها بالحب واضطربا
واخضر ريش الأماني في جوانحها
واطّايرت في ليالي حلمنا شهبا
إن ضاق باب المنى في صدرنا حرجاً
فلنتخذ ضفة العاصي لنا سببا
***
سموت فوق جناح الشعر مرتفعاً
وصرت من ساحة الجنات مقتربا
دخلتها، سرت هوناً في مرابعها
حتى رأيت أمامي منظراً عجبا
رأيته ضاحك العينين مبتهجاً
وقد تكامل حسناً ناضراً وصِبا
والحور من حوله تختال عاشقة
تهتز من فرحة اللقيا به طربا
***
رنا وجيه، وحياني، ورحب بي
وراح ينظر لي، من حوله، غضبا
وقال، والعطر من نعمى قصائده
ينداح فوق مغاني خلده سحبا
لقد نجوت بشعري عن طريق لظىً
والشعر درب سموات إذا عذبا
إذا استقامت لمجد الناس قامته
وعاش إحساسهم وحياً وما كذبا
قل للذي ينسج الأشعار أمنية
لكي ينال بها الألقاب والرتبا
لا يستريح لشعر ليس في فمه
حتى ولو حاز في سبق العلا قصبا
يقتات في رمضان كل مظلمة
ويغتدي صائماً بين الورى رجبا
ما عذره ومياه النهر في يده
لكي يصلّيَ في ساحاتنا جنبا؟
***
يا صاحبي قد عبدت الله معرفة
ما غاب إشراقه عني وما غربا
عبدته عملاً بالعلم مقترنا
وما اكتفيت به سمعاً ولا كتبا
عبدته واحة للحب وارفة
في كل ما خطّه قلبي وما كتبا
مازلت أعشق من في الأرض بدء هوىً
قد أنبتت في فؤادي الزهر والعشبا
***
بلغ سلامي لكل الناس في وطني
لكل قلب لمحراب الجمال صبا
واحضن حماة بتقواها وشقوتها
واسكب دمي في مدى شريانها لهبا
وازرع ضميري على أهداب ساحتها
أنين ناعورة تستوعب الحقبا
***
وجيه يا أيها الإنسان منطلاً
يا من عصارة هذا الدهر قد شربا
أشرقت في شفة الحسناء بسمتها
وفي بريق مناها خاتماً ذهبا
وبلبلاً غرداً في روض فتنتها
وبلسماً شافيا لو قلبها التهبا
يا للنساء ولولاهن ما عذبت
هذي الحياة ولا ثوب المنى قشبا
الحسن والشعر عصفوران من فرح
توحد الزغب في عشيهما نسبا
ولا بقاء لشعر في شريعتنا
ما لم يكن لرحاب الحب منتسا
***
عيادة الطب تشكو همَّ زائرها
مذ غاب عنها وجيه الخير واغتربا
كانت لقاصدها برءاً وعافية
أما لكل فقير متعب وأبا
الجسم يقوى إذا مرت بخاطره
والروح لو عبقت في حلمه وثبا
***
وجيه، قلبك -رغم الموت- نافذة
نطل، ننظر، منها عالماً خصبا
جاهدت للناس فاخلد في ضمائرهم
وعش بوجدانهم طول المدى عصبا
***