-وحملنا السماء-
(إلى روح الشهيد، الرائد الطيار حسن الكردي، الذي استشهد في حرب تشرين التحريرية 1973م).
الجديدان والزمان المديد
ذاك يمحو، لكنَّ هذا يعيد
ينسجان الأيام والعمر فيها
بين خيطيهما، يقلّ، يزيد
يغزلان الحياة، ورداً وشوكاً
ومهوداً، تضمهنَّ لحود
بين صبح وبين ليل وجود
يتنامى، دوماً صراع شديد
كل يوم يستشهد الفجر حتى
يتراءى للناس حلم جديد
ويطل الصباح طلق الجناحين
وفي مقلتيه رأي سديد
لا يضيء الدنيا، إذا عبس الدهر،
ويجلو الظلام، إلا الشهيد
***
وامتطيت الخيال صهوة تاريخ
أناجي ربوعه وأرود
غصت فيه ارتعاشة الأمل الزاهي
وقلبي عذب المنى وسعيد
نحن من صاغه انطلاقاً مضيئاً
نحن آباؤه ونحن الجدود
أمتي أمُّه، ومن ثدي عز
أرضعته الحليب وهو وليد
ريشه، من زنابق الحرف فيها
ونشيد الربيع والتوريد
حلمه، من جفون غاباتها البكر
وآفاق بحره والبنود
نبعه غيمة الحنان بعينيها
وحبات غيثه، والرعود
ونفخنا من روحنا فإذا التاريخ
تخضر في رؤاه الوعود
***
أشرقت موجة الألوهة في القلب
ففي القلب يستحم الوجود
وحملنا السماء راية تحرير
تؤاخي بين الورى وتقود
من هنا سافرت جميع الرسالات
وفيها يغرد التوحيد
وهطلنا على الخلائق فتحاً
واستفاقت على خطانا الورود
ضمَّ كل الأديان، روحاً وراحاً
وارتياحاً، في كرمنا عنقود
وسقيناه للأنام إخاءً
فتلاقت ساداتهم والعبيد
ومشوا في مدارج النور أحراراً
فلا سيد هنا ومسود
***
يا فلسطين شاءك الله إيماناً
على هديه تسير العهود
وتراً يسكب السموات لحناً
فإذا النبض في القلوب نشيد
خشبات الصليب قيثارة الرحمن
في روضة الجنان، وعود
حين تشدو فكل أشواك دنيانا
اخضرار وطائر غريد
وأرى أحمداً، ضياء وإسراءٌ
وفي جانحيه شوق فريد
أنت معراجه إلى الملأ الأعلى
وبالقدس دربه المقصود
سدرة المنتهى تعانق عرشاً
وبعينيك ظلها ممدود
***
يا شهيداً وأنت عطر أمانينا
وزهو معتق ومجيد
إن أطلت شمس فطيفك دوماً
فوق أهداب جفنها موجود
وكأني ارى شبابك سيفاً
تتمنى لو قبلته الغمود
وجناحاً يظلل الشمس كبراً
والمنى النافرات عنا يصيد
وله في الجنوب عهد ووعد
وله في الشآم حلم عنيد
***
وارتديت السحاب نحو الأعادي
تمطر الموت فوقهم وتبيد
فتنبَّهْ هذا حصانك يدمى
وعلى الجرح رف موت أكيد
لم تفارقه عزة واعتزازاً
إنه جسمك القوي العتيد
فهنيئاً لك الشهادة كسباً
وهنيئاً لنا العلا والشهيد
حسن أنت للصباح شروق
وجبين للمكرمات وجيد
ضحكة النبع في جديب الأماني
وإباء بلا حدود وجود
بذرة للربيع في خفقة القلب
وغصن لروحنا، أملود
أنت حلم لشاعر عربي
وبيان خصب الرؤى وقصيد
***
يا فلسطين كنت مهد أمانيه
وها أنت يومه الموعود
فاحضني جسمه الفتيَّ غذاء
رحم الأرض لا تخافي ولود
سوف يغدو غدا عزيمة أطفال
وقد كسرت لديها القيود
ثورة في حجارة تصفع الظلم
وتبني مجد العلا وتشيد
***
يا بلادي ماذا أقول، فهل للجمر
في موقد الحياة خمود؟
أتحوك السلام إبرة (مكوك)
إذا الخيط، خيطه مفقود؟
(وأعدو لهم) ولا تتوانوا
[لا يفلّ الحديد إلا الحديد]
***
(إلى روح الشهيد، الرائد الطيار حسن الكردي، الذي استشهد في حرب تشرين التحريرية 1973م).
الجديدان والزمان المديد
ذاك يمحو، لكنَّ هذا يعيد
ينسجان الأيام والعمر فيها
بين خيطيهما، يقلّ، يزيد
يغزلان الحياة، ورداً وشوكاً
ومهوداً، تضمهنَّ لحود
بين صبح وبين ليل وجود
يتنامى، دوماً صراع شديد
كل يوم يستشهد الفجر حتى
يتراءى للناس حلم جديد
ويطل الصباح طلق الجناحين
وفي مقلتيه رأي سديد
لا يضيء الدنيا، إذا عبس الدهر،
ويجلو الظلام، إلا الشهيد
***
وامتطيت الخيال صهوة تاريخ
أناجي ربوعه وأرود
غصت فيه ارتعاشة الأمل الزاهي
وقلبي عذب المنى وسعيد
نحن من صاغه انطلاقاً مضيئاً
نحن آباؤه ونحن الجدود
أمتي أمُّه، ومن ثدي عز
أرضعته الحليب وهو وليد
ريشه، من زنابق الحرف فيها
ونشيد الربيع والتوريد
حلمه، من جفون غاباتها البكر
وآفاق بحره والبنود
نبعه غيمة الحنان بعينيها
وحبات غيثه، والرعود
ونفخنا من روحنا فإذا التاريخ
تخضر في رؤاه الوعود
***
أشرقت موجة الألوهة في القلب
ففي القلب يستحم الوجود
وحملنا السماء راية تحرير
تؤاخي بين الورى وتقود
من هنا سافرت جميع الرسالات
وفيها يغرد التوحيد
وهطلنا على الخلائق فتحاً
واستفاقت على خطانا الورود
ضمَّ كل الأديان، روحاً وراحاً
وارتياحاً، في كرمنا عنقود
وسقيناه للأنام إخاءً
فتلاقت ساداتهم والعبيد
ومشوا في مدارج النور أحراراً
فلا سيد هنا ومسود
***
يا فلسطين شاءك الله إيماناً
على هديه تسير العهود
وتراً يسكب السموات لحناً
فإذا النبض في القلوب نشيد
خشبات الصليب قيثارة الرحمن
في روضة الجنان، وعود
حين تشدو فكل أشواك دنيانا
اخضرار وطائر غريد
وأرى أحمداً، ضياء وإسراءٌ
وفي جانحيه شوق فريد
أنت معراجه إلى الملأ الأعلى
وبالقدس دربه المقصود
سدرة المنتهى تعانق عرشاً
وبعينيك ظلها ممدود
***
يا شهيداً وأنت عطر أمانينا
وزهو معتق ومجيد
إن أطلت شمس فطيفك دوماً
فوق أهداب جفنها موجود
وكأني ارى شبابك سيفاً
تتمنى لو قبلته الغمود
وجناحاً يظلل الشمس كبراً
والمنى النافرات عنا يصيد
وله في الجنوب عهد ووعد
وله في الشآم حلم عنيد
***
وارتديت السحاب نحو الأعادي
تمطر الموت فوقهم وتبيد
فتنبَّهْ هذا حصانك يدمى
وعلى الجرح رف موت أكيد
لم تفارقه عزة واعتزازاً
إنه جسمك القوي العتيد
فهنيئاً لك الشهادة كسباً
وهنيئاً لنا العلا والشهيد
حسن أنت للصباح شروق
وجبين للمكرمات وجيد
ضحكة النبع في جديب الأماني
وإباء بلا حدود وجود
بذرة للربيع في خفقة القلب
وغصن لروحنا، أملود
أنت حلم لشاعر عربي
وبيان خصب الرؤى وقصيد
***
يا فلسطين كنت مهد أمانيه
وها أنت يومه الموعود
فاحضني جسمه الفتيَّ غذاء
رحم الأرض لا تخافي ولود
سوف يغدو غدا عزيمة أطفال
وقد كسرت لديها القيود
ثورة في حجارة تصفع الظلم
وتبني مجد العلا وتشيد
***
يا بلادي ماذا أقول، فهل للجمر
في موقد الحياة خمود؟
أتحوك السلام إبرة (مكوك)
إذا الخيط، خيطه مفقود؟
(وأعدو لهم) ولا تتوانوا
[لا يفلّ الحديد إلا الحديد]
***