-حسدتنا السماء-
(مهداة إلى روح محمود محمد سليمان ذلك الشاب من قريتي الذي تفوق في دراسته، ومنح بعثة علمية إلى الاتحاد السوفيتي وعندما أتم دراسته وتهيأ للعودة إلى الأهل والوطن فاجأته المنية).
تذبل النفس حسرة والتياعا
حينما الصبح فجأة يتداعى
حينما غاب عن مزاولة الحلم
وفي زحمة الأعاصير ضاعا
حين ينأى مع الممات ولا تسطيع
حتى قبل الرحيل وداعا
***
كان محمود أغنيات ربيع
وجناحاً رحب المدى وشراعا
كان أفقاً ترف في جفنه النعمى
ويسري مع الظلام شعاعا
كان وعداً يضيء ظلمة عيش
ويذيب الهموم والأوجاعا
وتولى فجاءة فإذا الناس
نفوس حيرى تطير شعَاعا
شع في أهله صباحاً جميلاً
وتسامى في فكره إبداعا
رعش الخصب في اليباس اخضراراً
ونما عشه عُلاً واتساعا
ينطح الصخر، يثقب الأرض رجلاً
ثم يمتد للنجوم ذراعا
يحمل الفجر وحي قلب كبير
ويسقّي بوهجه الأضلاعا
يمتطي الفقر صهوة للمعالي
فارساً، ناصع الجبين، شجاعا
بورك الفقر يخصب العزم في النفس
ويمحو جذر الهوان اقتلاعا
بورك الفقر حين ينبض بالعز
ويبني ما لم يكن مستطاعا
حين يستولد الرجاء ليبقى الحق
في هذه الحياة مطاعا
***
إيه محمود، ما ذكرتك إلا
ضجَّ قلبي تألماً وصداعا
حينما صرت في اكتمالك بدراً
وتناءى غيم البعاد انقشاعا
هجم الليل فجأة يخضع الضوء
وأحلام صبحنا إخضاعا
هزَّ مشكاتنا وأطفأ مصباحاً
وأبقى لنا الأسى أنواعا
غاب من أخصب المعارف بحثا
بل وأعطى ذرا الحياة ارتفاعا
حسدتنا فيه السماء ونادته
فلبى وما استطاع امتناعا
عينته أستاذ مدرسة فيها
ليستنبت الغيوم اختراعا
إن مضى غيمة الشتاء دموعاً
فسيأتي مع الربيع تِباعا
***
(مهداة إلى روح محمود محمد سليمان ذلك الشاب من قريتي الذي تفوق في دراسته، ومنح بعثة علمية إلى الاتحاد السوفيتي وعندما أتم دراسته وتهيأ للعودة إلى الأهل والوطن فاجأته المنية).
تذبل النفس حسرة والتياعا
حينما الصبح فجأة يتداعى
حينما غاب عن مزاولة الحلم
وفي زحمة الأعاصير ضاعا
حين ينأى مع الممات ولا تسطيع
حتى قبل الرحيل وداعا
***
كان محمود أغنيات ربيع
وجناحاً رحب المدى وشراعا
كان أفقاً ترف في جفنه النعمى
ويسري مع الظلام شعاعا
كان وعداً يضيء ظلمة عيش
ويذيب الهموم والأوجاعا
وتولى فجاءة فإذا الناس
نفوس حيرى تطير شعَاعا
شع في أهله صباحاً جميلاً
وتسامى في فكره إبداعا
رعش الخصب في اليباس اخضراراً
ونما عشه عُلاً واتساعا
ينطح الصخر، يثقب الأرض رجلاً
ثم يمتد للنجوم ذراعا
يحمل الفجر وحي قلب كبير
ويسقّي بوهجه الأضلاعا
يمتطي الفقر صهوة للمعالي
فارساً، ناصع الجبين، شجاعا
بورك الفقر يخصب العزم في النفس
ويمحو جذر الهوان اقتلاعا
بورك الفقر حين ينبض بالعز
ويبني ما لم يكن مستطاعا
حين يستولد الرجاء ليبقى الحق
في هذه الحياة مطاعا
***
إيه محمود، ما ذكرتك إلا
ضجَّ قلبي تألماً وصداعا
حينما صرت في اكتمالك بدراً
وتناءى غيم البعاد انقشاعا
هجم الليل فجأة يخضع الضوء
وأحلام صبحنا إخضاعا
هزَّ مشكاتنا وأطفأ مصباحاً
وأبقى لنا الأسى أنواعا
غاب من أخصب المعارف بحثا
بل وأعطى ذرا الحياة ارتفاعا
حسدتنا فيه السماء ونادته
فلبى وما استطاع امتناعا
عينته أستاذ مدرسة فيها
ليستنبت الغيوم اختراعا
إن مضى غيمة الشتاء دموعاً
فسيأتي مع الربيع تِباعا
***