الأرض الحياة
أنا في دمشقَ أحومُ في الجولانِ
يا للخيال ومن هداه مكاني
ما شدَّني حولَ الجنوبِ كأنني
طِفلٌ دَعَتْهُ الأمُ للأحضانِ
وكأنني الطيرُ المهاجرُ راجعاً
للعش يلثمُ حُرمةَ الأوطانِ
أو عاشقٌ يهفو لعاشقةٍ به
وجدُ الحنينِ وثورةُ الأشجان
أو غصنُ جذعٍ قد نأى عن جذعه
والجذعُ وصلُ الروح للأغصان
من أرضهِ يُروى ويَروي ساكباً
روحاً بروحٍ والهوى روحان
كنهُ الحياةِ الأرضُ يا جذعاً أتى
منها إليها ساقياً ومداني
كيف النوى عنها ونحن فروعُها
والفرع يَذبلُ إن نأى بثوانِ
كيف النوى عن أصلِنا وتراثِنا
عن منبتِ الآباءِ والولدان
إن كان حقاً للغزاةِ مشاعرٌ
كيف استساغوا هجرةَ السُكَّان؟
يستبدلون جذورَهم وجذوعَهم
ويُغيرون معالمَ العمران
هَلاَّ أحسّوا بالنوى عن أصلهم
ورأوا المشَرَّدَ كيف منه يعاني؟
لا همَّ عندهُمُ سِوى استيطانِهم
يتجاهلون قداسةَ الأوطان
قَتَلوا وزجّوا في السجون وشَّردوا
وتوعدوا، حُجَجٌ بلا بُرهان
حتى إذا ما جاء يوم الملتقى
وانزاحَ سِتْرُ الزيفِ والطغيان
نرتادُ موتمر السلامِ وحسبنا
أن يلتقي الإنسانُ بالإنسان
طارتْ حمائمنا تلبي علَّنا
نلقى الجديدَ وجيِّد العرفان
قُلْ يا حمامُ فما لديكَ وما عسى
في جعبةِ الأنباءِ من تبيان
إن كان سلماً فهو كل المرتجى
أو كان حرباً فاحترزْ يا جاني
وإذا الوغى لابدَّ منه فالوغى
كَرٌ وفَرٌ ديدنُ الأزمان
وكذا الحياةُ تقلُّبٌ وتغّيرٌ
فجرٌ وليلٌ سيرةُ الدوران
والشمسُ تشرقُ ثم تَغربُ والدُّنا
بتداولٍ والدهرُ بالجَريان
لكنَّ شمسُك يا شآمُ إلى المدى
أبداً منارُ المجدِ والعمران
تيهي دمشق فأنت نبراس الدّنا
فيك العلا والعلم يلتقيان
هبي نزحْ عن أرضنا أعداءَها
وليفهموا ما جوهر الأوطان
شاؤوا القتالَ ألا فأين الملتقى
والمشتهى للثائرِ الظمآن
نحن الحماة الصيد ثوَّارُ الحمى
شُمُّ الأنوفِ أئمةُ الشجعان
نحن البواسلُ نحن أشبالُ الوغى
أُسدُ العرينِ فوارسُ الميدان
أنا في دمشقَ أحومُ في الجولانِ
يا للخيال ومن هداه مكاني
ما شدَّني حولَ الجنوبِ كأنني
طِفلٌ دَعَتْهُ الأمُ للأحضانِ
وكأنني الطيرُ المهاجرُ راجعاً
للعش يلثمُ حُرمةَ الأوطانِ
أو عاشقٌ يهفو لعاشقةٍ به
وجدُ الحنينِ وثورةُ الأشجان
أو غصنُ جذعٍ قد نأى عن جذعه
والجذعُ وصلُ الروح للأغصان
من أرضهِ يُروى ويَروي ساكباً
روحاً بروحٍ والهوى روحان
كنهُ الحياةِ الأرضُ يا جذعاً أتى
منها إليها ساقياً ومداني
كيف النوى عنها ونحن فروعُها
والفرع يَذبلُ إن نأى بثوانِ
كيف النوى عن أصلِنا وتراثِنا
عن منبتِ الآباءِ والولدان
إن كان حقاً للغزاةِ مشاعرٌ
كيف استساغوا هجرةَ السُكَّان؟
يستبدلون جذورَهم وجذوعَهم
ويُغيرون معالمَ العمران
هَلاَّ أحسّوا بالنوى عن أصلهم
ورأوا المشَرَّدَ كيف منه يعاني؟
لا همَّ عندهُمُ سِوى استيطانِهم
يتجاهلون قداسةَ الأوطان
قَتَلوا وزجّوا في السجون وشَّردوا
وتوعدوا، حُجَجٌ بلا بُرهان
حتى إذا ما جاء يوم الملتقى
وانزاحَ سِتْرُ الزيفِ والطغيان
نرتادُ موتمر السلامِ وحسبنا
أن يلتقي الإنسانُ بالإنسان
طارتْ حمائمنا تلبي علَّنا
نلقى الجديدَ وجيِّد العرفان
قُلْ يا حمامُ فما لديكَ وما عسى
في جعبةِ الأنباءِ من تبيان
إن كان سلماً فهو كل المرتجى
أو كان حرباً فاحترزْ يا جاني
وإذا الوغى لابدَّ منه فالوغى
كَرٌ وفَرٌ ديدنُ الأزمان
وكذا الحياةُ تقلُّبٌ وتغّيرٌ
فجرٌ وليلٌ سيرةُ الدوران
والشمسُ تشرقُ ثم تَغربُ والدُّنا
بتداولٍ والدهرُ بالجَريان
لكنَّ شمسُك يا شآمُ إلى المدى
أبداً منارُ المجدِ والعمران
تيهي دمشق فأنت نبراس الدّنا
فيك العلا والعلم يلتقيان
هبي نزحْ عن أرضنا أعداءَها
وليفهموا ما جوهر الأوطان
شاؤوا القتالَ ألا فأين الملتقى
والمشتهى للثائرِ الظمآن
نحن الحماة الصيد ثوَّارُ الحمى
شُمُّ الأنوفِ أئمةُ الشجعان
نحن البواسلُ نحن أشبالُ الوغى
أُسدُ العرينِ فوارسُ الميدان