3- سيرة حجرٍ أول
حجرٌ أم كائنٌ ينمو، فتنمو كلماتْ
حجرٌ ينضجُ فيهِ كوكبٌ أخضرُ، يصحو،
إذ صحتْ ذاكرةٌ فيهِ، وكانتْ كائناتْ..
حجرٌ كالطفلِ يلعبْ
وكعذراءَ من الضوءٍ، كبركانٍ مذهَّبْ
شكلتْ أعراقهُ شمسٌ، وأحيتهُ سورْ
سورٌ تُقرأُ، تكتبْ
سورٌ ربّتْ قناديلَ من الفخارِ، جمعاً من دمٍ،
أوراقَ صلصالٍ، وجوهاً ونقوشاً، حجراتْ
حجراتٍ منذ آرامَ وآكادَ وآشورَ وفينيقَ وسومرْ
حجراتٌ لم يزلْ للنورِ فيها شرفةٌ أولى
وللشرقِ كوى أو عتباتْ..
لم تزلْ أنثاهُ تجلوها، تعدْ
لم يزلْ يوجزها ماءٌ، فتحلو، وتلدْ
ثم تجري مهرةً من ذهبٍ،
تدنو، فتنأى.. تُنتظرْ!
أهي أنثى من حجرْ
بذرةٌ أولى أفاقت أم خليهْ؟
نخلةٌ، زيتونةٌ، مشكاةُ بيتٍ، وقمرْ
قمرٌ كان فتى تنقرُ عينيه طيورُ الأبديهْ!
أهي أنثى نزفت، واعتدلتْ، ثم استجابت للنهرْ
نهرٌ من حجرٍ بين إناثٍ من حجرْ
وذكورٍ من حجرْ!
آهِ! هل يبقى من الشرقِ سوى هذا الحجرْ!
*
حجرٌ أم أبجديهْ
يهتدي صوتي إليهِ الانَ!
كمْ كانَ قوياً ذلك الصوتُ الإلهيُّ!
وكم كان بسيطاً، واضحاً، مشتركاً..
أكثرُ من زرعٍ ومن حرثٍ ومن ماءٍ نما فيهِ..
وكانتْ مدنٌ بحريةٌ، نهريةٌ،
تفرحُ بالأيدي التي تمتلكُ الكرمةَ والينبوعَ والقمحَ،
وكانتْ تربةٌ رقتْ، وشفّتْ عن إناث الحيوانْ!
وجرتْ أماتُها واضحةً، غامضةً، بين مكانٍ ومكانْ...
وجرى خيرٌ كثيرٌ لا نهائيٌّ
جرتْ روحُ نهارٍ لا نهائيّ مبينْ
وفضائي كلهُ من أرجوانْ!
وأراني بينَ جمع الحاضرينَ الغائبينَ الحالمينْ!
وعليَّ الآنَ أن أحيا، وإن متُّ،
وأن أبعثَ في البذرةِ، والماءُ دليلي الأزليّْ
وعليَّ الآن أن أصغيَ للصوتِ القويّْ
وأنا من مادةٍ أولى صليبٌ بابليٌّ، وهلالٌ بدويّْ!
*
آهِ! ماذا يفعلُ التاريخُ بالبيتِ الذي يعرفني منذ الصِّغَرْ؟
ما الذي تفعلهُ بالطفلِ أرضٌ من مطرْ؟
لمَ لا يكتملُ الجسمُ، وهذا الشرقُ يدعوهُ بنوهْ
لحوارٍ دنيويٍّ وسلامٍ دنيويّْ!
*
هذه أمكنةٌ لم تتغيرْ
منذ آرام وآشورَ وأكادَ وفينيقَ وعيلامَ وسومرْ
أنحني فيها على أجزاءِ وجهٍ ووجوهْ
أسندُ التاريخَ بالأنقاضِ في أرض الحجرْ!
وأنا الوجهُ الذي هُشِّمَ مثلهْ!
*
حجرٌ أمْ متَّحدْ
هل أسميهِ فضاءً
ويسميني الجسدْ!
جسدٌ قُرِّب له
برعمٌ أو سنبلهْ..
يولدُ الكائن فيهِ،
ثم يبني منزلهْ!
جسدٌ أم حجرٌ، أم آيةٌ مكتملهْ!
حجرٌ أم كائنٌ؟
نسلٌ، سلالاتٌ، مياهْ..
وأنا فيهِ أم الآخرُ؟
هل كنتُ وحيداً أم كثيراً؟
ومن الغائبُ فيهِ؟ ومن الحاضرُ؟
للماءٍ قوى أولى، وللحلمِ قواهْ..
وأراني، وأراهْ
عالماً تبعثهُ أنقاضهُ، يَغلبُ، يُغْلبْ...
*
هذه الأرضُ كمثلِ الكلمهْ
ينتهي فيها ترابٌ، برعمٌ، قمحٌ وكوكبْ
ينتهي ماءٌ، هواءٌ، وأشعهْ
هذه الأرضُ التي تأخذني آخذُها،
بين شهودٍ وشهادهْ
تنتهي مضطرمَةْ!
كلُّ شيءٍ لا نهائيٌّ، نهائيٌّ... حياةٌ وولادهْ!
*
حجرٌ أم كائنٌ أنمو معهْ
حجرٌ أم ذكرٌ.. أنثى وماءْ!
أيّها الشرقُ الذي أنمو بهِ، يا ابن الحجرْ!
كيف لا يكتملُ الجسمُ بأرضٍ وسماءْ!
*
آهِ، لو أني حجرْ!
حجرٌ أم كائنٌ ينمو، فتنمو كلماتْ
حجرٌ ينضجُ فيهِ كوكبٌ أخضرُ، يصحو،
إذ صحتْ ذاكرةٌ فيهِ، وكانتْ كائناتْ..
حجرٌ كالطفلِ يلعبْ
وكعذراءَ من الضوءٍ، كبركانٍ مذهَّبْ
شكلتْ أعراقهُ شمسٌ، وأحيتهُ سورْ
سورٌ تُقرأُ، تكتبْ
سورٌ ربّتْ قناديلَ من الفخارِ، جمعاً من دمٍ،
أوراقَ صلصالٍ، وجوهاً ونقوشاً، حجراتْ
حجراتٍ منذ آرامَ وآكادَ وآشورَ وفينيقَ وسومرْ
حجراتٌ لم يزلْ للنورِ فيها شرفةٌ أولى
وللشرقِ كوى أو عتباتْ..
لم تزلْ أنثاهُ تجلوها، تعدْ
لم يزلْ يوجزها ماءٌ، فتحلو، وتلدْ
ثم تجري مهرةً من ذهبٍ،
تدنو، فتنأى.. تُنتظرْ!
أهي أنثى من حجرْ
بذرةٌ أولى أفاقت أم خليهْ؟
نخلةٌ، زيتونةٌ، مشكاةُ بيتٍ، وقمرْ
قمرٌ كان فتى تنقرُ عينيه طيورُ الأبديهْ!
أهي أنثى نزفت، واعتدلتْ، ثم استجابت للنهرْ
نهرٌ من حجرٍ بين إناثٍ من حجرْ
وذكورٍ من حجرْ!
آهِ! هل يبقى من الشرقِ سوى هذا الحجرْ!
*
حجرٌ أم أبجديهْ
يهتدي صوتي إليهِ الانَ!
كمْ كانَ قوياً ذلك الصوتُ الإلهيُّ!
وكم كان بسيطاً، واضحاً، مشتركاً..
أكثرُ من زرعٍ ومن حرثٍ ومن ماءٍ نما فيهِ..
وكانتْ مدنٌ بحريةٌ، نهريةٌ،
تفرحُ بالأيدي التي تمتلكُ الكرمةَ والينبوعَ والقمحَ،
وكانتْ تربةٌ رقتْ، وشفّتْ عن إناث الحيوانْ!
وجرتْ أماتُها واضحةً، غامضةً، بين مكانٍ ومكانْ...
وجرى خيرٌ كثيرٌ لا نهائيٌّ
جرتْ روحُ نهارٍ لا نهائيّ مبينْ
وفضائي كلهُ من أرجوانْ!
وأراني بينَ جمع الحاضرينَ الغائبينَ الحالمينْ!
وعليَّ الآنَ أن أحيا، وإن متُّ،
وأن أبعثَ في البذرةِ، والماءُ دليلي الأزليّْ
وعليَّ الآن أن أصغيَ للصوتِ القويّْ
وأنا من مادةٍ أولى صليبٌ بابليٌّ، وهلالٌ بدويّْ!
*
آهِ! ماذا يفعلُ التاريخُ بالبيتِ الذي يعرفني منذ الصِّغَرْ؟
ما الذي تفعلهُ بالطفلِ أرضٌ من مطرْ؟
لمَ لا يكتملُ الجسمُ، وهذا الشرقُ يدعوهُ بنوهْ
لحوارٍ دنيويٍّ وسلامٍ دنيويّْ!
*
هذه أمكنةٌ لم تتغيرْ
منذ آرام وآشورَ وأكادَ وفينيقَ وعيلامَ وسومرْ
أنحني فيها على أجزاءِ وجهٍ ووجوهْ
أسندُ التاريخَ بالأنقاضِ في أرض الحجرْ!
وأنا الوجهُ الذي هُشِّمَ مثلهْ!
*
حجرٌ أمْ متَّحدْ
هل أسميهِ فضاءً
ويسميني الجسدْ!
جسدٌ قُرِّب له
برعمٌ أو سنبلهْ..
يولدُ الكائن فيهِ،
ثم يبني منزلهْ!
جسدٌ أم حجرٌ، أم آيةٌ مكتملهْ!
حجرٌ أم كائنٌ؟
نسلٌ، سلالاتٌ، مياهْ..
وأنا فيهِ أم الآخرُ؟
هل كنتُ وحيداً أم كثيراً؟
ومن الغائبُ فيهِ؟ ومن الحاضرُ؟
للماءٍ قوى أولى، وللحلمِ قواهْ..
وأراني، وأراهْ
عالماً تبعثهُ أنقاضهُ، يَغلبُ، يُغْلبْ...
*
هذه الأرضُ كمثلِ الكلمهْ
ينتهي فيها ترابٌ، برعمٌ، قمحٌ وكوكبْ
ينتهي ماءٌ، هواءٌ، وأشعهْ
هذه الأرضُ التي تأخذني آخذُها،
بين شهودٍ وشهادهْ
تنتهي مضطرمَةْ!
كلُّ شيءٍ لا نهائيٌّ، نهائيٌّ... حياةٌ وولادهْ!
*
حجرٌ أم كائنٌ أنمو معهْ
حجرٌ أم ذكرٌ.. أنثى وماءْ!
أيّها الشرقُ الذي أنمو بهِ، يا ابن الحجرْ!
كيف لا يكتملُ الجسمُ بأرضٍ وسماءْ!
*
آهِ، لو أني حجرْ!