المقدمه :
لم يعرف عن الجبال سابقا إلا أنها كتل صخرية عالية الارتفاع عن سطحالأرض، واستمر هذا التعريف إلى أن أشار "بيير بوجر" عام 1835م إلى أن قوى الجذبالمسجلة لسلاسل جبال الإنديز أقل بكثير مما هو متوقع من كتلة صخرية هائلة بهذاالحجم، فاقترح ضرورة وجود كتلة أكبر غائصة من نفس مادة تلك الجبال حتى يكتمل تفسيرالشذوذ في مقدار الجاذبية. وفي أواسط القرن التاسع عشر أشار "[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]" إلى وجود شذوذ في نتائج قياس جاذبية جبال الهيمالايا بين موقعينمختلفين، ولم يستطع "إيفرست" تفسير تلك الظاهرة فسمّاها "لغز الهند", وأعلن[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سنة 1865 أن جميع سلاسل الجبال في الكرة الأرضية عبارة عن كتل عائمةعلى بحر من المواد المنصهرة أسفل القشرة الأرضية، وأن هذه المواد المنصهرة أكثركثافة من مادة الجبال ولذا لا بد أن تغوص الجبال في تلك المواد المنصهرة العاليةالكثافة كي تحافظ على انتصابها.
وهكذا
اكتشف علم الجيولوجيا شيئا فشيئا أن القشرة الأرضية عبارة عن قطع متجاورات
سميت بالألواح أو الصفائح القارية, وأن الجبال الضخمة تطفو على بحر من
الصخور المرنة الأكثر كثافة تقع دونها, وأن للجبال جذوراً تساعدها على
الطفو وتثبيت تلك الألواح حتى لا تميد وتضطرب. يقول الجيولوجي فان أنجلين Van Anglin في كتابه "Geomorphology"
الصادر في عام 1948 (ص:27): "من المفهوم الآن أنه من الضروري وجود جذر في
السيما مقابل كل جبل فوق سطح الأرض". وأما من حيث الوظيفة أو دور الجبال في
تثبيت القشرة الأرضية فقد أكده مبدأ "التوازن الهيدروستاتي للأرض" كما
ذكره الجيولوجي الأمريكي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سنة 1889 حيث يقرر أن المرتفعات الجبلية تغوص في الأرض بمقدار يتناسب
طرداً مع ارتفاعها وعلوّها، وحقيقة "الألواح الأرضية" التي تأيدت عام 1969
تبيّن أن الجبال تقوم بحفظ توازن كل لوح من ألواح القشرة الأرضية.
اكتشف علم الجيولوجيا شيئا فشيئا أن القشرة الأرضية عبارة عن قطع متجاورات
سميت بالألواح أو الصفائح القارية, وأن الجبال الضخمة تطفو على بحر من
الصخور المرنة الأكثر كثافة تقع دونها, وأن للجبال جذوراً تساعدها على
الطفو وتثبيت تلك الألواح حتى لا تميد وتضطرب. يقول الجيولوجي فان أنجلين Van Anglin في كتابه "Geomorphology"
الصادر في عام 1948 (ص:27): "من المفهوم الآن أنه من الضروري وجود جذر في
السيما مقابل كل جبل فوق سطح الأرض". وأما من حيث الوظيفة أو دور الجبال في
تثبيت القشرة الأرضية فقد أكده مبدأ "التوازن الهيدروستاتي للأرض" كما
ذكره الجيولوجي الأمريكي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سنة 1889 حيث يقرر أن المرتفعات الجبلية تغوص في الأرض بمقدار يتناسب
طرداً مع ارتفاعها وعلوّها، وحقيقة "الألواح الأرضية" التي تأيدت عام 1969
تبيّن أن الجبال تقوم بحفظ توازن كل لوح من ألواح القشرة الأرضية.
وجه الإعجاز:
في
الوقت الذي كان فيه الإنسان يجهل حقيقة الجبال، والذي ظل حتى منتصف القرن
التاسع عشر، جزم القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة بأن الجبال تشبه
الأوتاد شكلاً ووظيفة، وتبين حديثا صدق هذ التشبيه الدقيق ؛ فبما أن للوتد
جزء ظاهر فوق سطح الأرض وجزء منغرس في باطن قشرة الأرض ووظيفته تثبيت
مايتعلق به، فكذلك الجبال لها جزء ظاهر فوق قشرة الأرض وجزء منغرس في
باطنها يتناسب طرداً مع ارتفاعها وعلوّها، ووظيفة الجبال هو تثبيت ألواح
قشرة الأرض وتمنعهامن أن تميد وتضطرب بفعل الطبقة المنصهرة تحتها. وبهذا
يتضح أن هذا الكتاب هو كلام الله تعالى خالق الجبال والأكوان مصداقاً
لقوله جل وعز: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك: 14].
الوقت الذي كان فيه الإنسان يجهل حقيقة الجبال، والذي ظل حتى منتصف القرن
التاسع عشر، جزم القرآن الكريم في هذه الآية الكريمة بأن الجبال تشبه
الأوتاد شكلاً ووظيفة، وتبين حديثا صدق هذ التشبيه الدقيق ؛ فبما أن للوتد
جزء ظاهر فوق سطح الأرض وجزء منغرس في باطن قشرة الأرض ووظيفته تثبيت
مايتعلق به، فكذلك الجبال لها جزء ظاهر فوق قشرة الأرض وجزء منغرس في
باطنها يتناسب طرداً مع ارتفاعها وعلوّها، ووظيفة الجبال هو تثبيت ألواح
قشرة الأرض وتمنعهامن أن تميد وتضطرب بفعل الطبقة المنصهرة تحتها. وبهذا
يتضح أن هذا الكتاب هو كلام الله تعالى خالق الجبال والأكوان مصداقاً
لقوله جل وعز: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك: 14].
الموضوع :
ظلت الأساطير تنسج حول الجبال لآلاف السنين، فكانت كل حضارة من الحضارات القديمةتنظر إلى أن هناك آلهة للجبال، وكانوا ينظرون إلى الجبال على أنها أكثر أجزاء الأرضثباتاً، ولكن القرآن الكريم حدثنا عن حركة خفية للجبال لا نشعر بها.
سوفيكون بحثنا حول آية عظيمة وهي قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَاجَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّشَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]. إن الذي يقرأ هذه الآيةيلاحظ أن الله تعالى قد ذكر أن الجبال تتحرك وتمرّ تماماً كالغيوم في السماء عندماتمر أمامنا، والسؤال: ماذا يقول العلم الحديث وما هي آخر الاكتشافات العلمية حولالجبال؟
كيف فهم المفسرون هذه الآيةقديماً؟
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) أي تراها كأنها ثابتة باقية على ماكانت عليه (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) أي تزول عن أماكنها كما قال تعالى: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) [الطور: 8-9]".
أي أن الإمام ابن كثير ومعظم المفسرين قديماً فهموا هذه الآية علىأنها تتحدث عن حركة الجبال يوم القيامة. ولكن في العصر الحديث تناول هذه الآيةالإمام محمد الشعراوي وقال (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) أي تظنها ثابتة، ويومالقيامةلا يوجد ظن بل إن الظن في الدنيا أما يوم القيامة فكل ما نراه هو الحق، ولذلك هذهالآية تتحدث عن حركة الجبال في الدنيا.
ويتابع الشعراوي تفسيره فيقول: "إذاصعدنا إلى الفضاء الخارجي فإننا نرى الأرض وهي تدور وتتحرك وتتحرك معها الجبالأيضاً، وفي هذا إشارة إلى دوران الأرض حول نفسها".
ولكن إذا تأملنا الآيةجيداً نلاحظ أنها تتحدث عن حركة الجبال تحديداً وليس عن حركة الأرض بشكل كامل،فالأرض عندما تدور حول محورها فإن كل شيء معها يدور الإنسان والبحار والأشجاروالحيوان، ولذلك فإن هذه الآية لابد أن يكون فيها معجزة تتعلق تحديداً بحركةالجبال، وهذا ما سنكتشفه من خلال الفقرات الآتية.
حركةالألواح الأرضية
في عام 1912 اقترح العالم Alfred Wegener نظريةالانجراف القاري بعد ما لاحظه من دلائل تؤكد أن القارات كانت كتلة واحدة. وقد كانتالمرة الأولى التي يتحدث فيها شخص عن حركة اليابسة بما تحمله من جبال ووديان، وقدتعجب أن العالم الذي اقترح هذه النظرية قد اتَّهمه الناس بالجنون، ولم يصدقوا بأنالجبال يمكن أن تتحرك!!
ففي ذلك الوقت كان من الصعب جداً أن يتصور العلماءبأن هذه الكتل الضخمة من اليابسة تطوف حول العالم! كان من الصعب أن يتخيل الناس أنالألواح الأرضية تتحرك وتمتد، وربما يكون علماء أمريكا هم أشد عداءً لهذه الفكرة فيذلك الوقت، وبقي هذا العداء حتى منتصف الستينات من القرن العشرين، ولكن الحقائقالعلمية والدلائل التي تثبت حركة ألواح الأرض أصبحت كثيرة وأكبر من أنتدحض.
ومنذ السبعينيات من القرن العشرين بدأت نظرية تحرك القارات تأخذ شكلالحقيقة العلمية، حتى جاء القرن الحادي والعشرين عندما رأى العلماء حركة هذهالقارات رؤية يقينية من خلال الأقمار الاصطناعية والرادارات والمراصد الفلكيةالمتوضعة في أماكن مختلفة من الأرض.
وهناك إثباتات من الرسوبيات والأحافيروالنباتات والحيوانات وغير ذلك حيث وجد العلماء نفس الآثار في جميع القارات، ومنغير المعقول أن هذه الكائنات الحية التي عاشت قبل ملايين السنين مثل الديناصورات قدعبرت المحيطات من قارة لأخرى، ولذلك فإن المنطق العلمي يفرض بأن القارات كانتمجتمعة في كتلة واحدة ثم انفصلت وتباعدت خلال مئات الملايين من السنين.
تتركب القشرة الأرضية مع الطبقة التي تليها من مجموعة من الألواح، وتوجدبين هذه الألواح صدوع أو شقوق. وقد تبين للعلماء أن هذه الألواح في حالة حركةدائمة، وبنتيجة حركة الألواح واصطدامها مع بعضها تتشكل الجبال، وهذه الجبال تكون فيحالة حركة دائمة أيضاً.
يعتقد علماء الجيولوجيا اليوم أن سطح الكرة الأرضيةليس كتلة واحدة بل أشبه بلوح مكسور إلى مجموعة ألواح ومتوسط سماكة هذه الألواح 80كيلو متر، وهذه الألواح تتحرك فوق طبقة ثقيلة وساخنة وتسير الألواح بسرعة 10 سنتمتروسطياً في السنة. وعلى حدود هذه الألواح تتوضع معظم البراكين في العالم، وتكونالمناطق الحدودية من أكثر المناطق تعرضاً للزلازل والهزات الأرضية.
وتوجد ثلاثة أنواع لحركات الحدود التي تفصل بين الألواحوهي:
1- نهايات متباعدة: وهنا نجد أن الألواح تتباعد عن بعضها ممايشكل فجوات تمتلئ بالحمم المنصهرة المتدفقة من الأرض على مر ملايين السنين وتشكلقشرة أرضية جديدة عند هذه المنطقة.
2- نهايات متقاربة: وتنشأ عند اقترابالألواح الأرضية من بعضها فتنزلق لتشكل الوديان، أو تصطدم ويبرز أحد اللوحين وتشكلالسلاسل الجبلية وتنشأ الجبال تدرجياً بطريقة الانتصاب، ومن هنا ربما ندرك عمقالآية الكريمة عندما طلب الله منا أن نتأمل إلى هذه الجبال كيف نُصبت فقال: (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) [الغاشية: 19].
3- تصطدم الألواح معبعضها عند الحواف مباشرة وهنا تحدث الهزة الأرضية الزلازل.
شكل يمثل اصطدام اللوح الهندي باللوح الأوربي قبل 45 مليون سنة،حيث تحرك اللوح الهندي باتجاه اللوح الأوربي وتصادما وخلال ملايين السنين انتصبتسلسلة جبال الهملايا بشكل يدعو للتأمل والتفكر بعظمة هذا الاصطدام وكيف شكل هذهالجبال التي تمثل أعلى قمم في العالم. وانظروا معي إلى النقطة المرجعية (باللونالأصفر) والتي كانت في الأسفل ثم انتصبت وارتفعت إلى الأعلى، وهنا نحن نستجيب لدعوةالله تعالى لنا أن ننظر إلى هذه الجبال كيف نُصبت! يقول تعالى: (أَفَلَايَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) [الغاشية: 17-19]. المصدر U.S. Geological Survey
كيف تتحرك الجبال؟
الجبل هومنطقة من الأرض ترتفع بشكل مفاجئ عما حولها. والسلاسل الجبلية هي مجموعة كبيرة منالجبال تمتد لآلاف الكيلو مترات وتشكل ما يشبه الأحزمة. مثل سلسلة جبال الهملاياشمال الصين، وسلسلة جبال الألب في قلب أوربا.
ففي سلسلة جبال الهملايا توجدأعلى قمم في العالم تشكلت قبل حوالي 45 مليون سنة، وذلك بعد أن اصطدم لوحان منالألواح القارية بعضهما ببعض، فتشكلت هذه السلاسل وبرزت كنتيجة للتصادم العنيف. وهناك بعض السلاسل الجبلية في شمال شرق أمريكا يعود تاريخ تشكلها إلى ما قبل ألفمليون سنة.
للجبال عدة حركات أهمها:
1- حركةأفقية مع ألواح الأرض. فاللوح الهندي مثلاً يتحرك مع ما يحمله من جبال كل سنة عدةمليمترات، إذن الجبال تتحرك وتمر وتُدفع بنتيجة التيارات الحرارية للطبقة التي تليجذور الجبال.
2- حركة عمودية بنتيجة التيارات الحرارية أيضاً والتي تساهم فيرفع الجبل وخفضه عدة مليمترات كل سنة.
3- هناك حركة اكتشفت حديثاً، ففي عام 2006 وجد أحد العلماء وهو البرفسور Russell Pysklywec من جامعة تورنتو أن الأمطارالهاطلة بالقرب من الجبال فإنها تختزن في خزانات ضخمة تحت الجبال وتؤثر على جذورالجبال. قام هذا العالم ببحثه في جبال الألب جنوب نيوزلندة، فوجد أن الأمطار تسببللجبال تآكلاً مقداره 10 مليمتر كل سنة.
صورة لبحيرة Pangong في شمال الهند مأخوذة من ارتفاع 6 كيلو مترتقريباً، ونلاحظ التمدد الكبير للوح الذي يسمى لوح التيبت، مما فسح المجال للمياهأن تتجمع في هذه البحيرة، وهذه الظاهرة تتكرر كثيراً على سطح الأرض حيث نلاحظ وجودحركة للألواح الأرضية خلال ملايين السنين تساهم في تشكل الجبال ونشوء البحيراتوالأنهار. المصدر Woods Hole Oceanographic Institution
ويؤكد العلماءوجود مراحل لنشوء الجبال حيث تبدأ بتمدد الألواح ثم اصطدامها ثم تشكل الجبال ثمتفسح المجال أمام الأنهار لتتشكل، إذن نحن أمام ثلاثة مراحل: امتداد الألواح أيتمددها، ثم نشوء الجبال الرواسي، ثم تشكل الأنهار، وهذا ما لخصه لنا القرآن بكلماتقليلة في قول الحق تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَارَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3].
ويقول البروفسور Pysklywec إن هذهالأمطار وما تختزنه الجبال من مياة تغير سلوك الجبال من حيث الحركة، وتؤثر على حركةالألواح التي تحمل هذه الجبال وبالتالي يمتد التأثير ليصل إلى جذورالجبال.
ويستغرب هذا العالم من وجود هذه الحركة الغريبة والمعقدة للجبال،ويقول: "إننا لم نكن نتوقع أن التغيرات على سطح الجبل يمكن أن تؤثر على جذر هذاالجبل وعلى حركته، إنها المرة الأولى التي ندرك فيها أن الألواح الأرضية تتحرك بفعلالتأثيرات الخارجية على سطح الأرض".
يقوم البرفسور Pysklywec بتجاربه علىالحاسوب، طبعاً الكمبيوتر العادي لا يمكن أن يقوم بمثل هذه التجارب المعقدة، لذلكيلجأ إلى الكمبيوتر العملاق المسمى "سوبر كمبيوتر" حيث يضع برامج خاصة لمحاكاة مايحدث على عمق عدة مئات من الكيلو مترات تحت سطح الأرض حيث تبلغ درجة الحرارة أكثرمن 1500 درجة مئوية، وكل تجربة يستغرق هذا الكمبيوتر وعلى الرغم من سرعته الفائقةيستغرق عدة أيام لإنجازها، إن هذه الظروف قد تغير حركة الألواح لتعكساتجاهها.
إذن الحقيقة التي يقررها العلماء اليوم هي أن الجبال تمر وتتحركوأحياناً تعكس اتجاه حركتها وسبب هذه الحركة أنها تُدفع بواسطة التأثيرات الحراريةالباطنية للأرض، تماماً كما تدفع الرياح الغيوم! ولكن حركة الجبال لا يمكن إدراكهامباشرة ولكن تأثيراتها تظهر خلال ملايين السنين.
صورة تمثل حركة الجبال مع القشرة التي تتوضع عليها، وهذه الحقيقةالعلمية لم تُكتشف إلا في منتصف القرن العشرين، ومنذ أقل من سنة فقط تبين للعلماءأن حركة الجبال معقدة جداً، وهي حقيقة يقينية أن الجبال تتحرك وتمر مروراً بسبب قوةالدفع التي تولدها التيارات الحرارية تحت جذور الجبال، تماماً مثل مرور الغيوم فيالسماء عندما تحركها قوة الدفع للرياح!! ولذلك يقول تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَتَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِيأَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88
سوفيكون بحثنا حول آية عظيمة وهي قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَاجَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّشَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]. إن الذي يقرأ هذه الآيةيلاحظ أن الله تعالى قد ذكر أن الجبال تتحرك وتمرّ تماماً كالغيوم في السماء عندماتمر أمامنا، والسؤال: ماذا يقول العلم الحديث وما هي آخر الاكتشافات العلمية حولالجبال؟
كيف فهم المفسرون هذه الآيةقديماً؟
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) أي تراها كأنها ثابتة باقية على ماكانت عليه (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) أي تزول عن أماكنها كما قال تعالى: (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) [الطور: 8-9]".
أي أن الإمام ابن كثير ومعظم المفسرين قديماً فهموا هذه الآية علىأنها تتحدث عن حركة الجبال يوم القيامة. ولكن في العصر الحديث تناول هذه الآيةالإمام محمد الشعراوي وقال (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) أي تظنها ثابتة، ويومالقيامةلا يوجد ظن بل إن الظن في الدنيا أما يوم القيامة فكل ما نراه هو الحق، ولذلك هذهالآية تتحدث عن حركة الجبال في الدنيا.
ويتابع الشعراوي تفسيره فيقول: "إذاصعدنا إلى الفضاء الخارجي فإننا نرى الأرض وهي تدور وتتحرك وتتحرك معها الجبالأيضاً، وفي هذا إشارة إلى دوران الأرض حول نفسها".
ولكن إذا تأملنا الآيةجيداً نلاحظ أنها تتحدث عن حركة الجبال تحديداً وليس عن حركة الأرض بشكل كامل،فالأرض عندما تدور حول محورها فإن كل شيء معها يدور الإنسان والبحار والأشجاروالحيوان، ولذلك فإن هذه الآية لابد أن يكون فيها معجزة تتعلق تحديداً بحركةالجبال، وهذا ما سنكتشفه من خلال الفقرات الآتية.
حركةالألواح الأرضية
في عام 1912 اقترح العالم Alfred Wegener نظريةالانجراف القاري بعد ما لاحظه من دلائل تؤكد أن القارات كانت كتلة واحدة. وقد كانتالمرة الأولى التي يتحدث فيها شخص عن حركة اليابسة بما تحمله من جبال ووديان، وقدتعجب أن العالم الذي اقترح هذه النظرية قد اتَّهمه الناس بالجنون، ولم يصدقوا بأنالجبال يمكن أن تتحرك!!
ففي ذلك الوقت كان من الصعب جداً أن يتصور العلماءبأن هذه الكتل الضخمة من اليابسة تطوف حول العالم! كان من الصعب أن يتخيل الناس أنالألواح الأرضية تتحرك وتمتد، وربما يكون علماء أمريكا هم أشد عداءً لهذه الفكرة فيذلك الوقت، وبقي هذا العداء حتى منتصف الستينات من القرن العشرين، ولكن الحقائقالعلمية والدلائل التي تثبت حركة ألواح الأرض أصبحت كثيرة وأكبر من أنتدحض.
ومنذ السبعينيات من القرن العشرين بدأت نظرية تحرك القارات تأخذ شكلالحقيقة العلمية، حتى جاء القرن الحادي والعشرين عندما رأى العلماء حركة هذهالقارات رؤية يقينية من خلال الأقمار الاصطناعية والرادارات والمراصد الفلكيةالمتوضعة في أماكن مختلفة من الأرض.
وهناك إثباتات من الرسوبيات والأحافيروالنباتات والحيوانات وغير ذلك حيث وجد العلماء نفس الآثار في جميع القارات، ومنغير المعقول أن هذه الكائنات الحية التي عاشت قبل ملايين السنين مثل الديناصورات قدعبرت المحيطات من قارة لأخرى، ولذلك فإن المنطق العلمي يفرض بأن القارات كانتمجتمعة في كتلة واحدة ثم انفصلت وتباعدت خلال مئات الملايين من السنين.
تتركب القشرة الأرضية مع الطبقة التي تليها من مجموعة من الألواح، وتوجدبين هذه الألواح صدوع أو شقوق. وقد تبين للعلماء أن هذه الألواح في حالة حركةدائمة، وبنتيجة حركة الألواح واصطدامها مع بعضها تتشكل الجبال، وهذه الجبال تكون فيحالة حركة دائمة أيضاً.
يعتقد علماء الجيولوجيا اليوم أن سطح الكرة الأرضيةليس كتلة واحدة بل أشبه بلوح مكسور إلى مجموعة ألواح ومتوسط سماكة هذه الألواح 80كيلو متر، وهذه الألواح تتحرك فوق طبقة ثقيلة وساخنة وتسير الألواح بسرعة 10 سنتمتروسطياً في السنة. وعلى حدود هذه الألواح تتوضع معظم البراكين في العالم، وتكونالمناطق الحدودية من أكثر المناطق تعرضاً للزلازل والهزات الأرضية.
وتوجد ثلاثة أنواع لحركات الحدود التي تفصل بين الألواحوهي:
1- نهايات متباعدة: وهنا نجد أن الألواح تتباعد عن بعضها ممايشكل فجوات تمتلئ بالحمم المنصهرة المتدفقة من الأرض على مر ملايين السنين وتشكلقشرة أرضية جديدة عند هذه المنطقة.
2- نهايات متقاربة: وتنشأ عند اقترابالألواح الأرضية من بعضها فتنزلق لتشكل الوديان، أو تصطدم ويبرز أحد اللوحين وتشكلالسلاسل الجبلية وتنشأ الجبال تدرجياً بطريقة الانتصاب، ومن هنا ربما ندرك عمقالآية الكريمة عندما طلب الله منا أن نتأمل إلى هذه الجبال كيف نُصبت فقال: (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) [الغاشية: 19].
3- تصطدم الألواح معبعضها عند الحواف مباشرة وهنا تحدث الهزة الأرضية الزلازل.
شكل يمثل اصطدام اللوح الهندي باللوح الأوربي قبل 45 مليون سنة،حيث تحرك اللوح الهندي باتجاه اللوح الأوربي وتصادما وخلال ملايين السنين انتصبتسلسلة جبال الهملايا بشكل يدعو للتأمل والتفكر بعظمة هذا الاصطدام وكيف شكل هذهالجبال التي تمثل أعلى قمم في العالم. وانظروا معي إلى النقطة المرجعية (باللونالأصفر) والتي كانت في الأسفل ثم انتصبت وارتفعت إلى الأعلى، وهنا نحن نستجيب لدعوةالله تعالى لنا أن ننظر إلى هذه الجبال كيف نُصبت! يقول تعالى: (أَفَلَايَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) [الغاشية: 17-19]. المصدر U.S. Geological Survey
كيف تتحرك الجبال؟
الجبل هومنطقة من الأرض ترتفع بشكل مفاجئ عما حولها. والسلاسل الجبلية هي مجموعة كبيرة منالجبال تمتد لآلاف الكيلو مترات وتشكل ما يشبه الأحزمة. مثل سلسلة جبال الهملاياشمال الصين، وسلسلة جبال الألب في قلب أوربا.
ففي سلسلة جبال الهملايا توجدأعلى قمم في العالم تشكلت قبل حوالي 45 مليون سنة، وذلك بعد أن اصطدم لوحان منالألواح القارية بعضهما ببعض، فتشكلت هذه السلاسل وبرزت كنتيجة للتصادم العنيف. وهناك بعض السلاسل الجبلية في شمال شرق أمريكا يعود تاريخ تشكلها إلى ما قبل ألفمليون سنة.
للجبال عدة حركات أهمها:
1- حركةأفقية مع ألواح الأرض. فاللوح الهندي مثلاً يتحرك مع ما يحمله من جبال كل سنة عدةمليمترات، إذن الجبال تتحرك وتمر وتُدفع بنتيجة التيارات الحرارية للطبقة التي تليجذور الجبال.
2- حركة عمودية بنتيجة التيارات الحرارية أيضاً والتي تساهم فيرفع الجبل وخفضه عدة مليمترات كل سنة.
3- هناك حركة اكتشفت حديثاً، ففي عام 2006 وجد أحد العلماء وهو البرفسور Russell Pysklywec من جامعة تورنتو أن الأمطارالهاطلة بالقرب من الجبال فإنها تختزن في خزانات ضخمة تحت الجبال وتؤثر على جذورالجبال. قام هذا العالم ببحثه في جبال الألب جنوب نيوزلندة، فوجد أن الأمطار تسببللجبال تآكلاً مقداره 10 مليمتر كل سنة.
صورة لبحيرة Pangong في شمال الهند مأخوذة من ارتفاع 6 كيلو مترتقريباً، ونلاحظ التمدد الكبير للوح الذي يسمى لوح التيبت، مما فسح المجال للمياهأن تتجمع في هذه البحيرة، وهذه الظاهرة تتكرر كثيراً على سطح الأرض حيث نلاحظ وجودحركة للألواح الأرضية خلال ملايين السنين تساهم في تشكل الجبال ونشوء البحيراتوالأنهار. المصدر Woods Hole Oceanographic Institution
ويؤكد العلماءوجود مراحل لنشوء الجبال حيث تبدأ بتمدد الألواح ثم اصطدامها ثم تشكل الجبال ثمتفسح المجال أمام الأنهار لتتشكل، إذن نحن أمام ثلاثة مراحل: امتداد الألواح أيتمددها، ثم نشوء الجبال الرواسي، ثم تشكل الأنهار، وهذا ما لخصه لنا القرآن بكلماتقليلة في قول الحق تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَارَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3].
ويقول البروفسور Pysklywec إن هذهالأمطار وما تختزنه الجبال من مياة تغير سلوك الجبال من حيث الحركة، وتؤثر على حركةالألواح التي تحمل هذه الجبال وبالتالي يمتد التأثير ليصل إلى جذورالجبال.
ويستغرب هذا العالم من وجود هذه الحركة الغريبة والمعقدة للجبال،ويقول: "إننا لم نكن نتوقع أن التغيرات على سطح الجبل يمكن أن تؤثر على جذر هذاالجبل وعلى حركته، إنها المرة الأولى التي ندرك فيها أن الألواح الأرضية تتحرك بفعلالتأثيرات الخارجية على سطح الأرض".
يقوم البرفسور Pysklywec بتجاربه علىالحاسوب، طبعاً الكمبيوتر العادي لا يمكن أن يقوم بمثل هذه التجارب المعقدة، لذلكيلجأ إلى الكمبيوتر العملاق المسمى "سوبر كمبيوتر" حيث يضع برامج خاصة لمحاكاة مايحدث على عمق عدة مئات من الكيلو مترات تحت سطح الأرض حيث تبلغ درجة الحرارة أكثرمن 1500 درجة مئوية، وكل تجربة يستغرق هذا الكمبيوتر وعلى الرغم من سرعته الفائقةيستغرق عدة أيام لإنجازها، إن هذه الظروف قد تغير حركة الألواح لتعكساتجاهها.
إذن الحقيقة التي يقررها العلماء اليوم هي أن الجبال تمر وتتحركوأحياناً تعكس اتجاه حركتها وسبب هذه الحركة أنها تُدفع بواسطة التأثيرات الحراريةالباطنية للأرض، تماماً كما تدفع الرياح الغيوم! ولكن حركة الجبال لا يمكن إدراكهامباشرة ولكن تأثيراتها تظهر خلال ملايين السنين.
صورة تمثل حركة الجبال مع القشرة التي تتوضع عليها، وهذه الحقيقةالعلمية لم تُكتشف إلا في منتصف القرن العشرين، ومنذ أقل من سنة فقط تبين للعلماءأن حركة الجبال معقدة جداً، وهي حقيقة يقينية أن الجبال تتحرك وتمر مروراً بسبب قوةالدفع التي تولدها التيارات الحرارية تحت جذور الجبال، تماماً مثل مرور الغيوم فيالسماء عندما تحركها قوة الدفع للرياح!! ولذلك يقول تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَتَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِيأَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88
يؤكد العلماء اليوم أن الجبال تتحركحركة خفية بكافة الاتجاهات تقريباً، وتبلغ سرعة الجبل أقل من مليمتر في الشهر، لذلكهي سرعة لا يمكن إدراكها بل إننا نراها جامدة تماماً، ولكنها في الحقيقة تتحرك،وتمر أمامنا (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّالسَّحَابِ). وهناك حركة ثانية للجبل بسبب القوى الحرارية التي تسبب قوة رفع الجبل،وكذلك فإن الجبل يتآكل من أطرافه باستمرار، وكأن الأرض تتآكل من أطرافها: (أَوَلَمْيَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا). صورة لقارة أستراليا توضح كيف تتحركهذه القارة باتجاه الشمل الشرقي، بمعدل 73 مليمتر في السنة، ويتحرك قاع البحار منحولها 50 مليمتر في السنة باتجاه الشرق. إن الجبال الموجودة على الكواكب مثلالمريخ تتحرك أيضاً! فقد وجد العلماء أدلة مقنعة على حركة أن القشرة التي تغلف سطحالمرج (أي الطبقة الخارجية) تتحرك، فهذا الكوكب يشبه الأرض فهو يتألف من طبقاتأيضاً، القشرة من الخارج ثم الوشاح ثم النواة. وطبعاً منطقة الوشاح تحت القشرة لزجةوحارة جداً، وتتحرك القشرة فوقها وتطفو، وهذا يثبت أن الجبال على سطح المريخ تتحركأيضاً.إعجاز مذهل!!إن الذي يتأمل هذه الاكتشافات العلمية، وجميعها تؤكد علىحركة الجبال فهي تتحرك ولا نشعر بها أبداً، ومن هنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَاللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل: 88]. هذه الآية العظيمة هي دليل عظيم على صدق القرآن وأنه كتاب الحقائق، فلا يمكنلأحد زمن نزول القرآن أن يتنبأ بحركة الجبال ويصفها بأنها تشبه مرور الغيوم، وهذاالتشبيه صحيح علمياً.فالغيوم تُدفع بالتيارات الهوائية الناتجة عن فروق درجاتالحرارة، وكذلك الجبال تُدفع بالتيارات الحرارية الناتجة عن فروق درجات الحرارة علىعمقمئات الكيلو مترات. كذلك فإن حركة الغيوم تكون عادة انسيابية وبطيئة وكذلك حركةالجبال انسيابية وبطيئة ولا نكادج نحس بها.الغيمة قد تغير اتجاه حركتها حسب قوىالرياح التي تدفعها، وكذلك الجبل يمكن أن يغير ويعكس اتجاه حركته أيضاً، حسب الظروفالبيئية المحيطة به. أيضاً إذا دققنا النظر في أي غيمة نرى بأنها تتحرك في كافةالاتجاهات: إلى أعلى وأسفل وإلى الشرق أو الغرب، وكذلك الجبل يتحرك في جميعالاتجاهات.شكل يمثل حركة الجبال على القشرة الأرضية بفعل التياراتالحرارية التي تحدث تحت هذه القشرة،وتدفع الجبال تماماً كماتدفع الرياح الغيوم، وصدق الله عندما قال: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَاجَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّشَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]. المصدر AmateurAstronomy & Earth Sciences, December 1995
ومن عظمة هذه الآية أنه لا يوجد تناقض فيفهمها على مر العصور، فمنذ مئات السنين فهم المفسرون هذه الآية على أنها تتحدث عنحركة الجبال يوم القيامة، وهذا الفهم صحيح لأن الجبال بالفعل ستتحرك وتسير ثمينسفها ربنا ويسويها بالأرض.وحديثاً فهم علماؤنا هذه الآية على أنها تتحدث عندوران الأرض حول نفسها، وهذا فهم صحيح لأن الأرض بالفعل تتحرك مع كل ما تحمله منجبال وبحار ومخلوقات. ونحن اليوم نفهم من هذه الآية إشارة واضحة إلى حركة الألواحالأرضية وإلى حركة الجبال على هذه الألواح، وقد يتطور العلم فنجد أننا أمام فهمجديد، وتبقى الآية صحيحة وتتفق مع العلم الحديث مهما تطور هذا العلم، وهذا لا يكونإلا لكلام الله تعالى.الهدف من هذه الحقيقة الكونيةوالآن نتساءل: لماذا ذكرالله تعالى هذه الحقيقة الكونية الخفية في كتابه؟ ولماذا أمرنا أن نتدبرها؟ هللمجرد حب المعرفة أو الفضول أو معرفة أسرار الكون، أم أن هناك أهدافاً أخرى؟الحقيقة عندما نتأمل هذه الآية نلاحظ أن الله اختتمها بقوله: (إِنَّهُ خَبِيرٌبِمَا تَفْعَلُونَ)، فما علاقة حركة الجبال التي لا نراها بعلم اللهبأفعالنا؟بعد تأمل طويل لهذه الآية وجدت وكأن هذه الآية تحمل رسالة لنا نحنالبشر، وبخاصة المؤمنين: اعلموا كما أن الله تعالى يعلم حركة هذه الجبال وأنتم لاترونها، وأن الله قد أخبركم عن هذه الحركة الخفية ولم تتأكدوا منها إلا بأدقالأجهزة، كذلك فإن الله تعالى يعلم كل فعل تقومون به، أو كلمة تنطونها، أو فكرة قدتخطر ببالكم، فينبغي عليكم أن تحسوا بمراقبة الله لحركاتكم وسكناتكم، لأنه يراهاوسيحاسبكم عليها.
ومن عظمة هذه الآية أنه لا يوجد تناقض فيفهمها على مر العصور، فمنذ مئات السنين فهم المفسرون هذه الآية على أنها تتحدث عنحركة الجبال يوم القيامة، وهذا الفهم صحيح لأن الجبال بالفعل ستتحرك وتسير ثمينسفها ربنا ويسويها بالأرض.وحديثاً فهم علماؤنا هذه الآية على أنها تتحدث عندوران الأرض حول نفسها، وهذا فهم صحيح لأن الأرض بالفعل تتحرك مع كل ما تحمله منجبال وبحار ومخلوقات. ونحن اليوم نفهم من هذه الآية إشارة واضحة إلى حركة الألواحالأرضية وإلى حركة الجبال على هذه الألواح، وقد يتطور العلم فنجد أننا أمام فهمجديد، وتبقى الآية صحيحة وتتفق مع العلم الحديث مهما تطور هذا العلم، وهذا لا يكونإلا لكلام الله تعالى.الهدف من هذه الحقيقة الكونيةوالآن نتساءل: لماذا ذكرالله تعالى هذه الحقيقة الكونية الخفية في كتابه؟ ولماذا أمرنا أن نتدبرها؟ هللمجرد حب المعرفة أو الفضول أو معرفة أسرار الكون، أم أن هناك أهدافاً أخرى؟الحقيقة عندما نتأمل هذه الآية نلاحظ أن الله اختتمها بقوله: (إِنَّهُ خَبِيرٌبِمَا تَفْعَلُونَ)، فما علاقة حركة الجبال التي لا نراها بعلم اللهبأفعالنا؟بعد تأمل طويل لهذه الآية وجدت وكأن هذه الآية تحمل رسالة لنا نحنالبشر، وبخاصة المؤمنين: اعلموا كما أن الله تعالى يعلم حركة هذه الجبال وأنتم لاترونها، وأن الله قد أخبركم عن هذه الحركة الخفية ولم تتأكدوا منها إلا بأدقالأجهزة، كذلك فإن الله تعالى يعلم كل فعل تقومون به، أو كلمة تنطونها، أو فكرة قدتخطر ببالكم، فينبغي عليكم أن تحسوا بمراقبة الله لحركاتكم وسكناتكم، لأنه يراهاوسيحاسبكم عليها.
الخاتمه :